عزيزتي ليلى..
الواقع مختلف عما قاموا بتربيتنا عليه.. لقد تربينا على الأصول على الصدق على تمييز الصواب من الخطأ على بذل المعروف و الحب للجميع..
لكن ما نقدمه.. لا يعود إلينا.. بل إن يد المعروف التي نقدمها بسخاء يحاولون بترها لتبقى فائدتها في أفواههم.. يأكلون.. و يأكلون لكنهم لا يشبعون..
و الخير الذي نرميه في البحر تأكله الأسماك المتوحشة التي لم تترك شيئا للسمك الصغير يقتاته ليبق على قيد الحياة..
و الأذى الذي أزلناه من قارعة الطريق وضعوه في قلوبنا يؤذينا كلما حاولنا المشي نحو المستقبل بعيدا عن كل الأيدي التي تشدنا للماضي..
لكن يا ليلى.. هذا هو الاختبار الحقيقي..
ليميز الله الخبيث من الطيب
فالطيب هو القابض بشدة على دينه و مبادئه و أخلاقياته دون أن تهتز له شعره.. أو يغير من اتجاهاته قرصان أحمق ظن أنه قادر على أخذ كل شيء معه.. كل شيء..
و الكفن يا عزيزتي بلا جيوب..
نترك كل شيء و نرحل.. نترك سيرة عطرة أو رائحة نتنة..
عزيزتي ليلى.. اصمدي.. فهذا هو اختبارك الحقيقي.. أن تبقي كما أنت في وقت لم يبق فيه شيء على حاله..
لا تتوقفي عن فعل الخير و تقديم المعروف..
إن هذه الأشياء التي تفعلينها هي في الواقع ما تقوم بحمايتك..
و يكفى أنك في كنف الله و لن يضيع الله أعمالك..
و لا يحزن قلبك.. فكلنا هالك إلا من أتى الله بقلب سليم ❤️
اصمدي يا ليلى وعلمي الأجيال القادمة مثلما علمك والديك.. فإن أفضل ما نقدمه لهم أن نكون قدوة و ضوءا في اخر النفق.
#إلى_عزيزتي_ليلى ١٠
#فاطمة_الزهراء_الحسيني
أنت تقرأ
إلى عزيزتي ليلى
Spiritualأدب رسائل مجتمعية للجميع لزيادة الوعي و التذكير للعودة إلى الزمن الجميل #رسائل #نصائح #رسالة #تنمية_بشرية بقلم #فاطمة_الزهراء_الحسيني