الفصل الرابع

14 2 0
                                    



"لم اعلم يوماً أن الخذلان قاسي جداً لدرجة ان تشعر بالشفقة على نفسك!"

نظرو لي بصدمة و ذهول بينما انا كنت واقفه مكاني مثل الجسد بلا روح لا أشعر بشئ..فقط أشعر بالخذلان القاسي...
وجدت مريم تقترب مني بوجه محتقن من الصدمة قائلة: جوهرة..اسمعيني انتِ فاهمه غلط خالص والله...
في هذه اللحظة ثار غضبي وصرخت في وجهها بوجه متهجم من الغضب قائلة: فاهمه غلط؟!!! عايزه تفهميني ايه يا محترمه عايزه تفهميني انك بتلعبي على صحبتك وروحتي خليتي الشخص الوحيد اللي حبيته يحبك انتِ...ثم انفجرت باكيه وأكملت قائلة: ليه تعملي كده فيا..ليه يا مريم
تدخلت نور قائلة: والله يا جوهرة مريم ملهاش ذنب انتِ فاهمه غلط تعالي بس اقعدي وهفهمك
اتجهت ناحية نور وصرخت في وجهها بغضب قائلة: طبعاً مانتِ لازم تدافعي عنها..بجد انا مصدومه فيكم...
ثم تركتهم واتجهت ناحية الأريكة التقط حقيبتي بغضب ونظرت لهم بنفور ثم اتجهت ناحية الباب وصفعته خلفي بقوة مدوية...

كنت اسير في الشارع لا أرى أمامي من كثرة الدموع التي تنساب من عيني بغزارة، حقاً كم انا ساذجه هل كنت أظن أن مازن سيحبني انا؟! انا السوداء القبيحة التي سيظل الجميع يشمئز منها مهما ارتديت ملابس ضيقه ومهما وضعت مساحيق تجميل على وجهي سأظل انا جوهرة السوداء التي ينفر منها الجميع..تباً لكم جميعاً، أنا أكره نفسي، وأكره مازن، وأكره مريم، وأكره نور، وأكره اشرقت، أنا أكره الجميع تباً لكم جميعاً، لماذا انا ابكي الآن؟! تباً لهذا الشعور الذي يمزق قلبي...

بعدما وصلت إلى المنزل دلفت إلى غرفتي وانا اخفي دموعي حتى لا تراها امي، ثم وقفت قليلاً أتأمل غرفتي المليئة باللوحات، هذه اللوحة رسمتها عندما أبتسم لي مازن، وهذه عندما تشاجر مع ولد من اجلي، وهذه عندما امسك يدي!!!
نظرت لهذه اللوحات بغضب ثم امسكتهم جميعاً و وضعتهم أمامي على الطاوله وبدأت امزق واحدة تلو الأخرى، لا أريد أن أرى أي أثر يُذكرني بهذا الكاذب المخادع...
تحولت اللوحات الجميلة إلى قصاصات ورق صغيرة بعدما مزقتها جميعاً، نظرت لها بحسرة ثم بدأت ابكي بمرارة وحزن شديد وانا امسك القصاصات في يدي والدموع تهطل من عيني بغزارة...!
سمعت هاتفي يصدح برنين قصير يدل على أن رسالة قد بُعثت لي "هه اكيد مريم الخائنة من غيرها"...
فلم اعر للهاتف اهتماماً ولم ارى الرساله، بعدها بدأ هاتفي يصدح برنين متتالي، عندها سئمت وامسكتُ هاتفي وجدتُ رسائل من رقم مجهول! فتحتها في تعجب وبدأت اقرأ رسالة تلو الأخرى وانا في حالة من الصدمة كانت الرسائل تحتوي على:
_ جوهرة انا اسف انا مكنش قصدي اجرحك والله، أنا بحبك لكن بحبك زي اختي ومكنتش اعرف انك واخدة الموضوع بشكل تاني غير لما صحابك قالولي واتحايلو عليا إني اقول كده وانا مكنتش موافق والله بس هما صممو، أنا آسف يا جوهرة اتمنى انك تسامحيني وانشاء الله تلاقي اللي احسن مني ويحبك بجد.
بعدما أنهيت قراءة الرسائل، لم أشعر بقدمي الا وهي تهوي على الأرض بألم، كنت محدقة في الرسائل وانا اعيد قرائتها ومع كل مرة أقرأها فيها اشهق بصوت عالي وابكي بشدة، لماذا يا مازن..هل تعتبرني اختك!!..هل تتأسف الآن بعدما كسرتني!..ياليتك لم تقل لي انك تُحبني..ياليتك لم تُعيرني أي اهتمام..كان سيكون اهون عليّ من انك تجعلني اعيش في الوهم لدقائق معدودة...انها مرت دقائق فقط على اعترافك بحُبك لي..والان تخبرني إني مثل اختك!!!
بكيتُ بشدة، لم اعلم كم المدة التي بكيتُ فيها ربما لساعات طويله، قلبي كان يؤلمني بشدة
*حقاً أن الحب من طرف واحد هو أسوأ شعور مررت به، هذا الشعور يمزقك بل إنه شكل من أشكال الجحيم، سوف يسحقك من الداخل وسيجعلك تشعر بأنك على حافة شئ ما، منتظراً معرفة إن كنت سوف تعبر خلاله او تنهار ما بينه، انه توقعك بأن الشخص الذي تحبه سيقع في حبك يوماً ما، لكن الحقيقة ليس الجميع محظوظين ليبادلهم الشخص الذي يحبونه نفس الشعور، وها انا لست محظوظة كفاية كي يُحبني الشخص الذي أحببته...!*

كوني جوهرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن