كانت الزوجة في العمل وتركت الاطفال مع زوجها الذي كان الشهر الحاليّ إجازته..
الأطفال:-
منى.. الكبرى .. ١٠ سنين
ياسر..الأوسط .. ٥ سنين
شهد وشيماء .. الأصغر .. توأم .. ٦ شهور
الزوج .. برعي .. ٣٨ سنة
المنظر العام :-
منى تتقمص دور أصالة ، وتُصَدِّعُ الحيَّ بإحدى المهرجانات الحديثة ، وغرفتها مثل الحظيرة ..
وقالت لوالدها أن أستاذة الموسيقى طلبت منهم عمل مشروعٍ واختيار أغنية أصيلة تراثية لغنائها الأسبوع المقبل ..
برعي : طب هو ده تراث يا منى ؟
منى : هسألك سؤال صغنون كده يا بابتي .. مش احنا حالياً في فترة اسمها " عصر "
برعي : أيوة
منى : أهو بعد عدة سنين هييجي ناس ويقولوا على أغاني الزمن ده ( أغاني الزمن الجميل والتراث الأصيل )
برعي : تصدقي أقنعتيني !
وذهبت منى ...
قال برعي بعد وهلة : بس العصر لسة ما أذّنْش .. لما اروح اقولها عشان تبقا بتغني أغاني ( العصر ) مش ( ما قبل العصر ) .. يا موناااااااااا !
وفي المطبخ..
كان ياسر يحاول صنع " فتيات القوة" مثل "البروفيسور" على إحدى قنوات الأطفال.
قال في نفسه:
- دلوقتي هقدر اعمل البت الذكية اللي مش فاكر اسمها عشان تعملي ال " home work " .. يِسّ !
والنتيجة كانت ..
أن كل أواني الطهي صارت في الحوض .. والخلاط يوشك على الانفجار، وبداخله سائلٌ أبيض اللون مجهول الماهيّة .. ويعزف أحلى سيمفونية موتٍ على الإطلاق..
وياسر ..
جالس أمام التلفاز يستمع " tom and jerry " وتارك المطبخ ( يضرب يقلب ) كما يقولون..
وعادت الزوجة...
وما أن دخلت المنزل حتى وجدت المطبخ في حالة مزرية ..
وزوجها الحبيب نائم في حين أن التوأمتان تبكيان بحرقة ..
ومنى تمسك الهاتف الارضي والتابلت والكمبيوتر في آنٍ واحد .. بالإضافة إلى الآيفون الذي للأسف نفد شحنه ..
وفجأة...
بووووووووووووووم ! انفجر الخلاط .. ولكن الزوجة لم تهتم لانفجاره بقدر اهتمامها بتوقف الصداع !
الزوجة.. فيفي .. ٣٧ سنة
وذهبت لمنى ..
فيفي : بتعملي ايه يا مُنمُن ؟
منى: دادي نسي صفحة الفيسبوك مفتوحة على الكمبيوتر وطلع بيكلم بنت حلوة أوي أوي يا مامي ، وكملت كلام معاها أنا
فيفي : أبوكِ كان بيكلمها في ايه ؟
منى : شغل
فيفي : وانتي ؟
منى : شغالين بنحب ف بعض من الصبح
قبلتها فيفي في فخر ...
وذهبت لبرعي ، ووجدته نائماً على ظهره على الكنبة( الأريكة ) ... صرخت باسمه فاستيقظ مفزوعاً
برعي : البيت غرق ؟ ولع ؟ اتهد ؟ وقع ؟
فيفي : لا متخافش.. بقولك ايه ، شهد وشيماء يشبهوا مين فينا ؟
- شهد شبهك وشيماء شبهي
- انا بقول العكس
- لا ، انا عند رأيي
- وانا بقول العكس ، ولما نشوف كلام مين فينا اللي هيمشي !
- كلامي انا يا فتحية!
انتهزتها فرصة ، وبكت
- بقا كده يا برعي ؟ بتكسر كلمتي ؟ طب انا سيبالك البيت وماشية !
- في ٦٠ داهية! أنا أصلاً زهقت منك !
وأخذت تجمع حاجياتها وهي تمثل البكاء ، بالطبع هي لا تبكي ..
فكما تعلم - عزيزي القارئ - أن البيت شكله ( يقرف الكلب ) ، وفيفي انتهزتها فرصة للهرب ..
وهربت فيفي ، وبرعي في سابع نومة ..
أاااا أقصد خرجت ، لا يهم .. لنرجع للقصة
دوّت زغروطة كانت قوية بدليل استيقاظ برعي من النوم ..
ذهب ليرى مصدر الإزعاج، فإذا بها منى !
برعي : اه يا تيييييييييييييييييييت حرام عليكِ صحتيني م النوم!
- ماما خرجت من البيت يا كبير
- كبير ؟! .. وبعدين يعني ؟
- جعااااانة 🥺
- أكيد أمك سابتلنا أكل ..
- فعلاً.. ما احنا أكلناه ومقضاش ، فجاعانين !
- طب والحل ؟
- نطلب دليفري ، بس فيه مشكلة
- خيييير ؟
- ماما خدت الفلوس لما طفشت
- أحيه ! طب كويس اني شايل ٢٠٠ جنيه ف جيبي
- يعني هناكل ايه ؟
- هنّام خفيف ..
__________________________________________
في اليوم التالي..
أخذ برعي يفكر : الظاهر ان فيفي نسيت تاخد العيال معاها .. اما اروح اتصل بيها
واتصل على هاتف أمها ..
فيفي : أفندم ؟ خييير ؟!
- اعدلي خلقتك وتعالى خدي العيال !
- طب مش هعدل خلقتي ومش جايّة آخد العيال .. هي كبرت في دماغي بقا ومش هاجي الا اما تتذللي !
وأغلقت الخط في وجهه
نظر برعي للهاتف بغيظ وقال : على جثتي يا فتحية !
بعد الظهر..
نَجِدُ منى تمسك أنبوبة كريم " كيناكومب " الطبي ( لمن لا يعرفه ، إنه كريم خاص بالتسلخات ) ، قرأت المكتوب على الأنبوب " للاستعمال الخارجي فقط " .. قالت :
- امممم ، يعني عادي لو حطيته زينة للأكل ! اشطا أووووي!
وذهبت منى وصنعت كعكة جميلة ، وأخذت أنبوبة المرهم ووضعتها كلها على سطح الكعكة ، وفردتها جيداً ، فبدا شكلها كالكريمة بالموز نوعاً ما..
وأحضرت أنبوبة أخرى لكريم آخر خاص بالحروق ، وقالت : ده بقا لونه بني .. يعني بالشوكولاته! انا بحب الشوكولاته أوي! هحط ده واللي زيه ف صيدلية التلاجة !
وبعد انتهاء الشيف منى ..
وضعت الكعكة على السفرة ، وأخذ والدها ٨ قطع ؛ فالشوكولاتة مع الكريمة بالموز هي نكهته المفضلة
منى ببراءة : ايه رأيك يا داد ؟
برعي : جااااااااااااااااااامدة! النكهات دي أحلى من الكريمة بالموز مليوووون مرة ! حطيتي فيها ايه عشان تطلع بالحلاوة دي ؟
وبكل براءة ذهبت وأحضرت الأنابيب الفارغة ورفعتهم في وجهه
برعي بعدم استيعاب: انا بقولك وريني حطيتي ايه ع الكيكة ، مش هاتي اللي في صيدلية التلاجة!
منى: بص يا دادي.. ده ( وأشارت على كيناكومب) الكريمة بالموز ... وده ( وأشارت إلى كريم الحروق ) الشوكولاته
بكل هدوء خلع برعي شبشبه وضرب منى به على مؤخرتها وقال : بقا كده يا تيييييييييييييييييييت؟! بتأكليني مراهم ؟! امشي يا بت ! امشي ! .. لا وإيه ؟ بتاع تسلخات ! جاتك القرف !!
وذهبت منى بدموع لغرفتها ، وأكمل برعي تناول الكعكة حتى أنهاها وكأن شيئاً لم يكن ..
بعد يومين ..
في بيت والد فيفي ..
وبالتحديد في غرفة الجلوس ..
برعي باستعطاف : يا فيفي ارجعي.. البيت والعيال وابو العيال محتاجينك !
فيفي - للمرة الألف - بغرور وتكبر : لأ يا برعي.. انا لا يمكن اقعد مع واحد بيكدبني ويكسر كلمتي
- يا فيفي يا حبيبتي اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية
فيفي بسخرية : ودي عرفتها منين دي كمان ؟
- كنت رايح اجيب منى من المدرسة وسمعت العيال في سنة خامسة بيقولوها
فيفي باستهزاء : منا بقول برضه .. أصل الكلام ده ميجيش من العيلة دي أبداً!
- يعني آخر كلام .. هترجعي ولا لأ ؟
- لأ
- العيال كانوا عايزين يشوفوكي .. هما قاعدين مع جدتهم برا
- اه .. منا عارفة
- فيفي.. انتي طالق!
وخرج من المنزل ، وأطلقت فيفي زغروطة فرحة قبل أن تتذكر سبب هروبها من المنزل - وهو العيال - موجود هنا..
وانقطعت الزغروطة ..
هرولت لباب البيت لتلحق به قائلة : نسيت العيال يا برعي !
برعي بابتسامة نصر : اشبعي بيهم ! سلام يا.. ( وغمز ) يا فُفّة !
وفي النهاية..
أحب أن أقول لكم - أعزائي القراء - .. أترون هذا سبباً كافياً للطلاق ؟
أم أنهم يستحقون أن يطلق عليهم " الناس التافهة أهيّا" ؟!
_____________________________________________
تمت بحمد الله 😊💗🌹
بقلمي 💗💗🦋
