الفصل الواحد والعشرون
احتلال
بسم الله
..................
سأعزف على قيثاره حبي
لتصل الى مسامعك وتخبرك بمدى اشتياقي اليك
وفي بعدك سأعزف على الناي تراتيل حزني
لعل دقات قلبك تسمع صرخات ألم بعدك
اقترب مني
وامسك بيدي
لنعزف سوياً على اوتار حبنا
ولنطير في عالم جنون العشق والغرام
فلنعش سويا اونمت
سويا يامن ملكت فؤادى فالحياة بدونك لا حياة له
لأنني سأعيش بعدك
جسدا بلا روح
منقول
..........................
-خُطف !!!
همستها ترف بعدم فهم ...بذهول ... بجمود ... بينما سحبت الدماء من وجهها ... قلبها توقف لوهلة عن الخفقان ليعاود الأرتعاد داخل صدرها بقوة لم يسبق لها مثل ... لتكمل وعيناها متسعة وكأنها ستخرج من محجريهما وهي تحدق بوجه شقيقتها الباهت الحزين
- مالذي تقصدينه ب ( خٌطف ) !!!
اجابت ريتاج بنبرة مرتجفة
- ترف ... ا...
صرخت تقاطعها بحدة
- اجيبيييييييي من خطف !
قالت ريتاج وهي تمسك ترف بمحاوله منها لتهدئتها
- عروة ..عروة .. ارجوك ترف تماسكِ !
هزت رأسها بهذيان ... عدم تصديق واستنكار ... وظلت واقفه بمكنها وكأنها عزلت عنهم ... عزلت وكأنها احيطت بفقاعة وهمية ... عروة .. خطف .. كان صوت خالها يأتيها من بعيد وهو يقول بلامبالاة ...لامبالاته لم تكن موجهه لشخص عروة ذاته بل من فكرة الخطف التي اصبحت شيئاً يومياً وملموساً في بلادها ...
- اه مسكين فليكن الله بعونه ... من الجيد اننا مازلنا على البر ولايوجد لاخطبة ولا زوج
ثم نظر لترف الواقفه بمكانها لا تؤتي بأية حركة
- حسنا بنيتي انا يجب ان اغادر الان ... لا داعي لوجودي إذ يبدو انه لايوجد نصيب ..ربما هذا هو الافضل للجميع !
رافقت ريتاج خالها وهي تودعه بشحوب لتعود مسرعة تلك الجامدة بمكانها ..امسكتها من ذرعها وقادتها لتجس على الاريكة ... لتهمس وهي تمسد ذراعها صعوداً وهبوطاً
- حبيبتي ... ترف ..تماسكِ ارجوكِ! من اجلي !
نظرت لها ترف وعيناها بدتا ككرتين تسبحان ببحيرة من الدموع الشفافة
- كيف ..كيف ..خ..طف ...واين ..و..و..لما..ذا ..لما..ذا....عروة ..الم يجدو غيره ... الم يجدو ..الا الشخص...الذي ..الذي ...
اغمضت عيناها وتلك الدموع الحبيسة بدأت تتساقط كقطرات المطر على وجنتيها وتهبط بمسار ثابت لتتدحرج على يدي ريتاج التي كانت تمسك يد شقيقتها بقوة ... تشاركها الانين والدموع ... لم تتصور ان ردة فعلها ستكون بهذا الشكل ... حتى عندما سجن روؤف لم تكن هكذا ... ربما عندما توفيت والدتهم كانت منهارة لكن ايضاً ليس هكذا ... ترف المسكينة ... الى اية درجة تحبيه يا اختاه وانا لا علم لي ! ليتني استطيع التخفيف عنك ... ليتني استطيع ان اشتري السعادة بأي ثمن واهديها لك ... يا اختي الحبيبة ... التي ضحت بالكثير من اجلنا ولا زالت تضحي بكل ممنونية !!
وقفت ترف فجأة وهي تندفع تجاه غرفتها قائلة بجنون
- يجب ان اذهب ..انا ...انا ..لا استيطع الجلوس هكذا !!!
تبعتها ريتاج ببكاء
- الى اين تريدين الذهاب الان !فالشمس قاربت على المغيب بل هم اصبحو بوقت المغرب الآن ... اجابتها وهي تحمل حقيبتها الصغيرة وتخرج متوجهه لباب الشقة
- اتركيني وشاني ريتاج ... اتركينييييي بالله عليكِ !!
هتفت ريتاج بقوة
- انتظري ترف ... لن تستطيعي فعل شيء ... ثم بسيل والشرطة هناك يعملون ما يمكنهم لانقاذه !!!
لكن لمن تحكي فقد تبخرت طارت واندثرت كلماتها مع ذرات الهوء ... اه يا اختي ... لن تغيري المحتوم ... عروة له الله الان ... هو الوحيد القادر على ان ينجيه من مخالبهم !!!
همستها ريتاج وهي تغلق الباب ببكاء حار ومعذب
.........................
................................
مؤلمة تلك المشاعر التي تنتابني بغيابك
ويخنقني ذاك الشعور الذي يزحف بداخلي عندما لا اراكَ
وما بين هذا وذاك هناك نارٌ مشتعلة
تتأكلني بقسوة ... وتحرق كل بارقةِ املٍ تلوح امامي من بعيد
تخبرني بأني ربما سأراك من جديد
...........................
لم تهتم .. لم تهتم لسيارات الشرطة ... ولا للرجال الواقفين على بوابة القصر ... لم تعي انها كانت تركض لاهثة الا عندما اوقفها شرطي ضخم الجسد ...قائلا بخشونة
- مهلا انستي هل من خدمة ؟!
اجابت بلهاث ودموعها تسيل بغزارة ودون توقف
- رجو...ك ... سيد..ي ... انا ...انا ... اريد ... رؤية ...ب.. ب..بسيل ... فقط .. قل له ترف تريدك ...ا..رجوك...
تفحصها بنظراته الحادة ... منتبهاً لدموعها ولهفتها ... اومأ مشفقاً وهو يرفع جهاز الاسلكي يتكلم مع شخص ما ... بينما تراجعت هي لتتكأ على الباب الحديدي بأنهاك ..سرت برودة الحديد عبر قماش سترتها الرقيق ... لم تهتم لبرودتها .. بل تمنت ان تخفف تلك البرودة القليل من ذلك الاحتراق الذي تشعر به في قلبها وجسدها !
ما تشعر به الان لايمكن وصفه ابداً ... هي فقط تشعر بالعجز ... لالالا لم يكن عجزاً بل وكأنها فقدت جزءاً من جسدها ... اجل اقتطعو جزءاً مهماً من جسدها ... اااه عروة .. عروة ... لم يكن رجل احبته فقط ... لا .. عروة كان ... كان يمثل لها كل شيء جميل بحياتها ... رغم قسوته ولامبالاته .... بروده وغضبه ... الا انه مثل لها ... الامان ... الحب ... الحنان ... والأبوة ... اجل ... شعرت وكأنه والدها ... خاصة في الايام الاخيرة ... بعد ان تغير ... اصبح انساناً اخر ... دائم الابتسامة والمزاح ... يغدق عليها بحنان واهتمامه ...
أنت تقرأ
رواية احتلال لكاتبة رقية سعيد القيسى
Romanceعروة اجابها بشراسة وبفحيح مخيف اثار ارتعاشة صرت بسائر جسدها اجل عروة- عروة الغبى الذى سرقتيه وهربتى يالصة هزت راسها وقالت بتلعثم بينما سحبت الدماء من جسدها وغدت كالاموات تماما سيدى اارجوك دعنى اشرح لك قال بسخرية وعيناه القاسيتان تلتهم وجهها الشاحب...