غش

278 36 30
                                    

بشعور غريب و إحساس غير مألوف وقف في لا مكان ،و لا زمان محدد لا يعلم أين هو ، تلك الأشجار ذات اللون الأخضر من حوله صامتة كما الحال بداخل قلبه.

يسمع صوت بحر لا يراه ، يشعر ببرودة هواء لا يعلم مصدره .

إلتفت من حوله يحاول تحديد كيفية الخروج من مكان لم يزره من قبل .

و لكن مع إلتفاته للمرة المئة هو رأى حبيبه ، رأى الشخص الذي يبحث عنه من شهور.

كان يقف خلفه بابتسامة باهتة ، بشرة ناعمة شاحبة ، و جسد رغم ضعفه الا أنه يبدو مثالي ليتم إحتضانه ..تقبيله و الحصول عليه بالقرب منه.

" إشتقت لك بييت "

شعر بثقل يجعل قلبه يغرق ، لم يعلم حتى أنه إشتاق لتلك الكلمات ، لم يعلم انه يرغب بالشعور بأنه مايزال مرغوب من فيغاس !

لم يستطيع إجابته ، لم يستطيع الرد أو فتح فمه ليخبره بكم هو أسف للعنه و التضرع ليشعر بالألم ، ليتأذى كما أذاه !

لا يعلم ما الذي عليه أن يتحدث به ، هل يجب عليه أن يقول أحبك! ..إشتقت لك !

لقد كان الأمر أكبر من هذه الكلمات!

كان يريد التحدث و لكن فمه لم يكن يتحرك..يريد سؤاله ان كان سيبقى معه ..ان كان سيرحل مرة أخرى !

لكن لا شيئ!

بدأت قطرات دم تخرج من فمه و بشرته تشحب باللون الأبيض أكثر .

ليتحدث فيغاس بصوت متألم
" أنت من قتلتني..بييت "

أقترب من بييت بوجه ينبض ألماً ليقوم برفع يده الملونة بدمه ليضعها فوق خد بييت بحنان

" لقد أحببتك بييت و لكنك كنت تؤذيني و تقتلني "

حرك يده يتلمس وجه بييت بحنان كبير يملئ عينيه يناقض كلماته و حزنه الكامن في حروفه!

و تلك الدموع التي كانت تنظف وجه بييت من دم حبيبه لم تضف سوى لمسة يأس للمشهد.

" حبيبي .. أنت الوحيد الذي استطعت أن تؤذيني "

صرخ فجأة بوجه بييت الخائف و المحطم صرخ بكل قوته معاتباً إياه

" لقد أخبرتك أنك من تقتلني ..انت كنت الشيطان الذي يسرق روحي "

همس بضعف
" و لقد انتهى الامر بييت ..لقد انتهينا هنا "

إلتفتت فيغاس راحلاً و ربما هارباً منه و لكن بييت تحرك خلفه بسرعة

" بايبل ..لا تتركني مرة أخرى أرجوك أنا أسف ..لا تفعل هذا مجدداً إبقى معي "

ملاك الأكاذيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن