وروى الحاكمُ الحسكانيّ بسندِه عَن سعيدٍ بنِ جبيرٍ عَن عبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ في قولِه تعالى { ومَن عندَهُ علمُ الكتابِ } قالَ: عليٌّ بنُ أبي طالب . شواهدُ التّنزيل ص308 .
وغيرُها منَ الرّواياتِ الكثيرةِ ، ويمكنُكم مراجعةُ تفسيرِ البُرهانِ ذيلِ الآيةِ ، وبصائرِ الدّرجاتِ للصّفّارِ ، وشواهدِ التّنزيلِ للحاكمِ الحسكانيّ .
أقولُ: إنَّ آصفَ بنَ برخيا وصيَّ سُليمانَ كانَ عندَهُ علمٌ منَ الكتابِ، يعني جُزءاً بسيطاً ويسيراً مِن علمِ الكتابِ، كالقطرةِ أمامَ البحرِ، واستطاعَ بهِ نقلَ عرشِ بلقيس منَ اليمنِ إلى فلسطينَ بأقلِّ مِن طرفةِ عينٍ!
فكيفَ سيكونُ حالُ مَن عندَهُ علمُ الكتابِ كُلِّه ؟
وإذا أردتَ معرفةَ أوصافِ الكتابِ ، فراجِع القرآنَ نفسَه ، وسأعطيكَ بعضَ الآياتِ المفتاحيّةِ قالَ تعالى : (فيهِ تبيانُ كلِّ شيءٍ) و (ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلّا في كتابٍ مُبين) وسيأتي .
هذهِ الآيةُ مِن أعظمِ الآياتِ في القرآنِ الكريمِ الدّالّةِ على سعةِ علمِ أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلام .
الآيةُ الثّانيةُ: قولُه تعالى : ﴿إِنَّهُ لَقُرآنٌ كَريمٌ في كِتابٍ مَكنونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرونَ﴾ [الواقعةُ: ٧٧-٧٩] .
القرآنُ الكريمُ في كتابٍ مكنونٍ لا يمسُّهُ ( القرآنُ أو الكتابُ المكنونُ ) إلّا المُطهّرونَ .
لا : نافيةٌ ، وليسَت ناهيةً ، فالآيةُ إخبارٌ ، وليسَت إنشاءً لحُكمٍ شرعيٍّ ، بمعنى : أنَّ اللهَ يُخبرُنا بأنَّ القُرآنَ أو الكتابَ المكنونَ لا يمسّهُ بمعنى لا يطّلعُ عليهِ ولا يعلمُ بهِ ولا يحيطُ بهِ ، إلّا المُطهّرونَ .
وأصحابُ الكساءِ ومنهُم أميرُ المؤمنينَ (عليه السّلام) قَد طهّرَهُم اللهُ في مُحكمِ كتابِه ، قالَ اللهُ فيهم : ﴿إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهيرًا﴾ [الأحزابُ: ٣٣]
فأميرُ المؤمنينَ (عليه السّلام) منَ المُطهّرينَ الذينَ يمسّونَ ويطّلعونَ ويُحيطونَ بالقُرآنِ أو الكتابِ المكنونِ .
الآيةُ الثّالثةُ : قولُه تعالى : ﴿فَمَن حاجَّكَ فيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَأَبناءَكُم وَنِساءَنا وَنِساءَكُم وَأَنفُسَنا وَأَنفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللَّهِ عَلَى الكاذِبينَ﴾ [آلُ عمران: ٦١] .
أجمعَ المُسلمونَ على أنَّ المُرادَ مِن أنفسِنا في هذهِ الآيةِ هوَ أميرُ المؤمنينَ (عليه السّلام) ، فهوَ نفسُ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) .
فإذا كانَ النّبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) يحملُ علوماً لا يحملُها أحدٌ منَ العالمينَ ، فكذلكَ نفسُه .
وغيرُها منَ الآياتِ الكثيرةِ الدّالّةِ على سعةِ علمِ أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام) وأبنائهِ الأئمّةِ المعصومينَ صلواتُ اللهِ عليهم أجمعينَ .
أنت تقرأ
ذكر الامام علي ع في القران
Spiritualقد جمعت بعض من الكتب الذي تكلمت بحق الامام علي عليه السلام في ذكره في القران (اتمنى لكم الاستفادة نور الهدى)