كَرَوَانٌ ؛ سٍرْدَابُ الذِكْرَيَاتِ ².

102 22 41
                                    

فوتـ'ز و كُومنتـ'ز بين الفقرات لطفاً 🍁.

.
.
.

الشروط :
5 vote ; 15 comment.

__________

ساقهما حذيثهما اللامتناهي إلى الموقع المنشود .. هل يمكنكم أن تحزروا ماهو ؟ ، إنَّه سطح مبنى شركة الإلكترونيات التي يعمل فيها الأشقر !

لمَ تايهيونغ يأخد ذات عيون البندق إلى هناك ؟ .. ببساطةٍ .. تايهيونغ يعاني دوماً من ضغط العمل المتراكم و المنطوي تحت عاتقه الهزيل ، و للهرب من هذا الكابوس الموحش هو يقصد السطح مع سيجارته المراقفة له في كلِّ آنٍ و حينٍ .

المميز هنا هو أنَّ منظر المدينة من هذه البقعة منظرٌ جميلٌ و شاملٌ .. زد على ذلك نسيم فصل الخريف العليل .. إنَّه النعيم ! ؛ و هو يرغب في مشاركتها نعيمه !!

« حسناً .. أعتقد بأنّه يجب عليّ قول هذا ... أمم ..»

لقد كان تردده مرتسماً بوضوحٍ على تقاسيم وجهه البهية ، و على ما يبدو فهي قد أصبحت فضوليةً أكثر بسبب ذلك .. حاولت بقدر ما تستطيع أن تحثّه من خلال نظراتها على تكملة ما يرغب بقوله .. إستشعر هو هذا ، و حاول التملص من الأمر برمَّته يحيل بصره حول كل شيءٍ حوله عدا محياها .

« أعتقد .. أنَّ هذا أمرٌ ليس بيسيرٍ ، لنغيّر الموضوع إذا كان هذا مريحاً لكَ أكثر »

و كانت هذه هي الجملة التي حفّزته للبوح بما في جعبته ..

« لا ، لا أبداً ، سأقول ما أريد ، لكن بدايةً عليكِ معرفة أنًَ لكِ حرية القرار ، أما من ناحيتي فأريد أن أرتاح و لو بشكلٍ طفيفٍ »

نظر إليها أخيراً .. قلبه صاخبٌ ، و مشاعره تكاد تنفجر ..

« حسناً .. إتفقنا .. ماذا هناك ؟ »

« سأكون واضحاً جداً و صريحاً .. لا يمكن لأحد إنكار كون لكِ هالةً بل سحراً فريداً يحيط بكِ وحدكِ ... و يجعلكِ ذات طابعٍ مميّزٍ ، و أجزم القول بأنّ جميع من عرفكِ يشهد على ذلك .. و لكن سحركِ هذا .. كان بمثابة تعويذةٍ جميلةٍ أخرجتني من محيط الوحدة و ضغط ما عليَّ من عملٍ .. فهل يا ترى تقبلين بأن تكوني شفائي الأبدي و مسكّن آلامي و أحزاني و برّ الأمان الذي سألجأ له في كل حين ؟ »

أصاب وجهها الجمود ؛ كل ما كان يصدر منها هي بعض رفرفات جفونها و هي تحاول إستيعاب حذيثه كاملاً ، فأيُّ إنسانٍ يقوى على البقاء هادئاً بعد ما باح به الأشقر ؟! .. خصوصاً و هو يخترق روحها بنظراته ليس عينيها فحسب ..

عندما وجد منها ردة فعلٍ منطفئةٍ كهذه  بالنسبة له ، قرّر التراجع .. فهو قد سبق و قال بأنّه يريد أن يرتاح و لو بشكل طفيف .. و سيكون راضياً بقرارها مهما كان .

أخفض رأسه و راح يهز به مع بسمةٍ خفيفةٍ .. و أعقب :

« توقعت .. لا تضغطي على نفسكِ لمواساتي ، كما سبق و قلتُ لكِ فبوحي فيه جزء من الراحة ، و في النهاية هذه حياتكِ ، و لكِ كامل الحرية في قر- »

لم تسمح له بإكمال كلماته اليائسة جهلاً بما خالج دواخلها ... فقد فآجأته بأن إرتمت عليه محتضنةً إياه و طبقات رقيقة من الدموع تزيّن عيونها ذات لون البندق ..

« أنت إنسان متسرّع ، و هذه صفة جديدة إكتشفتها فيك ... نعم أنا أقبل ؛ أعدكَ بأن أكون لكَ الشفاء ، و الأمان المحيط بك .. تايهيونغي ، أنا أحبكَ ! »

إرتسمت إبتسامةٌ دافئةٌ على ثغره ، و تزيّنت عينيه بمثلها ، و سارعت يداه بلهفةٍ لتتشبث بها ..

« يا لفقر إعترافي مقابل غنى جوابك »

و معها قد أسدلا جفون عينيهما يستشعران دفء بعضهما أكثر .. و سرعان ما فصلاه مبتعدين عن بعضهما و السعادة تكاد تشقهما .

إتكئ على السور مراقباً السماء فإلتصقت هي به تحتضنه .. و بينما هي كذلك ، قد تسللت إلى أنفها رائحة السيجارة المحترقة الذي كان يدخنها فإستذكرت هيئته و السيجارة بين شفتيه ..

نظر نحوها فإستغرب تبدل ملامحها فجأةً ، و كان منتظراً منها التفسير .. فقالت :

« تايهيونغي .. أمدخنٌ أنتَ ؟! »

إستفسرت و بانت عليها ملامح الإحباط و هو أدرك هذا بسرعةٍ فما كان منه إلا شرح موقفه لها .. متيقنٌ بأن فعلته خاطئةٌ بيقينٍ تامٍ .

« لا .. أهه .. لست مدمناً لكنني ألجأ إليه فقط في حال وهني و حزني »

« تايهيونغ .. أرجوكَ توقف عن التدخين هو مضرٌ لك و لست أنا من سأخبركَ بتفاصيل عن خطورته .. أنا دوماً هنا لأجلكَ و سأسندك وقت وهنك و حزنك ، فقط لا تقتل نفسك بهذه الطريقة »

__________

تحية شكرٍ و إمتنانٍ كبيرةٍ أقدمها لصديقتي ميسو i_miso_02 التي ساعدتني في الكتابة و الأفكار ! ، تفقدوا حسابهاً و تفاعلوا معها لطفاً 🦋

أتوق لرؤية تعليقاتكم و دعمكم للرواية ! ، الأحذاث اللذيذة قادمة !

أتوق لرؤية تعليقاتكم و دعمكم للرواية ! ، الأحذاث اللذيذة قادمة !

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

إنتظروا البارت السادس ؛ كونوا بخيرٍ ❤.

.
.
.

فـَارغـَاس

كَرَوانٌ ؛ كِيم تَايهيُونغ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن