The secret of Tae-tae

•| 16 |•

•••

أشرقت شمس يوم جدِيد باهت خالٍ مِن الألوان لِشخصٍ فقد جميع طاقته ورغبته في الإكمال رافعًا راية الإستسلام عاليًا في سمائه الرمادية

لقد مرَّ يومين منذ حقيقة أنَّ تاي تاي جنية الفراولة خاصته كان مِن نسج عقله، مُجرد خيال بِسبب وحدته والضغط الذي يمر بِه

كان على أصدقائه التناوب في قضاء الوقت معه لِلتأكُد مِن كونه يأكل ويأخذ أدويته بإنتظام ويتنفس، دور مينجي في البقاء معه

قرر أخيرًا الاستقامة مِن مكانه وجلس على سريره، مدَّ يده نحو مكتبه وسحب مجموعة الأوراق الصغيرة التي كان يُعلم تاي الكتابة فيها

كيف لِخياله أن يكتُب؟
لا يوجد أي شئ منطقي

سابقًا جونغكوك عانى مِن شئ مُشابه وهذا كان بداية مُعاناته مِن الهلوسة وذهابه إلى الأطباء النفسيين

' أنا تاي تاي '

' حبيبُك تاي '

كان يقرأ ما كتبهُ الصغير ولاحظ أنه يُحب كتابة اسمه في كُل جملة، هذا لطيف للغاية جعله يرغب في البكاء

' لا حُزن- تاي معكَ- حُب '

عينيه سقطت على آخر جُملة قبل أن تطرق مينجي باب غُرفته، ليبتسم بِحزن، تاي معه

هو يريده..

"جونغكوك استيقظت ؟"
صوت مينجي مِن خارج الغُرفة ثم فتحت الباب بشكل بسيط تنظُر له بِهدوء

ترك الأوراق جانبًا بعدما قضى دقائق يتأملها بِحزن وهمهم لها فقط بِصمت يعود لِلشرود والتحديق في الفراغ

منذ ذلك اليوم عندما إنهار باكيًا وصرخ عليهم ليخرجوا ويتركوه وحده، لم يتركه أحد لكنه رفض الحديث عن أي شئ له علاقة بِالأمر

ينتهي الأمر به صامتًا ومُعظم الوقت نائم أو يتظاهر بِالنوم

" اليوم سآخُذك خارج المنزل، الإجازة ستنتهي، لا وقت لِلحزن جونغكوكي"
نطقت الفتاة وتوجهت لِلخزانة تُقف أمامها و تختار شئ لهُ ليرتديه

"لا أريد مينجي، لا أريد مُغادرة سريري"
رد بِخمول شديد يسحب الغطاء ليخفي بِه وجهه وذاته بِالكامل ولا طاقة لديه ليفعل أي شئ هو فقط خامل للغاية

وضعت مينجي ما إختارتهُ على الأريكة وسحبت الغطاء عن جسده
"هيا جونغكوكاه لن تقضي حياتك كُلها في سريرك"

جلست على طرف السرير وسحبت إحدى وجنتيه تتحدث بِلطف له
"أنتَ أقوى فتى قابلته في حياتي، يُمكنكَ تخطي الأمر نحن معكَ وكُل شئ سيكون بِخير"

مينجي إيجابية للغاية.. هي حقًا الزهرة المُلونة بين أصدقائها وهي من تُحاول مُساعدتهم وإخراجهم مِن الحزن والمشاكل التي يمرون بِها

إبتسم جونغكوك داخليًا لإهتمامها وهمهم بِالموافقة، لا يَعلم إلى أين سيذهبان لكنه لا يَمتلك طاقة للجدال أو السؤال

وإنتهى بِهم المطاف يسيران بِشكل عشوائي في شوارع المدينة، هذا مُريح، لأنه ليس مُضطر لِلجلوس في مكان مُعين وينشغل بِالتفكير

" إذًا جونغكوك، هل تُريد التحدث ؟"
سألت الفتاة وعاد الصمت لِينتشر حولهما، تنهد جونغكوك بِتردد، لا يُريد الحديث ولا حتى التذكر، شئ ما داخلهُ إنكسر..

"اشتقتُ له.."

" مَن هو ؟"

في تلكَ اللحظة شعرت مينجي وكأنها ستُذكره بِهذا الأمر، رغم فضولها الكبير لكنها قررت الإحتفاظ بأنفها في حياتها الخاصة وغيرت الموضوع لكي لا يعود صديقها لِلحزن

"هل نذهب لِشراء قهوة ؟"

•••