~
العرق البارد يتخذ منحنياته على جبينه راسماً لنفسه بعض الممرات , قدماه تهتزان بحركة ثابتة , انه يرتجف . . . يرتجف كنبتة تواجه عاصفة , كان خائفاً و من سيكون مرتاحاً بعد مواجهة كابوس يعرض ماضيه الأسود
《 كانت الكلاب تنتظر , و قد نبهها إلى الغزوة نشاط الصيادين . كانت تدور , و هي تشم بأنوفها التي من لحم حي , رطبة و باردة حول الخروج من حبال مجدلة ملأى لحماً جافاً و فطائر ذرة , ماء صافٍ و قهوة ساخنة , و قد كان ذلك الطفل ذو السبع سنوات يلهو مع شقيقه الذي يصغره بسنتين . . .
_ " مستحيل أن تأخذ شيئاً آخر من الصيادين , و هم يصلحون شباكهم . . . " صوت رقيق ردد هذه الكلمات . . . . 》
نفض رأسه سانحاً بعض المجال لأصابعه لتأخذ نصيبها تتخلل خصلات شعره البندقية , أصابه تقلص عضلي في القدم ليبدأ بهزها بقوة . . أغمض عينيه لوهلة سامحاً لإحدى يديه لتستريح على فراشه
انتفض بفزع من فراشه ليسقط أرضاً عندما أعتلاه إحساس أن يده غمرت في مياه باردة لكن . . . لا يوجد شيء فراشه جاف تماماً , أخفى ملامح وجهه بكلتا يديه ليجهش بالبكاء جاعلاً من صدى نواحه يتردد في الغرفة
مثير للشفقة !♧ ♧ ♧ ♧ ♧ ♧
بالونات حرة هي الغيوم التي كانت تسبح في ظلمة الزوبعة المنيرة , بين أعصاب السماء التي أنارتها العاصفة كالألياف العصبية التي يوقدها ألم الأسنان بين اللحم و العظم في وجه العين التي جفت من البكاء , التي تطرف , و هي جاحظة !
دخل لتلك الغرفة لجلسته الثانية مع ايلانور , اتخذ مضجعاً له على الكرسي دون ان ينبس بكلمة و ما أثار استغرابه إبتسامتها التي وجهتها له
_ " مرحباً سيد ماثيو . . " نطقت موجهة كلماتها له بينما اعتدلت في جلستها لتقابله . . . لم يجب , يريد ان يعرف ردة فعلهالكنها فقط . . وسعت ابتسامتها
_ " العاصفة تفاجئ دائماً , حتى عندما تتفحم السماء و تنبئ بالمطر . . اليس كذلك ؟ " نطقت تحدق بالنافذة
_ " محقة آنستي . . محقة ! " نطق يؤيدها ناسياً كونها مريضته
_ " ماذا تعتقدين في الحب آنستي ؟ " نطق فجأة بعدما عاد لرشده لتخفض الأخرى رأسها رفقة تلك الإبتسامة
_ " أخشاه ! أخافه ! يبدو كالشياطين التي تنبثق من الأرض و تسحبك إلى جحيمها . . . انه مؤذي , حبك لعائلتك مؤذي , حبك لشخص مؤذي . . مؤلم ! " نبست بنبرة خافتة
شعر بكلماتها . . في صميمه . . في خوالجه , وضع يده على يدها يربت عليها بلطف
_ " لما آنستي ؟ " نطق متسائلاً و يا ليته لم يفعل . .
تسمرت الفتاة , رشقة ماء جليدية على قلبها , رفعت رأسها بين ضحك و دموع و رموشها انسبلت على وجنتيها الورديتين
_ " أتخافين نور الشمس ؟ . . .
أتخافين مد البحر ؟ . .
أتخافين طلوع الفجر ؟ . .
أتخافين مجيئ الربيع ؟ . . "
نطق بهدوء لتبتسم الأخرى بين دموعها_ " في كل الأحوال إن كانت حياتك جحيماً . . ستظل كذلك لا شيء سيتغير . . " أطرقت مميلة برأسها
ضحك ! كلماتها حقاً تؤثر فيه
_ " الماضي لن يبرح مكانه سيد ماثيو . . سيطاردك في كل ركن من زوايا ذاكرتك ! "
ثارت في أصابعه عصبية مفاجئة فتقلصت , دون أن تتوصل إلى أن يشبث أو يتصالب بعضها ببعض . الفكر نفسه تخلى عنه في لحظة الإختناق هذه . . .
ما كانت العين لتكتشف خيوط العنكبوت هذه في أكثر الأمكنة وضوحاً حتى اللحظة التي تحنيها فيها نقاط المطر الخريفي الصغيرة بوزنها الهين . كانت رؤيا الألماس جلية , حيث ما كان يرى شيء قبل بزوغ الشمس , تغذي أمله بنكران ماضيه , على شق يبيح له النفوذ إلى الداخل و الهرب من الماضي
لقد اختفى ماضيه في داخل الأشياء كي يبقى حاضراً في تلك الحرية الكبرى للماهيات الغامضة . . .كلماتها الأخيرة قبل خروجه من تلك الغرفة تتردد في ذهنه
_ " سيد ماثيو . . تحتاج علاجاً لروحك الضريحة ! "♧ ♧ ♧ ♧ ♧ ♧
_ " أنا التي تنتقل بعشوائية بين أحلامه السوداوية و أوهامه الوردية , دون أدنى احترام لتفاوت الألوان . . . "
_ إيلانور وينستن
أنت تقرأ
دواخل الأمور دائماً داكنة
Romance_ " الكل يريد الذهاب إلى الجنة و لكن لا أحد يريد أن يموت . . " نطقت محدقة بالثلوج التي تتساقط في الخارج عبر تلك النافذة بينما أخذ هو نصيبه يحدق إليها . . . _ " ما رأيك أن نذهب معاً . . ؟ " _ " أنا و أنت ؟ ! " _ " كلا . . أنا و أنت ! " نطقت مبتسمة ب...