لِما

43 8 0
                                    


العاشرة وأربع دقائق

الغُرفة مُظلمة

فقط ضوء الهاتف هو ما يُضيئها

تصفُح التطبيقات أصبح مُملًا
ملئ بالسموم

يتحدث هذا عن نجاحهُ

وهذا عن حياتهُ السعيدة

وهذا عن رفاقهُ ويومهم اللطيف

وهذه عن جسدها الرشيق وبشرتها النقية

يُشعروني بأنني فاشل

لا أملك رفاقًا نتنزه كل يوم

ولم أُحقق أي نجاح أفتخر بهِ يومًا

لا أملك المعاير الكافية لأن أكون سعيد مثلهم

لكن لا بأس بأن أكون ذاتي

لما يجب أن أُصبح بذات نجاحهم وحياتهم السعيدة ؟

لما السعادة يجب أن تكون عمل ومال وجسد رشيق ؟

كوني راضيًا فحسب
ألا يكفي لأن أُصبح سعيدًا ؟

في كل الأحوال ماذا سأفعل بالسعادة ؟

على أيٍ لا مُستقبل لي

أوقفتني صورة تم التحديث بِها الأن

فتى مُبتسمًا وبجانبهُ رفيقهُ يأكلون في مكانٍا ما

لما عليهم أن يُذكروني كل دقيقة بأني لا أمتلك أحدًا ؟

لا بأس يُمكنني التنزه بمفردي

بجانب الباب في الخارج دراجة أخي الكبير
سيخرج بعد قليل بِها للعمل في دوامهُ الليلي

سأخذها وأعود لن ينتهي العالم مثلًا

أخذتُ هاتفي للأستماع للموسيقى

الطريق مُظلم يُنيرهُ ضوء القمر
كان يجب أن أخذ معطف كي لا أمرض

لكني أُحب القيادة في الهواء البارد
لذا من الجيد أني لم أخذهُ

ألتقطت صورة لِظلِ وأنا أقود

كتبتُ أعلاها
القيادة _ مع _ رفيق :)

ومن ثم نشرتها

لما كذبتُ ألم أقل أنهُ يمكنني أن أكون ذاتي ؟

لكني لم أكذب !
قلتُ مع رفيق وأنا رفيقُ نفسي

لذا أنا لم أكذب

لما دومًا لدي رأيين في ذات الوقت ؟

من أكون ؟

_

مُتناقضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن