الفصل الأول

21 3 5
                                    

وميض قطع اندماجي في لقطة مشوّقة من مسلسلي المفضّل آتي من نافذة غرفتي المطلّة على الحديقة الخلفية, لم اعره اهتمام واكملت مشاهدتي إذ ظننته ضوء سيّارة مارة من الطريق " الخالي " خلف منزلي او هكذا ما يطلقون عليه فهو يمرّ بين مجموعة من الحقول الكبيرة لكلّ منها صاحبها وعائلتنا احدها، لذا يعتبر ملكيّة خاصة لا يسمح لغريب عن تلك الأراضي بالمرور من هناك.
كانت ليلة صيفية هادئة وحارّة ممّا جعلني اضطّر لفتح النافذة حتى تداعبني بعض النّسمات العليلة، لم أرد تشغيل المكيّف لحساسيتي اتجاهه.
من غير المعقول أن يكون ضوء سيّارة فهاقد عاد مجدّدا..ومضة ، ومضتان ، ثلاث.. حسنا!! ايقنت الان بأن احدهم يستقصدني او لعلّ شيئ ما يحدث خارجا..
"مالذي عليّ فعله ؟! هل اخبر ابي ! "..
قرّرت التريّث قليلا فهو سريع الغضب وقد يوقظ جميع الجيران و الذين هم اصحاب الحقول المجاورة، اقتربت من النّافذة والقيت نظرة خاطفة..
" ظلام حالك ! لا أرى شيئا ، ما العمل الان ؟" . امسكت مصباح صغير املكه ووجّهته اتّجاه الوميض الذي رأيته سابقا ، انتظرت لدقيقة ثم اطفئته ، لا اعلم في ما كنت افكّر آنذاك ، ربّما فقط أردت التأكّد قبل اخبار والدي ، الامر الذي لم يطل حتى آتاني الرّد بنفس الاتجاه ونفس مدّة ابقائي على المصباح مشتعلا..
" عليّ اخبار والدي الان ، هناك احد ما خلف حديقتنا واظنّه من بعد المسافة التي لاحظتها داخل حقلنا نحن " ..
كان هذا المفترض ان يحدث لكن ولأني فتاة غبية غارقة بخيالها ، قرّرت التأكد بنفسي اكثر ، فمن الواضح ان ايّ من يكون هذا فهو يريدني انا ولا خير في مناداة والدي وسماع جميع الجيران..اقنعت نفسي بهذا والتي قبلته بكل صدر رحب ضاربة بجميع تحذيرات العقل عرض الحائط فهي عاشقة للمغامرة..
ارتديت رداء خفيف اسود ذو قلنسوة كبيرة غطّت معظم رأسي الصغير ، لطالما تشوّقت لإرتدائه حقا وليس بالحفلات التنكرية ، التقطت المصباح ووضعت هاتفي داخل جيبي وخرجت كاللص من النّافذة بكل احترافية.. في الحقيقة انا معتادة على ذلك فلطالما تسللت خارجا من هنا ،  لكنّي اذهب فقط لبرج المراقبة ، اذ يعتبر مكان راحتي وخلوتي..تتبيّن لي جميع الحقول و المنازل المجاورة ، كما أحب مراقبة النجوم هناك حين لا يأتيني نوم..
قطعت وأخيرا حديقتنا الخلفية بسلام دون انتباه احد.. أستطيع القول الان بأني مررت بمرحلة الخطر
" في احلامك يا فتاة فالخطر لم يبدأ بعد " هذا ماقاله لي عقلي الغبي قبل أن اتجاهله واشعل المصباح في نفس الاتّجاه مرة اخرى فجاءني الرد سريعا ، لكن وياللمفاجئة فقد غيّر الهدف مكانه " هل يتلاعب معي ؟ لما ظهر خلف برج المراقبة !؟ " حثتني نفسي لمتابعة طريقي فاستمعت لها واكملت المشي لكن مع بعض التردّد ، فالشك بدأ يدخل قلبي ..
عشرة امتار فقط تفصلني عن البرج ولا زلت لا ارى شيئ فالظلام حالك ، حتى النجوم الليلة اعتزلت القدوم لهذا لم آتي الليلة لمشاهدتها كعادتي..
" كان عليّ الاصغاء لاشارات الكون والتحليل جيّدا ، لم يكن عليّ القدوم "
" وأخيرا اقتنعتي ! كان عليك الاستماع لي من البداية " هذا عقلي الغبي يسخر مني لكنّه محق كعادته دائما فلا انكر بأني فتاة متسرّعة تؤمن بالحدس لا بالعقل..
" حسنا سأعود ادراجي ، سأخبر والدي احسن " ..
التفت للعودة لكن قاطعني عن ذلك انين خفيف متألم صادر من خلف البرج فتبدّدت جميع شكوكي ومخاوفي وانطلقت راكضة نحو الصوت..
ااه صغيرة خرجت مني عند سقوطي أثر حجر لم اره بسبب ركضي اشعلت المصباح لأرى ان كنت قد جُرحت لكن لم اجد " اووف الحمد لله ، الم بسيط وسيزول " صرخت صرخة كبيرة هذه المرة ولم تكن الما بل خوفا ، فبمجرّد ان رفعت رأسي اذ بي ارى زوج من الأعين تلمع مع ضوء المصباح تنظر لي..

يتبع..
-----------------------------
اتمنى ان تنال اعجابكم..
ترى من يكون صاحب الأعين الغامض !!
Ayabbc صديقتي العزيزة ارجو ان تدعموها كذلك ❤️

الدّخيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن