- الفصل الثالث -
إليكِ بغدادُ، ياروابي النعيم، يا زهرةٌ في الجِنانِ يا جوهرةً في لجةِ الروح، يأنشودةَ الوجدِ بين همساتِ النسيم، يامن فيكِ يتلاقى الماضي والحاضرُ كعشاقٍ متجددين، ويشعرُ كلُّ قلبٍ بنبضاتِ الحبِّ الأبدية.
𑁍
_______________
{عَودةً الى الماضي }الثالثُ مِن نَيسان - أبريل
ـ قبلَ ساعةِ الحسمِ ـفي ضواحي بَغْداد،حيث تمتد الأزقة كالشرايين في جسد المدينة العريق، وقف رجلٌ كأنه الطود الشامخ، لصوته صدى كأنه نداء الأفق يَحمُل ورقةً دَونَ بها أبياتً وراح يُطرب بها سَمع الثوار :
- يارفاقي في الدروب الثائرة أيها الأحرار برغم القيود الكاسرة، يا أبناء الرافدين، أبناء الحضارة التي علمت العالم معاني الكرامة والشجاعة، يالعاشقين لتراب بَغْداد وحكايات دجلةَ والفُراتِ في كل صوتٍ يعلو، وفي كل يدٍ تمتد، أصرخوا أن الحرية لا تُوهب، بل تُنتزع انتزاعًا.
كونوا للحق حصنًا منيعًا، وقوموا للثورة مثل الأسد الجسور، بقلوبٍ لا تخشى الطغاة أعيدوا المجد لبَغْداد
واكتبوا بالدم حكايةً بريقها يبدأ من هُنا مِن ساتر السَّلاميا أبناء الرشيد، آن الأوان لتشرق الشمس مِن جديد، وتصدح الأصوات في كل زقاق،أن بَغْداد اليوم عربية!
أن بَغْداد عراقية ! فامضوا في دروب النضال ولتكن ثورتكم شعلةً تضيء. -بعد خطابه، زلزلت صرخات الثوار في الأرض زلزلاً ونبضاتهم أصبحت كأنها دق الطبول في صدورهم،وتجلى بهم شعور كأنهم نسرٌ يحلق في السماء، أجنحتهم تلامس حلم الفجر الولاء، وبأنهم جزءٌ من تاريخٍ عظيم، كأنهم أبطال الأساطير القديمة التي تُحكى في ليالي بغداد، فكل كلمة كانت شرارة تشعل في أرواحهم نار الثورة والإصرار.
فأخذ الأمل يزهر في قلوبهم كأزهار الربيع، يتفتح مع كل نسمة هواءٍ تمر بهم،يخبرهم بأنهم يمكنهم تغيير العالم، بأنهم قادرون على مواجهة الظلم والظلام، وأن صوتهم سيسمع في كل أرجاء الوطن.
في تلك اللحظات، مَر قائدُ ثورة شارع الرشيد ونظَر إلى شاعرهُ صدقي، فتلاقت أعينهم فأبتسم اليه أبتسامة فخر وعز وأمتنان، كانَ يلقي على ثواره بشعر يسعى بينهم ويؤثر في نفوسهم، ولكتاباته وقع، ولآرائه صدى.
فأخذ مكانته مأخذ الجد، ورأى واجب رجل الفكر والقلم أن يدخل على الثوار الإيمان بأن يمكنهم أن يسموا على أنفسهم ويعيشوا حياة لامطعن فيها ولا غبار عليها.
أنت تقرأ
سَـجن الـورود
Romanceفي سجن يحتضن وردة نابتة بين الاشواك يستميل جمالها نفسي ويملاُ عطرها كبدي فكيف عساي أترك هذهِ الوردة بالحب الذي يقيدني، ابقى بجانبها واحفر لافكاري وساعة موتي قبرا بين الاشواك المحيطة بها وأنني لقائد ثوري أحمل كفني على كتفي..؟ حكاية قائد لثورة شعبية...