انه جاري

الفصل الثاني

‏“كن عظيماً في عين نفسك ، حتى لا يكسرك شيئاً في هذه الحياة”

تجلس وهي تجفف شعرها القصير على فراشها الصغير ليس ملك لها ولكن حتى ذهابها من سكن الطالبات فسيظل خاص بها وهذا بالتأكيد أحسن بالنسبة لفتاة عاشت سنين طفولتها في غرفة بها أربع أطفال لتسمع طرقات على بابا الغرفه تصحبها صوت أنثوي مزعج
نور:: مياااار اطلعي الفطار هيخلص ومش هيلحق يبرد
لتلقي المنشفه بعدم إهتمام فهذا بحد ذاته شيء تستمتع به وتخرج لتجد ثلاث فتيات يقتحمون طاولة الطعام ويهجمون عليها وكأنهم كانوا في مجاعة عالميه لتردف بتذمر
ميار:: هيييي سيبولي فطار منك ليها
نور وهي تلتقط الخيار لتأكله بنهب:: محدش قالك طولي في الحمام الواحد بيصحى يفطر مش يستحمى
سارة:: لا مالكيش حق يا نور مش علشان انتي مفجوعه يبقى الكل كده
نور:: شوفوا مين بيتكلم يا بنتي داه انتي واكله رغيفين فول لحد دلوقتي
ميار وهي تسرق آخر قرص طعميه(فلافل) من فاطمة وانتي يا فاطومه مش حابه تضيفي حاجه على دراما كل يوم
فاطمه وهي تجلس على الأريكه:: لا أنا خلاص شبعت بالهنا والشفا ليكي يا ميرو
سارة وهي تجلس بجانبها بعدما أنهوا فطورهم:: امال ليليان فين
نور:: دخلت الشقه على الساعه 12 تخيلي تلاقيها نايمه سابع نومه دلوقتي
فاطمه:: البنت دي هتضيع لو فضلت على الحال داه وهتقولوا فاطمه قالت
سارة:: ميار انتي مش كنتي معاها امبارح في الحفله مرجعتش معاكي ليه
ميار وهي تجلس بجانبهم لتتذكر ليلة أمس عندما اقترب منها ذالك الفتى الوسيم ليدعوها على الرقص كانت سارة تنظر لها وكأنها تخبرها بأن ها هي الفرصه أثبتي أنكِ لستِ مملة وعندما غادرَتْ لمحتْ إبتسامتها الخبيثه لتعود الى الواقع على صوت سارة:: يا بنتي سرحتي فين ألووووو
ميار:: انا حسيت بالملل ومشيت بدري وهي كانت واقفه مع صحابها بقلكوا ايه لما أقرر أخرج مع ليليان تاني اضربوني بالشبشب اشطا؟!
نور وهي تضحك على ملامحها الطفوليه الساذجه الى حد ما:: وكان عليكي بايه من الاول يا قطه ماحنا حذرناكي
فاطمه وهي تنظر لهم بهدوء:: أنا عارفه مشكلة ميار ايه هي بتضايق لما ليليان بتقعد تقولها انتي ممله ومش بتعملي حاجه غير المذاكره والعبادة وبس ومش بتستمتع بالحياة
نور:: طيب ما هي مكدبتش انتي فعلا يا ميرو مش بتعملي حاجه عير المذاكره وشبابك هيضيع من غير متستمتعي يا قلبي
ميار وهي تنظر للأسفل بخجل فهي عادة ما تخجل عنما تكون محور الموضوع:: لا عادي أنا بس.. بستمتع بالمذاكره لترفع عينيها لهم وكأنها وجدت ما يعلي من شأنها بفخر لتبتسم وتكمل:: وكمان أنا بحب القراءة وبقرأ كتير أظن داه في حد ذاته استمتاع بالحياة
نور:: ما هي دي المشكله يا قلبي انتي حابسه نفسك وسط الروايات والكتب والعالم الخيالي اللي مش موجود وداه بيخلي الناس ياخدوا عنك فكرة انك متوحدة حبتين
سارة بعدما كانت تستمع لهم باهتمام لتنهض من مكانها وتحلس بجانب ميار وتأخذ يدها بين أصابعها لتنظر في عينيها وتقول:: أبدا يا ميرو اوي تسمعي لكلامهم أبدا انتي ولا متوحدة ولا مجنونه يا قمري انتي انسانه مجتهدة بتحب تعدي وقتها بحاجات تفيدها ناقصك شويه حاجات صغيره بس سهله ومش مستحيله لتنظر لباقي البنات وهي تستمر في حديثها:: وكمان يا بنات أهم حاجه علشان تستمتعي بالحياة انك تكوني مقدرة اللي بتعمليه ومبسوطه منه وبترتاحي وانتي بتعمليه... يعني ايه الفايدة لما نسمع أغاني ونروح حفلات وسينيما واحنا مش بنحب الحاجات دي
نور:: بس انتي بنفسك قلتي ناقصها شويه حاجات
سارة:: عادي مفيش إنسان كامل الكمال لله وحده هي بس بتتكسف اوي وكلنا فينا الموضوع داه بس بدرجات ومتنسوش ان ميار اتربت بالخوف والرهبه وطول عمرها قاعده في البيت فداه شيء طبيعي
فمن هنا ورايح خدوها قاعده في حياتكم تنكوا تكونوا عظماء في عين نفسكوا علشان محدش ولا أي شيء يقدر يكسرك في الحياة دي.......... يتبع

بقلم/رضوى علاء سيد