الفصل الخامس عشر

1.1K 103 36
                                    

الفصل الخامس عشر

___معجب جديد___

منحته ملعقة الدواء فتناولها منها يبتسم بحب فلم يعد يتعجب من قدرتها علي القيام بأشياء كثيرة يفعلها المبصرون، يدرك أنها تواجه ضعفها بالتحدي، بقدراتها التي تكتسبها بجلد وصبر تمسح عن العيون الشفقة وتجني كل الإحترام.

_تعرفي ياريم قبل ماتاجي إهنه كنت عايش ازاي؟

_ازاي ياجدي؟

_كنت فاكر اني عايش مبسوط وراضي، كنت شايف في العزلة دوا لروحي مدريتش انها كانت عتاخد روحي وتدفنها بالحيا، كنت بجوم من السرير لأجل انه لازمن أجوم، كنت باكل لأجل انه لازمن آكل بس دلوكيت عرفت ان الجنة من غير ناس ماتنداس وانتِ مش ناس انتِ أغلي الناس، النور اللي عينور عتمة جلبي، انتِ اللي دبيتي فيا الحياة كيف المطر لما يحيي أرض مهجورة دبل زرعها ومات، وانت السمس اللي دفت جلبي بعد برد السنين، انتِ السبب اللي بجوم من النوم لأجلها وإنتِ اللي باكل وأشرب لأجلها برديك، لأجل ربنا يطول في عمري هبابة أعيشها وياكِ ياغالية.. يابنت الغالية، وه وه عتبكي ليه دلوك؟

أمسكت يده تقول بحب غمر ملامحها ونبرات صوتها:
_عايز تقولي كل الكلام الحلو ده ياجدي ومبكيش، دي دموع السعادة ياجدي، دموع مبتخرجش غير مع الناس اللي بنحبهم وبس، تعرف بعد وفاة والدي محسيش بالأمان وحضن العيلة غير هنا، في بيتك وفي حضنك، لو تعرف قد إيه بحبك كنت اتأكدت ان زي ماانت عايش عشاني فأنا عايشة عشانك ياجدي.

_تعالي يابتي، تعالي في حضن جدك خلينا نبكي سوا.

سحبها لحضنه فنامت جواره يضمها لصدره تغمض عيناها بينما يحكي لها عن والدتها وكيف كانت لا تنام حتي يقص عليها القصص، ليبتسم الجد بحنان وقد انتظمت أنفاس حفيدته ليدرك أنها كوالدتها تماماً، وهي لديه عزيزة مثلها بل أعز كما قال السلف.

________________

أغمضت عيناها تتعمق في ألحان معزوفتها، تراه بين النغمة والأخري.. لا تستطيع نفض صورته أو إحساس بالفقد ملك حواسها، فما بين جرح الغدر العميق وحنين يجتاح الوجدان _للحظات شعرت فيها بلذة الحياة وهي حده_ يتمزق فؤادها، لا تدري كيف ظل القلب يتوق له رغم جُرح أصاب القلب مازال ينزف حتي هذه اللحظة؟ لماذا جعلها تتعلق به وملك عليها جوارحها ثم طعنها بخنجر حاد في صميم قلبها؟ صارت حياتها دونه فارغة الأركان يسود الصمت جوانبها، بهتت ألوانها ثم صار اللون الأسود الشبيه بظلمات عينيها ظلاً لحياتها، قاتمة دونه ليس بها بصيص أمل، تذرف الدمع علي أوقات سعادة لم تعد في متناول يدها بعد أن ذبلت أوراق الحب وتوقف الوقت حين استوطن الحزن القلوب.

لم تدري أنها كانت تبكي تشاركها نغماتها ألم الفراق ولوعة الحنين حتي تذوقت الطعم المالح للعبرات فتوقفت فجأة عن العزف لتسمع تصفيقاً حاداً لم يفعل بقلبها مافعلته ذكري تصفيق آخر مر بخاطرها للتو فأثار كل ذرة بكيانها، تتذكر تصفيق الجمهور لها أيضاً يوم الحفل وكم أثار مشاعرها وأسعدها ولكن أيضاً لم يكن له نفس تأثير تصفيق رجل احتل وجدانها وتسلل إلي قلبها فصار يسري بروحها مسري الدم في الشرايين.

لا تشبهين أحداًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن