لا تحكم على الناس من مظاهرهمp9

25 26 0
                                    

[ وصل السيد لامي ، وبعضٌ من رجاله إلى مكان الجريمة ]
كانت جوليا قد قتلت عشرة أشخاص والدماء على ملابسها بغزارة
فقال لامي" اووه ، إنها مجزرة أمام الكنيسة "
كانت جوليا تضحك بينما تقتل ...
قال أحد رجال لامي " سيدي ، هل نعتقلها "

_ لا سيكون من الخطر الاقتراب منها .
_ إذاً ماذا نفعل ؟!
_ أنا لا أعلم ، دعني أفكر فهذه أول قضية أحقق بها من بعد 6 سنوات .
_ ماذا نفعل ..
_ أه .. أمهلني وقتً أطول يا باسانيو ..
_ اههه ، حسناً ، حسناً ..
_ وجدتها ..
_ ماذا
فوضع يده داخل جيب بدلته ويخرج مسدساً ..
_ أأنت مجنونٌ يا سيدي !!
_ هذا مسدس ..
_ نعم أعلم أنه مسدس ..
_ ستقتلها ..
_ أجل فما من حلٍ غير ذلك ..
نظر باسانيو إلى جوليا بنظرة حنونة وقال لنفسه
" الطفلة المسكنية "
فأطلق لامي النار على جوليا فسقطت على الأرض وفارقت الحياة وسال الدم من حولها ..
صُدم الناس مما فعل ... لكن لم يكن هناك حلٌّ آخر..
فأكتفوا بالمشاهدة والبقاء صامتين لأن ما فعله كان الحلّ الأمثل ..
صدح صوت لامي " باسانيو ، أسئل الناس عن الجثث "
_ حاضر سيدي ..
_____________________

في منزل السيد إدموند ..

_ أود أن أعرف ما هي قصتك .
نظر إليه بنظرة شغوفة لمعرفة قصته ..
فأجابه بهدوء " عائلتي ، قُتلت ،،
نزل هذا الرد على إدموند كالصاعقة وقال " قُتلت ؟"

هز فيرو رأسه مأشراً بنعم ..

_ كيف قُتلت ؟!
_ لا أعرف ، لكن .....
_ لكن ماذا ..

نظر فيرو إلى إدموند بنظرة مميتة وقال بنبرة فيها بعض من الحزن " لا ، أعرف من قام بهذا ،لكن أظن أنه ، شيطاني "
_ شيطانك ... ماذا تقول ؟!
_ أقصدُ أني ...

قام إدموند من مكانه وتوجه نحو فيرو وربت على رأسه وقال " لا ، عليك لا تجهد نفسك "
ثم التفت إلى إيما ووضع يده على رأسها وجلس بجانبها وقال " سأخبرك الآن بقصة إيما وكيف وجدتها ..
_ أرجوك لا تخبرني بها ..
أجاب إدموند مستغرباً " لماذا "
قال فيرو ببطء " لا أريدُ أن أتعبك أكثر ، " ثم أردف بتردد " أه وأيضاً أشعرُ أن كتف أصبحت أفضل ولا أحتاج إلى الذهاب إلى المشفى " .
_ لكنك بحالة لا تحسد عليها .
_ لا ، لا ، لا . أشعرُ أني أفضل .

_ كما يحلو لك ، أنا لن أجبرك على شيء .

فجأة يرن جرس المنزل فيقول إدموند " من بالباب "
فيجبيه صوتٌ يقول " إنها أنا يا عزيزي "

" كارين "

فأسرع إلى الباب ليفتحه فتهبُ عليه زوجته وتحضنه
وتقول " لقد أشقتُ لك عزيزي "
فيجيب أيضاً " وأنا أيضاً "
فتركت حضنه واستقامت واعتدلت لتقول " هل ندخل .."
" اااه ، أجل أدخلي "
فدخلا فتوقفت كارين وقالت " من هذان "
فقال " أه أنهم طفلان وجدتهما في الشارع, فاقترب من أذنها وهمس قائلاً " لا بأس سيغدران الليلة لنبقى أنا وأنتِ وحدنا ، ولكني أشفتُ عليهما"
بعد سماع هذا الكلام التفتت نحو وجهه ووضعت أصبعها على فمه وقالت " لا تنطق أكثر من ذلك ، عزيزي " .
فقال بشهوة " ااه ، كم أشتقتُ لك "
فأجابت بنبرة فيها بعض الدلع والحب " لا تقلق "
فقال فيرو " لا بأس سيدي ، سأغادر الآن "
_ لحظة ، خذ إيما معك ..
_ ماذا تقصد سيدي ؟!
فقال بنبرة فيها بعض الإصرار " ستأخذها معك ، رغماً عنك ، فأنا لم أعد أحتاجها "
فقال فيرو بنبرة غير مصدق لما يقول " يبدو أنك كلبُ جيد عندما تذهب زوجتك عنك وأما الآن فأنت كلبُ شهوةً لا جدوى منك أبداً ، فوقف ٫ وتابع قائلاً بينما يتجه نحو إيما " لم أكن أعرف أنك من هذا النوع من الرجال " فحملها ووضعها على ظهره وسار بها نحو الباب بينما يتألم مكان كتفه لكنه تحمل الألم وتابع مسيره خارج هذا المنزل ...
للأسف كانت تثلج بالخارج فتأجه نحو زقاق وجلسا به وغطى إيما بمعطفه لأنها كانت تشعر بالبرد ...

________________

داخل منزل إدموند ..
_ مابه هذا المخبول ..
_ لا تعره اهتماماً فمن لا يعرفك يجهلك.
_ معكِ حق . إذاً لماذا عودتي باكراً ، ألم تقولي أنكِ ستعودين بعد أسبوع ..
_ ذلك لأن .. هناك جرائم قتل تحدث بفرنسا غيرُ طبيعية..
_ غيرُ طبيعية ..
_ أجل ، سيطرة على العقل بواسطة تفاحة وجعل الناس يقتلون . إنها ظاهرة غريبة ، لذلك خفتُ أن لا أراك قبل موتي ، ولذلك عدتُ ، حقاً أن فرنسا مليئة بالعجائب .
_ وعملك في فرنسا مالذي حل به ؟ .
_ ااااه ، لقد تركته
_ تركتيه ؟! .
_ أجل وهل العمل أفضل من قضاء الوقت معك يا حبي .
_ معك حق لقد اشتقتُ لك كثيراً ..
_ فلنذهب للفراش عزيزي
_ ااه فلنذهب .

______________________________

كان الليل قد حل منذ 4 ساعات ..
في الزقاق الذي يتواجد به إيما وفيرو
استيقظت إيما من الإغماء الذي كانت به
فقالت بتردد وخجل " ايه ، أين نحن ؟! وأين سيدي ؟!"
_ أه ذلك الكلب باعك لي والآن أصبحتي حملاً على عاتقي ، لا تقلقِ فأنا لن أتخلى عنكِ أبداً..
" هاه ، وضعت يدها على قلبها وقالت " هكذا إذاً فقد عادت زوجته "
_ ها؟ وكيف عرفتِ .
_هذا لأنه قال لي عندما تعود زوجتي أنا لا أعرفك وأنتِ لا تعرفني .
_ حقاً إنه كلب شهوة .
هزت إيما برأسها يميناً وشمالاً بينما تخفض رأسها إلى الأرض وقالت بنبرة تعلوها الحزن " لا ، أنه ليس كذلك ، فهو وجدني وأعتنى بي " نزلت بعض الدموع من عيناي إيما .
_ أنتِ تبكين ..
أخذت نفساً ومسحت دموعها وقالت بينما تهز رأسها ' لا ، لا ، أنا لا أبكي ، إنما هذه دموع الفرح "
_ أي دموع فرح .. " قال بغضب "
نظرت إيما إلى وجهه ورأت في وجهه العزم والتصميم فقال " أقسمُ أني لن أرحم أحداً يظلمك أبداً ، إيما "
فوضع يده بيدها وعانقها وقال لها " لا تخافي سنحمي بعضنا " .

انتها من المعانقة فجلست إيما وقالت بنبرة حزينة
_ لقد أتيتُ من البندقية إلى روما هذا لأن عائلتي قُتلت على يدي هاتين .

سأل فيرو بإندهاش " ماذا ؟!"
هزت إيما برأسها" أجل أنا من قتلتهم ، لكن لم أشعر بأني أقتل ، كان هذا بالسنة الفارطة ولم يحدث الأمرُ معي فقط بل مع بعض الفتيات والأولاد كذلك .
_ إن هذا فظيع .
_ وأنت فيرو مالذي حل بعائلتك ؟.
أجاب فيرو بحزن ناظراً إلى الأرض " إنها ليست عائلتي الحقيقة ولكنها من تبنتني قبل 12 عاماً ، وقد قُتلت قبل يومين تقريباً ، ولا أعرفُ من الذي قام بقتلهم كلُ ما أعرفه أني رأيت أناس غرباء يدخلون المنزل ، وكان هناك خباز فرأيتُ سكيناً في يدي ولا أعرفُ كيف احتضرتها وعندها فقدتُ الوعي ، وهذا ما يفسر بعض الدماء التي على ملابسي "

_ أليست من إصابتك ؟
_ لا بل أنها من الضحايا الذين قتلتهم .
_ ماذا .
_ ماذا ؟
_ إذاً أنت من قتلتهم .
_ أجل فلا تفسير آخر لهذا .
قالت إيما بصوت هادىء" إذاً كما حدث معي ، إذاً فنحنُ متشابهان "
_ أظنُ كذلك . إذاً ألم تعرفي من الذي تحكم بكِ ؟!.
_ لا ،لا زال هذا اللغزُ الغامض غامضاً جداً حتى على رجال الشرطة , كما أنهم لم يروا له تفسيراً علمياً .
_ إذاً ماالذي حل لبقية الأولاد والفتيات ؟! .
_ سجنوا .
_ ماذا ، ولماذا أنه ليس ذنبهم فلماذا يُسجنون ؟!.
_ سجنوا وأنا أكتفيتُ بالهرب ، ووصلتُ إلى روما وعندها ألتقيتُ بالسيد إدموند قال لي " ما رأيك أن تعملي عندي مقابل أن أطعمك ، وبالطبع عندما تأتي زوجتي سأدعكِ ترحلين" ، لم يكن لدي خيارٌ آخر فوافقت ، لم أكن أعلمُ بأنه لن يودعني حتى .
_ " أه " تنهد فيرو قائلاً " حقاً إنه كلبٌ أمام زوجته "
_________________________

انتهى البارات الثالث آملُ أنه أعجبكم
لاتنسى كالعادة ..
إلى الملتقى.

القتل الحرام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن