2min

2.1K 59 11
                                    





" ساكون انا الاوراق الخضراء ، فكن انت الجذع الصلب "











اغمض عينيه بعد ان غادر ذلك الفتى المنزل ليتركه وحيدا لسبع ساعات طوال ..

" البهجه ، الراحه ، السكينه "
فكر في نفسه
ذلك الفتى لا يكف عن ترديد هذيه الكلمات على مسامعه و كانه اله لا تعرف غيرها ..
" هل تعلم لقد حصلت على كوب قهوه مجاني من زميله صباح اليوم اليس رائعا ؟ لقد ابتهجت حقا "
" رباه الجو بارد في الخارج ، انا مرتاحه لان منزلنا دافء "
" هل تسمع هذه الالحان الجميله ؟ انها تشعرني بالسكينه و السلام في كل مره استمع اليها "

والكثير من الجمل على غرارها استرجعها دماغه بثواني ليجد انها كثيره جدا فقرر التفكير بامر اخر ..

لم هو عالق هنا ؟! حاول ان يتذكر البدايه ......

' نعم تذكرت .. كان ذلك عندما استيقضت بالمشفى قبل ثلاث سنوات ، جلت بنضري باحثا عن كل المعالم التي اعتدتها طوال السنتين السابقتين ، و لكنها لم تكن هناك ... تمنيت لو كانت تلك الفاجعه حلما
لكنها حقيقه ، حقيقة مره كما يجب ان تكون الحقيقه
لم اجد حولي الاسلحه التي اعتدت حملها و التجوال بها ، حتى انني انام معها بكثير من الاحيان ، ولا الرفاق الذين اعتدت على رؤيتهم ملطخين بالطين و البارود ، يبتسمون لي و ابتسم لهم على امل العودة سالمين الى الوطن و الاحباء ...
عندما استيقضت كنت ولا زلت ساخطا لكوني على قيد الحياه ..
لم لم امت بتلك الليله المشؤمه !
الليله التي كنا نجمع بها اغراضنا القليله
حيث تخلصنا من اخرى كثيره بينما نحارب ، لنعود للوطن بعدما انتصرنا في المعركه التي دامت سنتين
لينفجر المقر فجأة دون سابق انذار ! '




انسابت الدموع من عينيه لتغسل وجهه ككل يوم خلال تلك الثلاث سنوات الفائته ، لقد رأت هذه الاعين رفاق الحرب يحرقون دون رحمه
رأت اجسادهم تنكمش الماً
ثم ترتخي لانها لم تعد تشعر ...

لا يعلم كيف نجى ولا يعلم ما الذي حدث بعدها او كيف وصل الى المشفى ، ولا يضن انه شاكرا على ذلك ابدا ..

لقد فقد رفاق حرب ، ورفاق الحرب ليسوا كرفاق الحب و السلام ..
رفاق الحرب هم يرمون انفسهم بالتهلكه ، الى نيران العدو ، الى ساحة المعركه ، لي ينتشلوك من موت محتم قد يكون مصيرهم هم ، و ترد لهم المعروف بالمثل فترمي نفسك لتنقذهم و هكذا توالت الامور ...

بينما رفاق الحب و السلام فهم كذبه
فقدت كل مصداقيتها في قلبه بعد ان عرف الحرب و الالم ..

امنيت الموت لم تفارقه لحظه واحده منذو ذلك الحين ولكنه مربوط بهذا الكرسي المتحرك ، كل ما يمكنه فعله فتح فمه قليلا لبلع الحساء او اي شي لا يتطلب مضغا ، و يحرك عينيه و جفناه





⋄ ⋅ ⋆ ⋄ ⋅ ⋆ ⋄ ⋅ ⋆ ⋄ ⋅ ⋆ ⋄ ⋅ ⋆ ⋄ ⋅ ⋆ ⋄ ⋅ ⋆ ⋄ ⋅ ⋆ ⋄ ⋅ ⋆ ⋄ ⋅ ⋆ ⋄ ⋅ ⋆




مرت السبع ساعات الطويله و عاد الفتى من العمل حيث كان يعمل ممرضا في المشفى الذي كنت اتعالج به ..

' لما تزوج مني ! '

سؤال لم يفارقه منذو وصله خبر ابادة جيوش العدو لبعض القرى الجنوبيه من ضمنها قريته ، وهكذا بين ليله و ضحاها أمسى وحيدا تمام بهذا العالم
فلا رفاق و لا عائله ولا أصحاب ولا احباء ..

وكأن الامل الذي حارب من اجله لسنتين لم يكن سوى وهم حقير .....

ولأنه لا يقوى على تحريك اصبع فلا يمكنه اعالة نفسه ، فقررت المشفى ارساله بعد استكمال العلاج الى دار رعايه لذوي الاحتياجات الخاصه و ضحايا الحرب ..

ولكن هذا الممرض الغريب اعلن انه يريد الزواج به و سيعتني به بصفته زوجه ، دون ان يعلم انه مصدر لالام كان سيرميها خلف ظهره لو انه عاش في دار الرعايه ..

انه لالم فضيع ان تعيش مع شخص لم يختبر الألم بحياته ، مع طفل من اطفال المدينه المدللين و الذين يبغضهم اشد البغض
ولكن لسانه لا ينطق و لم يقدر على الرفض و قد ضغط عليه الطبيب المسؤول عن حالته و كذلك رئيس دار الرعايه حيث لمح الى عدم توفر اسره كافيه و انه من الافضل لو ترك مكانه لشخص اخر ...



















يتبع ☜

seungmin  one shots 🦮حيث تعيش القصص. اكتشف الآن