الفضل الأول

112 10 3
                                    

             (الفصل الأول )
~¤ ذكرة من حلم ¤~

" تأقلمت على هوية جديدة، حتى نسيت من أكون!! "

▪︎كانت الأجواء قارصة البرودة بالأخص فى هذا التوقيت من السنة، الثامن  والعشرين من شهر ديسمبر وقد تخطت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل،  كان نسمات الهواء الباردة تلذع وجهها وهى تسير بخطى سريعة محاولة الوصل إلى منزلها حتى تنعم بشئ من الدفء ،تنظر حولها بالأفق تجد الشارع  شبه فارغ ،فيدور بذهنها كيف كان هذا الشارع ممتلئ بالناس منذ ما يقرب ثلاث شهور سابقة، فشوارع الأسكندرية تكون مكتزه بالناس في فصل الصيف أم فى الشتاء فهى من أشد المدن الساحلية برودة فتصبح رومانسية شبه فارغة ، كانت تسرعة وهى تشد أطراف جاكت أسود طويل من الجوخ  الخفيف على جسمها وفى قدمها كوتشى رياضى أبيض ،أما رأسها فكان يغطية حجاب بنفسجى قاتم اللون،لتفرك يديها ببعضها البعض لتشعر ببعض الدفء وهى تنفخ فيها فيتشكل سحب بخارية صادرة من أنفاسها الساخنة، لتجز على أسنانها وهى تلعن فى داخلها مدير المطعم الذى تسبب فى تأخيرها بأضافة ساعات للعمل فلم تستطيع الإلتحاق بالباص الأخير.

-لتهدف بصوت خافت غاضب متنمر : كله منك يا قلقاسة بيه مدير إلا ربع صحيح، ده عشان عرفته أنى هسيب المطعم بعد ست شهور، بدء شغل العوج على طول .

لتلمح بطرف عينها أضواء خافته صادرة من أتيلية فساتين زفاف ولوحة الأسم مضأة بضوء أحمر مهز(أتيلية ريماس)  والأتيلية ذو مقدمة زجاجية تظهر بوضوح ما بداخلها ،ليجذب أنتباهها أكثر ذلك الفستان الأبيض المنفوش عليه طبقه من التل منثور على طوله كله حبات من اللؤلؤ الأبيض اللامع ،كان يشبه لفستان خارج من حكاية رومانسية خيالية
لتتوقف لبرهة تتأمله بسكون تام، ليغادر عقلها إلى ذكرة من ماضى مدفون بالأعماق

▪︎كانت تتقلب فى فراشها وقد جلف نومها بعض الأرق من الأضائه الموجودة في الغرفة ،لتعتدل فى وضعها وتجلس و هى تتمطع بجسدها،  لتنظر إلى السرير الموازى لسريرها  فلم تجد شقيقتها مستلقيه عليه  (فارغ ) لتنظر فى الأرجاء، لتجد شقيقتها التؤام واقفة وتنظر من شباك الغرفة بذهن شارد

-لتنظر بسخرية لها وتقول  بداخلها:أكيد الهانم سرحانة في عريس الغفلة والحب مولع، شغل مراهقة فعلاً
لتنادى لها بنبرة ساخرة : الحب بقى يسهر الليالى من يوم الخطوبة، لسه سنتين يا قمر على الفرح ،قدامك سنتين ثانوية عامة يا عروسة

لتنتبه أختها على صوتها وتقطع حبل أفكارها لتلتفت لها بوجه شاحب باهت حانق وأعين زائغة مشتت غريبة
لتقطع هى حوارها الساخر قبل أن تبدئه،  عندما لاحظت تغير ملامح وجه توأمها بشكل يثير الرعب داخل النفس
لتقف وتتجه إليها و بلهجة جادة: فى أيه يا "نأى" أنتِ مغصوبة على الجواز؟ ، حسب معرفتى أنتِ و إبراهيم بتحبوا بعض

رواية  نزغة الحياة بقلم خلود عبيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن