الحدوتة الأولى.

136 7 1
                                    

- مبقتش مُضطَرة إني اتنازل.
- قصدك إيه!
قربت منُه خَطوة وقولت بثبات إنفعالي مُش عارفة جِبتُه منين:
- قصدي إني عايزة اطَلق يا آدم.

بَصلي بيحاول يستوعب كلامي، عُمرُه مَا كان يتوقع إني اطلُب مِنُه الطلاق، كان فاكر إني طول عُمري هَفضل أستحمِل وهتنازل، بس كُل إنسان ليه طاقة، كُل إنسان عندُه قُدرة مُعينة على التَحمُل، وأنا طاقتي نَفُذت وقُدرتي بقت ضَعيفة؛ فَمِن حقي أنسحب صح؟

سكت مقدرش يرُد، روحت سحبت شَنطة هدومي اللي مجهزاها مِن امبارح واتحركت ناحية الباب فَتحتُه:
- هستناك تيجي أنت والمأذون، أظُن إنك عارف بيت أهلي كويس، أتمنى متتأخرش.

ماستنتش رَده وقفلت الباب ونزلت ركبت عربيتي واتحركت لبيت أهلي، عربيتي اللي كان عايزني ابيعها عشان مينفعش مراته تسوق عربية! طب بالله ده تفكير إنسان عاقل! لأ والأحلي مِن كِده أنُه عايزني اقفل دار الأيتام عشان بيغير مِن اللي شغالين هِناك وبيغير مِن أي راجل بتعامل معاه، وبيغير مِن الأطفال الولاد اللي هِناك! لأ ومش بس كِده، أنا لمَا لَقيت حل وَسط عشان ارضيه وقولتله إني هوكل واحدة سِت تدير الدار وأنا هبقى اروح كُل اسبوع بس أطمن موافقش، هو قال كِلمة ولازم تتنفذ.
ده غير أنُه عايزني دايمًا أروح لمامتُه اللي هيَ بيتها بعيد عني ساعة عشان اخدمها مع إن عندها بنتها أصلًا، معنديش مُشكلة إني كُل فترة اروحلها وأقعُد معاها واشوفها محتاجة إيه وده مِن باب الذوق، بس مش مُضطَرة، وده مُش واجبي، ومانعني مِن إني اروح عند أهلي عشان قال إيه بيغير مِن زين ابن عمي بحكُم أنُه قاعد معانا في نَفس البيت وكان قُريب مني جدًا زمان، زين اللي هو أخويا في الرضاعة أصلًا!!!!!
***
رَكنت العربية تحت البيت وخدت شنطتي وطلعت.
مفاتيح شقتنا لِسَه معايا؛ فطلعتها وفتحت، لقيت بابا وماما قاعدين بيتفرجوا على التليفزيون، أول ما فتحت بصوا ناحيتي وبعدين بصوا لشنطتي.

لقيت بابا ابتسم وفتح إيده؛ فجريت اترميت في حُضنه وطَبطب عليا:
- عملتِ الصح يا حبيبتي.
بِعدت عنه:
- طب والناس هيقولوا إيه! ازاي هعيش وأنا سِت مُطلقة!
ماما ردت عليا:
- في داهية كلام الناس طالما ماكُنتيش مرتاحة.

روحت حضنتها هيَ كمان، بعدها لقيت الباب اتفتح ودخل مِنُه أخرة صبري ومريم أُخته وفرح بنت عمنا.

فتحلي حُضنه وقال بطريقة مسرحية:
- روري حبيبتي، أخيرًا جيتِ، كُنت بعد الثواني في بُعدك يا روحي.
ضحكت وحضنته:
- يا بكاش!
بعدني عن حُضنُه وسأل:
- خير! إيه اللي حنن قلب آدم باشا علينا وخلاه يجيبك، هو مش بيغير مِني؟
- لأ ما خلاص، مبقاش في آدم بقى.
بصولي التلاتة بعدم فِهم؛ فابتسمت:
- سِبت البيت وطلبت الطلاق.

بصولي وهُما مش مستوعبين اللي أنا قولته، وفي خلال 3 ثواني لقيتهُم نطوا عليا حضنوني لدرجة كُنت هَقع!

حواديت رَهــا.Where stories live. Discover now