الفصل الثاني

35.2K 824 105
                                    

الرجل الحقيقي..
هو الذي يتحمل حبيبته في كل المواقف، وهو من يبدأ بالصلح في كل الحالات.
هو الذي يجعلك تعشقين نفسك وأنتِ معه.
هو الذي يرمم كسورك وأوجاع روحك.
هو الذي يعيدك إلى ذاتك ويصالحك مع الحياة.

❈-❈-❈

ظل يوميا يستيقظ محاولا تحاشي التعامل معها بالرغم من محاولاتها الدئوبة للتحدث معه أو حتى مشاطرته أي حدث باليوم ولو كان بسيطا كتناول وجبة اﻻفطار.

أصرت اليوم على تغيير اﻻمر فاستيقظت باكراً واعدت افطارا جيداً، ولكن تلك المرة وضعته بصنية كبيرة وصعدت لغرفته -التي ينام بها منذ شجارهما اﻻخير- ووضعت الطعام أمامه ليكن افطارا بالفراش كنوع من التغيير أو التدليل ربما.

حاولت إيقاظه بصوت رقيق فهمست وهي تربت على كتفه:
-ساااجد، اصحى.

فتح نصف عينه وعاد لاغلاقها والتفت يوليها ظهره وغطى جسده حتى رأسه بغطاء الفراش، فقوست فمها وعادت لدفعه بقوة أكثر قليلا وتحدثت بجدية:
-الفطار جاهز والساعه سبعه ونص يعني مش بدري.

سحب نفسا وزفره بضيق، واعتدل يرمقها بنظرة جامدة وابعد الغطاء من على جسده وتوجه للمرحاض ليغتسل، وخرج بعد أن ارتدى ملابسه كاملة وتوجه ناحية الباب وهي لا تزال جالسة مكانها فهتفت بلهفة:
-مش هتفطر؟

لم يعيرها أدنى اهتمام وتركها وخرج متوجها للشركة فهو قد آثر على تركها وعدم التحدث معها منذ تلك الليلة، ونقل ملابسه ومقتنياته لغرفة أخرى محاولا تقبل حديثها الذي قسم روحه إلى نصفين.

اثناء قيادته لسيارته جاءت تلك الفكرة برأسه فأدار مقود السيارة متوجها لمنزل اخيه الروحي وكبير العائلة قولا وفعلا، فهو الوحيد الذي يلجأ له الكبير والصغير لحل مشاكلهم، ليس فقط ابناء عائلة الفهد بل ايضا عائلة زوجته اصبحت تستشيرة بكل ما يخص العائلة.

دلف من البوابة الداخلية بعد أن اخبرت الخادمة بقدومه، فاستقبله فارس الذي كان لايزال يتناول افطارة برفقة عائلته فدعاه بلباقة:
-تعالى يا ساجد حماتك بتحبك.

ابتسم بزاوية فمه وتمتم بداخله متذمرا:
-آه من ناحية حماتي بتحبني، فالواضح انها هي بس اللي بتحبني لكن بنتها لأ.

استدار فارس عندما وجده شاردا لم يتحرك فدفعه دفعة صغيرة قائلا:
-يا بني، تعالى أدخل واقف ليه كده؟

أومأ له وتحرك معه للداخل ورحب بالجالسين على المائدة بابتسامة باهتة:
-صباح الخير عليكم.

رد الجميع سلامه وجلس بجوار فارس بعد أن أبتعد ساهر للجانب قليلا ليتيح الفرصة لابن عمه بالجلوس.

ابتسمت ياسمين الجالسة بالناحية اﻻخرى من فارس فاصبح ساجد أمامها تماما وسألته بعفوية:
-شيري عامله ايه؟ لسه فترة الوحم تعباها؟

روضتني (الجزء الثالث من احببت طريدتي وترويض الفهد) كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن