إقتباس

118 4 0
                                    

الأقتباس الأول
ليلتف لها بأنفعال : عيدى بتقولى أيه؟
لتنظر له بجدية و صرامة: هأقدم فى إختبارات أفضل طاهى فى الشرق الأوسط؟
ليتصاعد الغضب ويظهر جلياً على وجه وهو يقول بأنفعال شديد: شكلك اتجننتى أكيد ، أنت ِ عارفة إيه ممكن يحصل لو حد عرفك، مقدرة حجم المخاطرة؟
-لتتنهد بضيق وتتكلم محاولة وزن الأمور: مر أكتر من خمس سنين محدش هيفتكر الموضوع أصلا ،ولا حد فاكرنى من الأساس
-ليستنشق بعض الهواء محاولاً كسب بعض الهدوء، ويسير نحو الكرسى المقابل لها ويجلس عليه بهدوء وينظر لها بتفحص نظرة بحث وأستكشاف لما يدور بخلدها لكن لا يستطيع فهم قرارها هذه المرة ،أصابه اليأس من تفكريها
ليقول بهدوء عكس ما بداخله: ليه؟
-لتخبره بجدية متناهية: محتاجة أضمن مستقبل لأبنى
-ليقوم مندفعاً بأنفعال بأتجاهها: وأنا قصرت في حاجة، فى أي حاجة أحتاجها موفرتهاش قوليلى عرفينى
قالاً آخر كلمة بصياح
-لتدير وجهها في الإتجاه الآخر وتقول بعزم جاد وصوت حازم: أظن كفاية لغاية كده، محمد تضحياتك و العملته كتير أوى ، أنا قدام الناس طلقتك وأبنى شايل اسمك، حياتك أدمر منها بما فيه الكفاية، أنت دلوقتى عندك ألتزمات بيت و زوجة وطفل وفى طفل تانى جاى فى الطريق ، أحلام مراتك أنسانة من حقها تحس بالأمان والأستقرار كفاية السنين الضاعت من عمركم بسبب الحصل

- ليزفر هواءً ساخنً تاجج بداخله ويقول بأتزان: وأنا عمرى ما اشتكيت و أحلام فاهمة الواقع ومقدرة كل شئ ، ايه الحصل جديد بقى؟
-لتخبره بعقلانية وتفهم: لغاية أمته؟ لغاية أمته هتفضل تقبل التنازلات؟ كل أنسان له طاقة وقدرة تحمل، و ده شئ لا يمكن تتلام عليه ،أنا عندى إبن مريض محتاج رعاية خاصة وعلاج ومسؤوليات كتير
لتتنهد بهدوء وتكمل: وأنا معنديش(لا أملك) أى أساسيات تضمن توفير الرعاية دى على طول ، أنا أقصى شهادة معايا معهدة سياحة وخدمات فندقية وغيرها شهادة الثانوية العامة، يعنى قصاد متطلبات العمل الموجودة لاشئ، ودى فرصة لو قدرت بس أسجل في الأختبارات دى، بقى معايا شهادة أقدر أشتغل في مطعم خمس نجوم أو يمكن فى المستقبل أفتح مطعم خاص بيا
- لينظر لها نظرة ساخرة ويعود بهدوء ليجلس على الكرسى ويضع قدم فوق الأخرى وبمراوغة ساخرة: هى دى بقى طموحاتك وخططتك للمستقبل، بعد ما كنتى مهندسة كبيرة و خطوة هتبقى حاصلة على ماجستير فى الهندسة التخطيطية والمعمارية من جامعة كبيرة في أوربا، بقيتى حتته طباخة في مطعم تافه
وبجدية مصطنعة: ودلوقتى عايزة تبقى بردوا طباخة بس شيك بفيونكة صح كلامى، وكلامك الأهبل بتاع ابنى وابنك ومراتك هو الشماعة صح
وبغضب صارخ: ندى ؛فوقى لنفسك وبطلى شغل الإذلال ده ،أنت ِ أكتر واحدة عارفة قيمة نفسك كويس
-كان وجهها يختفى منه الألوان تتدريجياً مع كل كلمة يتلفظ بها ليصبح شاحباً تماما عند نطقه لهذا الأسم الذى لم تسمعه طوال تلك السنوات
لتتجمع وتتحجر الدموع فى عينها وبنفس مهزوزة وصوت متذبذ: صاحبة الأسم ده ميتة، تحب أخدك القبر بتاعها عشان تفتكر، ال قدامك هى " نأى "
وبصوت عالى وقلب محترق: أسمى نأى مفهوم
ليغضب محمد ويشتعل وجه بأحتقان وبصوت هادر منفعل: لا تحبى أنتى أخدك للقبر الجانبه عليه أسم " نأى مراد سعد " ،يعنى القدامى شبح نأى بجسم ندى،يعنى الأختين أموات
ثم بهدوء مفاجئ وصوت متزن:أنتِ فعلاً بقيتى شخص ميت مش بالأسم بس، القدامى فتات من الإتنين
لتنفجر الدموع من عينها الزمردية وتنزل كشلال من الألم والوجع المخزن بروحها ،وتقع على الأرض بركبتيها ملامسة السجاد الحمراء المنسوجة من القطيفة وجسمها يهتز بعنف من أثر وقوع تلك الكلمات على مسمعها، كشف عن أوجع الجروح فى أعماقها، جرح ملتهب مازال يؤالمها حد النخاع

رواية  نزغة الحياة بقلم خلود عبيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن