الفصل الاول

51.1K 964 116
                                    

أحببتك جداً..
لدرجة أني حاولت "فاشلة" قياس مساحة هذه ال"جداً".
غادة السمان.
❈-❈-❈

لا يصدق أنها أصبحت أخيراً ببيته وعلى فراشه بعد أن مكثت بالمشفى أسبوعين كاملين بسبب ما مر عليها من أحداث أثناء ولادتها لصغيرتهما، فهي لم تكن ولادة سهلة بالرغم من سلاسة فترة حملها، إﻻ أن الأحداث الأخيرة تسببت بنزيف حاد؛ فإضطر لنقلها لمشفى الفهد على الفور للإطمئنان عليها، وهناك علم إصابتها بحمى النفاس بسبب حزنها لما حدث.

فلاش باك***
جلست عاليا على أطراف الكوبرى و قدمها تتدلى فى الهواء وأسفلها مياه النيل، تغني اغاني للأطفال وهي تهدهد الصغير جاسر الذي يستمتع بوقته معها.

مرت دقائق، فوصلت سيارات الشرطة والتي بمجرد أن حاولت الإقتراب منها؛ وقفت بسرعة على حافة الكوبرى وهي تهددهم:
-اللي هيقرب مني هرمي نفسي، ابعدوا عني.

وصلت السيارات الخاصة بفارس ومن معه؛ فهرعت ياسمين برداء المشفى ناحية حافة الكوبري وهي تنظر لصغيرها وتبكي بحرقة.

نظرت لهما عاليا باستخفاف وقالت:
-كنت متأكده أنك مش هتجيب المأذون.

حدثها فارس بحدة:
-عاااليا بلاش جنان، تعالي هنا ونتفاهم بالعقل.

ردت بصراخ:
-أنا مش مجنونه.

قال فارس بقوة:
-طالما مش مجنونه يبقى بطلي شغل جنان وتعالي.

هتفت عاليا بتلعثم:
-طط طيب طلقها قدامي وأنا هربي جاسر، هو بيحبني.

قال فارس بهدوء:
-طيب تعالي بس أنتي مخليه جاسر بيعيط وخايف.

هاجت بصراخ:
-كنا قاعدين مبسوطين وبنضحك ونلعب انتوا اللي جيتوا خوفتوه.

ترجتها ياسمين بتوسل و هى تبكي بحرقة:
-ابوس إيدك يا عاليا، و حياة أغلى حاجه عندك، ابني... ابني، اللي أنتي عيزاه هعمله ورحمة مامتك.

أخبرتها عاليا بهدوء:
-لو خايفه على ابنك خليه يطلقك.

نظرت ياسمين لفارس بخوف وقالت بتوسل:
-وحياتي يا فارس بالله عليك طلقني، طلقني... إعملها اللي هي عيزاه.

نظر فارس لزوجته و هدأها:
-إهدي عشان اللي في بطنك.

صاحت به هادرة:
-بقولك طلقني، ارحمني وإرحم ابني وطلقني.

هتفت عاليا بغل بعد أن رأت إصراره:
-انت حتى مش قادر تطلع الكلمه و لو بالكدب قدامي عشان تنقذ ابنك!

رد فارس بهدوء:
-تولد وهطلقها يا عاليا.

رفضت بصرامة:
-طلقها دلوقتي و دي اخر فرصه.

ارتمت ياسمين أرضاً فور رؤيتها تقف على حافة الكوبري استعداداً للقفز؛ فاقترب منها فارس وخلع سترة بدلته ووضعها على كتف زوجته وربت عليها وتحدث بتماسك زائف:
-اهدى هى مش هتقدر تنط.

روضتني (الجزء الثالث من احببت طريدتي وترويض الفهد) كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن