الفصل الحادي عشر

1K 106 68
                                    

الفصل الحادي عشر

___لا مجال للضعف___

اتجهت إلي حجرته التي أرشدتها إليها عاملة الاستقبال تتحسس خطاها ببطئ علي عكس تسارع خفقاتها لهفة لرؤياه،تعدّ الأبواب التي تصادفها باباً تلو الآخر حتي وصلت للباب المنشود، تجمدت أناملها علي مقبض الباب وهي تسمع صوت رجلاً آخر يقول:
_ولحد امتي بس هتفضل تخدعها وتكدب عليها؟

_مش عارف.

انه صوت جهاد..
هل يخدعها بدوره؟
ياالله..
هل جمعت محتالي الأرض ثم ألقيتهم في طريقي؟
لماذا وأنا لم أوذي مخلوق في حياتي قط ؟

_أنا شايف ان كفاية لحد كدة، انت مش قولتلي....

قاطعه جهاد قائلاً:
_ياسعيد مش هينفع صدقني.. علي الأقل دلوقت.. لسة شوية أنا لسة معملتش كل اللي مخططله من البداية ولسة مش متأكد....

تراجعت ريم تضع يدها علي فاهها لا ترغب في سماع المزيد وقد اغرورقت عيناها بالدموع قبل أن تستدير وتسرع بالمغادرة، ارتطمت بأحدهم فاعتذرت علي عجالة وهي تبتعد وكأن شياطين الدنيا تجري خلفها.. تذهب بأرجلها تجاه شياطين أخري ولكنها علي الأقل تستطيع التعامل مع هؤلاء، أما هذا الشيطان الذي سلبها قلبها ثم حطمه إلي أشلاء لن تستطيع معه فعلاً سوي الدعاء له بكسرة قلب تضاهي كسرة قلبها ولكن لسانها عجز عن الدعاء عليه لتدرك كم كانت حمقاء... ولازالت.

_____________

كان لابد وأن أوقن من أن السعادة هي وهم سيؤول إلي سراب، كم من أحلام رسمتها معك تحملني فيها إليك أجنحة الشوق فصارت كوابيس حين تكسرت أجنحتي وسقط في هوة الألم، كل ماأردته أن تبقي بحياتي للأبد.. فأصبحت ألعن قلبي الذي أرادك بكل خفقة من خفقاته التائقة للحب.
أسكنتك خافقي وجعلتك تتغلغل في روحي فجلبت الشقاء إلي نفسي البريئة من كل إثم..
انتظر..
لست بريئة بهذا القدر..
آثمة كنت حين سمحت لك بجرحي فلو لم أجعلك قريباً مني ما جرؤت، لم أتخذ الماضي درساً فأمشي وبيدي درع أخبر ذاتي أن السعادة وهم وحين تزول لايبقي منها سوي أعراض الإنسحاب القاتلة.. وها أنا أعافر كي لا تذوي روحي كما يذوي قلبي، أقاوم بكل قوة ضعف يعتريني، فلا مجال الآن للضعف ومازال لدي واجب تجاه أبي و أمي.... ونفسي.

كانت تبكي في حجرتها، تفرغ أحزانها علي صدر وسادتها بألم عجزت عن مواراته وقد أنهك الجرح ذاتها وجعلها عاجزة عن فعل شيء سوي ذرف الدموع، ليس من السهل أن ينجبر القلب بعد كسر فحتي وإن حاولت تجميعه ستظل الشروخ بارزة تُذكرها بكم كانت ساذجة حين سمحت لجهاد بأن يحتل قلبها دون أن توقن من أنه الرجل المناسب لها.

طرقات علي الباب جعلتها تستقيم وتمسح دموعها بسرعة فلا طاقة لها الآن لأن تجد مبررات للعقربة سندس التي فتحت الباب تتطلع إليها قائلة:
_لسة ملبستيش ياريم، أنا مش قولتلك جايلنا ضيف يابنتي.

لا تشبهين أحداًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن