نظر لي عم أنيس بإبتسامة وقال: ازيك يا جوهرة يا بنتي
اومأت له بإبتسامة وانا مُثبته نظري على هذا الذي واقف بجانبه وقلت: الحمد الله يا عم أنيس
أبتسم وقال: تعالي معانا الشاطئ انا رايح مع ابني
نظرت بصدمة إليه وقلت: ابنك!!! هو ده ابنك يا عم انيس؟!!!
نظر لي الشاب بسخرية وقال: ومالك مصدومه كده ليه
نظرت له بغضب وقلت: أصل عم انيس راجل طيب ومحترم فا مستغربه ازاي يكون عنده ابن زيك
رفع حاجبه وكان سينطق لولا عم انيس قاطعه قائلاً: اده انتو اتعرفتو على بعض؟!
نظرت لعم أنيس وقلت: اه ومعرفه منيله بنيله
قال لي الشاب بغضب: ما تلمي نفسك يا بت انتِ
قلت له بغضب اكبر: بت اما تبتك يا قليل الادب
تدخل عم أنيس مقاطعاً شجارنا: اهدو فهموني في ايه
قال الشاب له بغضب: يا بابا وانا طالع السلم راحت خبطت فيا زي العاميه
نظرت له بصدمة وتمالكت نفسي حتى لا انفجر امامه: انت واحد قليل الادب وعلى فكره انا اعتذرتلك بعد ما ذلتني انك مش هتخليني امشي ثم نظرت لعم أنيس وقلت: معلش يا عم أنيس روح انت الشاطئ انا مش رايحة...ثم ركضت مسرعه أعلى الدرج وانا ابكي من هذا البغيض
طرقت على الباب وانا امسح دموعي فتحت لي امي وقالت بإستغراب: انتِ لحقتي اتمشيتي؟!
قلت وانا اخفي وجهي حتى لا تفضحني دموعي: لا، بس الجو حر تحت فطلعت
ثم دلفت إلى غرفتي مسرعه وارتميت على السرير وامسكت وسادتي اغرقها بالدموع مره أخرى والعن ذاك الشاب فكان هو ينقصني كي يثقل عليّ همومي...
*لا أعلم لماذا شخصيتي تتحول عند رؤيتي لهذا الشاب ويثير جنوني وأصبح جريئة! انا بحياتي لم ألعن أحد هكذا دائما كنت ألتزم الصمت وابكي بداخلي، كنت لا استطيع المواجهة او العراك مع أحد بل كنت اتجنب كل ما يؤذيني او يُبكيني لكن عندما أرى هذا البغيض أتحول تماماً وأصبح جوهرة أخرى..جوهرة مختلفة!!!*
في يوم الجمعة كنت جالسه مع عائلتي نتناول الإفطار في صمت تام حتى قطع ابي هذا الصمت قائلاً: ايه رأيكو نروح البحر النهاردة
ردت عليه امي بإبتسامة مرحبة: اه ياريت يلا نروح
نظر لي ابي بإبتسامة وقال: وانتِ ايه رائيك يا جوهرة
امأت له بإبتسامة تدل على موافقتي...وبعدما انهينا الافطار بدأنا جميعاً بالإستعداد كي نذهب إلى الشاطئ...
كنت اهبط الدرج وانا احمل حقائب كثيرة منها حقيبة الطعام وحقيبتي التي وضعت فيها مُعدات التلوين كي أرسم الشاطئ والبحر فالمنظر هناك خرافي...!
وبعدما وصلنا هناك جلست في الرمال الناعمة ثم فتحت حقيبتي واخرجت منها لوحة وبعض من الألوان والفرشات ثم أخذت تنهيدة طويلة وبدأت في رسم هذا المنظر الطبيعي الجميل بكل ما فيه من جمال الامواج وهي تطفو وتهبط، وسطوع الشمس الذهبية، وزرقان السماء الرائعة!
تفننت في كل تفصيلة بها، ثم تذكرت الكوخ الجميل واستدرت كي أراه فكان يبعد عن الشاطئ بقليل..كم هو جميل المظهر "أريد أن أرسم هذا الكوخ!"
أمسكت لوحتي وفرشاتي واتجهت ناحية الكوخ كي ارسمه من قرب...وقفت قليلاً اتأمله ثم لفت انتباهي ان الباب مفتوح!
كان لدي فضول ان ارى الكوخ من الداخل، تقدمت بقدمي ببطئ حتى دلفت إليه، انبهرت بشدة، فكان المكان نظيف جدا و رائع ولفت نظري صور معلقة على الحوائط في كل مكان، دققت نظري في إحدى الصور كان عم أنيس ولكنه كان أصغر سناً واقف وبجانبه امرأة رائعة الجمال بل انها لوحة فنية
تأملت الصور بإنبهار فبالتأكيد هذه زوجته ولكن أين هي؟!!!
اقتربت أكثر كي امسك الصورة وعند اقترابي لها سمعت صراخ خلفي...
_انتِ بتعملي ايه هنا؟!!!!
نظرت خلفي بخضه فكان هو ذاك الشاب البغيض، وجدته يقترب مني ويصرخ في وجههي قائلاً: انتِ ازاي تدخلي هنا من غير اذن
اردفت بتلعثم: مافيش انا بس لقيت الباب مفتوح ف اا...قاطعني قائلاً بسخرية: فقولتي تدخلي تطفلي على مكان مش مكانك صح
نظرت له بصدمة ولكن تمالكت أعصابي وتقدمت بخطواتي كي اخرج بهدوء لكنه وقف امامي مثل الصخرة وقال وهو ينظر لي بإشمئزاز: ياريت متدخليش هنا تاني يا...اه اسمك جوهرة تقريباً
في هذه اللحظة لم أستطع أن اتمالك أعصابي وصرخت في وجهه قائلة: انت انسان مستفز ومغرور وقليل الادب كمان..ثم اقتربت منه وانا انظر في عينيه بعيون غاضبة بينما هو ينظر لي بتحدي قلت له وانا ارفع سبابتي أمام عينه: ايااااك تتكلم معايا بالطريقة دي تاني انا بحذرك..ثم ركضت بعيداً عن انظاره حتى وصلت إلى الشاطئ مجدداً، نظرت خلفي بغضب ثم اتجهت ناحية ابي وامي وقلت لهم: انا عايزه اروح
نظرو لي بإستغراب ثم قال ابي: ليه يا جوهرة احنا لسه جايين!
قلت وانا أشعر بالاختناق: زهقت يا بابا وعايزه اروح
نظرت لي امي متشككه: انتِ كنتِ فين يا جوهرة من شوية؟!
نظرت لها بقلق وقلت: كنت بتمشى في الشاطئ شويه عشان أرسم المناظر الطبي...اده انا نسيت اللوحه هنااااك!!!
سأل ابي قائلاً: هناك فين؟!
نظرت بقلق ناحية الكوخ ثم لأبي وقلت: وانا بتمشي حطتها في مكان ونستها
ردت امي قائلة: طب روحي جبيها
قلت في سرعه: لالا مش مشكله خلاص..يلا بقى نمشي
نظرو لي بإستغراب بينما انا نظرت ناحية الكوخ بغضب "اللعنة عليك أيها البغيض"...وبعد وقت ليس بقليل وصلنا إلى المنزل، دلفت إلى المرحاض أخذت حمام دافئ ثم دلفت لغرفتي و وقفت أمام المرآه امشط شعري وبعدما انتهيت تسطحت على الفراش وانا محدقة في السقف واغمضت عيني بهدوء، سمعت رنين هاتفي تأففت بضيق ونظرت على المتصل وجدته رقم مجهول فلم اعر للهاتف اهتماماً واغلقته ثم أغمضت عيني مرة أخرى وغرقت في نوم عميق...
استيقظت على صوت امي وابي العالي نظرت على الساعه وجدتها السادسه مساءً خرجت كي أرى ماذا يحدث، وقفت أمامهم وجدت تعابير وجههم حزينه فسألت بإستغراب: في ايه يا بابا؟!
نظر لي ابي بحزن وقال: عمك أنيس تعبان اوي يا جوهرة
نظرت له بصدمة وقلت: تعبان؟!!! ليه مالو!!!
أردف ابي قائلاً: جاتلو أزمة قلبية وفي المستشفى دلوقتي..ثم صمت برهة وقال: انا رايح المستشفى اشوفه
قلت له في سرعة: خدني معاك يا بابا انا عايزه اطمن عليه
أردف ابي معارضاً: لا خليكي انتِ هنا يا جوهرة مع مامتك
قلت بتصميم: لا يا بابا انا هروح معاك...ثم ركضت ناحية غرفتي وارتديت مسرعه وذهبت مع ابي متجهين إلى المستشفى
وبعد نصف ساعه وصلنا، دلفت مع ابي وسألنا عن غرفة عم أنيس فكانت في الطابق الثاني، كنت أشعر بالقلق من ان يصاب عم أنيس بمكروه، دلفنا إلى غرفته كان جالس على الفراش ويبدو عليه التعب الشديد وكان الطبيب يضع كمامة الأكسجين على وجهه ويمنعه من بذل أي مجهود يتعب قلبه...اقتربنا منه وقال ابي: الف سلامة عليك يا راجل يا طيب...أبتسم عم انيس واردف بصوت ضعيف: الله يسلمك يا لطفي يا ابني...اقتربت منه وقلت بصوت قلق: الف سلامة عليك يا عم انيس...أبتسم لي وقال: الله يسلمك يا جوهرة، ثم أضاف قائلاً: جيتي ليه بس يا جوهرة وتعبتي نفسك...أردفت في سرعه: ازاي يعني اعرف انك تعبان وماجيش اطمن عليك، ده انت بركة العماره يا عم أنيس
قهقه عم أنيس ونزع كمامة الاكسجين وقال: الله يكرمك ويحفظك يا بنتي
قال ابي بمرح: كده تخلينا نقلق عليك يا راجل يا طيب
أبتسم عم أنيس بوجه بشوش وقال: لا انا الحمدالله زي الفل اهو...
سمعنا طرقات خفيفه على الباب وظهر من خلفه ذاك الشاب البغيض، اردف عم انيس قائلاً: تعالى يا لؤي يا ابني
دلف لؤي وألقى السلام ثم وضع على الطاوله بجانب عم أنيس بعض الحقائب وقال: جبتلك العلاج يا حبيبي ثم انحنى على يده وقبلها قائلاً: الف سلامة عليك يا احن أب في الدنيا، ربنا يخليك ليا يارب
ربت عم أنيس بحب على يده وقال: ويخليك ليا يا لؤي يا ابني
اردف ابي قائلاً: هو ده ابنك لؤي يا عم انيس؟
رد عم انيس قائلاً: اه ابني الوحيد، لسه راجع من ألمانيا كان بيدرس بره
نظر له ابي بإعجاب وسأله: بتدرس ايه يا لؤي
أردف لؤي بإبتسامة "هذه المره الاولى التي أراه فيها يبتسم!" قال لأبي: لما كنت في ثانوي طلعت من الأوائل وجتلي منحة لألمانيا ادرس هندسه هناك وانا حالياً في آخر سنه في الكلية وباجي في الاجازة ازور بابا
نظر له ابي بإعجاب وقال: ربنا يوفقك يا لؤي...ثم نظر لي ابي وقال بمرح: وانتِ كمان يا فنانه عايزين نشوفك رسامه عالميه بقى
ابتسمت لأبي وقلت: انشاء الله
سمعنا صوت طرق على الباب الغرفه بعدها دلف الطبيب وتفحص عم أنيس ثم قال: حالتك الصحيه مستقره دلوقتي تقدر تمشي النهارده..ثم قال للؤي بأن يعتني به وأعطاه إرشادات كي يتبعها...
اسند لؤي عم أنيس من جانب وابي من الجانب الآخر ثم ركبنا سيارة ابي وذهبنا متجهين إلى المنزل...
وعندما وصلنا ادخل ابي عم أنيس إلى غرفته حتى اطمئن عليه من ثم دلفت انا ورائه وقلت: هبقى اجيلك بكرا يا عم أنيس اطمن عليك
أبتسم عم أنيس وقال: تسلمي يا بنتي...ودعته وصعدت مع ابي إلى شقتنا...
طمئنت امي على عم أنيس ثم دلفت إلى غرفتي وجلست على المقعد الخشبي كي أرسم لوحة جديدة!
رسمت عم أنيس وتفننت في رسمه وبعد عدة ساعات انتهيت منها وتأملتها برضا ثم وضعتها على الطاولة، فستكون هذه هديتي لعم أنيس سأعطيها له غداً...
وفي صباح اليوم الثاني استيقظت على صوت امي وهي تُيقظني، دلفت إلى المرحاض اغتسلت وجهي ثم خرجت وفتحت خزانة الملابس واخرجت فستان ازرق سماوي جميل وارتديته ثم صففت شعري وامسكت اللوحة وضعتها في حقيبتي وتأهبت كي اذهب لعم أنيس...
هبط الدرج و وقفت أمام غرفته واخذت تنهيدة طويلة ثم طرقت على الباب وبعد ثواني فتح لي لؤي، نظر لي بإستغراب لكني أردفت قائلة: عم أنيس موجود؟
اومأ برأسه وقال: اه موجود تعالي اتفضلي...افسح لي المكان للدخول، دلفت إلى الغرفة وجدت عم أنيس جالس على الأريكة ثم نظر لي بوجهه البشوش وقال: جيتي يا جوهرة!
قلت بإبتسامة وانا اجلس بجانبه: طبعاً يا عم أنيس لازم اطمن على صحتك لحد ما تبقى كويس، اومال مين هيوديني الشاطئ بقى
قهقه عم أنيس ضاحكاً وقال: تسلميلي يا بنتي، والله يا جوهرة انتِ غلاوتك عندي زي لؤي ابني...ثم نظر إلى لؤي وقال: اقعد يا لؤي واقف ليه
حمحم لؤي وجلس في الأريكة المقابلة لنا ثم قال: شكرا عشان تعبتي نفسك وجيتي اطمنتي على بابا يا انسه جوهرة
ماذا هل هو يشكرني الآن "هه لا اصدق"...امأت له وقلت: عم أنيس زي بابا بظبط ومن واجبي اني اجي اطمن عليه..ثم نظرت لعم أنيس وقلت: انا عامله ليك مفاجأة يا عم أنيس
نظر لي عم أنيس بإستغراب وقال: مفاجأة؟! ليا انا؟!!
اومأت برأسي وانا اخرج اللوحة من حقيبتي وقلت بفرحه: غمض عنيك يا عم أنيس ونبي
ضحك عم أنيس وقال: اغمض عيني ليه يا بنتي...قلت برجاء: ونبي يا عم أنيس غمض عنيك
اغمض عم أنيس وهو يضحك وقال: غمضت عيني اهو
فتحت اللوحة واظهرتها أمام عينه وقلت: فتح عينك
فتح عم أنيس عينه ورأيت تعابير وجهه تحولت إلى الانبهار والاعجاب: اده ده انا!!!!
اومأت له بإبتسامة ثم أردف مجدداً: انتِ اللي رسمتيها يا جوهرة؟!!!
اومأت له برأسي وقلت: اه رسمتها ليك يا عم أنيس
فرح عم أنيس باللوحه كثيراً وشكرني عليها ثم قال موجهاً حديثه للؤي: شوف يا لؤي جوهرة رسمتني حلو ازاي
امسك لؤي اللوحة وهو ينظر إليها بإعجاب وقال: جميله اوي يا جوهرة
ابتسمت له وقلت: شكراً...ثم بدأنا نتبادل جميعاً اطراف الحديث وكان المكان لا يخلو من الضحك حتى قلت في نهاية الحديث: انا همشي يا عم أنيس وهبقى اجيلك النهاردة بليل مع بابا
قال عم أنيس بإبتسامة بشوشة: تنوروني يا جوهرة..ثم أردف للؤي: وصلها للباب يا لؤي
اومأ لؤي برأسه واصطحبني إلى الباب ولكنه اوقفني قبل أن اخرج وقال: استني يا جوهرة
نظرت له بتساؤل وجدته دلف إلى غرفةٍ ما وخرج منها وهو ممسك بلوحتي وقال: اللوحة دي نستيها في الكوخ
أخذت منه اللوحة في صمت وتأهبت كي اخرج لكنه اوقفني مجدداً وقال: رسمك حلو اوي..ليكي مستقبل على فكرة..قالها بإبتسامة
قلت له بإبتسامة مماثلة: شكرا ليك..ثم صعدت الدرج
دلفت إلى غرفتي وانا أشعر بالسعادة فالجلوس مع عم انيس دائماً يُشعرني بالراحة، اما لؤي لم أفهم شخصيته اوقات يصبح وقحاً ومتعجرفاً وبغيضاً و اوقات أخرى يصبح لطيفاً!!!
سمعت رنين قصير في هاتفي نظرت كي أرى الرسالة وصدمت عندما قرائتها فكانت الرساله تحتوي علي:
_جوهرة انا نور...مريم حالتها النفسية تعبانه خالص للأسف باباها مات النهاردة الصبح..كلميها يا جوهرة هي محتجاكي دلوقتي...
نظرت للرسالة بصدمة ولا أعلم ماذا أفعل "يا الله هل مات أبوها!!!!!!"