الفصل الثامن عشر

27.9K 831 42
                                    

كل ثانية يوضع أمامك اختيار بسيط قد يجعل الحياة كلها مختلفة، وكل ثانية تختار أن تؤجل القرار خوفا؛ فتظل كما أنت.
محمد صادق
❈-❈-❈

تحركا وخلفهما ذلك الجيش من الحراسة متجهان للعيادة النسائية بعد أن شددت على عدم رغبتها بمتابعة كشفها بمشفى الفهد؛ فأختارت لنفسها طبيبة أخرى تبعد عن مقر سكنها بعدة كيلومترات؛ فكان خروجها بهذا الكم من الحراسة كنوع من الطمأنينة لدي كبير العائلة.

جلست أمام الطبيبة تحدثها عن تاريخها منذ بداية حملها وحتى تلك اللحظه وهو ينظر لها باهتمام مستمعا لوجهة نظرها الخاصة:
-ولحد الحمل كنت دايما بحس اني اصلا مش عايزه علاقة نهائي، بس الوضع ده اتغير دلوقتي بقيت فعلا عايزه، لكن معرفش ايه اللي بيحصلي أول ما بيقرب مني؟

رد هو نيابة عن الطبيبة:
-بيجيلك خوف مش مبرر ولا منطقي يا شيري.

نظرات الطبيبة له جعلته يصمت فورا من صرامة نظراتها وتحدثت بصوتها الجاد:
-أنا مش بس دكتوره أمراض نسا، وكمان اخصائية علاقات زوجية وعشان كده عايزه منكم الصراحه في كل حاجه بتقولوها.

ردت شيرين تؤكد:
-وأنا فعلا قولت الصراحة.

جاهدت نفسها حتى لا تبكي وأضافت:
-في البدايه وأول يوم جواز افتكرت موقف خلاني خوفت جدا من الجواز والعلاقة، وبعدها لما طلعنا شهر العسل فكيت شوية وحاولت انسى.

تعجب من حديثها فجعد جبينه ولكن نظرات الطبيبة له جعلته ينتظرها أن تكمل حديثها؛ فأطنبت:
-كان شهر العسل جميل لحد ما حصلت العلاقة، وبجد اتوجعت بشكل مش طبيعي بالرغم اني كنت مبسوطه في اﻷول ... ومن ساعتها وانا بقيت بهرب من أي محاوله منه انه يقرب، ولو حصل بيكون غصب عني وده لأني لحد اللحظة دي اي تواصل بينا بيكون مؤلم جدا ومفيهوش اي متعه، يمكن بس اللحظات اﻷولي ... وحتى دي مبقتش احبها لاني بكون عارفه الخطوة اللي وراها.

استمعت لها باهتمام مركزة انظارها بتواصل بصري مع مريضتها وأومأت لها بتفهم وعقبت:
-مكشفتيش ولا مره تعرفي سر اﻷلم ده ايه؟

ردت بحركة من رأسها:
-قالولي من قلة العلاقة هتتاقلمي، ومع اﻷستمرار الحالة هتتحسن بس أنا مش شايفة كده.

تنفست بهدوء وهي تدور بوجهها ناحيته وتسأله:
-وحضرتك؟ هل عندك أي كلام تضيفه غير استياءك الواضح جدا على وشك؟

زم شفتيه ورد فورا دون مماطلة:
-أنا متجوز من أكتر من سنه ونص ولحد دلوقتي أقدر اعدلك المرات اللي حصل فيها على صابعي.

رفعت يدها أمامه وقالت بحسم:
-أنا عايزه اعرف المشاكل اللي بتواجهك اثناء العلاقة مش خارجها.

زفر بقوة وقال:
-الرفض، اكتر حاجه بتضايقني رفضها ليا طول الوقت وزاد عليهم بقى الموافقة.

روضتني (الجزء الثالث من احببت طريدتي وترويض الفهد) كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن