الفصل السّابع

1 2 0
                                    

" يا الهي إنّها الحادية عشر لقد نسيت نفسي عليّ الاستعداد بسرعة "
ارتديت فستانا ورديّا انيق كان قد اشتراه لي والدي في احدى زياراته للمدينة وتركت شعري الأسود منسدلا. خرجت من البيت وقد كانت الثانية عشر إلا ربع, أصوات الطبول والاغاني تصل الى هنا, بدأت المشي باتجاه السّاحة وبدأت الرّؤية تتوضح شيئا فشيئا , أصوات الفرح والسّعادة تملأ المكان , طبعا فنادرا ما نقوم بهكذا احتفال, وصلت لكنّي لم اختلط مع الأهالي بل اخترت مكانا منعزل لا تصل له الأضواء حتى اختبئ فيه, رحت اجول بعيناي بحثا عنه ووجدته أخيرا, ايّها القلب توقّف ارجوك فقد غلبت دقّاتك صوت الطّبول سيسمعونك , خمس دقائق على منتصف الليل مالذي سيفعلونه ياترى ماهي خطّتهم, ارجو ان تمر الليلة على خير, رأيته ينظر لساعته وأظنّه لحدّ الان حتى استوعب الوضع اذ كان رفقة حسام ابن جارنا وخطيب صديقتي المفضّلة ياسمين. إلتقت اعيننا للحظة , كيف رآني من بعيد هل كان يبحث عنّي!
توقّفت الموسيقى ! إنّها بامر من الشّيخ محمّد وللآن حتى لاحظت وجود ابي معه وهاقد التحق كرم بهم. طال اجتماعهم لأكثر من ربع ساعة وبدأت الناس بالتهامس فيما بينهم , اووف يا الهي سانفجر من الفضول. رن الهاتف فرفعته فورا انه ابي
" قمر تعالي الى هنا "
"حسنا "
بدأت بالتّقدم اليهم دون ان اركّز مع مئات العيون التي تفترسني في فضول .
" هل انتي موافقة على زواجك من هذا الدّخيل"
قالها الشيخ مباشرة دون مقدّمات وبصوت غاضب مما اربكني فلم اقوى على الكلام, "تكلّمي يا ابنتي لا بأس " اراحني ابي قليلا فقلت وانا اتحاشى النّظر للواقف جانبي
" نعم موافقة "
بمجرّد ان نطقت حتّى تقدم الشيخ للمنصة رفقة والدي وبقيت انا مع كرم
" هل وافق الشّيخ فورا؟ كيف اقنعتماه ! "
" لا تشغلي بالك بهذه الأمور فقد اقنعه والدك , إنه بارع حقّا " لم ارد التدخّل و والاستفسار اكثر فصمت مع بدأ الشّيخ في الكلام.
" يا أهالي القرية يبدو انّه لدينا زفاف غدا " رفع الجميع أصواتهم دلالة على سعادتهم تحوّلت الى تساؤلات عن هويّة الزوجين , عندها أشار لنا والدي بالتقدم ففعلنا ذلك .
" ها هما " تعالت الشهقات وخيّم الصّمت على المكان, كانت لحظة تقطع الانفاس بالفعل ومازاد ذلك سوءا هو فعلة كرم اذ انّه التفت لوالدي وطلبني رسميا وعلنيا منه ووافق ابي بدوره امام الجميع, كان العم كمال اول من جنّ جنونه وصعد على المنصّة معارضا
" كيف يحدث هذا يا حاج محمّد الست من تحدّث معك اوّلا بشأنها لسعيد, انا لن اقبل شيئا كهذا "
" لم تكن انت اوّل من طلبها يا كمال وانتبه لصوتك معي! " صمت قليلا ثم اردف " لقد اتمّت الثامن عشر الليلة وكان كرم من طلب يدها اوّلا وانت تعرف القانون "
" ومنذ متى نعطي أبنائنا للدّخلاء ! "
" لم يمنع القانون هذا, بل هي عاداتنا نحن اذ لم يدخل لنا غريب منذ زمن " ثم التفت الى الجميع واكمل " واسمعوا جيدا, يعتبر كرم منذ اللحظة من سكّان القرية لسببين الأول لأنه سيتزوّج من قمر بنت السّيد حازم صاحب الحقل الثّامن , أمّا الثّاني فلأن جدّه هي اختي التي هربت منذ زمن بعيد " قال جملته الأخيرة بكلّ حزن , فلم يتكلّم بعدها احد رغم الهمسات التي نسمعها لكّنه لم يعارض احد. نزلنا بعدها من المنصّة وطلب الشيخ باستمرار الاحتفال والموسيقى , لم يتقدّم لنا احد حتّى يبارك لأبي حتّى أصحاب الحقول قد قاطعوه , أحزنني ذلك قليلا لكن لابد من انه كان يتوقّع ذلك فقد اخبرنا بالعودة للبيت وسيجلس هو في مكانه جانب أصحاب الحقول لن يختبئ منهم فلم يفعل شيئ. قبل خروجنا من السّاحة تقدّم حسام من كرم باسما
" اذن ستتزوّج من قمر, سأقول لك من الان يا صديقي كان الله في عونك, احذر منها فقد كسرت العديد من ارجل الفتيان في القرية " ضحك كرم وعانقه ثم التفت لي
" معك حق كان الله في عوني "
" يااا حسام سأشكيك لياسمين, هل اخبروك بأني اعض الأشخاص مثلا !"
" هل رأيتي انا لم اقل شيئا, كنت امزح و فورا بدأتي بالغضب, هذا يدلّ على انّي محق "
" لا تستمع لهذا الاحمق , انّه يشوّه سمعتي امامك" انضمّ بعدها بعض الشباب الاخرين لنا  يوسف, إيّاد وايمن لا بد من ان كرم قد كوّن معهم صداقة جيّدة فقد باركوا له من قلوبهم, هم كذلك دائما بشوشين وذوي قلوبا طيبة فلم يضايقوني يوما. ودّعناهم ثم غادرنا المكان .
" انتظر" هذا الصّوت !
" سعيد اذهب من هنا ارجوك لا تسبب مشكلة" قلتها له فورا قبل ان يتقدّم لنا
" ماذا ؟ هل خفتي على خطيبك الذي سيكون زوجك غدا , انسيتي انّكي لي!! "
" انتبه الى كلامك يا هذا واغرب من هنا قبل ان يطالك غضبي " كان كرم من تحدّث مما جعل سعيد يغضب اكثر وتقدّم منه بسرعة مسددا له لكمة تفاداها كرم ببراعة ثم لوى له لديه مانعا عنه الحركة , همس في اذنه شيئ لم اسمعه ثم اطلقه فذهب الاخر دون قول شيئ. استغربت حقا ماالذي يمكن ان يكون قد قاله له حتّى ذهب هكذا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 07, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الدّخيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن