مَلكتنِي وَردة

8.5K 339 580
                                    

- الفصل الأول -

مِن يَحيى بِعشقِ الورد سَيبقَى دائمًا حيًا.

𑁍

____

بَغْداد - شَارعُ الرَشـيد
الرابع من نَـيْسَان - أبريل
١٩٢٠ - ١٩٢١

  في نَـيْسَان العليل، أوسـط الشـهور العِـجاف،حـيث النبضـات تَستنفـُر لحظـات الشِدة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

  في نَـيْسَان العليل، أوسـط الشـهور العِـجاف،حـيث النبضـات تَستنفـُر لحظـات الشِدة.

بيـنَ ثنايا الأزقـةِ المُهدمـة وأراضـِيها المُـبلـلة بالدمـاء، أقـفُ منـفرداً بيـنَ الحِـطام كأننّـي جُزءً مِنهُ في كَفـنً مـِن الصْـمت، وَحـدي كالقابع في قـعرِ بئـر يُنـادي بلا مُـجيـب وُيصـرخ ويـذهـب صَـدى صـراخه هباءٍ.

حـولي جُثـث الذيـنَ أستعـذبوا قُيـودهم كي لا يعيـشُوا عبـيدًا، نُـفُوسـاً ماهابـت المـوت و صبرتْ على ضـيمٍ غـزَ في الأحـشاء سـكّينًا.

مجموعة مِن غرقى.. غرقى في يمّ التّهميش والإهمال، مَنسيّين في جوف الرّمال، متروكين في قعية الوَحدة متعلقون بقشةً فوقَ نهر الحـياة .

قبضتُ وأنا الشاهد على كف يدي، زاخر الجسم بالصيحات المكبوتة وفكري يطرق بسؤال واحد .

" أهذا العدلُ في هذهِ البلاد ؟ "

أحرُفي ذابت في ظل هذا الصمت الواجم، وأنتقدت عيناي تقذفان شُرر الغضب، أترنح تارةً أمام هول المنظر، وأجثو الأخرى بينَ الانقاض أمسكَ أياداً، وأضغظ على صدوراً صارخاً بحياة.. وما كان أجيجُ النار في خافقي كافياً لأخماد ظلم العدو .

ويل لهذا الصمت العسير فقد بُـرئت الأرواح، رَحلت
ما تركَ الظالـمون روحًا ولازهرًا ولا ترابًا كل شيء هُنا راحَ جريحًا، ذبيحًا، بائسً، باكي .

ما عادتُ أرى شيئاً يتحرك، لَم يعد ثمةً لمعنى الضجة ألا في سمواتِ العالمين، فقد خَلو بيننا وبين ثورتِنا المنهوبة نفوسًا مُدلهمة عجزت عن الخروج مِن المُتاه.

سَـجن الـورود  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن