~_ " مررت بيوم سيء ؟ " سألت ذات عيني البنفسج مميلة برأسها و إبتسامة خفيفة على وجهها , لا تدري إن كانت سخرية أم شفقة على الفتى
ظلال رمادية إتخذت موقعاً تحت زرقاويته التي بدى عليها التعب أو حتى الإحتضار , شعره البندقي مبعثر بطريقة فوضوية إلا أنه لم يمنحه إلا مظهراً لطيفاً في نظرها
_ " ليالٍ مضنية عزيزتي . . . ليالٍ " نطق ببحة واضحة خلال كلماته بينما يتكأ بمرفقيه على فخذه , تتخلل شعره بعنف عشرة أصابع مرتجفة
ساورها شعور غريب بجانب الألم اللعين الذي انتابها , لم تدري ماهية شعورها الغريب . . . أشفقة على الفتى ؟ أم ربما تشعر بالأسى لأجله ؟ أو خليط مشاعر هجينة لمن تساورها قبلاً ؟ . . .
نهضت من فراشها متجهة ناحية خزانتها في آخر الغرفة ذات الأرض المتجمدة حافية القدمين , فتحتها بهدوء ساحبة منها ما تريد و تستدير ناحيته ترمقه بإبتسامة هادئة
فرق ما بين الجفنين بثقل عندما شعر بطيف أحدهم أمامه , وضعت يدها التي كانت تحمل نوعاً من دفء غريب _ قد راقه للغاية _ على ذقنه ترفع من مستواه ليحط بنظره على تلك الفاتنة . . . عينيها الباسمة التي احتوت لمعاناً غريباً , خدودها التي احتضنت ذاك النمش اللطيف , ابتسامتها الهادئة التي لم يعهدها قبلاً . . .
تلك الإبتسامة !
اتخذت تلك الدمعة مجراها على خده و تلك الغصة التي تكاد أن تخنقه , غير عالم بما احدثه كل هذا في نابض رفيقته الفاتنة من صخب
إمتدت يدها تمسح على خده بلطف , تبعد ما حوته تلك الدمعة من حزن أزلي , امتدت فرشاة شعرها ترتب خصلاته الثائرة بهدوء , ترتبه و كأنها كانت ترتبه منذ أزل
انهت ترتيبه لتتجه نحو الطاولة تضع الفرشاة جانباً . . .صُدمت بثقل جسد يرتمي عليها تزامناً مع استدارتها ناحيته , أحاط جسدها الضئيل بكلتا يديه . . . يرتجف , بينما تتردد صدى شهقاته في تلك الغرفة
_ " كان يبدو ألا شيء يوجد في بيتي . . لا الأشياء و لا نحن . . .
كان يحدث أن أتخيل أني أعيش منفصلاً عنها بزجاج يمنعني من سماع ضجة صوتها أو حتى خطاها . . . "نطق كلماته بصعوبة نتيجة لشهقاته المتقطعة , بينما ابتسمت الأخرى بجانبية و أتخذت أناملها تعبث بخصلات شعره المتمردة . . .
_ " صارت تمشي كالشبح , دون ضجة و تتكلم بصوت أخفض من الهمس . . . كالأشباح تماماً ! و كنت سبب عذابها الأبدي . . .
صارت شاحبة , كانت لها ابتسامة مطرزة على الشفتين . . غير أنها تنسى , عندما تنام مأساتها و تبتسم
بدت شكلاً قطع من حلم . . .
و كنت السبب ! "استمر بترديد ' أنا السبب ' بين شهقاته و ارتجاف جسده . . . كلماته . . و حتى روحه الضريحة
أنت تقرأ
دواخل الأمور دائماً داكنة
Romantik_ " الكل يريد الذهاب إلى الجنة و لكن لا أحد يريد أن يموت . . " نطقت محدقة بالثلوج التي تتساقط في الخارج عبر تلك النافذة بينما أخذ هو نصيبه يحدق إليها . . . _ " ما رأيك أن نذهب معاً . . ؟ " _ " أنا و أنت ؟ ! " _ " كلا . . أنا و أنت ! " نطقت مبتسمة ب...