سيبقى الحب هو هزيمتنا الوحيدة التي نرفع لها رايات النصر ..إنه نصرنا المهزوم أو هزيمتنا المنتصرة.. كيف أتغ َّي يا «مريم» ..لا أستطيع أن أصبح أجمل ..فهل تستطيعين أن تضحي وتتغيري من أجلي؟ لا يمكن أي ًضا.. التغيير ..إنها الكلمة السحرية في الحب ..أن تتغير من أجلها أو تتغير هي من أجلك أو تعشق في النهاية الاختلاف بينكما ..فالحب يأتي ليغ ِّينا جمي ًعا ،ليس من أجل أن يغ ِّي أحدنا الآخر. كانت علاقتنا جيدة ،لكن العلاقات هي الخريطة ،أما الحب فهو الكنز الحقيقي ..أحيانًا تجد الخريطة ولا تجد الكنز وأحيانًا تجد الكنز بالصدفة وأحيانًا يأتي دور القراصنة ليغيروا كل شيء ..نعم إني أعرف جي ًدا أن «محمد البحيري» هو القرصان الذي حاول دائمًا سرقة كنزي ..بل إنهم جمي ًعا قراصنة« ..محمد البحيري» و«أسامة الرفاعي» ..الكل حاول سرقة كنزي ،ولكني انتصرت عليهم في النهاية. لا تخافي مني يا جميلتي ..لا أعرف كيف أطلب منك ذلك على الرغم من أن الخوف صديق الإنسان الدائم ..بعض الناس أصدقاء خوفهم في بحثهم عن المستقبل ..والبعض أصدقاء مراسلة لخوفهم في بحثهم عن السعادة ..والبعض هو الصديق الوفي لخوفه في بحثه عن الحب ..الحب يا «مريم» الذي ما عشت يو ًما من دونه. 101 لا أعرف إلى متى سأهرب من «سارة» ..إنها تقول إنها حامل وإنها تريد أن تراني للأهمية ..في آخر اتصال بيننا كانت منهارة وهي تقول في أسف :هل هذا جزائي يا «رائد» بعد كل ما عشته معك؟ منذ أن قلت لك إني حامل وأنت لا ترد عل َّي وتقول إنك عند صديقك «حسام» ..وأنا أعرف أنك بالداخل وأسمع صوتك أي ًضا ولا تفتح الباب. -أنا لا أهرب ولكني مشغول مع «حسام» في أمور مهمة ج ًّدا. -حتى إنك لا تريد الاطمئنان على ابنك القادم؟ قلت في همس كفحيح الثعبان :أجهضيه ..لا نريده يا «سارة» ..هذا أفضل لنا. أعرف أنها غاضبة مني وأنها مصدومة ولكن لا أستطيع أن أُرزق بطفل يرى أباه بهذه الهيئة ..أظنه سيبكي مرة عند ولادته ومرات عند رؤيتي ..لا أستطيع أن أسبب الفزع حتى لابني كما سببته لأصدقائي ..لا أريد أطفا ًل يا «سارة». المرأة كما ممثل المسرح ،عندما تنحني فهذا لا يعني بالضرورة أنها مخلصة ،بل ربما تنحني لأنها قامت بدورها ببراعة. لا تنقصني الآن سوى مشاكل الأطفال أي ًضا ..أشعر بالخوف لجريمة ارتكبتها على الرغم من أنها من حقي وأشعر بالغضب من امرأة تريد أن تحبني حتى لو كنت لا أبادلها نفس الشعور ،والآن أطفال أي ًضا يدخلون لدائرة مشاكلي التي لا تنتهي. 102 «سارة» هي الوحيدة التي دخلت إلى نفسي وعرفتني على حقيقتي.. أنا نفسي َمن أطالب الناس بأن يعرفوا الحقيقة أو ًل أقع أحيانًا في الفخ وأحكم على الناس من مظهرهم وكلامهم ..حدث لي مرة هذا الموقف في إحدى العربات وكان السائق ينظر إلى صور تعرضها امرأة بجانبه عليه ..تعجبت في البداية ..قال السائق في نبرة حاسمة: حقه يضربها ويطلع عينيها كمان ،دي مراته ..أُمال إيه؟! ظننته شري ًرا أحد الحمقى الذين يعتبرون المرأة كما الكرسي في المنزل ومن حقك أن تضعها أينما تشاء دون مناقشة ..غضبت غضبًا عار ًما وكدت أصرخ فيه فقال مرة ثانية :هذا ابنهما ..بسم الله ما شاء الله. كان هناك شاب يافع يجلس خلفي ،إنه ابن هذه المرأة وكان غاض ًبا لأن أمه تتكلم مع السائق ..أصبحت لا أفهم المشكلة ..وظننت أن السائق إنسان يستحق أن تنزل عليه لعنات الله وأن الشاب محق ..وأن هذا السائق من الذين لا يحترمون النساء ..في النهاية وياللعجب عرفت وفهمت القصة كاملة ..
..لا بد أن تنتهي القصة حتى أستطيع أن أضع حكمي. منذ أن عرفت خبر حمل «سارة» وتوبة «سالم» وأنه يود تسليم نفسه ،اقتنعت تما ًما أن الحياة مثل لعبة الويجا وعليك أن تحترس من كل حركة وكل خطوة تخطوها ..عليك أن تعرف عواقب كل ما تفعله أو ًل. «سالم» مجنون كل ًّيا وكان لا بد ألا أثق فيه منذ البداية ..إنه ضعيف ويذ ِّكرني بنفسي في البداية ..ولكني اعتقدت أن حبه للمال سيجعله طوع يدي ،لكنه الآن يريد أن يضعنا خلف القضبان بسبب غبائه وتوبته المزعومة ..حدثني منذ فترة وقال« :رائد» ..أنا لم أعد أتحمل.. لا أستطيع أن أنام ..مال حرام ..حياة حرام ..ابن أختي حرام ..أنا قررت التوبة ..سأتوب ..والآن. بعدها بفترة كلمني بصوت مليء بالأسى وقال :سأسلم نفسي للشرطة. -ماذا تقول؟ -رأيت النبي في المنام وقال لي أن أتوب. قلت في حدة :كفاك خرافات ..هل سيظهر النبي لقاتل مثلك؟ قال في إصرار :ولأني قاتل حان الوقت أن أكفر عن ذنوبي. -اهدأ ودعنا نتفاهم ..الموضوع لا يتحمل ..فكر في أختك و طفلها القادم
........
أنت تقرأ
للخيانة وجوه
Romanceرواية رومانسية تحمل العديد من الصراعات النفسية ..ماعلاقة مريم برائد الألفي؟ كيف يحولنا المجتمع الي مسوخ .. كيف يتحول الحب من الرومانسية الي الجريمة الكاملة؟ هل كان حب سارة مجرد حب عابر في حياة رائد ؟ ستعرف كل التفاصيل في الرواية