سامراء

افتتاح

في لحظة كنت تسير حافِيا على الرمال الساخِنة، تُراقب الفضاء من حولِك يتراقص بفعل الحرارة العالِية، لكن لا أثر للحياة ولا أثر لبقاياها ؛ ثم في اللحظة التالية تشعر بقشعريرة تسري على طول جسدِك تُجبِرك على غلق عينيك، حين تفتحُهما تستقبلك حديقة عدن تجري من بينِ أزهارِها وأشجارِها مياه عذبة وتُحِس ببرودة البلاط أسفل قدميْك.

ليس لديك الوقت لتمعّن ذاك الجمال، فلحن شجيّ يقودُك في ممرّات القصر إلى قاعة شاسِعة تمتدّ على ارتفاعِها الشاهِق أرفف عديدة ومتعددة من الكتب الغابِرة ذات الأوراق المصفرّة.

مجددا، لا وقت لتصفّح محتواها، خطواتُك تصبح أشد استعجالا وتركض إلى منتصف تلك المكتبة أين يتربّع عجوز مُلتحٍ ببياض يضمّ إليه عودًا ويعزِف على أوتارِه بسلاسة مُصدِرا موسيقى يطرب لها الإحساس.

لم ينبِس العجوز بحرف، بل أشار برأسه إلى يمينك وعاد لخشوعه مع لحنِه.

وحين التفتت متّبِعا توجيهه، وجدت كتابا كبيرًا مفتوحًا على صفحة من الصور القدِيمة. هذه لسوق ضيّق تُعرض فيه الأقمشة المتنوعة والتوابل الملوّنة، تلك لملِك على عرشه يجثو أمامه سجين بثياب بالِية، أخرى لجيشين يتقاتلان وسط كثبان الرمال الدامِية وغيرها لمريض في فراشِه يقف فوقه طبيب بتعابير خائبة.

بتقليب الصفحات، ترى المزيد من الصور ومجموعها ثمانية عشر ؛ ثم تجِد صفحات فارغة.

لإجابة فضولك عنها، يُصدِر العجوز حمحمة لتنتبِه له ويُشير للقلم وعلبة الحِبر اللذين بجوار الكتاب.

مهمّتك واضحة الآن ؛ إمّا أن تكتُب عمّا يحدُث في تلك الصور، أو تخطّ قصّتك الخاصّة.

🕯🕯🕯🕯

في مثل هذا التاريخ -الثامن عشر من ديسمبر- قبل سنتين، أطلقنا حساب الأدب الكلاسيكيّ العربيّ في اليوم العالميّ للغة العربيّة. واحتفالاً بهاتين المناسبتين، نُطلِق اليوم مسابقة "سامراء" التي ستضمّ كل الأعمال ضمن هذه الفئة من الأدب وتُكافِئ كتّابها.

لذا إن كانت أحرفك تُسافِر عبر التاريخ إلى ماضي أجدادنا وأسلافنا العرب، فواصل مطالعة هذا الكتاب لتعرِف كيفيّة مشاركتِنا إبداعك.

⚜️

تنويه

هذه المسابقة من تنظيم فريق من السفراء وليس لـ واتباد أو موظفيه أي علاقة بها. التحكيم في هذه المسابقة يتم من قِبل منظميها فقط وليس مسؤولية واتباد أو موظّفيه. نحتفظ بالحق في رفض المشاركات التي نشعر أنها لا تلبي المعايير المطلوبة، أو أنها غير مناسبة أو من المحتمل أنها مؤذية.