فى ليالي الشتاء الممطره تغدو كل الأشياء بمذاقٍ مختلف، منذُ كنت صغيرة وأنا أعشق الشتاء... ولكن شتائي هذا العام كان مختلفًا وكأني خُلقت من جديد، كُتِب لي أن أعيش مجددًا بعد أعوام يملؤها البؤس والفتور... كل شيء كان عاديًا قبل ذلك اليوم، «السادس مِن ديسمبر» يمكنكم تخيل كم تغيرت حياتي من بعد هذا اليوم... ألتقيته، أخذ قلبي منذ الوهلة الأولى ولم يعد ملكي، كل شيء فيَّ لم يعد ملكي أصبح ملكه هو... هو وحده فقط مَن يملك كل شيء فيَّ، أعطيته قلبي وأعطاني معنى جديدًا للحياة.
بدأ كل شيء من ذلك اليوم الدافئ فى بداية ليالي ديسمبر البارده، كنت كعادتي أقف فى محل الورود خاصتي ألتقي بكل الأُناس ورغباتهم المختلفة فى إقتناء الورود... ومِن بين كل الموجودين والمتوافدين على المحل يوميًا تعلق قلبي بيه هو، خطف أنظاري من الوهله الأولى... كان يقف فى الخارج يتأمل بعض ورود الروز بشرود، كنت ألحظه من بداية الشتاء يمر أمام المحل بين الحين والآخر ولكنها كانت المره الأولى التي يدلف إلى هنا فنهضت إليه وقد تسارعت دقات قلبي لشجاعتي تلك التي لا أعلم من أين أتت... تقدمت نحوه وقولت له بصوت هادئ مع إبتسامة خِفت مِن أختفاءها بعد إجابته على سؤالي
_ حُب؟
أجاب دون النظر إليّ
_ مش شرط أكون بحب حد عشان تسحرني جمال وردة الروز، ويمكن أكون بحب نفسي!
أطمئن قلبي قليلًا فـلو كان يُحِب لن تكن تلك إجابته أبدًا بالإضافة لشعوري بخبرته فى الورود وهذا جعلني أود التقرب إليه أكثر
أردفت بإبتسامة
_ واضح إنك متكبر شوية
نظر إليَّ هذه المره وإبتسم وهو يجيب
_ لا خالص، بس من الطبيعي أن الإنسان يحب نفسه... قبل مايحب غيره
_ أتفق، تحب أساعدك فى حاجة؟
_ أممم عايز بوكيه حلو بمناسبة النجاح
إبتسمت له وذهبت أجهز بوكيه رائع من ورود الأوركيد البنفسيجيه ثم عُدت إليه وسلمته له فـبدى أنه أعجبه وهذا أسعدني حقًا
أمسك بوردة كيريا صفراء ومدها لي وأردف مبتسمًا
_ حابب أتعرف عليكِ أكتر
إبتسمت بخجل وأخذتها منه وأنا أردف
_ يشرفني يا.... هو حضرتك أسمك أي؟
أبتسم إبتسامة خطفت قلبي ثم أردف
_ عبدالعليم
رحل، رحل وأخذ قلبي معه... كل ما بيه مميز ومختلف جعلني أنجذب إليه بلا أدنى مجهود منه."وكأني لم أكن أنا و وجدت ذاتي فى إبتسامتك"
تتالت الأيام ولم ألمح طيفه وهذا ما جعلني قلِقه وذو مزاج سيء... لم أستطع التركيز فى أي شيء وكلما دلف أحد إلى المحل أسرعت إليه ظنًا أنه عبدالعليم ولكني كنت أصيب بالخذلان فى كل مره وبالرغم من ذلك لم أيأس، مر أسبوعان ولم يظهر أيضًا ظننت أنه نسيني ولن يأتي أبدًا... إلى أن وجدته يدلف إلى المحل مجددًا بإبتسامة بسيطة ورائعة
_ ازيك
حاولت تهدأت دقات قلبي الذي يكاد يخرج مِن بين ضلوعي ليعانق قلبه وأجبت فى شيء من العتاب والمزاح
_ الحمدلله، فكرتك أستغنيت عن الورد ومش هتيجي هنا تاني
_ مقدرش أبدًا، أنا وهو صحاب وشبه بعض والحقيقة إني مش سهل ألقى محل تاني كويس
أستندتُ بجزعي على الطاولة أمامي واضعه يدي على خدي وأنا أبتسم
_ واضح إنك من الناس إللِ بتشتري الورد فى المناسبات بس
أردف مبتسمًا فى مزاح
_ يعني مش أوي، عاوزك بقى ياستي تجهزيلي بوكيه جميل لأجمل واحده
أنت تقرأ
السـادس مِن ديسمبر♡.
Contoماذا عن ذلك الشخص الذي يأتي فجأه ويُزيح كل الهموم والتراكُمات التي تملؤك، بمجرد حضوره تتبخر كل الأحزان ليبقى فقط دفء عِناقه وسعادتك بوجوده، وكأن العالم أصبح آمن لأنه بِجانبك، كيف لتلك الهزائم أن تختفي فجأه وتتبخر لمجرد أنه أتى ومحاها بكل تلك البساطة...