الفصل الثالث

1.3K 116 67
                                    

الفصل الثالث

___تمسك بذات الراء___

كان يستعد لحمل الصينية والتوجه للخارج حين استمع إلي صوتها الرقيق وهي تقول:
_من فضلك عايزة الأستاذ جهاد.

استدار يتطلع إليها بعيون تتشرب من ملامحها الجميلة، لقد جاءت إلي المطبخ خصيصاً تسأل عنه، هل دق خافقه الآن بقوة كما لم يفعل من قبل، تقدم منها بينما يقول زميله:
_هناك أهو.. علي بعد تقريباً أربع خطوات منك .

استمعت إلي صوته وهو يقول:
_أنا جهاد ياهانم.. خير.. محتاجة حاجة؟

مدت يدها إليه ببعض المال قائلة:
_دي الفلوس اللي اتخصمت منك.

قال رافضاً:
_مش هقدر أخدهم من حضرتك، انا غلط ولازم أرضي بعقابي.

_ومامتك ذنبها إيه؟ خد الفلوس عشان تقدر تدفع مصاريف علاج والدتك.

تدفق الحنان من عينيه، قلبها الرقيق يجذبه بقوة ليبتسم قائلاً:
_ده كرم كبير من حضرتك لكن حقيقي مش هقدر آخد الفلوس دي منك.. أنا هقدر أتصرف.

راق لها كبرياءه فأصرت قائلة:
_من فضلك متكسفنيش واعتبرني زي أختك وهي زي والدتي..اللي حصل كان بسببي، انا اللي اتكلمت وقتها ولبختك وانت زي ماقالوا لسة جديد في مهنتك، من صوتك وطريقة كلامك حاسة انك خريج تعليم عالي، يعني مرض والدتك اللي اضطرك تشتغل في غير مجالك عشان تقدر تصرف علي علاجها، الحقيقة انا بقدر الناس اللي زيك وبتمني اقدر أساعدكم وأقف جنبكم كلكم لانكم تستاهلوا الدعم..

أخرجت من حقيبتها كارتاً منحته إياه مردفة:
_ده كمان الكارت بتاعي لو احتجت أي حاجة متترددش واتصل بيا وزي ماقلتلك انت زي أخويا ووالدتك زي والدتي الله يرحمها.

_الله يرحمها.

هل من الممكن أن يخفق القلب بقوة فتسمعه ينادي بحروف من كانت السبب في سحره؟ مابين الخفقة والأخري يصرخ به مطالباً إياه بقوة...

"تمسك بذات الراء فإن قلبها قُدّ من الجنة، لا تتركها أبداً فإن تركتها فلن تجد لها مثيلاً قد ألقت عليك تعويذتها منذ استمعت إلي أنغامها الملائكية فصارت تسري بروحك كما تسري الدماء بشرايينك."

أفاق من تأمله لها علي صوتها المرتبك وهي تقول:
_أستاذ جهاد!

_الحقيقة انك انسانة بقلب من دهب وقصاد طيبتك وأخلاقك العالية وكلامك اللي بيدل علي طيب أصلك هقبل آخد الفلوس لكن علي سبيل الدين وبإذن الله في أقرب فرصة هديهملك.

_لكن....

_من غير لكن ده شرطي الوحيد عشان اقبل الفلوس ياآنسة ريم.. قلتي إيه؟

هزت رأسها واعتلي ثغرها ابتسامة رقيقة، كل شيء يخصها يسحره حتي ابتسامتها التي يراها لأول مرة فشعر بالكون حوله يشرق ويبتسم له.. أخذ منها المال والكارت شاكراً فقالت بابتسامة:
_مفيش داعي للشكر.. احنا اخوات زي ماقلت لك.. عن اذنك.

لا تشبهين أحداًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن