اشترى شاب بمتوسط العشرينات شقة رخيصة بما يتناسب مع راتبه الزهيد .
كان يقول لاصدقائه بعصبية كما هي طبيعته "تخيلوا معي امرأة عجوزاً بانف طويل كان به عظمة كبيرة بداخله وعيون كبيرة مخيفة بجفون سوداء ذابلة تنضر دائما بخوف كأنها ترى شبحا بكل مكان ،ضعيفة جداً تستطيع أن ترى جميع عظام وجهها ، تخيلوا يا اصدقائي ما وصفته لكم وهي تنظر لكم يوميا من النافذة طوال الليل!! " ، وهو يقول ذلك قام صديقه الذي يجلس بجوار النافذة بأبعاد الستائر ليرى فقال " لا اراها" فرد عليه ذو الطباع العصبية "لانها تبدأ عادتها تلك عند منتصف الليل" .
العجوز نوعا ما مجنونة يُسمع صوت صراخها وانينها اليائسين أحياناً ، وأحياناً تبكي بأنينها المزعج من النوع الذي يبعث اليأس على سامعه .لما حل منتصف الليل ذهب الشاب ليرى من النافذة فوجدها تنظر إلى عينيه مباشرة -كأنها تعلم من اين سيظهر - بعيونها الكبيرة المخيفة ، جالستاً خلف زجاج نافذتها القذر المليء بالدهون وبراز الطيور ينتضر هطول عاصفة مطرية لينظفه او زلزالاً يكسره ويخلصه من مرافقه هذه العجوز اليائسة والمجنونة، ولاحظ الشاب أنها تكتب شيء على زجاج نافذتها لكنه لم يهتم ولم يقرأ واغلق النافذة بغضب وذهب لينام ، عندما استيقظ شم رائحة شواء وحريق رائحة شعر محترق ، ضل يبحث بارجاء الشقة عن المصدر فلم يجده وكانت الرائحة التي تصدر من جسمه هي الاقوى ، ضل يشتري انواع من العطور ليخفي الرائحة ولكنها سرعان ما تتحول الى رائحة عطر وحريق عندما يضعها على جسمه أصبح مهووسا جدا بالعطور والرائحة لا تتوقف عن ازديادها يوما بعد يوم حتى أنه أصبح مفلساً وشقته مليئة بالزجاجات الفارغة أو التي كسرها بغضب.
مرة أخرى عند منتصف الليل فتح النافذة وتجاهل تماما ما هو مكتوب على النافذة وأخبارها بأنها ساحرة ومخيفة
استيقض في الصباح على رائحة شواء قوية جدا ودخان ونضر إلى يده فرئاها تشتعل ناراً فقرر أن يقفز من النافذة من شدة ماكان يحس به من الم فرأى العجوز تنضر له وهو يحترق وحطت عينه وهو يسقط من النافذة على ما هو مكتوب أخيراً
" ارجوك ابتعد من هذه الشقة فكل من يستأجرها ينتهي به الأمر بالقفز من النافذة ليموت"