Pt4

62 10 0
                                    

'' و غبتَ و غابت في غياهب الأعماق روحي، رحت أروح عن نفسي بما غدى و ما ظل و ما بقى منك فيّ''


بنسق بطيء مرت أيام كأنها عقود... تخلق داخلي هستيريا البحث عن الغد.... أحاول جمع شتاتي فما حصل ليس بتلك العظمة... أنا فقط هشّ بشكل مخبول... و بعد طول صراع عدت لحياتي العادية.... و تجاهلتها، ما عدت أتعمد المرور أمامها بينما تجالس حبيبها، ما عدت أهوى تأملها بين اللحظة و الأخرى و حاولت جاهدا تعويد ذاتي الضعيفة، على عدم التفكير فيها... و هذا ما حدث؛ لم أسأل!لم أبحث! لم ألاحظ!  كفى بي هوساً... بما ليس لي.
أحيانا يراودني هذا السؤال الوجودي!! لما على المرء التعلق بأشياء ليست و لن تكون له يوما، هل هو جزء من تكوين الطبيعة؟! أم أنه عقاب، أو ربما بلاء من الرب'.

"جيميناه" قاطعت كايلي شروده...
"ماذا.."
أخذت تقترب من مقعده و تتمسح عليه كالقطة مما جعل جيمين يلتفت يمنة و يسارا خشية أن يرى ذلك أحد ما، فبحق هكذا تماما تكون مقدمات الأفلام الإبحاية، أخذ ينظر إليها من ذاك القرب و يتساءل داخليا؛ ما هو الشيء الوحيد الذي يجعله على علاقة بكايلي حدّ الآن، و بدون رد فعل يذكر إستمر بالتحديق بها خوفا من القادم ببنما هي تتمطى وتتلوى و تمسد شعرها تارة و شعر جيمين تارة... تلعب بزر قميصه و تمسح على ضهر الكرسي و تضع قدميها في حجره ... يعلم أنها ستطلب منه طلبا هو حتما لا يريده لكنه مستعد للذهاب إلى عمق الجحيم في سبيل جعلها تكف عن ما تفعله.... و أخذت تقترب أكثر حتى قالت في أذنه... " جيميني ،ستذهب معنا للحفلة الليلة"
حقا؟؟؟ كل ذلك من أجل قول هذا كاي؟؟؟ أومأ مباشرة، و هنا كان قد تنفس الصعداء عندما عادت لمقعدها و أخذت تتصرف بشكل طبيعي كأن لم يكن...

"لا أصدق... هل هذا بني" تحدثت أمه بدرامية معتادة لكن جيمين لم يهمه ذلك فقد كان سارحا في تفاصيل أخرى بها؛ مثل وقوفها الآن أمامه بكل قواها بعدما كانت طريحة الفراش لا تقوى على الوقوف لأشهر لا تحصى... ربتت على شعره و رددت "جمالك زاه... جمالك نادر حبيب أمك يا كبدي أنت!!! "
إبتسم خجلا و ما زاده هذا إلا بهاء... و قد قطع وقتهم العائلي الدافئ بهجوم كايلي عليهم.. و قد أخذت تصفر بإعجاب لإله الجمال الذي بقابلها بينما تدور حوله و تتلمسه دون حياء... قلب جيمين عينيه بقلة حيلة و قهقهت السيدة بارك بسعادة، هي تعلم جيدا أن كايلي جزء لا يتجزء من سعادة جيمين رغم رعنها و جنونها إلا أن صنفها هو الأنقى...

9:00

قاعة الحفل

بخطى وهنة أخذ يتمشى، يحاول جاهدا التأقلم؛ جيمين لم و لن يكون شخصا إجتماعيا لطالما كان من محبي الوحدة، أشخاص قليلون، يعدون على الأصابع، و دائرة مغلقة من المعارف و هو حقا مكتف بذلك، لذا كلما تواجد بمكان عام كهذا، كلما تأكد أنه عليه العودة لمكانه الآمن؛ غرفته ببن عائلته الدافئة.. فنّه و أشيائه... و هاهو ذا يمشي صوب طاولة المشروبات. ببنما تقع عيون بعض الحاضرين على هيئته فهو و بشكل ما جاذب، جذّاب، و على عكس غيره من الذكور هنا هو ليس وسيما، بل حلوا جميلا؛ خصلات ذهبية تتدلى بإنسيابة تغطي جزءا من جبينه، عيون هلالية تحوي لمعة خارقة لكل قوانين الأكوان، قطعتا مرشملو مخلوطتان بلون الدراق ترتفعان كلما تكلم أو إبتسم و شفتان قد يجزم الرائي أنها مسكرتان أكثر من النبيذ تصيبان بالوهن مع لمعة أحمر الشفاه القرمزي الذي لا يفارقه هو المفظل عنده دائما ، يزين ذاتة بقطع حلي قليلة كحلقات تتدلى و تلمع تناديك كي تعضه و تعضها ،ملابس واسعة تضهره وديعا و هو ملفوف داخلها يكاد يختفي و قد إتخذت البنفسجي و الأبيض لونا، معتوه مسكين من لا يتأمل ذا الحسن...

لم يشده في هذا الحفل شيء؛ منمقون؛ مراؤون، مزيفون يصيبون الشخص العاقل بالصداع، ينافقون بالإبتسمات و القبلات و المديح، كل ما يدور حوله يجعله يمل أكثر و يتوعد كاي بالكثيييير من عبارات السب و الشتم.....و في لحظة معهودة جالت بخاطره صورة صار يمقتها، تمنى لو كان مجرد تخيل أو خطئ بصري، لكنها حقيقية بشكل كاف لجعله يختنق، خصوصا عندما تلاقت مقلتاه بتفاصيلها التي تذيبه؛ جسدها ملفوف بشكل مبالغ به بقطع قماش لا تتعدى بضع صنتيميرات تجعلك ترى بوضوح ما يختبئ من تفاصيل حارّة، تتمشى و أنضار من هب و دب مصوبة عليها و ذا ليس بغريب و لا بجديد.... مما جعل من  عقل فتى مهووس ينبض بألم لذا أخذ أول قارورة شراب رآها و نئى بذاته المتألمة فوق سطح القاعة...

أخذ يرتشف، بينما يتأمل تلألأ النجوم، و نور القمر يحاول تشتيت نفسه عن ما رآه لتوه،
أغمض عينيه بإلم و أخذ يستمع لجريان الدم في عروقه بصخب... عندما حطت ساقان عاريتان على السطح حذو مجلسه و قد أدرك حتما لمن هي، لكنه لم ينبس بكلمة و حاول تدارك الأمر و تنظيم أنفاسه التي سلبت منه  عندما باغتته و أخذت قارورة الخمرة من بين يديه ترتشف منها و تعيدها...

"إيييو.. طعمها حتما لاذع"
"أكره الشمبانيا، و أحب النبيذ"
"القمر منير بشكل ساحر الليلة ألا تعتقد ذلك"
"آه يا إلاهي هذا الفستان غير مريح أبدا... أشعر بشقيّ مؤخرتي يلتحمان بسبب ضيقه"
"واااااو الشادو الخاص بك رائع من أين لك به"
تتحدث و تتحدث عن أمور كثير بينما هو غادر إلى اللاوعي سابحا فيه بتوهان، تاه فيها عمقا بهمج... لم يتجرأ على خطف نظرة واحدة حتى!

" إممم جيمين إذا، إسمك جميل "
مدت يدها لتسلم عليه و قد طال مكوث يدها في الهواء دون رد منه لذا سحبتها و إستمرت
" أنا إيلار..."
ثم إستنكرت
"أنت حتما تعلم هذا، أتساءل حقا هل أعرف أنا شخصيا كل الأشياء التي تعرفها عني!!!؟؟"
إنفجرت ضاحكة بهستيريا إستمرت لثوان معدودة، ثم عادت لتصمت
و بدون مقدمات إقتربت من أذنه، للحد الذي يجعله يستشعر أنفاسها تلفح تلك المنطقة، و لا إيراديا تحرك جسده بقشعريرة
مكثت بذاك القرب لدقيقة ربما
" لا تحبني، توقف عن ذلك، "
....ستؤذي ذاتك الفاتنة الرقيقة، النقية و لن تلقى لذلك مقابلا، تجاوزني أو إمقتني عاديني و إكرهني ،نافقني، أعجب بجسدي وجمالي فقط و تحرش بي، كما يفعل الجميع و لكن لا تحبني بنقاء مثلما تفعل الآن فلتكف، ""
ثم نهضت دون إنتضار جواب و قبل نزولها إستدارت قائلة بسخرية
"و الأهم من كل ذلك إحمي نفسك من كايلي تلك، تبدو مخيفة بحق، آخ أصابتني بالصداع قبل بضع دقائق، قالت أكثر من مليوني كلمة فقط كإجابة عن سؤال أين جيمين"قهقهت رادفة
"آسفة" تلك الكلمة التي خرجت من ثغرها بأسف إلتمسه قلب جيمين الولهان العاشق جعلته يعود لنقطة الصفر، قلبه الأخرق كان ينتظر كلمة من أربع أحرف ليعود به للهاوية....











من البارت الجاي بتبدأ المغامرات الحقيقية و نتعمق في علاقتهم أكثر
بدي دعم🤤🤤🤤




Diversoحيث تعيش القصص. اكتشف الآن