الفصل الثانى

76 7 7
                                    

           (الفصل الثانى)

~¤أبتسامة مسروقة¤~

"طفلةٌ تبحث عن سحاب رحمةً فقد ضاع طيف طفولة بكمائيِ فصار كل شئ ضبابٍ وتشتت البصر عن الأرجاءٍ
فكان حلم الغدِ سرابً! "

_ كانت تتملل فى سريرها وشئ ما يضايقها فى الأرجاء، ولكن سلطان النوم يسيطر عليها، فهى لم تذوق طعم النوم إلا قرب  موعد شروق الشمس ، كانت الذكريات تتصارع فى عقلها ويزيد معها بعض الهلاوس والهواجس الموحشة، كانت ليلة مُورقه فعلاً،  وأخيراً ذهب الضيق وحل مكانه لمسحه ناعمة وصوت موسيقى هادئ لتذهب فى رحلة جديدة مع ذكرة جميلة مسكره.

*****************

▪︎ القصر الصيفى التابع لعائلة" مراد سعد " ،الموجود بمدينة الأسكندرية يذهبون إليه بمجرد الإنتهاء من فترة الدراسة ، مع بداية الإجازة الصيفية ويغادروا قبل اليوم الأول للدراسة.
             "يعتبر المكان الوحيد المرفه للتؤامتين!! "

-منذ الصباح الباكر تقف عند نافذة حجرتها وتنظر إلى الحديقة، تنتظر قدومه على غاية من السرعة واللهفة

،لم تجده في انتظارها أمس عند قدومهم مثل كل مره، وعندما سألت أخته الشمطاء كان جوابها البارد السخيف وهى تتكبر: أبن الخادمة لسه فى الطريق، جاى مع العمال والشغالين في نفس العربية

ولولا تتدخل "نأى"  وسحبها والفصل بينهم لكانت نتفت لها شعرها الأصفر المشعث  المنتشر فوق رأسها الغبى الأحمق، كم تكرهها وتمقتها بشدة!!

طال الإنتظار ولم تجد له أى أثر، بدأ يتسرب إليها القلق خوفاً أن تكون منعته تلك الساحرة "زوجة أبيه " من القدوم.

حتى قطع وصال أفكارها صوت تعرفه عن ظهر قلب،صوت معزوفة موسيقية صادر من  آله " الهيرمونيكا" (هى آله موسيقية صغيرة تصدر صوت موسيقى عن طريق النفخ في ريشاتها النحاسية الصغيرة الموجودة بداخلها)

-لتقفز بحماس وتصفق بكلتا يديها بمرح، وتدور بفستانها الأصفر الصيفى القصير ليفرش حولها بنعومة، وتجرى نحو الأسفل بسرعة و هى تقفز على السلالم كأنها تتسابق  مع أحدهم !!

-وجدته جالس على الأرض مستند بظهره على جزع الشجرة الموجودة في الحديقة  ومغمض عينيه وممسك بيده "الهيرمونكا " ومقرباً إيها لفمه ينفخ فيها بعزف ساحر وكأنه فى فضاء واسع لوحده بأحساسً عميق

وقفت تتأمله وهو يعزف وعيونها ترسمه كفارس وشاعر من زمن آخر،  هذا هو مالك(مالكها وحبيبها وأخيها وصندوق أسرارها)

لينتهى من العزف بهدوء وتصفق  هى بحرارة شديدة وتصفر ايضاً!!

-ليفتح عينه ويراها ويتأملها  بحب لثوانى معدودة ثم ليضحك مالك بصخب :شكراا شكراا
هى بحب وصوت مرح: عازف موهوب وفنان كبير

رواية  نزغة الحياة بقلم خلود عبيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن