أسطورة هرقل كاملة :-
#مولد هرقل وحياته المبكرة /
ما من بطل في العصور القديمة نال من الشهرة ما نال هرقل ( هيراكليس الإغريقي ) : هو ابن جوبيتير وألكميني الطيبية .
وقد دأبت جونو على عداء أبناء جوبيتير من زوجاته الأخريات , ولكن عداوتها لهرقل فاقت كل حد , كانت توصف بالقسوة الفاتنة .
وقد رتبت الأمور قبل مولد هرقل لكي تمنعه من حكم مملكة . وبينما هو في مهده أرسلت ثعبانين ليخنقاه ولكن الولد هرقل كان قوياً جدا قوة خارقة فما كان منه إلا أن أمسكهما في يديه وخنقهما .
تلقى هرقل في شبابه تعليما في جميع فنون الرجال , وتدرب على أيدي خيرة معلمي بلاد الإغريق فلقنه أمفتريون ملك طيبة ابن ألكايوس , وحفيد برسيوس والذي اشتهر بأنه والده , لقنه دروساً في فن قيادة العربات , وعلمه أوتوليكوس ابن ميركوري المصارعة , وعلمه الملك يوريتوس الرماية , وعلمه كاستور الذي هو أحد ابناء جوبيتير كيفية الصمود في القتال العنيف , ولقنه لينوس ابن أبولو دروساً في الغناء والعزف على القيثارة , ودربه رادامانوث الذي بسبب أخلاقه الحميدة صار فيما بعد أحد قضاة العالم السفلي , دربه على الحكمة والفضيلة . ولكن هرقل في شبابه ورجولته كان يفتقر إلى ضبط النفس ففي إحدى ثورات غضبه المفاجئة قتل معلمه لينوس ...
نفى أمفتريون هرقل بسبب جريمة قتل معلمه إلى الريف حيث جعله يرعى الماشية , فنما وترعرع في الخلاء ...
واطرد نمو قوت يوما بعد يوم , وفي ذلك الوقت بدأ يقوم بأعمال مدهشة تنم عن فرط القوة والجرأة , فقتل الأسد الثيسي الذي ظل وقتاً طويلاً يفتك بقطعان الإنام في الجهات المجاورة , ومنذ ذلك الحين أخذ هرقل يرتدي جلد هذا الأسد وجعله لباسه العادي , وكان يحمل هراوة ضخمة قطعها بنفسه من شجرة قريبة من منطقة نيميا .#زواج هرقل وجنونه :
قضى هرقل حياته كلها في خدمة زملائه البشر , ويحكى أنه رأى حلماً في حياته المبكرة ( رأى سيدتين تقفان في مفترق الطريق , قالت إحدى السيدتين لهرقل : أنا السرور , وعندي لك عدة هدايا , أهبك سهولة العيش والترف والثروة والأصدقاء الشكورين والبيت السعيد والأولاد الذين يخلدون اسمك ويتذكرونك , لن تحتاج إلى شيء , ولن تقاسي أية مشقات , ولن تعرف الحزن إطلاقاً فتعال معي .
وقالت الأخرى ( أنا الواجب , اخترني تكن المشقة دائماً في ركابك , وستكون الراحة غريبة عليك , وكثيراً ما ستعاني الألم ويمزق الحزن قلبك , ومع ذلك فسيتذكرك البشر بالشكر وعرفان الجميل , ستكون بطل شعبك وسيخلدون اسمك إلى الأبد ... فتعال معي )
لم يتردد هرقل في حلمه , بل سار في طريق الواجب , وأحياناً يطلق على الواجب اسم ( اختيار هرقل )
تحقق كل ما وعدته به الواجب .
فلما رجع هرقل من منفاه راعياً , ساعد أخاه غير الشقيق إيفكليس وأباه بالتبني أمفتريون في حرب شناها لتحرير مدينتهما , ورغم أن أمفتريون قتل في هذه الحرب , إلا أن العدو هزم هزيمة نكراء بفضل بسالة هرقل , فنال مكافأته يد الأميرة ميجارا فعاش وقتاً ما سعيداً معها ومع أولاده منها .
أطلت جونو من أوليمبوس إلى الأرض , فلم تطق رؤية هرقل في سعادة ورغد عيش , فأرسلت إليه جنوناً جعله يقتل أولاده وهو في غمرة جنونه , كما قتل اثنين من أولاد أخيه إفكليس , غير أن مينيرفا أشفقت عليه فأرسلت إليه نوماً عميقاً أنقذه من اقتراف جرائم أخرى , فلما استيقظ من نومه كان سليم العقل معافى , فحزن حزناً عميقاً على ما فرط منه
عرف هرقل أن مجرد الحزن لا يكفي , فسعى إلى التكفير عن ذنبه بكل الطرق ... استشار الحكماء والكهنة وحتى الآلهة ... وأخيراً فرض على نفسه حكماً قاسيا , أن يخدم ابن عمه الملك يوريثيوس وينفذ أوامره مهما تكن , وذلك لمدة اثني عشر شهراً , وفي تلك الأثناء أوحت جونو إلى يوريثيوس بعدة اعمال يفرضها على هرقل لتزيد من معاناته وإهانته .
العمل الأول :
أمر يوريثيوس هرقل أن يقتل أسد نيميا , ذلك الوحش الكاسر الضخم الذي روع الآهلين وقتل الناس والماشية , ولم تفلح في القضاء عليه إية هجمات قام بها سكان منطقة نيميا , كما أمره أن يحضر إليه ذلك الأسد مقتولاً .
فانطلق هرقل إلى تلك المنطقة وأخذ يبحث في كافة أرجائها حتى وجد ذلك الضرغام , فنشب بينهما قتال مفزع , ووجد هرقل أن سهامه وهراوته الضخمة ليست كافية لقتل هذا الأسد , فألقى البطل قوسه وعصاه جانباً , وهجم على الوحش بيديه القويتين فخنقه حتى مات .
فحمله على كتفيه وذهب به إلى يوريثيوس كما طلب , فارتعدت فرائص هذا الأخير لرؤية ذلك الوحش الغضنفر .
العمل الثاني :
أمر هرقل بأن يقتل الهيدرا , أو أفعوان ليرنا .فلما التقى به عن كثب وجد له تسعة رؤوس , فإذا ما ضرب بعصاه رأساً منها فأطاح به , نبت مكانه على الفور رأسان آخران جديدان , أما الرأس الأوسط فكان خالداً قاوم كافة الجهود التي بذلها هرقل لقطعه , فلاح لهرقل أن جهوده كلها تذهب أدراج الرياح , ولكنه لم يعدم الحيلة , فاستعان بابن أخيه أيولاوس الذي صحبه هذه المرة , فربط الأفعوان إلى شجرة ضخمة , وأوقد ناراً تحت رؤوسه القابلة للفناء , فالتهمت النار الرؤوس الجديدة بمجرد نموها حتى أتت عليها جميعاً ولم يبق للأفعوان سوى الرأس التاسع الخالد , فدفنه هرقل تحت صخرة عاتية وانتفع بدم ذلك الأفعوان بأن غمس فيه سهمامه فسممها .
العمل الثالث : القبض على الوعل الإركادي
ذلك الحيوان العجيب البالغ السرعة , ذي القرون الذهبية والأطلاف البرونزية , خرج إليه هرقل يبحث عنه حتى وجده , فظل يطارده مدة عام كامل دون جدوى , بسبب سرعته العظيمة , وأخيراً وبعد لأي استطاع هرقل أن يجرح ذلك الوعل جرحاً بسيطاً , وبذا قبض عليه وحمله على كتفيه وذهب به إلى يوريثيوس .
العمل الرابع : صيد الخنزير الإريمانثي .
طلب يوريثيوس من هرقل أن يحضر له ذلك الحيوان حياً . وكان هذا الخنزير بالغ الشراسة , عاث في تلك المنطقة الريفية تحطيماً وتدميراً , وأتى على اليابس والأخضر , فطارده هرقل وسط الثلوج العميقة المتراكمة على الجبل الذي يعيش فيه هذا الخنزير , وظل يطارده وهو يراوغه , وأخيراً أمسكه في شبكته الضخمة , وحمله إلى سيده يوريثيوس .
العمل الخامس : تنظيف حظائر أوجياس ملك إليس .
كان لهذا الملك قطيع يتكون من ثلاثة آلاف ثور , ظلت حظائرها لا تنظف لمدة عدة سنوات حتى تراكمت فيها الأقذار إلى درجة لا تطاق . فلما كلف هرقل بتنظيفها , سد نهري ألفيوس وبينيوس وجعلهما يصبان مياههما في تلك الحظائر , فأخذت المياه المتدفقة تجرف الأقذار أمامها شيئاً فشيئاً حتى نظفتها تماماً , وعندئذ أعاد هرقل النهرين إلى مجرييهما الأصليين مرة أخرى .
العمل السادس : قتل الطيور الستمفالية .
تلك الطيور التي كانت تحت الرعاية الخاصة للإله مارس كانت مخالب وأجنحة ومناقير هذه الطيور من البرونز , فإذا ما هاجمت عدواً أو فريسة استخدمت ريشها سهاماً , وكانت جشعة تفضل لحوم البشر على كل ما عداها من الأطعمة , وكانت تعيش في بحيرة قرب منطقة ستمفالوس في أركاديا .
فأمر يوريثيوس هرقل بأن يطرد تلك الطيور من مأواها ويقتلها . فطلب هرقل مساعدة مينيرفا , فزودته بمصلصلة عظمى أزعج صوتها تلك الطيور , فانطلقت من مخابئها تطير في السماء وعنئذ أخذ هرقل يصوب سهامه نحوها حتى قتلها جميعاً .
العمل السابع : القبض على الثور الكريتي الجميل .
الثور الذي أهداه نبتيون إلى مينوس ملك كريت , وصار فيما بعد بالغ الضراوة , فامر هرقل بالقبض عليه , ففعل وحمله على كتفيه القويتين حتى دخل به على يوريثيوس فتركه في قصره .
العمل الثامن : القبض على أفراس ديوميديس.
ذلك الملك القاسي الذي يطعم خيوله لحوم البشر , فاستعان هرقل ببعض أصدقائه وأمسك بتلك الخيول وسار بها مرتحلاً إلى وطنه , فطاردهم ديوميديس وأتباعه , فنشبت بينهم معركة انتصر فيها هرقل وسقط ديوميديس صريعاً , فألقى هرقل بجثته إلى خيوله , فما أن التهمت لحم سيدها حتى رجعت أليفة ترفض أكل لحم الإنسان .
العمل التاسع :
كان هذا العمل صعباً بالغ الصعوبة بحق , وهو الحصول على زنار هيبوليتي ملكة الأمازونيات , أولئك النسوة المحاربات اللواتي أسسن مدينة خاصة بهن في آسيا الصغرى . وكانت هيبوليتي قد أهداها مارس زناراً غاية في الجمال . فتلهفت أدميتا , ابنة يوريثيوس إلى امتلاك هذا الزنار الفريد , فحثت أباها على أن يأمر هرقل بإحضاره .
وبعد عدة مغامرات , وصل هرقل أخيراً إلى مملكة الأمازونات , فاستقبلته هيبوليتي بالترحاب ووعدته بأن تهدي إليه ذلك الزنار , ولكن جونو اتخذت صورة إحدى الأمازونات وأدخلت في روع تابعات هيبوليتي أن هرقل سيأخذ ملكتهن أسيرة , فهاجمهن هرقل الذي ظن هناك خيانة من هيبوليتي فقتلها وأخذ الزنار , وقفل راجعاً إلى وطنه حيث قدم الزنار إلى يوريثيوس
العمل العاشر : القبض على ثيران جيريون .
ذلك العملاق ذي الرؤوس الثلاثة , الذي يعيش في جزيرة إروثيا الصغيرة وغير المعروفة جيداً .
كان جيريون هذا ضخم الجسم عظيم القوة ومسلحاً بأسلحة قوية , ويساعده في حراسة قطعان ماشيته الكبيرة عملاق آخر اسمه يوروتيون وكلب ذو رأسين .
ظل هرقل مدة طويلة يبحث عن جزيرة إروثيا , مارا بعدة بلاد منها حدود أوربا , ولكي يضع علامة تبين مدى تقدمه وضع جبلين شاهقين كأعمدة أطلق عليهما الأقدمون اسم ( أعمدة هرقل ) وأطلق عليهما المحدثون اسم ( جبل طارق )
ولما ضايقت حرارة تلك المنطقة هرقل , أطلق بعض سهامه نحو الشمس , فأعجب إله الشمس بجرأته وأعطاه قارباً من الذهب يقود نفسه تلقائياً ليبحث به عن جزيرة إروثيا , فلما وصل إليها , قتل جيريون ويوروتيون والكلب , وشحن الثيران في قاربه السحري وعاد به إلى شاطئ بلاد الإغريق حيث أعاد القارب ثانية إلى الشمس ..
العمل الحادي عشر : إحضار تفاح الهسبيريديات الذهبي .
لم يعرف هرقل موضع التفاح الذهبي المقدس , ولكنه كان يعلم أن الشجرة التي تثمر ذلك التفاح يحرسها تنين دائم اليقظة , فلا يسمح لأي فرد أن يمر من هناك , كما أن لديه مناعة ضد الجروح . وزيادة على هذا كان يعرف أن أطلس ذلك التيتان الذي يحمل السماء فوق كتفيه يقيم بالقرب من الحديقة التي بها ذلك التفاح , وأن بنات أطلس الهسبيريديات , يرقصن باستمرار حول تلك الشجرة التي تثمر ذلك التفاح العجيب , وبعد تجوالات طويلة عثر هرقل على أطلس , فرجاه أن يذهب معه ويقطف له بعضاً من ذلك التفاح , فوافق أطلس على أن يأتيه بالتفاح إن حمل ثقل السماء بدلاً منه ريثما يجيئه ببغيته , فقبل هرقل وحمل السماء , وانصرف اطلس وعاد بعد فترة قصيرة ومعه عدة تفاحات ذهبية , ولكنه رفض أن يحمل ثانية حمله القديم إذ ابتهج بحريته وكان راضياً تمام الرضى بأن يحل هرقل محله إلى الأبد .
قال أطلس مقهقهاً ( سآخذ التفاح إلى يوريثيوس بدلاً منك وأخبره أنك لا تستطيع إحضاره له بنفسك )
تظاهر هرقل برضاه عن فكرة أطلس وقال ( ولكن حمل السماء ليس موضوعاً على كتفي بطريقة مريحة )
قال هذا وهو يتململ ويحرك الحمل بعدم ارتياح , ثم مضى يقول : (أمسك السماء لحظة واحدة فحسب ريثما اضع جلد الأسد كوسادة فوق ظهري ) لم يشتبه أطلس بوجود خدعة , فحمل السماء ثانية وما إن استقرت على كتفيه حتى خطف هرقل التفاح الذهبي من يديه وودعه مبتسماً .
العمل الثاني عشر :
والأخير من الأعمال التي كلف بها هرقل لم يكن اقل مشقة من أي عمل سابق , كلف هرقل بإحضار الكلب كربيروس من العالم السفلي , وهنا أيضاً اضطر هرقل إلى طلب مساعدة الآلهة . فصحبه في رحلته المخيفة إلى مملكة هاديس كل من مينيرفا وميركوري . فرحب بلوتو بطلبه أن يأخذ كربيروس معه إلى العالم العلوي , على شرط ألا يستخدم أية اسلحة ضد كلبه ذو الرؤوس الثلاثة , والذي يحرس العالم السفلي , فناضل هرقل مع الكلب بقوته المجردة فحسب , وأخيراً تمكن من إخضاعه , وحمله إلى يوريثيوس لكي يفحصه فحسب , ثم أعاده ثانية على العالم السفلي .
حياة هرقل الأخيرة
تروى عدة حكايات أخرى عن هرقل الذي أصبح البطل القومي لبلاد الإغريق عاد إليه الجنون مرة أخرى , فقتل صديقه إفيتوس , ولكي يكفر عن هذه الجريمة فرض على نفسه أن يخدم عبداً لمدة ثلاث سنوات .
فوضع نفسه هذه المرة تحت إمرة امرأة هي الملكة أومفالي , ويحكى عنها أنها لكي تظهر سيطرتها على هرقل , أمرته بارتداء ثياب النساء , وغزل الصوف , بينما لبست هي جلد الأسد .
عندما ربط بروميثيوس بالسلاسل إلى صخرة في القوقاز وجد تعزيه واحدة أدخلت السرور على نفسه , وهي أن واحداً من أقربائه سيأتي ويخلصه من قيوده .
وهذه الحادثة التي قررتها الأقدار تحققت في الوقت المناسب عندما أبصره هرقل أثناء قيامه بإحدى رحلاته , فامتلأت نفسه إشفاقاً على هذا التيتان الذي قاسى مثل هذا العذاب بسبب خدمته للبشر , وصمم على قتل الطائر الجارح الذي كان يتغذى بلحم بروميثيوس , فنفذ ما أراده وخلص واهب النار من سلاسله .
وفي رحلة أخرى التحم هرقل مع أنتابوس أحد أولاد نبتيون , إذ تحداه في القتال , فوجد هرقل أنه في كل مرة يطرح خصمه أرضاً ينهض هذا وقد تضاعفت قوته بعد الاتصال بالأم الأرض , وعلى ذلك رفعه هرقل في الهواء وظل يخنقه حتى أخضعه
.تزوج هرقل ديانيرا ابنة أوينويس وشقيقة ملياجر تلك التي جاءه الموت عن طريقها , فذات مرة وصل هرقل وديانيرا إلى مخاضبة نهر حيث كان القنطور نيسوس ينقل الناس خلالها نظير أجر , وكان بوسع هرقل نفسه أن يعبر ذلك المجرى بغير عناء , أما ديابيرا فجعل نيسوس يحملها فوق ظهره ليعبر بها النهر , وكانت ديانيرا ذات جمال بارع , فلما أبصرها نيسوس , وبدلاً من أن يحملها على الضفة الأخرى للنهر , استدار بها واتجه نحو المغارة التي كان يعيش فيها فأمسك هرقل قوسه وهو واقف على الضفة الأخرى وأطلق منها سهماً اخترق قلب نيسوس , وبينما هذا الأخير يلفظ أنفاسه حمس إلى ديانيرا وأخبرها بأن دمه تعويذة سحرية للحب ستساعدها على الاحتفاظ بحب زوجها لها .
صدقت ديانيرا نيسوس بغباء , وذات مرة عندما تأججت نار الغيرة في فؤادها إذ لاحظت اهتمام هرقل بفتاة أسيرة , فغمست ثوباً سيلبسه هرقل في دم نيسوس الذي كانت تحتفظ به لوقت الحاجة .
غير أن ذلك الدم كان في الحقيقة سماً قاتلاً , فلما ارتدى البطل ذلك الثوب امتد شره إلى لحمه إذ التصق الثوب بجسمه وظل يذيب لحمه مسبباً له آلاماً مبرحة قاتلة , وعبثاً حاول هرقل أن ينزع الثوب عن جسده , فصعد إلى جبل وجمع كومة من الأخشاب ورقد فوقها لتكون كومته الجنائزية , ثم أمر بغشعال النار فيها .
إلا أن جوبيتير تدخل في اللحظة الأخيرة , فخطفه إلى أوليمبوس حيث تصالح مع جونو التي أعطته ابنتها هيبي ليتزوجها .