تصويتكم للقصة سيساهم باظهار القصة خلال الواتباد من فضلكم التصويت ببلاش فلا تبخلوا به على القصة وشكرا لكل من يصوت ويعلق واهلا بكم
ارحمي غيظ قلبي
كتابة رؤى صباح مهدي
الفصل الأول
وقف أمام المرآة.. حزينا منكسرا ضائعا.. على وجهه جرح كبير لازال مفتوح وعلى عينه كدمه زرقاء تورمت، تبدو حديثة وتعطي انطباعا ان هذا الرجل دخل في قتال ليس بوقت بعيد. اغلق عينيه وهو يترنح. ثم رفع زجاجة بيده اليسرى وشرب ما بداخلها شربة واحدة ثم رماها على الارض لتنتشر الى قطع صغيرة ناعمة وجارحة في نفس الوقت.
فكر وهو يمسح العرق المتصبب على وجهه:
-اين انا؟
نظر حوله وكان يتصفح جدران حمام عمومي كئيب ليس فيه سوى رجل يغسل يديه يقف أمام مغسلة رخامية قذرة بقربه. زفر ثم اخرج هاتفه واتصل على رقم هاتف مخزون في ازرار الاتصال السريع. رن الهاتف ورن ثم رن..ولم يجبه احد.. ضغط عليه ثم رماه صريعا بجانب الزجاجة المتهشمة لتنفرط اجزاءه وتخرج بطاريته وتتدرج بجانب قدم الرجل الذي بجانبه. نظر له الرجل وهز رأسه باشمئزاز فرائحة المشروب تنبعث من المشعث الشعر اقوى من رائحة الغائط الذي في هذا الحمام..
انحنى ليحضر البطارية للشاب فقال له بصوت مترنح:
-دعه.. دعه هناك فلا حاجة لي به. اشتريته لغرض واحد فقط وها انا افقد الغرض الاساسي الذي اشتريته لاجله
نظرات تساؤل ظهرت على وجه الشاب ثم قال:
-انا رائد
رد السكير:
-انا منعم.
انحنى رائد رغم رفض منعم لجمع هاتفه وعندما جمع أجزاءه ربطها ببعضها ثم اعاد الهاتف له وقال:
-يا اخي أرجوك لا تدمر صحتك بهذه السموم التي تشربها
رد عليه منعم وهو يخرج علبة سيجار من جيبه:
-وماذا عن هذه؟
لاحظ رائد ان منعم في حالة يرثى لها قال له:
-دعني اطلب لك سيارة اجرة لتعيدك الى المنزل.. تعال واستهدي بالرحمن
هز منعم رأسه واجاب مترنحا:
-لا.. لا...دعني أبقى هنا فهذا المكان مناسبا جدا لي.. قد أبيت فيه الليلة أيضا
ضرب رائد يدا بيد وقال هامسا:
-استغفر الله ... ما هذا الهراء الذي تتفوه به.. تعال معي يا اخي
دفعه منعم رافضا فما وجد رائد بدا من الاستمرار بالضغط عليه.. تركه وخرج من الحمام العمومي.. ذهب الى رجل يبيع الاكل على ناصية الشارع واشترى منه بعضا من الطعام وجلس ياكل.. بعد ما أنهى طعامه واذا به يلمح منعم يخرج مترنحا وعلى وجهه كدمات اكثر من ذي قبل ثم سقط على الارض خارج الحمام.. نهض رائد ليساعده شاعرا بالاسى على حال هذا الشاب المسكين.. فلا احد يصل الى هذه الحالة الا اذا واجه ما لا يمكنه احتماله. هذا ما قاله رائد بينه وبين نفسه فحالة منعم ليست حالة رجل عربيد لا انها بالنسبة اليه حالة رجل يريد اذية نفسه بأقسى ما يستطيع.. عبر رائد الشارع باتجاه منعم، ولكن قبل ان يصل اليه كان منعم قد اشتبك بعراك مع رجلين.. هو الذي ابتدأه. وقف مستسلما بينما يضربانه وعندما شاهدا انه لا يفعل شيئا تركاه وأحدهما ينظر الى الاخر مصدوما. وصل رائد الى منعم وقال له:
أنت تقرأ
ارحمي غيظ قلبي فصحى
ChickLitمطلقة وسكير يلتقون في ظروف استثنائية وتربطهما جروح علاقاتهما السابقة