بقلم ندوش 🐝
جهزت عزيزة صحن مليء بحبات الكرز اليانعة و وضعته على الطاولة أمام الفتاة التي تضع يدها على ذقنها و تفكر في صمت أو بالأصل تائهة في شبكة من الأفكار المتشعبة، مرت خمسة أيام و المزرعة تعيش حالة من العزلة و الصمت بعد أن استمر صاحبها في حبس نفسه في ذلك الملحق المحكم الإغلاق، وضعت المدبرة يدها على كتفها بحنو و قالت
عزيزة : ابنتي سحر، كلي هذه الحبات اللذيذة، لقد جهزتها لك بنفسي، أرسلها السيد فكرت هذا الصباح من أجلك.
نظرت الفتاة إلى ثمارها المفضلة بعيون باردة لا حماس فيها، أبعدت الصحن عنها ثم عادت تنظر للخارج بقلق و حزن كبيران
سحر: ألم يأتي محمود بعد، لقد تأخر كثيرا.
عزيزة: سيأتي ان شاء الله.
مرت ساعة ثانية من الإنتظار القاسي، حملت سحر قبعتها و توجهت للخارج، أخذت الطريق في اتجاه النهر و هناك جلست تفكر من جديد فيما حصل معها (ليتني أعرف ما يدور في خلده، لماذا يبعد نفسه عني و يستمر في ذلك السجن الذي فرضه على نفسه، كم يجب علي أن اخبره في اليوم من مرة أنني احبه و لا يهمني ما حدث معه... لا، هو يرفض أن أبقى في حياته، سأرحل من هنا و لن يقابل وجهي مرة أخرى).
عادت إلى المزرعة بعد أن أخذت قرارها الحاسم، زاد من تمسكها به وصول المحامي عمران إلى هناك، عاد ليلة البارحة من اسطنبول و جاء اليوم إلى المزرعة بغية الحديث معها عن بعض التفاصيل و المعلومات التي يحتاج إليها، سلمت عليه و جلسا في المطبخ يتحدثان
عمران: خيرت اللقاء بك مباشرة أفضل من التحدث على الهاتف.
سحر: خيرا فعلت، أنا أيضا كنت سأتصل بك.
عمران : لماذا، ما الأمر المهم الذي يجب أن أعرفه منك؟!
سحر: لا داعي لاستمرارك في تلك القضية، أنا اسحب منك مهمة الدفاع عني.
فغر الشاب فاه متعجب ثم قال
عمران: يا آنسة سحر، لقد وصلنا إلى مرحلة متقدمة في بحثنا، ذلك المساعد المدعو سلام تمكنت من التواصل معه و طلب مني أن التقي به من أجل مدي بعدة وثائق تدين ذلك المحامي قاسم.
سحر: كل ذلك لا يهمني، أنا لن أستطيع دفع اتعابك لتلك القضية و لا أريد تعريض حياتك للخطر بسبب زوجة أبي.
عمران: انستي هذا عملي الذي أقوم به ثم المسؤول المباشر عن قضيتك هو السيد يمان و انا مكلف بها فقط، أنا قلت لك هذا حتى نتجاوز قصة الأجرة و الاتعاب.
سحر: بعيدا عن الأمور الخاصة، حتى السيد يمان سيتوقف عن متابعة القضية، منذ الآن أنا اعفيك منها.
خرج الشاب من المطبخ وهو يمسح جبينه الذي تصبب عرقا، التقى بمحمود الذي وصل عند خروجه من المزرعة
محمود: مرحبا عدنان، أراك هنا عندنا.
عمران: أهلا بك سيد محمود، جئت للقاء الآنسة سحر لكن الأمور تسير على غير ما يرام، لقد طلبت مني أن اتوقف عن متابعة قضيتها، لا أفهم ماذا دهاها لكن كأنها تتجاهل أن حياتها في خطر.
محمود: كما تعلم هذه المدة الجميع يمر بظروف صعبة، استمر انت في عملك و لا تلقي بالا لها.
دخلت السيارة و توقفت في الساحة، نزل محمود و أسرع إلى المطبخ فهرعت سحر للقاءه
سحر: ماذا فعلت محمود، هل وجدت عنوان تلك السيدة.
محمود: نعم لقد وجدته بمشقة يا آنسة سحر، أخبرتني جارة لها أنها رحلت إلى ضيعة أخرى لأجل تحصيل لقمة العيش.
سحر: هذا غير مهم، هيا نذهب إليها.
محمود: لكن الآن الساعة العاشرة و سيزداد الحر شدة، لو أذهب أنا بمفردي.
سحر: بل سأذهب معك، السيدة تتهرب من لقاءك منذ يومين فقد تقبل التحدث معي.
💌💌💌
أنت تقرأ
الغريبة
רומנטיקה"أحببته ب قلب طفلة باكية تهوى الدلال، وأحبني بقلب أب حنون يخشى دمعات طفلته❤️."