- 𝟏 -

308 31 32
                                    

- ديسمبر:

شهر ديسمبر أو كما يلقب بشهر الدفىء البارد ، هو الشهر الذي يسرق مشاعر الحب و يدسها بين الشرايين والأوردة

فتتراقص الكلمات في ديسمبر وتتراقص معها القلوب ، فتنجو من تلك السمفونية بالحب

ولا شيء آخر لأن ديسمبر شهر الحب ومصنع الذكريات

أيلاريا:

في هدوء الليل الأنيق، ومسامرة القمر، بينما رائحة المطر تحتضن شوارعنا بحنين، أتجول بخطواتي في الأرض ، وتتناثر فوقي قطرات المطر بهدوء ورقة وكأنها تهمس في أذني بصوت خافت:" تفائلي، مازالت الحياة مستمرة، ومازال الأمل موجود"

أجول طرقات و أراقب الناس، كأنهم صورٌ فنية في معرض ما!

ذلك المشرد الجالس على أرض يحتضن نفسه لحمايتها من قسوة الشتاء،

أو ذلك الرجل يمشي بسرعة مختبئ من المطر كأنه يتمنى العودة لبيته فقط

أو الحبيبين الذان يمشيان تحت مظلة تجمعهم ، حتى لو تعاتبا قبل ذلك ، وإن كان الدهر قد أوقع بينهما ، فها هو قد جمعهم من جديد تحت مظلة شاعرية تحكي عنهما الكثير

لفت إنتباهي رجل وسيم جدا ، كأنه خرج من أحد القصص المصورة بجوٍ يَملئهُ الغموض، يقف عند عمود كهربائي هناك بهدوء، أعتقد أنه ينتظر شخصا ما! أهي حبيبته؟

، كان طويلا ،  يمتلك شعر كستنائي اللون طويل نسبيًا ، عينيه بندقية تمتلك حدة مخيفة ، كلُ لِباسه أسود اللون، هل هو من محبي كتاب الأسود يليق بك يا ترى؟

لا يهم!

، أعتقد أنه غني من طبقة مخملية،

جذب إنتباهي  ساعة يده الذهبية الغريبة، لأول مرة أرى ساعةً بذلك الشكل،  أظن أنها غالية جدا ، وذلك بالتأكيد ما أبحث عنه

إقتربت منه ممثلة عدم الإنتباه

حتى إصطدمت به ، فهرعت مسرعة ، أمسكت أيديه متأسفة

" آسفة يا سيدي النبيل ، لم أنتبه كنت شاردة الذهن ، إقبل إعتذاري أرجوك !"

" لا بأس آنستي ، توقفي لم يحصل شيء "

طمأنني مستنكرًا ردة فعلي الكبيرة، بعدها تركته مبتعدةً عنه قدر الإمكان، ودخلت أول زقاق مظلم صادفته مختبئة

مع إبتسامة تعلو شفاهي ، أنظر إلى تلك الساعة

" إذا بعتها أنا متأكدة أني سأستطيع شراء منزل ، ومؤونة كبيرة جدا من الطعام ، ولِباس وكل شيء حتى!"

 𝐓𝐀𝐓𝐀 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن