الحدوتة التالتة.

54 5 0
                                    

- دلوقتِ لِسه مُعجب بس والحُب مدخلش قلبَك!
ابتسَـم ابتسَـامة جميلة وقال بنبرة صوت هادية:
- وما كُنتُ ممَّن يدخلُ العشقُ قلبَهُ
ولكنَّ مَنْ يُبصِرُ جفونَكِ يعشَق.

***

10:00 Am.
"دانكن فرع مصر الجديدة".


دخلت وطلبت واحدة دونَت أوريو وآيس كوفي، أغلب صحابي بيقولولي إن غباء إن حد يفطر على آيس كوفي، ولكني دايمًا مُقتنعة إن الحاجات اللي مش مُعتادة ومش روتينية بتكون لطيفة جدًا.

فضلت قاعدة فتحت فوني وفتحت ألبوم الصور المَخفية، عدى على فراقنا سَبع سنين وأربع شهور ويومين، والأحسن مِن كِده إن بعد الفراق أنا سافِرت وغيرت أرقامي وكل حاجة، ولما رجعت! ملقتهاش.
وحشتني أوي، واحشني هِزارنا ولِعبنا وحكاوينا اللي ماكنتش بتخلص أبدًا، لِبسنا اللي زي بعض، وجودنا دايمًا مع بعض لدرجة كانوا بيفتكرونا اخوات!
كنت فكراها مُجرد خِناقة عادية ولكِنها طَولت، فضلنا حوالي شهر ونص منتقابلش صُدفة حتى، ولا كنا بنتكلِم أبدًا، وقت ما عرفت أننا هنسافِر نسيت مشاكلنا وخناقاتنا وجريت على بيتها ولكِن أهلها قالولي مِش موجودة، طلبت مِن بنت خالها تبلغها بسفري وتبلغها تجيلي؛ لأني همشي في وقت قليل، قالتلي تمام ومشيت.
يوم، اتنين، تلاتة، أربعة.. أنا مسافرة بكرا! طيب هيَ ماجتش ليه؟ معقول مش فارقلها إني هسافر!
عِرفت أنها مابقتش عايزاني في حياتها، سِبت البلد وأنا جارة ورايا خيبة أملي فيها!

فُقت مِن شرودي وبدأت أفطر، شوية ولقيت بنوتة داخلة ماسكة إيد باباها، كانت لابسة فستان إسود قصير وكوتشي أبيض، كانت حوالي خمس سنين كِده، وهي كلها على بعضها لا تتعدى الخمسة سنتي أساسًا.
كانوا قريبين من التربيزة بتاعتي فسمعتهم وهما بيتكلموا وبداية الكلام كانت منه:
- ها.. هتاخدي الدونت إيه؟
بصتله وقالت بتذمُر طفولي:
- مش عارف أنا بحب إيه يعني؟
ضِحك بخفة:
- أكيد عارِف، بس قُلت ممكِن تطلُبي شيء تاني.
بصتله بطرف عينيها:
- لأ مش عايزة شيء تاني، وآه هات اتنين دونتس مش واحدة.
- ليه؟
- واحدة ليّا وواحدة لمريم.
ابتسَـم:
- حاضر، اقعُدي لحد ما اجيبهم واجيلك.

سابها وراح يطلُب هو، بصت للمكان بصة سريعة كِده وكان زحمة مفيش مكان تقعُد، بصت على التربيزة بتاعتي كان فيها كُرسيين فاضين، فضلت بصالي؛ ففهمت هيَ عايزة إيه، ابتسَـمت وشاورتلها تقرب فقربت، مشيت إيدي على شعرها بحنان:
- تحبي تشاركيني القعدة لحد ما بابا يجي؟
ابتسَـمت بفرحة وقعدت، مدتلي إيديها عشان تسلِم عليّا:
- أنا مَلك.
ابتسَـمت ابتسَـامة حزينة مهزوزة:
- مَلك!
حسيتها استغربتني شوية!
- آه، مَلك!
- تعرفي يا مَلك إن اسمك على اسم حد غالي عندي أوي!
ضِحكت بفرحة لطيفة:
- بجد!
ابتسَـمت:
- بجد.
بصت لإيديها اللي لِسه ممدودة؛ فانتبَهت وسلمت عليها:
- وأنا رَها، اسمي رَها.
- رَها؟ اسمك جميل، بس يعني إيه رَها!
تقريبًا ده أكتر سؤال بيتسإلني طول حياتي، وأكتر سؤال بحب أجاوب عليه.
ابتسَـمت بهدوء:
- رَها جاي مِن الهدوء، يعني رَها الخَيل، معناها هدأ الخَيل، رَها البحر وسكنت أمواجه، يعني هدأ البحر وسكنت أمواجه، فهمتِ؟
بصت للسقف وحطت إيديها على راسها بتفكير:
- ممم.. يعني أنتِ اسمك معناه الهدوء!
هزيت راسي بالإيجاب:
- بالظبط كِده.
- حِلو! رَها الهادية!
سقفت فجأة بدون سبب:
- الآنسة الهادية، حِلو الاسم مِش كِده؟
ضِحكت:
- حِلو، يشبه لمَلك تمام.

حواديت رَهــا.Where stories live. Discover now