1

152 20 18
                                    


استمتعوا♡

________________________

كَانَت السَماء تَكسوها الغِيوم، اوائل ديسمبر لطَالما كَانت بَارده، تَتكدس بالامطَار وحين تَحين اللحظه

تتناثر قطراتُها هُنا وهناك، مُلطخَتا قُلوب العَابرين مُنهم المُرحب بها، والاخَر يَنفر من اقترابها

يَتمشي مُجعد الخُصلات بأستِرخاء، خِلو المَكان من البَشر يَجعل دَواخله تَرتاح

يَكره صوتهم العَالي، يَكره ضَجتهم المُبالغ بها، يكره همساتهم

وكأنهم مجموعه مِن الهَمج، يتدافعون في الارجاء مُشكلين كُل ذَلك الازعاج، بلا حسيب ولا رَقيب

وَصل الي مَنزله يَطرق البَاب بِطَرقات ضَعيفه، حتي اخيرا تَم الاصغاء وفُتح الباب مِن قِبل والدته

"تَجهز فأننا نَستعِد لزياره جَدتك، غَير ما تَرتديه فَهو يُصيبني بالكئابه"

قالت هي بأستهزاء، لكنه تجاهلها مُركزا علي بِدايه حديثها، زياره؟ هو لا يستطيع، لا يـقدر ولن يَقدر

هِي تَعلم...تَعلم بِكل شَئ، لكنها لا تُقدر حَـالته

هي تُجبره علي فِعل ما يَكره بلا اهتمام، وكَأنه لَم يَكُن ولَدها البِكري يوماً

"ا_ايمكنني ان لا اذهب_"

اَردف كَلماته بِتلعثم، يَرجو اَن تلتفت لِصوته المُتعب، ملمحه المُرهق، عينيه الذابله

لكنها لن تَفعل

"تَوقف عن التَصرف بهذه الطَريقه الحَمقاء، تَوقف عن التَلعثم كالاطفال حَديثي التَعَلم، لقد اصبحت شابا في العِشرين من عُمرك ومَا زلت خَائفا جَبانا، لما لا تَكون كأخيك الصَغير،مِثالي بكُل المقاييس، لا يُجبرني علي نَقله من الجامعه لانه يَرتجف كُلما لَمح بَشريا قَريبا منه، انتَ مُجرد عاله تايهيونغ اتفهم!!"

ترقرقت الدَمعات بين جِفنيه، لا تُلاحَظ حتي بسبب وقوفه في المَطر طَوال حديثهم

هي حتي لَم تُجعله يَحتمي من الامطار تاركتا اياه يَجثو امام الباب، بعد ان اقفلته في وجهه صارخه بأنه لا يُسمى الا بِعديم الفائده

خبأ وجهه بَين كَفيه مُجهشاً بالبُكَاء
مُرددا'اسف' عده مرات، تَقطَع شَهقاته صَوتُه كل ثانيه والاُخري

"ا_امي"

شَهق بِقوه حَتي شَعر ان حَلقِه قَد خُدِش

WALL FLOWERS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن