(كاذبون هذا مستحيل)
هذا كل ما استطعت قوله وسط صدمتي
(انا اسف لقد م_)
اغلقت الباب في وجه من كان يحادثني دون ان اسمع المزيد
ارتديت معطفي و حذائي على عجل
قفزت عبر النافذة و ظللت اركض و اركض اركض وسط الثلوج
رأيت انفاسي بخارا بسبب البرد احمر و جهي و وجنتاي
و لا ازال اركض
حتى وصلت للمنزل الذي لطالما عشقت زيارته
لم يكن لدي وقت لاسترجاع الذكريات
فتحت الباب على عجل كالمجنون
لم اخلع حذائي و ظللت اركض
صعدت على الدرج مسرعا
حتى بلغته
و بقيت اركض بين الممرات و الغرف المقفله
لم انظر لاي من هذا
كان همي فقط غرفه اخر الرواق
وصلت اليها بانفاس متقطعه
هممت بفتح الباب لكن رأيت يداي ترتجفان
لم اعلم ما ان كان البرد او الخوف مما سمعته اليوم
لا بل كنت اعلم لكني كنت احاول تكذيب نفسي
حاولت تكذيب ما احس به قلبي و ما سمعته اذناي
لا ازال متمسكا بحبل الامل الذي صار خيطا لايرى
حتى اني كنت اكذب في ما ارى
كنت اعرف بالغعل ان حبل املي قد قطع
استجمعت اخر ذرات شجاعتي و فتحت الباب
احس ان قلبي ينتفض خوفا
لم ارد ان اصدق لكن ما ان رأيت النافذه قد فتحت و الرياح اخذت تلعب بالستائر حتى عدت اركض كالمجنون
وصلت لحافه النافذه و نظرت اسفلها غير مصدق
و يا ليتني لم افعل
ادركت في تلك اللحظه اني كنت اتمسك بالامل الذي لم يوجد لكن كنت احاول اصتناع وجوده
ما رأيته اعادني للواقع و بدأت ابكي و اصرح وسط شهقاتي بأعلى صوتي
انها دماؤه نعم انها دماؤه التي لامست الثلج الابيض النقي كقلبه لماذا لماذا فعل ذاك الاحمق ذلك؟!
شعرت بملمس يد على كتفي
استدرت لارى والديه كانا يبكيان بصمت
لم يسعني فعل شيء سوى متابعه مرسم حزني من بكاء و صرخات في احضانهما
عدت لمنزلي ذاك اليوم و انا لا اقوى على تحريك اصبع لم يكن لدي والدان و اخوه او اقارب او حتى أصدقاء كنت وحيدا دوما حتى اتى و انار ظلمات حياتي اخرجني من عزلتي التي لطالما اعتدتها لكنها لم تعد تروقني بعد ان عرفته
لماذا فعل ذلك
قال انه سيبقى و رحل
قال انه سيكون جانبي و لم يكن
قال انه سيمنحني عناقا و لم يفعل
قلبي يؤلمني ذكرياتي تؤلمني حتى تنفسي و دقات قلبي الاحمر الدامي تؤلمانني لحد الجنون لماذا رحل
لقد وعدني فاخلف وعده
لقد عاهدني فغدر عهده
لما
لما
هل انا استحق ما يحدث لي؟
هل انهي حياتي قد القاه بذلك؟
انا افتقده احتاجه اشتاق اليه
الم يفكر بما سيصيب الذين احبهم بعد رحيله الم يفكر بوالديه باصدقائه الم يفكر بي حتى
لماذا فعل ذلك
لماذا
في اليوم التالي أقيمت مراسم الدفن التي لم احضرها بقيت في غرفتي احدق في اللامكان افكر في اللا شيء كل جزء من جسدي يؤلمني حتى ذكرياتي معك تؤلمني
حينما تأتي في ذاكرتي تحركاتك صوتك تفاهاتك ضحكاتك كلها ضاعت و لا اظن انها ستعود لي يوما
اريد ان ان ينتهي اسمي
وعدتك ان لا تحين نهايتي الا عندما ينتهي اسمي اريده ان ينتهي هنا و الان
انا اريد ان انتهي
خرجت من منزلي بعد مده دامت اسابيع لازال الثلج يغطي المكان معيدا لي ذكريات رحيله لا استطيع نسيانه لا يمكنني ذلك حتى لو نسيتني فستبقى ذكراك
احاول دفنك في اعمق نقطه في عقلي لكن قلبي كان قد سبقه و دفنك في اعمق نقطه فيه
مررت بجانب الحديقه التي لعبنا فيها معا لعبنا معا للمرة الاولى كما التقينا فيها للمره الأخيرة بقيت امشي حتى توقفت امام شجرة لم اشعر الا و قد لسعت وجنتاي قطرات دموعي الدافئه تذكرته لقد تذكرته و تذكرت اول مره قابلته فيها كنا تحت هذه الشجرة تحت شجرة الساكورا قبل اثني عشر عاما حينما كنت وحيدا اتى و مد لي يده
تعال نبني رجل ثلج معا
قالها في ذاك اليوم بابتسامته الملائكية التي لطالما اسرتني و ادخلت لقلبي سعاده لاول مره منذ زمن علمني كيف اشعر كيف احس كيف اضحك كيف ابكي كل ذلك بعد ان انستني اياها السنين
شبح ابتسامه زار وجهي منذ زمن
اعاد لي الحياه و الامل
لو انني كنت معه لربما لما حدث ذلك
وضعت يدي على رقبتي متحسسا مكان شيء ما حتى لامستها لقد كانت قلادتي انها هي نعم انها هديته لي في مثل هذا اليوم منذ اثني عشر عاما في يوم لقائنا اخترناها معا
قلادتان متطابقتان ارتديت واحدة و هو الآخرى
احسست بدفئ يخترق يداي فاذ بي ابكي مجددا
بقد وعدته و وعدني ان نرتديها للابد
حتى الموت
لكن الموت سرقه مني و فرقه عني
بدأت امشي من جديد
لكن هذه المره بلا وجهه
اجر خلفي ذيول الحزن و الالم
لم احس بقزماي الا و قد اوصلتني لمقبره
سرت بين القبور حتى رايت ذاك القبر
حينها اتت بذاكرتي لحظاتنا معا
كيف لعبنا و درسنا و حتى تشاجرنا كلها اتت ببالي
جثوت على الارض مطرقا رأسي و بدأت دموعي من جديد
احسست بكل المشاعر بالحزن بالغضب بالتعب بالارهاق بالقهر
كل هذا لانه رحل
رحل و لن يعود كل ما بقي هو تراب و شاهد قبر جامد
اشتقت له جدا
افتقده و يا له من شعور صعب
لا اظن انني قد اشعر بهذا لمره اخرى في حياتي
لماذا لماذا رحلت
انا احتاجك و بشدة
احتاج منك عناقا ايها الاحمق
و قولك ان كل شيء سيكون بخير
فجأة سمعت صوتا مألوف لي لم استطع تمييزه
عش حياتك
هذا كل ما قاله و ما ان انهى قوله حتى تذكرت هويه هذا الشخص شعرت بالخزي لاني لم اعرفه في لحظتها
خذلته و هو حي لن افعل و هو ميت
انا اعدك سانفذ و صيتك و سأعيش
دازاي
