زالَ الصِـبــا

246 11 11
                                    


《مُـغـتـرِبـة》

▪︎▪︎

كان جاكسون جالسًا على مكتبه وبيده الكتاب الذي نسيته ليل اليوم في الجماعة، تذكر حينها ملامحها وهيئتها، لقد كانت مختلفة، وملفتة ولكن بشكل مختلف، لم يكن لفتُها للنظر بسبب جسدها المكشوف او شعرها المسترسل على ظهرها او حتى ببعض الألوان الموضوعه على وجهها لتزيدها بهاء، بل كان عكس هذا، كان جسدها مُغطى بالكامل، لا تُظهر شعرها، لا تضع أي شىء على وجهها سوا خط اسود في جفنها السفلي بعينيها، لم يكن بالكثير ولكنه كان جميلًا، كان جميلًا بطريقة مختلفة.
   وبينما هو شارد غارق في افكاره إذ به يسمع اصوات صُراخ تأتي من الأسفل وتتزايد.

..

وصلتا إلى مكان إقامة ليل، كانت ليل صامته طوال الطريق، بينما الأخرى كذلك، يبدو أنهم ليسا إجتماعييَّن بصورة تجعلهما يتحدثا، أشارت لها ليل بيدها على مبني إقامتها، أبتسمت هانا لها من دون التحدث، ولكن ليل تحدثت
  _شكرًا كثيرًا على مساعدتك، كان جميلًا منك لن أنساه.
  _لا عليكِ هذا ما كان يجب عليّ فِعله، ولكن خذي حذركِ في المرة القادمة.
  أنهت هانا كلماتِها بإبتسامة ثم هزت ليل رأسها علامة الإيجات وبادلتها الإبتسامة، أشارت ليل بيدها تودعها بينما ترجع خطوات للخلف بقليل من التوتر، يبدو أنها تعاني من مشكلة في علاقاتِها الإجتماعية، أشارت الأخرى لها بدورها ثم وضعت قبعة سترتها على رأسها وأستدارت ثم سارت في هدوء، أستدارت ليل هي الأخرى بدورها ودخلت من بوابة المبني ثم أتجهت للمصعد.

  دخلت المنزل، ثم أزالت حجابها من على رأسها لتسترسل بعض الخصلات الناعمة على جانبي وجهها، جلست على السرير بإرهاق ثم نظرت إلى يدها الممسكة بالكيس الذي بداخله علبة اللبن لتتذكر سبب خروجها من المنزل وسبب مرورها بكل هذا لتتأفف بجزع ثم تستغفر سريعًا منكرة على نفسها هذا التأفف وتحمد الله على ما مرت به. تعلم علم اليقين أن هذا كان خيرًا لها، حتى وإن لم يظهر هذا الخير أمام عينها، ولكن تعلم أن الذي حدث من مقادير الله والذي هو خير فتحمد الله عليه دون معرفة الحكمة وراءه.

  قامت من جلستها ثم أتجهت إلى المطبخ لإعداد كوب شاي بلبن، وضعت براد الشاى على إحدى عيون الموقد وأتكأت على الحائط بجانبه تنتظر غليانه، راحت بأفكارِها في عدة أشياء، أشياء سعيدة تجعلها تبتسم وأشياء أخرى عكس ذلِك، فاقت من شرودها أثناء سماعها لصوت صفير البراد ينذر بغليان الشاي.
  خرجت من المطبخ وبيدها كوبها متجهة إلى سريرها، جلست ووضعت الكوب على طاولة صغيرة جانب السرير ثم أمسكت حقيبتها تهم بإخراج كتابها الذي كانت تقرأه صباح اليوم لإستكمال القراءه به، فتحت الحقيبة ولكنها لم تجده، ظلت تحرك الأشاء الاخرى التي بداخلها علّها تجده مدسوسًا بينهم ولكِنها لازالت لم ترَه، أمسكت الحقيقة وقامت بقلبها رأسًا على عقب ليسقط كل ما بالحقيبة أعلى السرير ولكنها فقدته، لا تراه، تنهدت يتذمر ثم نظرت أمامها بشرود تحاول تذكر أين يمكن أن تكون تركته، لكِنها لا تتذكر، هل في المكتبة؟ أم هل من الممكن أنه وقع منها في المترو؟ ولكنها تذكرت أنها لم تخرجه وهي به، ظلت تذهب بأفكارِها لكل لحظة قضتها بالخارج وأين يمكن أن تكون تركته، ثم تذكرت أثناء ماكانت جالسة تقرأ منه وهي تنتظر أصدقائها، هل من الممكن أن تكون نسيته هناك؟ لعلها تنظر في نفس المكان غدًا ربما تجده.

مُغتربةWhere stories live. Discover now