- الفصل الثاني -
" فِي قلب كُل دمار تنبت زهرة الصمود "
𑁍
________
- عـودة بالزمـن -
سـاتـر الســلام - شارع الرشيد
قبل أربعةً وعشرون ساعة.
الـرابع مِن نِيسَان - أبريل - ١٩٢١ - ١٩٢٠علىٰ رَقيعُ فجرً عام ١٩٢٠،حيثُ العدلُ مُغترب، والظلمُ هو المعروف، شهدتُ بَغْداد ثورة شعبية كبرى ارتفعت آثرها السواتر حامية لحلم السلام، وتجلّت أرواح الأبطال خلفها تنشدُ بشائر الحرية.
يطالبونَ بالحقِّ في دنيا يسودُها الباطلُ، في ظلِّ حاكمٍ جائرٍ، يسلبُ الأرزاقَ، ويسجنُ الأحلامَ، يكممُ الأفواهَ، ويقتلُ الأملَ في الصدورِ، فثاروا على الطغيانِ، وكتبوا مجدَ الكفاحِ بالأقلامِ. بصوتِ صرخةِ طفلٍ جائعٍ، وأمٍ تبكي الحنينَ، وشيخٍ يتألمُ في صمتِ السنينِ، ويدَ العاملِ المرهقةِ، وزهرةَ شابٍ يانعةٍ، أشعلوا آثرهم ثورةَ نارها الفقرِ والجوعِ، و القهرِ والعذابِ، حاملينَ أرواحهم على أكفِّهم، بلا ترددِ.
على طول شارع الرشيد، شُيّد الساتر الأول، وصار يُعرف بـ"ساتر السلام "، وكان كأنه جبل من العزة مرفوع يحجب الظلم ويحتضن الأمل.
وعلى ضفة شارع أبو نواس، حيث يلتقي النهر بالشعر، ارتفع الساتر الثاني وأطلق عليه " ساتر النصر "وقد كان ثابتًا كالأبد، وشاهقًا كـصرحٍ عظيمٍ .
أضحت السواتر حارسًا لأحلام العابرين، وحاميةً لمرافئ الطمأنينة، تشهد على قوة الإرادة وعظمة الإنسان حين يختار السلام طريقًا وغاية.
وفي ظلالها راحت بَغْداد تنبضُ بالشجاعة، كل حجر فيها يروي قصة، وكل نسمة تحمل عبق التضحية،كان النهار فيها يتلو أبياتاً من الفخر، والليل ينشد أناشيد الصمود، والشعب فيها متحدياً الظلم بجسارة صاحب الحق وعزم الحالم.
كان قادة هذين الساترين مجموعة من الثوار الوطنيين وكانو كمهندسين لتلك السواتر وأضافو الطيش إلىٰالرعب بشيءٍ يستحق المشقة، وتصدر ساتر السلام ليبرز في العاصمة وفي نفوس المظاليم .
أنت تقرأ
سَـجن الـورود
Romanceفي سجن يحتضن وردة نابتة بين الاشواك يستميل جمالها نفسي ويملاُ عطرها كبدي فكيف عساي أترك هذهِ الوردة بالحب الذي يقيدني، ابقى بجانبها واحفر لافكاري وساعة موتي قبرا بين الاشواك المحيطة بها وأنني لقائد ثوري أحمل كفني على كتفي..؟ حكاية قائد لثورة شعبية...