انا مجرد مهووسة...

الظهور المفاجئ للعدو

اليوم بدأت العطلة، لا اعلم باي مناسبة لكنها عطلة لمدة شهر. تصورت انني ساستمتع في هذه العطلة. لكن.. للاسف ، كنت مخطئة.
لسوء الحظ، ايتاشي مشغول جدا في هذه الفترة، لقد اصبح بالكاد يجد وقتا ليأكل شيء قبل خروجه في الصباح، كما انه يعود في وقت متأخر من الليل عادة، لذا لا نحظى بوقت كاف للحديث.
وبما انني ابقى وحيدة طوال اليوم، خططت للاستمتاع بوقتي قليلا. ثم.. تذكرت انه لا توجد انترنت هنا ، في الحقيقة، لا توجد حتى هواتف. شعرت باليأس، ولم اجد اي طريقة لقضاء الوقت سوى النوم.
استيقظ قبل ايتاشي . اطبخ له الطعام، عادة ما يأكل ربع ما احضّره لانه لا يملك وقتا . ثم اعود للفراش ثانية و انام.
استيقظ في المساء. اجهز العشاء، فيعود ايتاشي منهكا ، يأكل و ينام.

مضى اسبوع على هذا الحال . لكنني ، شعرت انه شهر . لقد اكتفيت حقا . لم يعد بإمكاني المواصلت هكذا اكثر .
ذات مساء قررت اخبار ايتاشي بذلك.
عاد للمنزل فإستقبلته بإبتسامة كالمعتاد لكنني بادرت بالحديث :
- " ايتاشي، آسفة . اعلم انك مشغول في العمل طوال الوقت، لكنني لم اعد احتمل هذا. انا وحيدة طوال اليوم وليس لدي حتى ما افعله... "
قاطعني ايتاشي وهو مرعوب و بنبرة يملؤها التعب و الحزن و الغضب :
- " ماذا اذا ؟؟! هل ستتركينني؟؟ هل ستبحثين الآن عن رجل آخر يبقيكي في منزله؟! "
- " هاا؟! ما الذي تتحدث عنه ؟ "
- " اجيبيني( بصراخ ) "
في تلك اللحظة بكى ايتاشي بشدة. لقد فطر مظهره قلبي 🥺 .
عانقته وداعبت شعره وقلت بصوت يملؤه العطف و الحنان :
- " كيف يمكنني تركك؟ انت كالملاك اللطيف . انت حياتي باكملها. انت تعرف كل شيء عني و انا كذلك. لقد بدوت لوهلة كطفل صغير يتم التخلي عنه ، لذا اظنني نادمت عن ما قلته. لقد كنت اتذمّر طوال الوقت لدرجة اني نسيت كم انني محظوظة لان باستطاعتي رؤيتك كل يوم ، باستطاعتي طبخ الطعام من اجلك، باستطاعتي التكلم معك. انا في نعمة كبيرة كنت غافلة عنها فقط بسبب بعض الملل. أنا آسفة حقا. ساحاول ان لا اتذمّر بعد الآن. هيا، انظر الي، وجهك جميل ولطيف( امسك خديه واداعبهما ) ، لكنني لا اريد رؤيتك متعبا او حزينا هكذا. يجب ان ترتاح قليلا من حين لآخر، لكنني ضغطت عليك كثيرا هذه المره، آسفة. اعدك بانني سأحاول جاهدة اسعادك . "
عانقني ايتاشي بقوة وقال :
- " انا ايضا آسف. لقد كنت متعبا و كنت اضن ايضا انني لا أعاملكي جيدا لذا خفت كثيرا من ان تتركيني. لكن، شكرا لك. حقا، انا اشكرك من كل قلبي. "
- " كلا ، لا عليك. هيا غير ملابسك وتعال لنتناول العشاء معا. "
صباح اليوم التالي، بعد مغادرت ايتاشي، عدت للنوم كالمعتاد. استيقظت في المساء، وقبل ان افتح عيني. ادركت ان هناك كائنا حيا نائما الى جانبي. لكنني اعلم ان ايتاشي من المفترض ان يعود بعد 3 ساعات على الاقل.
سمعت صوتا يقول :
- " هاقد استيقظتي اخيرا، ايتها الاميرة النائمة "
قلت بصدمت :
- " ساسكي-كن؟! "
- " كن؟ اظن انه ليس سيء. اعجبني. استمري بمناداتي هكذا. هههه ( ضحكة مستفزة ) "
- " آه كلا ! كل هذا بسبب تلك الغبية التي تناديك دائما 'ساسكي-كن ' . مهلا مهلا! لم يحدث هذا في القصة. هذا يعني انني غيرت مجرى الاحداث. ٱوووه كلا ! "
- " ما الذي تهذين به؟لكن هذا اعجبني قليلا ،ههه."
- " هاا؟! ماذا تفعل هنا اساسا ؟! هل جننت ام مذا؟! "
- " لقد سمعتكي البارحة تقولين انكي تشعرين بالملل لذا فكرت في ان امنحكي بعض المتعة😏 "
- " ااايو. كلا . توقف رجاءا، انت تشعرني بالغثيان. بالمناسبة كيف سمعتني؟ "
- " لقد كان ذلك الوغد اوروتشيمارو على حق، هذه الاعيون ذات فائدة كبيرة لدرجة انه لا انتي و لا اخي لاحظتما وجودي. لقد كنت اتجسس عليكم منذ فترة. "
- " آه حقا! ماذا اذا لو اقتلعت لك هذه الاعين؟ "
- " اوه، هذا جريء منكي. لكن هل تستطيع فتاة لطيفة ظريفة مثلكي فعل شيء كهذا؟ "
اقترب مني ومد يديه نحوي.
قلت :
- " ووو ووو ووو! ما الذي تضن نفسك فاعلا؟! لم اتوقع ابدا بان تلجأ لامر مقرف كهذا "
دفعته بعيدا عني .
قال وابتسامة خبيثة تعلوا وجهه :
- " انا مستعد لفعل اي شيء من اجل تحقيق هدفي.كما انكي اثرتي اعجابي "
- " اخرس رجاءا !هذا مقزز! والآن هيا اخرج. يبدو انك دخلت المنزل الخطأ. وان اردت سارشدك الى الطريق. "
- " كلا لا اظن انني اخطأت. لقد جئت الى هنا للنوم مع حبيبة اخي و اغرائها. "
- " وهل ظننت انه بامكانك ذلك؟ اسمعني جيدا! لا تغتر بنفسك فقط لان مجموعة من الفتيات الحمقى مغرمات بك! ربما انت وسيم و ذكي و قوي ، لكن، دعني اوضح لك الامر، انا مغرمة بأخيك منذ زمن بعيد ، ولن افكر في اي رجل آخر ، حسنا؟ "
- " تلعبين دور صعبة المنال، صحيح؟ مثير للاهتمام. بالمناسبة،هل تعلمين ان اخي يحب صديقة طفولته ايزومي؟ "
- " اعلم هذا . قلت انني انا احبه وليس هو . "
- " تعجبني شخصيتكي القوية "
- " ساسكي! رجاءا ، كف عن هذا. اعلم ان الامر مؤلم جدا واعلم انك تفتقد عائلتك كثيرا وتشعر بالوحدة الشديدة لكن ... "
قاطعني ساسكي وهو يصرخ بغضب :
- " لا تتكلمي وكأنكي تفهمين كل شيء! انت لا تعرفين شيء مما اشعر به! "
قاطعته وصرخت انا الاخرى :
- " كف عن التصرف هكذا! انت تظن بان ثقل العالم كله على كتفيك، صحيح؟ لكنك مخطئ. كل شخص في العالم لديه هموم اكبر مما يمكنك تخيله. هناك من خسر عائلته في اليوم الذي ولد فيه، هناك من توفيت والدته و حاول والده قتله اكثر من مرة ، هناك شخص والدته متوفات ثم انتحر والده و بعدها خسر صديقيه الوحيدين ثم معلمه، هناك من اُخذ من والدته و عومل بقسوة من قبل كل الناس و اجبر على القيام باعمال لا يريدها ، هناك ايضا من تعرض للتنمر طوال حياته واضطر للدراسة بجد ثم التخلي عن عائلته لانهم لا يملكون المال الكافي. و الكثيرون ايضا. لذا لا تجرؤ على الظن بانك الوحيد الذي يعاني! "
لم يعرف ساسكي كيف يرد على كلامي هذا ، لذا امسكت يده وقلت له :
- " هيا الآن اخرج بسرعة قبل ان يعود ايتا...شي "
صدمت عندما رأيت ايتاشي واقفا امام باب الغرفة.
وطبعا استغل ساسكي الفرصة، فمرر ذراعه من خلف عنقي وامسك كتفي بيده ونظر الي وقال :
- " لا داعي لابقاء علاقتنا سرية بعد الآن ، على ما يبدو . "
ثم وجّه بصره نحو ايتاشي واضاف :
- " آه، آسف يا اخي، لكنني افضل منك في هذه الاشياء. "
غضب ايتاشي جدا فصرخ في وجهه :
- " اغرب عن وجهي حالا! "
- " ووو ووو، هدِّء من روعك قليلا. اظن انني اراك غاضبا للمرة الاولى. هل لانك تحب ميزوكي؟ ماذا عن ايزومي اذن ؟ هل تخطيت امرها؟ حسنا مبارك . لكن للمعلومة فقط، لقد نمت بالفعل مع ميزوكي. لكن لو كنت مازلت تريدها فحظًا موفقا. لكن كنصيحة مني تزوج منها بسرعة والا سبقك شخص آخر. فبعد كل شيء هي فتاة جميلة و ظريفة و لطيفة. "
غادر ساسكي، فنظرت الى ايتاشي وقلت بصوت منخفض وعلامات الهلع مرتسمة على محياي :
- " اي-تشين، الامر ليس كما تظن.لكن ، انت لم تصدقه صحيح؟ انت تثق بي اليس كذلك؟ "
- " بعد ان تركت المهمة لكيسامي و تكبدت مخاطر الخروج للتسوق كي اشتري هديةلكي!
لا اريد التحدث معك بعد الآن. لن اطردك من المنزل ولكن لا اريد رؤية وجهك. "
- " لكن... مهلا... "
تجاهلني ايتاشي تماما وذهب لغرفته ونام دون ان ياكل اي شيء.
لقد تركني محطمة القلب تماما. كل هذا بسبب ساسكي . تباااا!
خلدت للنوم ايضا واستيقظت كعادتي لاعداد الفطور ثم دخلت لغرفتي واغلقت الباب . بعد خروج ايتاشي ذهبت للطاولة فوجدتها كما تركتها تماما.
مرت بضعة ايام ونحن على تلك الحال و ايتاشي لا ياكل شيء.
واجهته ذات صباح وقلت :
- " اعلم انك غاضب مني، لكن على الاقل كل شيء. لن اسمح لك بان تموت من الجوع كما تعلم. "
خرج متجاهلا كلامي ومناداتي له عدة مرات.
صار ايتاشي يعود متأخرا اكثر فأكثر. لقد زاد هذا من اكتئابي اكثر فأكثر . بحق السماء،ماهي هذه الوضعية التي وضعت فيها ؟ صحيح ان هناك سوء تفاهم لكن ماذا افعل لأثبت له انني بريئة ؟ ماذا فعلت بحق لاستحق هذا ؟ ماذا سافعل من هنا فصاعدا؟ ان تجاهله هذا يقتلني ببطء يوما بعد يوم .
انتهت عطلتي وعدت للعمل. لحسن الحظ، بدأ ايتاشي باكل البيض قبل خروجه، لقد عاد يتصرف كما لو انني لم آتي الى هنا ابدا، لكن على الاقل هو ياكل الآن. لكني لم اعد اطبخ من اجله اي شيء فهو لا يكلف نفسه حتى لتذوق بعض مما اعده.
بعد عدة اسابيع، عيد ميلاد ايتاشي ، وقد كنت ادخر المال منذ اشهر من اجل هذا الحدث . استجمعت شتات نفسي و عزمت على تنظيم حفلة رائعة من اجل ايتاشي .
بدأت بشراء المواد التي ساحتاجها للزينة من بالونات وشرائط ملونة والى آخره. اشتريت ايضا كتبا للحلويات رغم انني عملت مع والدتي منذ صغري في متجر لبيع الحلويات لكني اردت عمل حفلة مثالية. استغليت تأخره من اجل التدرب على طبخ الحلويات اليابانية. لاكون صادقة، الامر اصعب من ما تخيلت. صنع الحلويات العربية مختلف تماما عن صنع اليابانية. لقد فشلت في عدة محاولات الى ان وصلت للنتيجة المثالية اللتي اريدها. كما انني سجلت في دورة خاصة بطبخ الكيك وتزيينه.
بقيت ثلاثة ايام على عيد ميلاده. ذهبت الى محلات مختلفة لإختيار هدية له. في الواقع كنت اتصور ان اشتري له ساعة يدوية او شيء من ذلك االقبيل لكني تذكرت ان هذه الاختراعات المتطورة لا توجد هنا بعد.
تجولت لساعات وفي النهاية اشتريت بعض ادوات النينجا لانها الامر الوحيد الذي خطر على بالي . اشتريت ايضا صندوقا للهدايا.
يم ميلاده، حرصت على انهاء عملي بسرعة وعدت على الفور للمنزل.
دخلت المطبخ على الفور وجهزت الحلويات والكعكة ووضعتها في الفرن . بينما نضجت الكيكة، نفخت البالونات، علقت الاشرطة الملونة وزينت كامل البيت.
اخرجت الكعكة من الفرن بعد ان صنعت الكريمة الملونة. طليتها بالكريمة، ووضعت الشكلاطة المذابة فوقها، ثم زينتها بقطع حلوى صغيرة.  وضعتها في الثلاجة ثم ذهبت لمسح الطاولة التي خبزت فوقها الكيكة فوجدت بعض السكر المتناثر. خطر على بالي تذوقه و فجأة، اكتشفت انه ملح 😑.
غيرت ملابسي و اخذت نقودي و ذهبت على جناح السرعة الى اقرب متجر فإشتريت المكونات مرة اخرى وعدت مسرعة للمنزل طبخت الكعكة زينتها وفي طريقي الى وضعها في الثلاجة انزلقت على احدى الشرائط ووقعت الكيكة على وجهي 😐 .
بحق الجحيم ماذا يحدث لي؟!
اسرع للحمام، اغتسلت، غيرت ثيابي، واشتريت من المتجر كل المستلزمات ثانية، عدت وطبخت الكيكة وتأكدت هذه المرة من وضعها في الثلاجة بدون مشاكل.
اخذت ورقة كبيرة وكتبت عليها ' عيد ميلاد سعيد ايتاشي '
جهزت الطاولة فوضعت الحلويات و المشروبات والكعكة وطبعا لم انسى وضع الشموع فوقها.

كنت سعيدة جدا بانجاز وكل ما بقي هو عودة ايتاشي للمنزل.
كنت انتضره على احر من الجمر.