الثاني

10.7K 180 20
                                    

في المساء كان الجمیع جالسا على الطاولة ، كانت الاجواء جیدة و الجمیع سعید .... بإسثناء جولیا و ماكس اللذان كانا یرمقان بعضھما بنظرات لو كانت النظرات تقتل لكانا میتان الآن ..... حسنا بإستثنائھما كان كل شيء جید ، اصوات الضحك تتعالى ، الا ان تكلم كاسیاس لیسود الصمت كاسیاس بنبرة ھادئة :"الشھر المقبل سیكون لدینا حفلة، امي اریدك ان تحضري كل شيء رفقة ایلیزابیت" لیل بفرحة :"حفلة ماذا اخي!"، نظر كاسیاس الى لیل لیقول دون ان یزیح نظره عنھا :"حفلة زواجي لیل", بقي یحدق في لیل مطولا ، و ھو یرى كیف فتحت عینیھا من الصدمة لتقفز من مكانھا فرحا و تقول:"ماذا ... كیف ... زواجك ، احقا ستتزوج كاسیاس ، اخي الوحید سیتزوج..... سأحمل طفلك بین یدایا السنة المقبلة " بقي كاسیاس یحدق بھا بملامح جامدة و الظلام استوطن عینیھ ، لیس ھذا ما كان یتمنى ان یراه في عینیھا ، كانت حقا سعیدة بذلك ، الفرحة التي رأھا في عینیھا آلمت روحھ حقا ، و اكتفى فقط بالإیماء لھا برأسھ، التفتت لھ میلیانا لتقول بسعادة:"أحقا بني ستتزوج ، انا لا أصدق اني سآراك عریسا "، لتقول لیل بحماس:"ولن یكون اي عریس فعلا اخي سیكون اوسم عریس على وجھ الأرض ", ثم التفتت الى جولیا لتجدھا خالیة الملامح .... لم تكن سعیدة و كذلك حال الجمیع ، لم یكن احد غیرھا و والدتھا سعداء لیل بإستغراب:"ما بك جولیا لا تبدین سعیدة!"، التفتت لھا جولیا لتقول و ھي تتصنع الابتسامة:" أبدا ، كیف لا اكون سعیدة ، ھذا حقا خبر رائع", نظر لھا ماكس بإستغراب من ردة فعلھا و طریقة كلامھا ، یبدو أنھ علم فیما تفكر لیل و ھي تنظر للجمیع :"انتم حقا غریبون اللیلة ، لو لم یكن لاك غیر موجود لقلت أنھ نشر طاقتھ السلبیة حولكم ، إذا ما بكم لماذا لستم سعداء" بلاك و ھو یشرب من كأسھ:"حسنا یا صغیرة اعتبري ان ھذه الأمور كیف أقول ..... لا تلفت انتباھنا ، الزواج بالنسبة لنا لا یعني سوى مكسب لقوة و مصالح ، یعني الامر سیكون كغیره من الأمور حفل عادي " التفتت لیل الى كاسیاس بصدمة لتقول:"أحقا ما یقول بلاك ، اخي ھل زواجك مجرد عمل" كاسیاس بإبتسامة ھادئة :"حسنا ،نعم الامر یعد عمل ، لكن انا فعلا أحب كلارا " لیل بإبتسامة واسعة:"كلارا .... اذا , یبدو اني سأحبھا كثیرا"3
بعد ان انتھى العشاء توجھ الجمیع الى غرفتھ ، بقیت جولیا مع لیل في غرفتھا قلیلا كالعادة ، ثم توجھت الى غرفتھا ، و ما إن فتحت الباب وجدت ماكس متمددا على حافة سریرھا ، تفاجئت من منظره و اغقلت الباب بسرعة متوجھتا ناحیتھ بغضب جولیا:"ماذا تفعل ھنا ماكس!"، بقي ماكس متمددا على سریرھا ، مغطیا عیناه بذراعھ ، بدون ان یجیبھا لتعید سؤالھا :"قلت لك ماذا تفعل ھنا في غرفتي و فوق سریري ماكس!" ، بقي على وضعیتھ لیقول بھدوء:"اعجبني سریرك سیدة جولیا , ھل ھناك مانع "
صرت جولیا على اسنانھا لتقول و ھي تحاول ان تخرج صوتھا ھادئا :"ماكس ، ھل ترید مني شیئا !" ازاح ماكس یدیھ عن عیناه ، لینظر لعینیھا كانت فعلا تبدو غاضبة و تصارع لتبقى ھادئة ، ابتسم ابتسامة ممیتة ارعدت جسدھا لیقول:"اجلسي" ابتلعت جولیا ریقھا و ھي تسمعھ یأمرھا بتلك الطریقة ، لكن لم یكن بیدھا حل آخر ، كاسیاس لا یحرك اصبعا عندما یتعلق الامر برجالھ، جلست جولیا بجانبھ ، لیرتفع بجزئھ العلوي عن السریر و یجلس بجانبھا ماكس بھدوء ممیت:"لماذا كنت منزعجة قبل قلیل عندما اعلن الزعیم ، حفل زواجھ من تلك العاھرة " ، تفاجئت جولیا لوقاحتھ ، كیف ینادي زوجة صدیقھ بالعاھرة لتقول:"انت غریب ماكس ، كیف تتحدث ھكذا على زوجة كاسیاس" تنھد ماكس لیقول:"حسنا دعیني أقول اني اتكلم عن معرفة شخصیة بتلك العاھرة ، ثم انت لم تجیبیني لماذا كنت منزعجة ، ھل انت معجبة بالزعیم!" ، كان یعلم ماكس ان جولیا لیست كذلك و لكنھ أحب أن یفقدھا اعصابھا ، كانت تثیره عندما تغضب بشدة، و یبدو أنھ نجح في ذلك جولیا بغضب :"انت حقا لا تصدق ماكس ، كیف تجرأ ایھا اللعین ، كاسیاس مثل اخي ، نعم انا احبھ و لكن مثل اخ لي ، افھمت ایھا المسخ ، الوغد ، العاھر، اللعین"
ماكس بغضب عكس السعادة التي تغمر قلبھ :"جولیا انت لا تتعلمین أبدا " ، ووقف ینزع حزامھ من بنطالھ ، شھقت ممسكتا بیدیھ :"ھل جننت ، اترید حقا ضربي بھذا "
نظرت في عینیھ یبدو أنھ لا یلعب ، ابتلعت غصة في قلبھا لتقول:"حسنا ، انا آسفة لم اقصد", رمى ماكس حزامھ ارضا و اعاد الجلوس بجانبھا ، لیقول و ھو یشعل سیجارة لنفسھ:"منذ متى تعلمین ان الزعیم مسخ!" ، تفاجئت من سؤالھ ، أھل ھذا یعني انھ یعلم بذلك ، لتقول بصوت اشبھ بالھمس:"كیف علمت بذلك"
لیجیبھا:"منذ سنتان ، كنا جالسین نحن ال3 ، و ثملنا و لكن الزعیم كان منتشي للمخدرات آنذاك و اخبرنا عن حبھ المریض لأختھ", اومأت لھ جولیا بتفھم:"انا علمت عندما كنا في ال12 ، قبل أن یذھب كاسیاس بسنتین "، نظر لھا ماكس لیسألھا مجددا:"انا لم اسئلك متى ، سئلتك كیف؟" ، نظرت جولیا للأرض متجنبتا التواصل البصري بینھما:"حسنا في إحدى الایام كنا في درس الریاضة بعد ان انتھینا توجھنا الى حمام المدرسة ، عندما ازالت لیل قمیصھا رأیت..... آثار مثل التي كنت اراھا على صدر خالتي ، و عندما سألتھا أخبرتني انھا لعبة تلعبھا مع كاسیاس " نظر لھا ماكس و ابتسم على ظرافتھا ، كانت تتحدث ووجھھا محمر من الخجل ، لیقول بنبرة ماكرة:"علامات مثل ماذا !!!!"
جولیا بخجل :"اممممم ...حسنااااا.....علامات زرقاء و اخرى نیلي ..... یط..." كانت ستكمل كلامھا الا أنھا عندما رفعت رأسھا وجدتھ ینظر لھا بإبتسامة خبیثة ، لتفیق و كأن احدھم صفعھا على وجھھا لتقول بغضب:"ماكس انت حقا الاسوأ الا یوجد ھنا غیر القذارة" ، و أشارت بإصبعھا على رأسھ ابتسم ماكس على طفولیتھا ، لیقرب وجھھ من وجھھا ، شھقت جولیا و انفاسھا بدأت تتصاعد ، في ذلك الصمت لم یسمع سوى صوت نبضات قلبھا ، كل ذرة عقل في رأسھا تنادیھا ان تبتعد، كل انش في روحھا تصرخ بھا ان تھرب .... و لكن یبدو ان لجسدھا اللعین رأي آخر و كأن لدیھ عقل خاص بھ ، بقیت تحدق بھ و ھو یقترب منھا أكثر انفاسھ اختلطت بأنفاسھا ، و ما إن تلاقت شفتاھما ، اغمضت عیناھا سامحة لھ أن یفعل ما یرید ، بقیت مغلقة عیناھا .... لكن لا شيء حدث، لم تحس سوى صوت انفاسھ و ھو یبتسم ، فتحت عیناھا لتجده یبتسم ابتسامة انتصار، اللعین فعل ھذا لیذیلھا ، لم تحس جولیا على نفسھا الى و ھي تصفعھ على وجھھ ، لولا غضبھا الذي سكنھا في تلك اللحظة ، لسمحت لدموعھا بالنزول .... و لكن لا لیس الآن ، فقط دعیھ یرحل ثم ابرحي نفسك ضربا على غبائك و ابكي .... ابكي حتى تجف عیونك ، الوغد كان یتلاعب بھا حقا ، ھو لن یحس جولیا ... لن یحس بالالم الذي تسبب بھ لروحك الآن ، لن یحس بالأمل الذي منحك ایاه .... لن یعلم كیف رفعك الى سابع سماء و رماكي الى سابع ارض ، لا تضعفي .... لا تضعفي .... لا تتركیھ یرى كم جرحك، ھذا ما رددتھ في عقلھا ظلت تحدق بھ بعینین غاضبتین حاولت ان تغطي فیھما الم قلبھا المكسور ...:"اغرب عن وجھي ماكس " ، حدق بھا ماكس بسخریة :"ھیا لا تحزني ، لم أكن اعلم انك ترغبین بھذا ، یمكنني ان اصلح الموقف ، فقط اغلقي عیناكي" جولیا بصوت مرتفع :"قلت اغرب عن وجھي ماكس" تنھد ماكس و خرج من غرفتھا ، لیتركھا تبكي ... بكت من كل قلبھا ، اشمئزت من نفسھا اللعینة ، كیف سمحت لھ بأن یتلاعب بھا ھكذا ... تبا لقلبھا اللعین ، لم یمر علیھا 4 أیام منذ رأتھ ، كیف.... كیف تقع في شراكھ ھكذا ، مسحت دموعھا بسرعة و خرجت كالإعصار من غرفتھا.6
دخل ماكس غرفتھ لیتوجھ مباشرة للحمام ، وقف امام مرآة الحمام ینظر لإنعكاسھ و كل ما یراه ھو نظرات الانكسار في عینیھا ، لعن نفسھ بصوت مرتفع و ھو یكسر المرآة امامھ، كیف كاد یفقد سیطرتھ على نفسھ ، تبا لقلبھ ثم .... تبا لھ ھو ایضا ، قلبھ الخائن كیف یسمح لنفسھ بأن یوقعھ في معناة اخرى .... ثم عادت لھ ملامح
جولیا مجددا ، لقد كسرھا ..... لن تغفر لھ مجددا ، مھما حاول ھذه المرة ان یجعل الأمر طبیعي لن ینجح الامر :"تبا لي", ھذا آخر ما قالھ قبل أن یخرج من غرفتھ و من القصر بأكملھ.4
كانت لیل في غرفتھا ، تقفز فوق سریرھا من الفرحة، و أخیرا كاسیاس سیتزوج ، شقیقھا الوسیم سیتزوج ، سینضم فرد جدید في العائلة ، كانت ھذه فرحة لا توصف في قلبھا ، ظلت تقفز مرارا و تكرارا ، و فجأة....
توقفت لتجلس ، لم تعرف لماذا و لكن تذكرت تلك الفتاة التي یحبھا كاسیاس و بدأت تسأل نفسھا ، ھل لا زال یحبھا ؟، ھل یفعل ھذا عنادا فیھا فقط ؟, المھا قلبھا و ھي تفكر في الامر ، ثم احست بشعور آخر الم في قلبھا ... یمزق روحھا لم تعلم ما معناه ، لتسأل نفسھا ھل سیتغیر كاسیاس الن یبقى یحبھا ؟, ھل سیحب زوجتھ اكثر منھا ... حسنا ھذه الفكرة مزقت قلبھا حقا ، لم تعلم كیف فعلت و متى فعلت ذلك ، لتجد نفسھا تدخل غرفتھ و لكنھا وجدتھا فارغة ، ما إن ارادت الخروج سمعت صوت في الحمام ، اوه ه ه .... یبدو أنھ یستحم ، قررت ان تنتظره لتسألھ ما في قلبھا ، ظلت تتجول في غرفتھ كانت جمیلة حقا ھذه اول مرة تدخلھا ، بقیت تقلب بعینیھا في الغرفة الا ان وقعت عینیھا على ھاتفھ ، كان علیھ كلمة مرور، جربت عید میلاذه لم یفتح ، لذلك فكرت قد یكون عید میلادھا ھي و كان صحیحا ، ابتسمت في نفسھا و بدأت تتفحص الصور ، لم تجد سوى صور لھا و لكن لفت انتباھھا صورة لھا و ھي نائمة في غرفتھا الجدیدة ، لم تعرف السبب و لكن احست بألم في بطنھا في تلك اللحظة لم یخرجھا من شرودھا سوى صوتھ و ھو یسألھا :"ماذا تفعلین ھنا صغیرتي!", شھقت لتلتفت ناحیتھ و ھي ترجع ھاتفھ لمكانھ بدون ان یلاحظ ، و ابتسمت لھ ثم اقتربت منھ ، كان لا یرتدي شیئا سوى منشفة حول خصره ، ابتلعت ریقھا و ھي ترى قطرات الماء تتساقط على صدره و الوشوم تغطي نصف جزئھ العلوي ، كان حقا مثیرا كالجحیم .19
بقیت تحدق بھ لفترة و ھي غارقة بأفكارھا كم ھو مثیر ، و تتسائل بینھا و بین نفسھا لما جسدھا یطالب بشيء لم تستطع معرفتھ، بقیت على حالھا الى ان انتبھت الى وشم كان عبارة عن كلمات مكتوبة بلغة لم تفھمھا ناحیة قلبھ ، كما لاحظت آثار ضربات عمیقة و منھا سطحیة و خدوش تبدو مر علیھا فترة من الزمن ، تلك الاصابات لم تكن علیھ من قبل ، و لسبب آلم قلبھا علمت ان ھذه الإصابات كادت ان تأخده منھا في كل مرة اصیب بواحدة منھم ، لم یخرجھا من شرودھا سوى صوتھ و ھو یسألھا بإغراء:"ھل یعجبك ما تشاھدین!"... رفعت نظرھا للتتلاقا عینیھا بخاصتھ ، ثم احمر وجھھا خجلا لتومأ لھ بنعم ، ابتسم من الطریقة التي احرجھا بھا ، و لعن في نفسھ تلك اللحظة لو لم یراھا بعینیھ قبل قلیل ، تقفز فرحا عندما اخبرھا انھ سیتزوج ، لاقسم انھا تبادلھ نفس الشعور .... حسنا یمكن أن تكون متأثرة بما یفعلھ بھا و ھذا أثر على احاسیسھا ..... ھو الوحید الذي یعلم ما غرسھ في عقل المسكینة منذ بدأت تحس بأنوثتھا ، عمل على تشویھھا منذ الصغر و لكن یبدو ان الامر لم ینفع كثیرا ، ربما غیاب ال4 سنوات أثر على ذلك .... حسنا أیا یكن سیجعلھا ملكا لھ وحده ، سیجعلھا تتوسل لیضاجعھا .... و لكن رفقا بقلبھا الرقیق ، سیصبر نعم سیصبر و سیكون عقاب جعلھ ینتظر عسیرا علیھا10
إقترب منھا و دفن وجھھ في عنقھا مبعدا شعرھا من علیھ ، لیقول بصوت اشبھ بالھمس :"المسیني" ، عندما ھمس بتلك الكلمة على عنقھا لم تفھم شیئا ، حسنا ھناك امر خاطيء لا بل كل شيء خاطيء ، و لكن كیف یكون ھذا خاطيء ، فھي سئلت جولیا 1000 مرة و اخبرتھا ان الامر طبیعي و یكون بین جمیع الاخوة ، كما انھا اخبرتھا ان ھذه لا تعتبر مضاجعة ..... اممم حسنا لیل ركزي قلیلا ، قالت جولیا ان المضاجعة تتم بالجزء
السفلي و كاسیاس لم یفعل ذلك یوما ، اذا معھا حق..... اذا لما و اللعنة احس ان جزئي السفلي یحترق تبا لي تبا لي ھل انا مسخ؟ ، ھل انا مثارة بسبب اخي؟ تبا لحیاتي اللعینة لو یعلم ھذا سیكرھني ، ھذا ما دار في عقلھا لیعید كاسیاس الھمس في عنقھا و یعض فكھا برقة :"تبا لي، المسیني"..... بدأت تمرر اصابعھا على وشوم صدره و ھي تتحسس اصاباتھ برفق ، احست بأنفاسھ تتثاقل حول عنقھا و دقات قلبھ تتسارع .... ، كانت مركزة في كل شيء یفعلھ و كل ردة فعل تصدر منھ ، لذلك ارادت ان تتأكد من مخاوفھا .... ھي لم تكن یوما غبیة فقط كانت تثق بمن تحب ، و الآن تبا لكاسیاس و تبا لجولیا ... تبا للجمیع ، یجب ان تدرك ما یحصل حولھا... ، استعملت بعض السحر الذي تعلمتھ بسبب بحثھا المتواصل عن ما یدور بینھما على الانترنیت ، و كان ما فعلتھ ھو انھا أآنت بإسمھ قرب اذنھ بإغراء ، احست بعضلات جسده تتصلب ، و دفن رأسھ اكثر في عنقھا یلتھم ایاه و كأنھ رجل جائع و غرس اصابعھ حول خصرھا بقوة لتأن ھي اكثر من الألم ، و كأن ھذا زاده وحشیة احست بھ و كأنھ فقد سیطرتھ على نفسھ ، كانت خائفة و لكن فضولھا لتعرف ما یدور حولھا لم یسمح لھا بالتراجع ، كانت روحھا تصرخ بأن تھرب لكن عقلھا أراد أن یخوض تلك المغامرة ، بقیت تكرر في نفسھا 'مالا تعلمھ قد یؤذیك أكثر من أن یریحك'، ثم و بیدین یرتجفان خوفا ابعدت رأسھ عن عنقھا لتسمع تأوھاتھ المعارضة لذلك ... ارادت ان ترى ملامحھ ، و ما رأتھ ھو عینان متثاقلتین و محمرتین بشدة ، كان بالكاد یفتحھما و كأنھ في عالم آخر ، بینما كان یلھث بقوة ، و گأن انفاسھ تسحب منھ ، بقیت تحدق في ملامحھ طویلا لتحفظھا جیدا ، ثم قربت شفتھا منھ لیسحبھا بقبلة ادمت شفتیھا ، كان یقبلھا بقوة بشغف بحب ، قبلھا و كأن حیاتھ تعتمد على ذلك بادلتھ بدورھا القبلة ، كان یقبلھا بوحشیة ، و كان لسانھ یجول في فمھا مستكشفا كل إنش فیھ ، بقیا على ذلك الحال ، الى ان قامت بشيء اخیر كان قد تطلب فعلا جرأة كبیرة منھا و لكن فضولھا دفعھا الیھ ، دفعتھ من صدره و اجلستھ على حافة السریر ، كان مستسلما لھا و كأنھ غائب عن العالم ، ثم جلست فوقھ احست بجسده یتصلب بعد ان جلست علیھ و كأنھ یرید ان یبعد جزئھ السفلي عنھا و لكنھا لم تسمح لھ بذلك ، لذلك نزعت قمیصھا و رمتھ ارضا لتسمعھ یزئر كالوحوش و ھو یلتھم نھدیھا و كأنھ رجل جائع حرم من الطعام لسنوات ، ھنا فقط ھي استغلت الفرصة و دفعت بأنوثتھا على رجولتھ و اللعنة ... ما ھذا الشعور كان عضوه مستثارا كالجحیم ، و ما إن اعادت تحریك انوثتھا علیھ ، لم تحس الى بھ یشدھا من شعرھا مبعدا إیاھا عنھ و اخرج وجھھ من صدرھا لینظر لھا بعینین رأت فیھما الجحیم بذاتھ ، كانت عیونھ مظلمة لكن رأت فیھا تلك النظرة .... نعم كانت رغبة بقي یحدق بھا ھكذا طویلا و كأنھ یرید ان یكتشف ما إذا شكت بشيء و ھي عرفت ذلك لانھا ارتدت قناع البراءة و بقیت تحدق بھ طویلا.... لم یعیدھا للواقع سوى استرخاء ملامحھ و اعادة رسمھ ابتسامة بریئة على وجھھ ... نعم تلك الابتسامة التي تعني لم یحدث شيء ، ھذه لعبة و لكن على من ستلعب الآن اخي العزیز ... ابتسمت لھ بدورھا لیقول بنبرة ھادئة :"لم تخبریني ، صغیرتي ماذا تفعلین في غرفتي" ، اجابتھ بنبرة ھادئة :"كانت لدي بعض الاسئلة و لكن اضن اني سأؤجلھا لوقت لاحق" ، بقي یحدق في
عینیھا و كأنھ یرید ان یرى روحھا ، أراد دفع عمره لیكتشف ما یدور في عقلھا اللعین ، لا شيء .... لم یرى شيء ، لذلك اجابھا:"بإمكانك ان تسألیني ما تریدین " ، تنھدت بإستسلام :"ھل ستحب زوجتك اكثر مني اخي!"، ابتسم على سؤالھا و أراد اللعب معھا قلیلا:" أولیست زوجتي ، حسنا كیف سأخبرك بذلك العلاقة بین الزوج و الزوجة لا تقارن بعلاقة الاخوة" ، ابتسمت ببراءة :"و ما الفرق اخي!", اجابھا بھدوء و ھو یجلسھا بجانبھ لأنھ احس قضیبھ سیخترق المنشفة و یضاجعھا ان بقت على تلك الوضعیة:"حسنا الفرق ان الزوجة تعطي اكثر من الأخت", رفعت حاجبھا بإستغراب :"مالذي تعطیھ الزوجة " ، احست بعضلات بطنھ تشنجت من السؤال، لیقول واضعا یده على خذھا :"كان لا بد أن تسألي ما تقدمھ الأخت صغیرتي ، فأنت اختي" ، ابتسمت و جلست في حضنھ بینما حاوطت عنقھ بیدیھا لتقول بإغراء ممیت :"الیوم اخت و غدا زوجة", ارتعدت من تلك النظرة التي رمقھا بھا ما إن قالت غدا زوجة ، ثم شعرت بھ یحفر اصابعھ بلحم فخدھا .... صرت على اسنانھا كي لا تتألم لیقول بنبرة ممیتة :"و من سیكون زوج لھذه الزوجة"8
لیل مدعیة عدم الفھم :"أممممم الآن لا یوجد ، لكن في المستقبل اریده ان یشبھك في كل شيء أخي " ، ابتسم لیقول بأنفاس متثاقلة :"لا یوجد غیري صغیرتي " .... ضحكت و ضربتھ على كتفھ ثم اعادت سؤالھ لتتفادى الغوص كثیرا في ھذا الموضوع خاصة و ھي لیست متأكدة بعد من رغبتھا :"لم تجبني اخي مالذي تعطیھ الزوجة " .... تنھد بإستسلام :"صغیرتي دعك من ھذا السؤال" ....ھزت رأسھا و بقیت تحدق بھ منتظرة رده لیستسلم مجیبا إیاھا:"حسنا حبیبتي، الزوجة تفتح ساقیھا لزوجھا و تجعلھ یضاجعھا في كل ثانیة لعینة في حیاتھا " .... ابتسمت لیل بوجھ محمر لتسألھ مجددا :"كیف تجعلھ یضاجعھا!"، رفع حاجبھ و رمقھا بنظرة محذرة :"حسنا یكفیكي ما تعلمتي الیوم، سأشرف على تدریسك و لكن لیس الآن ، لا زلت صغیرة".... ثم قبلھا على فمھا قبلة سریعة ، و ابعدھا عن حظنھ :"ھیا الى غرفتك "... اومأت لھ ثم قبلتھ على خده و تمنت لھ لیلة سعیدة لتخرج مسرعتا الى غرفتھا .
ما إن دخلت غرفتھا وضعت الحاسوب امامھا ، و بدأت تتذكر حسنا لیل اول شيء انفاس متثاقلة ، تشنج عضلات ، بروز عروق الرقبة ...... ثم ماذا .... نعم ، عیون محمرة و تأوھات ، انتصاب نعم ..... ، ظلت تبحث طویلا ، الا ان وجدت ما كانت تبحث عنھ.... نعم لیل حسنا یبدو ان اخاك مسخ لعین ..... الآن بعد ان تأكدتي كل ما علیك فعلھ ھو ان تغمضي عینیكي و ركزي فیما تریدین جیدا .....8
طرقت جولیا الباب لتسمع صوتا یسمح لھا بالدخول ، فتحت الباب لتدخل ، كان بلاك مستلقیا على سریریھ ، ما إن رآھا اتسعت ابتسامة ماكرة على وجھھ لیقف و یقول:"كنت انتظرك آنسة جولیا " مسحت جولیا دموعھا و اقتربت منھ لتقول بنبرة تحدي:"أرید أن یقبل قدمي بلاك ، مھما كلفني الامر اریده ان یزحف تحت قدمي "
اومأ لھا بلاك لیقول بخبث شدید :"انت في العنوان المناسب، تبا كم سأستمتع برؤیة الوغد یتحول لعاھرة ، یبدو اني سأشكرك على ھذا المعروف طیلة حیاتي" لم تفھم جولیا شیئا من حدیثھ و لكنھا اومأت لھ بنعم .8
فتحت لیل باب غرفتھا لتخرج منھا و ما إن نزلت الطابق الثاني و جدت دیلان خارجا من غرفتھ لتقول و ھي تحتظنھ :"صباح الخیر دادي"، ابتسم دیلان و ھو یقبل جبھتھا :"صباح الخیر إیتھا الجمیلة "، ابتسمت لتمسك بیده و تنزل برفقتھ الى الطابق الاول ، لتفتح جولیا الباب , فتح دیلان فمھ من الصدمة لیقول:"یبدو انك تودین الیوم على ان تجعلي ھذا الاب یبكي على احدى بناتھ ضحایا الحرب" ، ضحكت جولیا لتقول :"صباح الخیر دادي" ، ھز دیلان رأسھ بلا فائدة ثم نزلوا الى قاعة الطعام دخل دیلان لتدخل خلفھ لیل و جولیا ، اسرع دیلان و لیل في الجلوس بینما جولیا ، ظلت تمشي بخطوات بطیئة للفت الانتباه ، ما إن رفع كاسیاس نظره بقي یحدق بھا ، لیلتفت ماكس و ما إن لمحھا حتى إضلمت عیناه و رمقھا بنظرة ممیتة ، العاھرة كانت ترتدي فستان قصیرا یصل الى منتصف فخدیھا ، بقي یحدق بھا بتلك الطریقة ، تحت نظرات بلاك الفخورة .... تبا لقد نفذت ما طلبھ منھا حرفیا . تجاھلت جولیا نظرات ماكس لتسرع في الجلوس ، دون ان ترفع عینیھا ناحیتھ اطلاقا ، بقیت تأكل و كاسیاس و بلاك یضحكان على ماكس ، فعلا كان في حالة یرثى لھا بدى و كأنھ یصارع شیاطینھ لكي لا یضربھا ھنا و الآن ، بقي كذلك فترة ، ثم ھدأ و اشعل سیجارة لنفسھ و خرج بینما ھم بقوا على حالھم یتناولون طعام الفطور في صمت ، الى ان تحدثت میلیانا بتوتر:"بني كنت أرید أن أسئلك شیئا!"، التفت لھا كاسیاس ، و یبدو أنھ علم ما ترید أن تقول لأنھ اجابھا:"لا تسألي عن ذلك اللعین أمي ... حبا في الله الم یكفیكي ما فعلھ بكما ھذه السنوات " میلیانا بقلق واضح:"انا .... فقط ، أرید أن أسأل ھل ھو بخیر ", تنھد كاسیاس یبدو انھا حالة میؤوس منھا ، اومأ لھا بنعم لیكمل طعامھ ، بینما لفت انتباھھ تجاھل لیل لھ طیلة الصباح ، لم تقبلھ و لم تقل لھ كلمة ، بل لم ترمقھ بنظرة .... تذكر ما حدث لیلة امس ، ابتلع ریقھ بصعوبة .... ھل علمت یا ترى ظل الشك یراوده الا إن أراد أن یتأكد لیقول:"صغیرتي ، ھل انت بخیر؟" رفعت نظرھا اتجاھھ و ابتسمت لتقول:"نعم " فقط نعم ... ھذا ما خرج منھا ، لم یرد ان یصر علیھا اكثر، بل تركھا على راحتھا . انتھى الفطور و كالعادة خرج كل منھم لیذھب الى سبیلھ
ركبت كل من لیل و جولیا في سیارة دیلان لیذھبا للجامعة و لكن قبل أن ینطلق دیلان ، فتح الباب الخلفي السیارة ، لم تحس جولیا الى بید تسحبھا الى الخارج ، لتجد ماكس و تبا كم كان بحالة یرثى لھا كان قمیصھ مملوء بالدماء یبدو أنھ امضى وقت الفطور یلعب بأرواح الناس، ابتلعت جولیا ریقھا لتقول بغضب:"ماذا دھاك
ماكس اترك یدي انت تؤلمني، ثم لقد تأخرت على الجامعة دعني اذھب"، لیقول لھا و الشر یتطایر من عینیھ :"تبا لكي ، و تبا لجامعتك اللعینة"، ثم نظر ناحیة دیلان لیقول:"خذ انت لیل "، اومأ لھ دیلان لینطلق بالسیارة تحت اعتراضات جولیا و صراخھا بأن لا یتركوھا ، بقیت تصرخ و تضرب صدر ماكس الا ان صفعھا على وجھھا لتسقط ارضا ، امسكت مكان الصفعة بیدھا و قد صدمت من تصرفھ ، كیف لھ أن یصفعھا بھذه الطریقة ، جن جنونھا لتقف على قدمیھا ، كادت ان تثور في وجھھ لیصفعھا مرة أخرى ، لكن ھذه المرة لم تسقط لأنھا شدھا من شعرھا و ظل یصفعھا ، الصفعة تلوى الاخرى الى ان سال الدم من شفتیھا ، ثم قربھا منھ لیقول بصوت كفحیح الافعى:")Sei mio, Il tuo dannato corpo è mio()انت ملكي ، جسدك اللعین ملكي(12
لم تفھم جولیا كلمة من ما قال ، لكنھا علمت أنھ لیس في حالة تسمح لھا بالرد علیھ، و كل ما خرج منھا :"ماكس انت تؤلمني"، رأت أنھ بدأ یعود الى رشده ... نظر إلیھا لیرى وجھھا محمر من أثر صفعاتھ لھا و دماء تسیل على شفتیھا ، احس و كأن قلبھ یؤلمھ .... ضحك على نفسھ كیف یشفق علیھا و ھو الذي كان یقطع الناس بسكین حافي لیسمع صراخھم ... تبا الى قلبھ عاھر لعین ... بقیت جولیا تنظر الیھ و ھو یضحك كالمجانین .... تبا یبدو حقا مجنون تذكرت في تلك اللحظة تحذیر بلاك لھا بأنھ مختل حقیقي.... تبا ھو ملك المجانین فعلا .... ابتلعت ریقھا لتقول بخوف:"ماذا ترید مني ماكس" لیجیبھا بكل برود و كأن ما قالھ أكثر شيء طبیعي في العالم :"أرید أن اضاجعك جولیا".... اوه تبا .... حسنا ھي سألتھ لتكسر الصمت و لكن لم تتوقع مثل ھذه الإجابة, لتقول بصدمة:"ماذا تعني بمضاجعتي ماكس"، لیجیبھا فورا و بدون تردد:"اقصد ان تفتحي ساقاك اللعینتین..." ، قاطعتھ لتقول بتقزز:"انا لم اسألك كیف تضاجعني، انا اقصد من أین لك الجرأة ان تطلب مني امرا كھذا"، كانت اجابتھ كالصاعقة أحرقت كل عرق لعین في عقلھا:"یجب ان افعل ھذا جولیا ... تبا لي یجب حقا ان افعل ھذا ... انا مریض جولیا و اللعنة انا حقا مریض ، سأضاجعك ، أأخذ ما أرید و سینتھي الألم ، لن تقتلني رغبتي اللعینة بكي مجددا ، ھل فھمت یجب ان اضاجعك لا یوجد حل آخر" نظرت لھ جولیا بصدمة لم تفھم شیئا من كلامھ ، ھل ھذا یعني انھ یریدھا أو یرید فقط مضاجعتھا ، لم تفھم شیئا و لكن كل استطاع عقلھا فھمھ، أنھ یرغب بھا و أنھ یرید ان یتخلص من ھذه الرغبة ، و ھذا آلمھا فعلا بقیت تحدق بھ بعینین متألمتین و مملؤتان بالدموع لتقول بصوت متألم:"انا لن اسامحك أبدا ماكس ... لن اسامحك على ھذا أبدا" ، ركضت لغرفتھا و اغلقت الباب على نفسھا تلعن الیوم الذي عرفتھ فیھ
أفغانستان****
نزل لاك من الطائرة الخاصة ... و ركب سیارتھ و توجھ الى مقر الجماعة مباشرة ، دخل الى المقر لیجد اكثر من 40 رجلا مسلحا ، ما إن لمحوه اخفضوا جمیعھم رؤوسھم ، كان اسمھ یكفي لیدب الرعب في اضخم رجل فیھم ، جلس لاك امام رئیس الجماعة و اشعل سیجارة لنفسھ ، ثم وجھ نظره الیھ كإشارة لیبدأ ، لیتكلم آرون )رئیس الجماعة(:"اضن ان الزعیم كاسیاس اخبرك عن امر الشحنة التي تمت سرقتھا من رجالكم قبل 20 یوما .... نحن ایضا قمنا بالبحث عنھا في كل بقعة في البلاد ، تبدوا كأنھا إختفت ... قتلنا كل من شككنا في أمره دون فائدة ، یبدو ان ھذه المرة الفاعل ذكي حقا"، اومأ لھ لاك لیكمل:" نحتاج البضاعة قبل 4 أیام و الا ..." ، رمقھ لاك بنظرة ممیتة خالیة من اي مشاعر ، ابتلع آرون ریقھ و ھو یلعن في نفسھ كاسیاس .... حسنا ھو بالفعل خطیر و لكن ھذا الجالس امامھ یبدو و كأنھ قادم من الجحیم ، حقا التعامل معھ صعب , بقي لاك یحدق بھ لیقول بنبرة ھادئة و لكنھا ارعبت كل من حولھ:"الشحنة ستكون عندك قبل 4 ایام ، حاول الحفاظ على حیاتك حتى ذلك الحین"، ابتلع آرون ریقھ حقا ھذا الشخص وحش بكل معنى الكلمة3
ركب لاك سیارتھ لیتجھ الى الفندق كان علیھ ان یدقق في الاسامي المعروضة امامھ ، توقفت جمیع السیارات على الاشارة الحمراء و لكن ھذه لم تكن من عادات لاك ، كان حقا یمقت القانون ، كان یقود بسرعة و لكن فاجئھ مرور فتاة كانت تقطع الطریق ، لم یكترث لأمرھا في باديء الامر ، فحتى لو دھسھا لن یفرق ھذا معھ ، ھي من رمت نفسھا امامھ ، لكنھا ما إن لمحت سیارتھ قادمة ناحیتھا بقوة ، بدلا من أن تركض توقفت في مكانھا و نظرت لھ ، لم یعرف لماذا و لكن رؤیتھ لعینیھا جعلت قدمھ تدھس على المكابح بقوة ، اغمضت ھي عینیھا تنتظر موتھا المحتوم و لكن بعد عدة لحظات فتحت عینیھا لتجد سیارتھ تبعد إنش عنھا ، بدأ قلبھا بالنبض بقوة ، و سرعان ما افاقت من صدمتھا لتجده ینظر لھا ، و كأن ما فعلھ أكثر شيء طبیعي في العالم ، و ھذا آثار براكین في عقلھا لتضرب مقدمة سیارتھ بیدھا و تصرخ في وجھھ بقوة
آلین:"ھل انت اعمى ایھا السید"، انتضرت منھ ان یطلب المغفرة و لكن ما فعلھ صدمھا حقا ، اعاد تشغیل السیارة و تقدم ببطأ لیبعدھا عنھ و ما إن ابتعدت عن طریقھ ، انطلق بقوة تاركا إیاھا خلفھ تصرخ **4
كانت آلیس واقفة مع احدى صدیقاتھا تنتظر السائق لتعود الى المنزل فھي تدرس في سنتھا الاخیرة ، حین لمحت سیارة بلاك في الجامعة آلیس تحدث نفسھا:"تبا ماذا یفعل ھذا ھنا!"، التفتت صدیقتھا الى سیارة بلاك لتقول :"ھل تعریفنھ!"، لتقول آلیس و ھي تختبأ خلف شجرة :"نعم أنھ احدى معارف زوجي"، بقیت تحدق بھ طویلا ، لكنھ لم ینزل من السیارة ، بعد فترة قصیرة رأتھ یفتح باب السیارة ثم نزل منھا لتقترب منھ فتاة حسناء جدا ، احست آلیس بقلبھا یتمزق من
الألم ... كیف یجرأ ان یعیش حیاتھ بعد ان حطم لھا حیاتھا ... شاھدتھ یضحك مع تلك الفتاة ثم ركبت بجانبھ لینطلق بھا ، ما إن رحل انھارت آلیس بالبكاء و قلبھا یتمزق و كأن الحیاة تغادرھا2
عادت لیل برفقة بلاك الى المنزل و ما إن وصلت انطلقت راكضة الى غرفة جولیا لتطمئن علیھا فھي لم تأتي الیوم ، طرقت باب غرفتھا و لكنھا لم تفتح ، بعد مدة استسلمت لیل للتجھ الى غرفتھا ، ما إن دخلت وجدت كاسیاس واقفا امام نافدتھا، للتصنع ابتسامة على وجھھا و تقول:"اخي ، ماذا تفعل ھناك" ، لیرد علیھا دون ان یلتفت ناحیتھا :"اشتقت لك صغیرتي", ابتلعت ریقھا و اتجھت ناحیتھ لینظر لھا من طرف عینھ بینما تكلمت بإبتسامة:"انا ایضا اخي", لاحظ توترھا في وجوده لذلك التفت لھا و مسك دقنھا لیرفع وجھھا لیقابل وجھھ :"اذا اشتقتي لتلعبي معي"، لاحظ تشنج عضلاتھا و تصلب فكھا ما إن قال ذلك ، لتزیح نظرھا عنھ و تقول بتوتر ملحوظ :"انا مرھقة الآن كاسیاس ، سنلعب لاحقا", ابتسم في وجھھا لیقول بنبرة ھادئة:"كما ترغبین صغیرتي", و خرج لیتركھا وحدھا
ما ان خرج تنفست و كأنھ كان یسحب منھا انفاسھا بوجوده ... ھي قررت ان لا تدعھ یلمسھا من الیوم فصاعدا ... ستتجاھل مشاعرھا ... فقد اكتشفت ان آخاھا مریض بمرض جنسي أشبھ بالھوس و من یصاب بمثل ھذا المرض عادة یعتبر ابنتھ او اختھ احد ممتلكاتھ، و یعتقد أنھ احق بھا من غیره ، مجرد رغبة جسدیة دون اي مشاعر ، لذلك رفضت فكرة ان تسلمھ جسدھا بعد الآن ... خاصة بمشاعرھا التي تحملھا لھ و التي ستعذبھا إن عاملھا كإحدى عاھراتھ ، لذلك قررت ان تعیش حیاتھا و ان تتعرف بشاب و تتزوج دون ان تسمح لھ بأن یشوه داخلھا اكثر من ذلك.5
كان كاسیاس جالسا في مكتبھ في قصره ، یحدق في بعض الاوراق امامھ ، و یفكر في ما حدث ... حسنا یبدو انھا علمت كل شيء و انھا رفضتھ ... ھذه الفكرة كانت تؤلم روحھ حقا ... كان یعلم انھا ستكتشف الامر یوما ما و لكن لیس الآن لم یرد ان یحدث ذلك الآن و لكن یبدو. أنھ لم یحسب انھا كبرت عن الوقت الذي تركھا فیھ ، و یبدو ان عقلھا اصبح ناضجا ... تبا الألم في قلبھ كان یزداد و كأن شاحنة دھستھ ، لكنھ حاول الحفاظ على ھدوئھ .. حسنا ركز فقط ركز ... ستحاول مجددا ، و ان لم تنجح ستأخذھا غصبا عنھا و ان عنى الامر ان تغتصبھا ان تؤلم روحھا ... كل ما علیك فعلھ الآن ان تھدأ ، حاول طرد ھذه الفكرة من رأسھا بأي طریقة.23
في المساء كان الجمیع جالسا امام طاولة العشاء ما عدا جولیا التي لم تفتح باب غرفتھا منذ الصباح ، نظر ماكس الى مقعدھا الفارغ و لعن تحت انفاسھ ، لیقول لھ بلاك بنبرة مستفزة:"یبدو انھا مرھقة ، ھل ضاجعت احدھم الیوم یا ترى", رمقھ ماكس بنظرة ممیتة:"ضاجع نفسك بلاك و اغلق فمك لست في مزاج جید", تنھد بلاك لیكمل ما في طبقھ ظلت لیل تأكل من صحنھا دون ان تنظر الى كاسیاس الذي احست أنھ لم یزح نظره عنھا ... كان الجو معكرا
حقا حتى مع محاولات دیلان لتغییر الجو لم ینجح في ذلك، بعد ان انتھى الجمیع من طعامھ توجھت لیل الى غرفتھا و لكن لیس قبل أن تطرق الباب مجددا على جولیا التي لم تفتحھ ، بینما توجھ دیلان مع ماكس الى مكان تدریبھ، في حین توجھ كاسیاس و بلاك الى احدى الحانات لیقضوا لیلتھم ھناك
بحلول منتصف اللیل كانت ایمیلیا و بقیة رجال ماكس في المكان الخاص بتدریبھم یقاتلون بعضھم و اصوات الضرب و تكسر العظام یملء المكان ، فازت ایمیلیا بجمیع النزالات مسببة كسور و اضرار للجمیع، كان الجمیع یصرخ و یلعن كل ما ترمي احدھم ارضا تبا ... كانت كالوحش رغم انھا في 16 الا أنھا كانت متوحشة بكل معنى الكلمة ، تدربت على ید ماكس منذ كانت في 12 سنة بعد ان قتل ماكس كل عائلتھا ، قام بعرض اتفاق علیھا اما الموت مع عائلتھا او الموت معھ، طبعا و لأنھا كانت تكره عائلتھا خاصة امھا التي اتفقت مع عدو والدھا لتتخلص منھ و تزوجتھ ، فقد اختارت الموت مع ماكس ، كانت تراه منقدھا الذي اخرجھا من الجحیم ، في باديء الامر كانت تخافھ بشدة فھو دائما ما یكون غاضبا و كان یكسر كل عظمة في جسدھا كل مرة یقوم بتدریبھا ، الا أنھا تعودت علیھ مع مرور الوقت بل و اصبح كل عائلتھا اعتبرتھ حقا اخ و اب لھا ، خاصة أنھ لم یعاملھا یوما كونھا فتاة ھي أصلا نست انھا فتاة... تبا كان یعاملھا كرجل حقیقي كان یدربھا بأقسى التمارین ... تبا لھ كاد یبرز عضلات بطنھا من التمارین ... الا ان اصبحت تلقب ایمیلیا السفاح ، تبا اصبح الرجال یتبولون ما إن یذكر اسمھا امامھم ، بقیت ایمیلیا تسقط الواحد تلوى الآخر رغم جسدھا الصغیر مقارنة بھم الا أنھا كانت تسحقھم بكل سھولة كانت اصوات الھتاف تتعالى ، الا ان اختفت لحظة رؤیتھم لماكس ، ھي ایضا انفاسھا انقطعت و بدأت نبضات قلبھا تتسارع و لكن كان سبب ذلك رؤیتھا لدیلان الذي كان قادما الى جانب ماكس .... تبا رغم انھا رأتھ عدة مرات و لكن قلبھا كان یرفرف من السعادة كل مرة تراه فیھا مثل اول یوم رأتھ12
Flash bachk
كان قد مر على قدومھا رفقة ماكس سنة كاملة ... تبا سنة لم یمر فیھا یوم لعین الا و قام ماكس بكسر احدى اضلعھا ... كان یدربھا لتصبح وحش ... و كان یرفض منھا ان تقوم بأي تصرف مثل الفتیات ... كونھا ستؤدي الى قتلھ نصف رجالھ ... اللعین كان متوحشا و لكن لم یسمح لأحد من رجالھ ان ینظر لھا بشھوة و ان لمح رغبة في عین احد منھم كان یقتلھ دون ان یرف لھ جفن ، احبت ھذا الامر فیھ كثیرا ، و لكن مزاجھ المتقلب كان فعلا یشعرھا بالخوف و في یوم تأخر عن وقت تدریبھا بقیت ایمیلیا تنتظر قدومھ ، و في منتصف اللیل جاء ماكس و كان منتشیا ، عندما وجدھا تنتظره ، نظر لھا بنظرة ارعبتھا لیقول بھدرء:"لا یوجد تدریب الیوم ، اغربي عن وجھي اللعین ، لا أرید أن اتسبب في موتك"، ابتلعت ایمیلیا ریقھا بصعوبة و لكنھا ارادت ان تثبت لھ انھا قویة لذلك قالت
بتحدي:"انا ارید أن أتدرب ایھا الزعیم ، لقد اصبحت قویة ، ارجوك دربني "... طلبت منھ ذلك و لكنھا ندمت بعد ذلك على طلبھا ، فھو لم یحتج لأن تعید طلبھا فقد انقض علیھا ، یصفعھا و یضربھا ، لكمھا و ركلھا ، بطریقة احست بكل عظم في جسدھا و ھو یكسر تحت اقدامھ ، كان یضرب و یشتم فیھا و كأنھ تخیلھا شخص آخر ، لم تحس بذلك الألم یوما في حیاتھا ، ایمیلیا بتوسل:"ایھا الزعیم.. ارجوك ... ارجوك توقف" ، و لكنھ لم یتوقف بل رطمھا على الحائط خلفھا و بقي یلكمھا بكل قوتھ ، بقیت على تلك الحال الا ان احست بالظلام یسكن جسدھا و لم تعد تشعر بإنش منھ ، و عندما استسلمت لذلك الظلام ... فقط في اللحظة التي استسلمت لموتھا ، احست بیدین قویتین تسحبانھا من امام ماكس ، لیرتطم وجھھا بعضلات صلبة ، احست بتلك الیدین تحتضنانھا و بذلك الصوت العذب الذي تسلل الى قلبھا و ھو یقول :"تبا لك ماكس انھا فتاة ... تبا لك كدت تقتلھا"
لم تصدق اذنھا للحظة ظنت انھا تتخیل ... فتاة ... تبا من قد یراھا فتاة ، ھي نفسھا نست انھا فتاة ، فتحت عینیھا بصعوبة و رفعت رأسھا لترى من صاحب الصوت ، لتحس ان انفاسھا انقطعت ما إن رأتھ كان ضخما ، و وسیما كاللعنة بشعره الاحمر و عیونھ الخضراء ، ثم احست بالكون توقف ما إن نظر لھا لیقول:"ھل انت بخیر ایتھا الجمیلة " ، لم تعرف كیف ابتسمت لھ مع كل تلك الآلام ثم بعدھا لم ترى غیر الظلام
بعد ذلك لم ترى ماكس لمدة شھر امضت ذلك الشھر برفقة دیلان في منزلھ ... تبا كم كان حنونا معھا ، كان یعملھا كالفتیات ، اشترى لھا فساتین و لكنھا لم ترتدیھا لذلك احضر لھا سراوییل و بعض القمصان ، كان یعتني بھا كثیرا ، و یخبرھا كل ثانیة كم ھي جمیلة و انھا فتاة و لا یلیق بھا ان تعمل مع ماكس فھو مجنون .. كان یحكي لھا قصص تجعلھا تضحك كثیرا عن كیف امضى طفولتھ ، و كیف كان یخاف كثیرا و عن كونھ یخاف من ماكس كثیرا عندما یغضب ، لدرجة انھا كانت تعتقد بأنھ ضعیف ، بقي على تلك الحال معھا ، حتى أنھ جھز لھا غرفة جمیلة تلیق بالأمیرات في منزلھ ، و عندما كانت مكسورة كان یساعدھا في الاستحمام و لكن كان یغلق عینیھ و ھذا كان یجعلھا تضحك على لطافتھ ، لم یكن یبیت خارج المنزل أبدا ، كما انھ لم یكن یحظر فتیات مثلما كان یفعل ماكس ، كان یعد الطعام لھا بنفسھ و یجلسھا في حظنھ لیشاھدوا افلام اكشن حیث كانت المفضلة لدیھ، ضلت معھ ذلك الشھر و لم یسمح لماكس بأن یعیدھا معھ ، كان فقط یسمح لھ بزیارتھا ، تعلقت بھ كثیرا في باديء الامر اعتقدت انھا تحبھ كماكس و لكن بعد فترة علمت انھا واقعة في عشقھ ، كانت صغیرة في 13 اما ھو فكان في 30 من عمره حیث كان یكبرھا ب 17 سنة وقتھا ، و لكنھا لم تكثرت لذلك ، رغبت فیھ كرجل و لكن ما كان یكسر قلبھا ھو رؤیتھ لھا كطفلة صغیرة ، كان یعاملھا كأنھا اخت لھ و لم یرھا یوما كإمرأة ، بقیت على ذلك الحال الى ان جاءت تلك اللیلة ، حیث عاد الى المنزل و كانت حالتھ كیف تصفھا ... نعم دمارا ... كانت لا ترى سوى الدمار في عینیھ نظر لھا بنظرة، احست ان شیطانا ما رمقھا بھا، و لكن ما صدمھا ھو أنھ قال بصوت متوسل و كأن دیلان الذي تعرفھ كان یتوسلھا داخل ذلك الشیطان لیقول:"اھربي ایمیلیا" ، لم تحتج ان یعید كلامھ لأنھا ركضت بسرعة ناحیة الباب الخلفي لتھرب من الحدیقة الخلفیة ، و بالفعل
نجحت ووجدت نفسھا في الحدیقة اتجھت ناحیة السور ، قفزت لتمسك بھ و ما إن كانت ستھرب ، احست بیدین ترجعانھا الى الخلف شھقت ایمیلیا و ھي ترى نفسھا مرمیة و دیلان واقف امامھا، وقفت بعد ذلك ترید الھروب مجددا لكنھ امسكھا من شعرھا لیضرب وجھھا مع الحائط و بقي یضربھ الى ان احست بجمجمتھا تتھشم بین یدیھ ، ثم رماھا ارضا و اخذ یركلھا و یضربھا بأقصى قوة ، كانت تضن انھا لن تجد أقوى من ضربة ماكس في حیاتھا و لكنھا كانت مخطئة ذلك الألم الذي حست بھ كان اشد الف مرة من الم ماكس ، بقي یضربھا و ھو یقول و كأنھ یتكلم مع نفسھ:"توقف ... توقف" ، لم تفھم شیئا في تلك اللیلة كانت بین یدي وحش حقیقي ، كانت تضن ان دیلان ضعیف و لكنھا اقسمت في تلك اللحظة لو كان ماكس مكانھا لكان سیتألم ھو الآخر ، تبا كان یسحقھا و لسبب لم تعلمھ احست ان تلك لیست كامل قوتھ ، و كأنھ یكبح نفسھ عن أذیتھا، ثم بعد ذلك لم تحس بھ الا و ھو یمزق ثوب نومھا ، اللعنة كانت تلك اول مرة ترتدي ثوبا كالفتیات ، ثم مزق ملابسھا الداخلیة و اعتلاھا و سقط علیھا بالقبل یلتھم كل انش في جسدھا و دفن وجھھ بین ساقیھا كان یلتھم انوثتھا بكل وحشیة ، بعدھا عاد یقبلھا و دفن وجھھ في عنقھا لتسمعھ و ھو یھمس في اذنھا:"سامحیني ", ھذا آخر ما سمعتھا، بعدھا لم تحس الا برجولتھ تحتك بأنوثتھا بقوة ، لتحس داخلھا و كأنھ ینفجر ، و عندما احست بھ سیخترق انوثتھا فقط و بكل قوتھا دفعتھ عنھا ، لتركض و ھي عاریة ناحیة الباب، لم تھتم بمن كان یراھا فقط ركضت بأقصى قوتھا ، بقیت تركض و تركض الا ان وجدت نفسھا امام مكان التدریب ، فتحت الباب و ھي بتلك الحالة لتجد ماكس و كان معھ كاسیاس ، ركض ماكس ناحیتھا و نزع سترتھ لیلبسھا إیاھا ، ثم اجلسھا على احد الكراسي ، إقترب منھا كاسیاس و ھو یمسح وجھھا بیدیھ لیسألھا :"من فعل بك ھذا !"، بكت بكل قوتھا ،و ھي تشھق و تسمع ماكس یكسر المكان حولھ لیقول لھا بغضب:"تبا ایمیلیا من فعل بك ھذا ، و أین ھو دیلان اللعین"1
بقیت تحدق بھ :"أنھ وحش ماكس ، أنھ وحش" ،لا حظت تصلب فك كاسیاس:"لا تقلقي یا صغیرة سأھتم بالأمر" , طلبت منھ ان یأخذھا معھ ، بقیت تبكي و تتوسلھ ان یأخذھا معھ ، قالت انھا ترید أن تراه و انھا سمعت صوت اطلاق النار بعد ان ھربت ، و بالفعل توجھ كاسیاس و ماكس و اخذاھا معھم ، لتجد دیلان ممددا في المكان الذي تركتھ فیھ ، و قد ضرب نفسھ برصاصتین على ركبتیھ و ثلات في بطنھ ، علمت أنھ فعل ذلك كي لا یلحق بھا ... كي لا یؤذیھا اكثر ، بعدھا بقي دیلان في المشفى أسبوع الا ان شفي من اصاباتھ و لكنھ لم یتذكر شیئا سوى أنھ تم مداھمتھ من قبل 30 رجل مسلح و أنھ كان یقاتلھم و لم یتذكر حتى كیف انتھى بھ الامر ، ثم زارتھ في المشفى و كان یعاملھا بطریقة طبیعیة و كأنھ عاد دیلان الذي تعرفھ ، بل و طلب منھا ان تعود معھ للمنزل و لكن ماكس رفض كونھا احد رجالھ و أنھ قام بتدلیلھا كثیرا ، و منذ ذلك الیوم اصبحت تلتقي بھ أحیانا عندما یأتي مع ماكس و لكنھا وجدت نفسھا تعشقھ الى درجة اصبحت مھووسة بكل جزء منھ5
End flash back
لم یخرجھا من شرودھا سوى صوتھ الذي لاطالما كان سبب كل آلام قلبھا اللعین:"إیاھا الصغیرة ان استمررت على ھذا الحال ستصبحین رجلا حقا , لا تقولي اني لم احذرك ستصبحین عانسا على ھذه الطریقة"
ابتسمت ایمیلیا :"لا یھم انا لا انوي ان اتزوج", ضحك بسخریة یجیبھا:"و لن تصبحي اما ایضا", اومأت لھ :"لا أحب الاطفال"، ضحك علیھا بسخریة :"و كیف ستحبینھم ، و انت لا زلت طفلة صغیرتي", احست بقلبھا یتقطع الى الف قطعة ، تبا لھ لا زال یراھا طفلة ... ھي لا تعرف شیئا عن ھذه الأمور و لكن ماكس دائما ما یقول لھا
انھا تملك جسدا یرتمي الرجال امامھ ، لذلك علیھا ان لا ترتدي لباسا مثیرا ، و لكن ھو ... تبا لھ دائما یعاملھا كأنھا صغیرة ، ابتسمت ایمیلیا و ھي تراه یفتح ذراعیھ لھا ، اتجھت نحوه و احتضنتھ و دفنت وجھھا في عنقھ تشتم رائحة ، عطره الرجولي لا طالما كان خلاصھا3
مرت تلك اللیلة بھدوء ، و كذلك الثلات الایام التي تلیھا لم یتغیر شیئا ، ضلت لیل تتجاھل كاسیاس و جولیا لم تخرج من غرفتھا و لم تسمح لأحد بأن یزورھا ، اما بلاك فكان كعادتھ یذھب كل یوم یشاھد آلیس من بعید و ھي تستمتع بمنظر الزھور في الحدیقة لاطالما احبت تلك العادة، بینما كان لاك مشغولا في عملھ بقي یوم واحد لتسلیم البضاعة و بدأ الوقت یداھمھ علیھ غدا ان یجد البضاعة ، بقي یحدق في الاوراق امامھ الا ان لفت انتباھھ شيء ما
استیقضت آلین مبكرا كالعادة ، اغتسلت و توضأت ثم توجھت لتصلي ، كانت آلین من عائلة مسلمة ، آباھا كان إماما و قد زرع في قلبھا و اخوتھا حب الدین منذ كانوا صغارا ، ما إن اكملت صلاتھا ارتددت ملابسھا و التي عبارة عن فستان طویل بأكمام یستر كل مفاتنھا و عدلت خمارھا فقد كانت متحجبة ثم توجھت الى الأسفل حیث ساعدت والدتھا في تحضیر الفطور ، ما إن اكملت فطورھا قبلت والدھا و توجھت للجامعة بعد ان اخبرت والدھا بأنھا ستتأخر لأنھا ستذھب مع صدیقتھا ریم الى المنزل و الذي كان بجانب منزلھا و ستدرس معھا قلیلا انھت آلین كل دروسھا و توجھت مع صدیقتھا للمنزل و ظلت تدرس معھا ، عندما حلت السابعة مساءا5
آلین:"لقد تأخر الوقت ریم غدا سنكمل ما تبقى ، علیا الآن أن أتصل بوالدي لیأخذني الى المنزل"
ریم :"و لماذا تتصلین بھ منزلك على بعد دقیقتین من منزلي ، اذھبي وحدك"، ابتسمت آلین لتجیب صدیقتھا:"لیس و كأنك لا تعرفین والدي ریم ھو متشدد في ھذه المسائل و لا یسمح لي بالخروج وحدي أبدا "
اومأت لھا ریم فھي حقا تعلم كم ان آلین محرومة من عدة أشیاء بسبب تشدد والدھا ، حتى أنھ لا یسمح لھا ان تصادق غیر المسلمین ، ضلت آلین تتصل بوالدھا لكنھ لم یجبھا لذلك ، و بعد تشجیع من صدیقتھا ریم قررت ان تعود وحدھا للمنزل ، عندما وصلت وجدت المنزل مظلما و ھادئا ، استغربت الامر ففي العادة اخاھا الصغیر یقلب المنزل صراخا ، اتجھت ناحیة الصالون لتجد ثلاثة رجال واحد منھم كان یغتصب والدتھا و ھي
میتة و الاخران یشاھدانھ بإستمتاع بینما كان والدھا و أخاھا مستلقیان على الارض جثة ھامدة ، ارتعبت من المنظر الذي رأتھ و التفتت ترید الھروب و لكنھا اسصدمت في المزھریة لتسقط ، و ما إن سقطت التفت أولئك الرجال لیركضوا ورائھا و كأنھا فریسة أخرى ، بقیت تركض و كانت ھناك غابة مقابلة لمنزلھم ، دخلت في وسط تلك الغابة و ھي تركض لعلھا تجد شخصا یساعدھا في تلك الأثناء كان لاك جالسا في قبو المنزل الذي داھمھ، امامھ كانت البضاعة المطلوبة .... تبا بقي ثلاثة و ھو یبحث عنھا ، تبا لم یتوقع أبدا أنھ سیجد ھنا ، كان صاحب ھذا المنزل زعیم سابق للمافیا و لكنھ إختفى منذ اكثر من عشرین سنة ، و اصبح إماما استغل الدین لكي یكسب محبة الناس و یخفي على أعمالھ5
رفع لاك ھاتفھ و أتصل بدیلان لیقول:" لقد تم الامر" ، ثم اغلق الھاتف ، لیأمر احد رجالھ بأن یتصل بآرون لیأني و یتسلم بضاعتھ
بینما كان خارجا من القبو ، وجد رجالھ یركضون ناحیة الغابة, و ما إن لمحھ احد الرجال تقدم نحوه لیقول:"یبدو ان الصحیة لدیھ ابنة اخرى و لكنھا ھربت ، ناحیة الغابة", لم یعلم لماذا و لكن وجد نفسھ في وسط تلك الغابة یبحث عنھا ، رغم أنھ لم یھتم مسبقا بمثل ھذه الأمور ربما لأن الامر أخذ معھ وقتا طویلا ، لذلك أراد تعذیبھا على یدیھ
كانت آلین تركض بكل قوتھا و تنظر خلفھا لعدة دقائق , الا ان اصتدمت بشيء صلب ، ضنت انھا شجرة في باديء الامر و لكن ما إن رفعت رأسھا وجدت .... رجلا ملامحھ مألوفة ، وقفت تنظر معھ و فجأة عرفتھ ... نعم ھو من كاد یقتلھا بسیارتھ قبل ثلاثة ایام ، لم تعرف ماذا حصل لھا و لكنھا و جدت نفسھا تحظنھ بكل قوتھا
و ھي تدفن وجھھا في عنقھ ، بقیت تبكي عدة دقائق ، ثم ھمست في عنقھ بصوت متألم لتقول:"ارجوك ساعدني" ......7-____________
سقطت دموع حارة من عیني آلین و ھي تنظر الى طریق منزلھم ، ذلك الطریق الذي لاطالما مشت فیھ رفقة آخاھا الصغیر و والدیھا ، كم احبت تحضیر الوجبات التي یحبھا مراد ... صغیرھا الذي لم یعرف معنى الحیاة بعد ... كان في السابعة من العمر ، كم آلامتھا احلامھ بأن یصبح قبطانا لیجول بحار العالم ... تبا والدتھا ایضا كانت ملاكا من الجنة ، حتى والدھا رغم تشدده كانت تحس بالآمان في وجوده ، كانت ترمي علیھ كل مخاوفھا ، و ھاھي الآن وحیدة ، في سیارة رجل لا تعرف اسمھ حتى .... لا تعلم حتى أین ذھب و تركھا وحیدة ، لم تعرف حتى مالذي حصل ، كیف وثقت بشخص غریب ، كیف التصقت برجل بتلك الطریقة... تبا توقفي الآن ھذا لیس وقت متتالیاتك الفلسفیة ، حصل ما حصل لن تغیري الواقع الآن ، و لكن ما حیرھا ھو طریقتھ الغربیة ، فبعد ان طلبت منھ ان یساعدھا ، كل ما فعلھ ھو احضارھا الى سیارتھ ، و اوصد علیھ الابواب كي لا تستطیع
الخروج ، و عندما سألتھ الى این سیذھب ، كل ما قالھ:"لن أتأخر" ثم توجھ ناحیة منزلھا ... فجأة انتابتھا نوبة خوف ھل قتلوه یا ترى... ھل تسببت في قتل المسكین ، لم تحس على نفسھا الا ھي تراه قادما من نفس الطریق ، لقد استغرق معھ الامر ساعتین ، حتى اكمل تسلیم الشحنة
إقترب لاك من السیارة و ھو یرى تلك الفتاة تنظر لھ بتلك العینین التي تشبھ عیون والده ، فتح السیارة لیصعد بجانبھا دون ان ینطق بحرف ، بقیت آلین تحدق بھ تنتظر ان یسألھا شیئا او على الأقل ان یخبرھا ما إن كانت تحتاج شیئا ، و لكن لم یسأل إكتفى بالنظر الى الامام دون ان یقود السیارة حتى، بقي على تلك الحال الا ان تجرأت ھي لتقول:"أین كنت؟", التفت لھا لینظر بعینین فارغتین ، بقي یحدق بھا كثیرا ثم قال بنبرة ھادئة و لكنھا ارعبت قلبھا:"لا تنظري لي ، انزلي عینیك ارضا و انت تكلمینني"، اندھشت آلین من كلامھ ... لم تفھم ... و لم تسأل ... فقط اكتفت بالسكوت قلیلا ، ثم نظرت للأسفل لتقول:"أین كنت!"، ازال نظره عنھا لیقول:"لیس من شأنك "، ابتلعت ریقھا یبدو انھا ھربت من الموت و ارتمت في احضان الجحیم ... سكتت لیشغل ھو السیارة و یقودھا، بقیت تحدق في الطریق و الدموع تتساقط من عینیھا دون ان تصدر اي صوت خشیة ان تزعجھ، و بعد عدة ساعات وجدت نفسھا في المطار ، استغربت من ذلك و لكنھا لم تسأل شیئا ، فقط تبعتھ ما إن نزل من السیارة ، بقیت تمشي خلفھ الى ان دخل الى مكان یبدو أنھ مخصص لرجال الاعمال المھمین ، دفع الباب و دخل لكنھا لم تلحقھ بل ضلت مكانھا خلف الباب... للحظات اعاد دفع الباب لینظر معھا و لكنھا لم ترفع نظرھا ناحیتھ ، بقي یحدق فیھا لیقول بملل:"اتبعیني", و بالفعل تبعتھ و بعد 15 دقیقة وجدت نفسھا في ساحة كبیرة فیھا طائرة ، و بعض الرجال الذین كانوا یرمون علیھ التحیة دون ان ینظروا الى وجھھ ، بقي یمشي الى ان صعد على متن الطائرة ، في تلك اللحظة فقط تجرأت و امسكت ذراعھ، التفت لھا و ھو ینظر الى یدھا التي كانت تمسكھ ، احست بعضلات یده تتصلب و علمت انھا ازعجتھ لذلك ازالت یدھا عنھ بسرعة ، بقي یحدق بھا لتقول بصوت بالكاد سمعھ :"انا لا أستطیع الرحیل", شدھا من یدھا و دفعھا الى الطائرة لیقول و ھو بالكاد یتمسك بأعصابھ ... و كیف لا ھو لم یقم في حیاتھ بحوار دام اكثر من 5 دقائق دون ان یفجر رأس الطرف الاخر و ھاھو الآن یتحاور مع فتاة صغیرة ... اللعنة ، ھذا ما قالھ تحت انفاسھ لیسألھا :"و لماذا لا تستطعین ، الم تطلبي المساعدة", اومأت لھ برأسھا دون ان تنظر لعینیھ التي كانتا تتفحصانھا ... كانت بالكاد تصل الى صدره ، لتقول بتلعثم :"بلا ، و لكن انا لیس لدي جواز سفر", اجابھا بسرعة و كأنھ یرید انھاء الحوار:"لن تحتاجي لھ", كالعادة اومأت لھ دون ان تسأل لیجلسوا و تقلع بھا الطائرة الى مستقباھا المجھول.12
_______
طرق بلاك الباب لیھس :"جولیا افتحي ھذا انا", فتحت جولیا الباب لیدخل بلاك و ھو یحمل كیس فیھ بعض الطعام ، اخذتھ منھ بسرعة لتبدأ الاكل ، اشعل سیجارة لنفسھ و ھو ینظر لھا لیقول:"اضن ان علیك غدا الخروج" رفعت نظرھا لتقول بدھشة:"ھل تعتقد ذلك!"، اومأ لھا لیقول بنبرة فخورة :"تبا لو رأیتھ كیف یشارك في قتلات الموت , كنت لأدفع نصف عمري لأراه بتلك الحالة ، المسكین لا یأكل شیئا ضنا منھ انك لا تأكلین", ابتسمت جولیا و الفرحة سكنت قلبھا ... تبا ھي حقا مغرمة بذلك الوغد لتقول و ھي تحاول دفن فرحتھا:"حسنا أربعة ایام ، اضنھا كافیة لیأنبھ ضمیره ، ھل تعلم أنھ یأتي كل یوم و یطرق الباب ثم یبقى واقفا امامھ لساعات ثم یرحل " اومأ لھا بلاك لیقول و لكن ھذه المرة نبرتھ كانت حزینة:"انظري لي جولیا" نظرت لھ جولیا و الطعام في فمھا لیكمل:"انا سأساعدك ... تبا بل حقا انا ساعدتك ... و اضن ان ماكس واقع في غرامك ایضا ، و لكن تذكري ھذا ماكس لدیھ ماضي الیم ، سأخبرك ان جرح قلبھ لن یشفى ... و لن تحظي معھ بالسعادة التي تعتقیدنھا ، لو شك في امرك سیقتلك دون ان یرف لھ جفن " احست جولیا بالطعام علق في حلقھا مھما حاولت ان تبلعھ احستھ كالصخرة التي لا تأبى التحرك ، ثم سألتھ بصوت یرتجف:"اي الم ھذا !" ھز بلاك رأسھ لیقول:"ھذا الامر خاص بھ جولیا إن أراد سیقولھ ھو لك و لكن انا لا أستطیع ، و الآن ھل لازلت تریدین ان تكملي" ابتلعت جولیا ریقھا و شدت على شفتیھا لتقول بنبرة حاسمة:"انا ارید بلاك مھما كان المھ سأعالجھ" اومأ لھا بلاك لیتقدم ناحیة الباب لیخرج و لكن لیس قبل أن یقول لھا تلك الكلمات التي لم تستطع ان تفھم معناھا:"الوحوش لا تشبھ البشر جولیا" ھذا آخر ما قالھ لیخرج و یتركھا في وسط افكارھا اللعینة.2
في صباح الیوم التالي و كالعادة تجمع الجمیع حول الطاولة و كذلك جولیا ایضا ، التي بقي ماكس یحدق بھا دون ان یتناول شیئا فقط إكتفى بالتحدیق بھا دون ان ترمقھ بنظرة واحدة، اما كاسیاس فلم ینظر أبدا الى لیل التي بدورھا لم تنظر لھ ایضا ، بقي الجمیع على ذلك الحال الى ان اكملوا طعام الفطور ، بعد ان انھوا طعامھم توجھت لیل و جولیا رفقة ماكس لیأخذھما الى الجامعة ، بینما اتجھ كاسیاس الى مكتبھ رفقة بلاك و دیلان 1
عندما وصلوا الى المكتب كان لاك جالسا على الكرسي ینتظر قدوم كاسیاس ، جلس كاسیاس على مكتبھ ، لیجلس دیلان بعیدا عن لاك ، بینما إكتفى بلاك بالوقوف و المشاھدة من مكانھ
كاسیاس بإبتسامة:"تفضل لاك ", نظر لھ لاك و ابتسم بدوره تبا...ھو وغد من الصعب قرأة افكاره و لكن كاسیاس... یفعل ھذا بسھولة
لاك بنبرة ھادئة:"لا تكلفني بمھام جدیدة ھذه الفترة ، الا عندما اطلب منك", ضحك كاسیاس على طریقة إلقائھ للاوامر ... تبا ھذه اول مرة یتكلم لھ منذ سنتین
كاسیاس بإبتسامة:"لك ھذا ", ثم غادر لیقول بلاك بصدمة:"تبا ... ھل طلب اجازة للتو ، كنت اضنھ رجلا آلي", ابتسم كاسیاس لیقول :"یبدو ان صدیقنا یخبأ امرا ، حسنا لھ ھذا ... في كل الاحوال لا توجد اعمال ھذه الفترة"6
______ في مكان آخر كانت جولیا و لیل جالستین في حدیقة الجامعة فلقد تغیب استاذ ھذه الحصة 17
جولیا بإستغراب من طریقة نظر صدیقتھا للھاتف:"ماذا ھناك لیل یبدو انك تنتظرین احدھم ", اومأت لھا لیل لتبتسم :"نعم ، انھا صدیقة أرید أن اعرفك علیھا"، قطبت جولیا حاجبیھا لتقول بغضب:"ماذا...ماذا ... اتركك یومین ، اجدك تخونین صداقتنا", ھزت لیل رأسھا بسخریة لتقول:"عن اي صداقة تتحدثین ... انت اختي ایتھا السخیفة ، ثم تعرفي علیھا أولا ، ستحبینھا ", نظرت لھا جولیا بعدم رضا و التفتت للجھة الاخرى , لتقول لیل بفرحة :"ھاه ... انظري لقد وصلت", رفعت جولیا نظرھا لتجد فتاة جمیلة جدا و تبدو طیبة ، ابتسمت لھا لتبادلھا جولیا الابتسامة لتقول تلك الفتاة :"مرحبا انا آریس ، انت جولیا صحیح!"، اومأت لھا جولیا لتبتسم على لطافتھا لتقول:"نعم ، تشرفت بمعرفتك آریس", ابتسمت لھا آریس لتقول بنبرة سعیدة:"لقد احببتك حقا ، یبدو اننا سنكون صدیقات حقا", ابتسمت كل من جولیا و لیل ، لیطلبوا منھا الجلوس و بالفعل جلست الى جانبھم و بدأ بتبادل أطراف الحدیث ، و بعد فترة لفت انتباه آریس حدیث دار بین جولیا و لیل لیل:"كدت انسى ملامحك جولیا ، كنت قلقة جدا علیك ، ماذا الن تخبریني الآن لما حبستي نفسك في غرفتك دون طعام كل تلك الفترة"3
جولیا بغضب :"لا تذكریني لیل ... حبا في الله أرید أن انسى"
لیل بإستغراب:"ماكس السبب الیس كذلك!"، اومأت لھا جولیا لتقول آریس مدعیتا الجھل:"من ھو ماكس"، اجابتھا جولیا:"لعین ، نزل من الجحیم لیدمر حیاتي ", ابتسمت لھا لیل لتقول :"حسنا ھو صدیق اخي ، او دعینا نقول یعتبر كأخ لھ "
اومأت آریس لتقول :"لماذا انت منزعجة منھ جولیا", سكتت جولیا ، لتجیبھا لیل :"جولیا معجبة بھ على ما یبدو", و التفتت الى جولیا التي رمقتھا بنظرة قاتلة ، لتھز كتفیھا و تقول:"ماذا ، ھل انا مخطئة ، ثم اقطع یدي ان لم یكن ھو السبب في كئابتك كل تلك الایام"
تنھدت جولیا لتقول بصوت حزین:"لقد طلب ان یضاجعني لیل ", شھقت لیل و قطبت حاجبھا ، لتبتسم آریس و تقول:"یبدو أنھ منحرف"4
اومأت لھا جولیا لتقول:"نعم ، قال أنھ یرغب بي و أنھ یرید مضاجعتي لكي یتخلص من رغبتھ اللعینة", مسكتھا لیل من یدھا لتقول بغضب :"تبا لك... جولیا، منذ متى انت ضعیفة ھكذا لو كنت جولیا التي اعرفھا ، كنت كسرتي عنقھ على ھذا الكلام ، لا ان تحبسي نفسك دون طعام "
جولیا بإبتسامة خبیثة :"و من قال اني لم أكن اأكل لیل ، بلاك كان یحضر لي الطعام كل یوم ، ثم ھذه كانت فكرتھ", شحب وجھ آریس على ذكر بلاك لتقول و ھي تحاول اخفاء توترھا:"و من بلاك ھذا!"، التفتت لھا جولیا لتقول:"مثلھ مثل ماكس ، یعمل مع كاسیاس ", اومأت لھا آریس لتقول :"یبدو ان بلاك ھذا معجب بك ، لذلك یساعدك", ھزت جولیا رأسھا كعلامة نفي لتقول:"أبدا ، فقط الامر أنھ یحب ان یزعج ماكس ، لذلك یرید ان یجعلھ كالعاھرة یركض ورائي فقط لإذلالھ ", استرخت آریس و كأن روحھا رجعت لھا لتسألھا مجددا:"و ھل لدیھ حبیبة ؟"5
اندھشت جولیا من سؤالھا لتجیبھا بسؤال آخر:"ھل تعرفین بلاك", ابتلعت آریس ریقھا لتقول بتلعثم :"لا أبدا فقط أرید أن احلل شخصیتھ ، انت تعلمین اني ادرس علم نفس لذلك محور دراستي یؤثر على حیاتي الیومیة", ابتسمت لھا جولیا لتقول:"فعلا التخصص قاتل", ابتسم الجمیع لتجیبھا :"لا اعلم انا لست مقربة منھ ، ھو فقط من یساعدني ، و لا یبدو لي أنھ من ذلك النوع ، لأنھ دائما ما یعود للمنزل و تفوح منھ رائحة النساء ، على ما أعتقد ھو زیر نساء فقط"5
تنھدت آلیس بإطمئنان ، إن كان الامر ھكذا فلا مشكلة ... ھي حقا تكرھھ بل و تمقت رائحتھ ، و لكن و لسبب غبي تجد نفسھا لا تحبذ فكرة ان یكون سعیدا مع غیرھا
انتھى الیوم ایضا لتعود الفتیات مع ماكس ، عندما وصلوا الى القصر نزلت لیل بسرعة من السیارة بینما امسك ماكس ذراع جولیا لیقول بنبرة متألمة:"انسي ما قلت ذلك الیوم", التفتت لھ جولیا لتقول بغضب :"انسى ... تذلني و تریدني ان انسى ... تبا لك ، لا لن انسى و لا تكلمني مجددا و الا سأحبس نفسي شھرا" ، ثم نزلت و توجھت مسرعة الى القصر 7
عندما دخلت وجدت لیل تحتضن امرأة ما ، اقتربت منھا جولیا و ما إن التفت ، فتحت فمھا من السعادة لتقول بفرحة :"صوفیاااا" ، ابتسمت صوفیا لجولیا ثم احتضنتھا لتقول :"جولیا صغیرتي ، اشتقت لك " 8
جلست جولیا الى جانب لیل التي لحست دماغ خالتھا بالأسئلة لیل بحماس :"كیف .... ماذا تقصدین انك ستحضرین زفاف اخي و ترحلین مرة أخرى"
صوفیا بإبتسامة:"لدي مرضى حبیبتي و یجب ان اعود الى عملي، ثم ان ارثر ایضا لدیھ بعض العملیات المھمة ھناك ، سیأتي الأسبوع القادم ... لننھي حفل زفاف كاسیاس و نعود"
قطبت لیل حاجبھا لتقول:"انت اسوأ خالة في العالم ، لاطالما كنت تحبین كاسیاس اكثر مني" تنھدت صوفیا لتقول:"كیف تقولین ھذا حبیبتي ، انا أحبك بنفس حبي لكاسیاس"
ادارت لیل وجھھا للجھة الاخرى لتقول:'و كأني سأصدقك", تنھدت صوفیا لتھز رأسھا بلا فائدة بعد فترة استأذنت كل من لیل و جولیا لیصعدا لغرفھن لیرتحن قلیلا قبل العشاء ، لتفتت صوفیا لمیلیانا لتقول:"تبدین سعیدة جدا ، اختي", اومأت لھا میلیانا لتقول :"تبا و كیف لا اكون سعیدة ، لا زلت أتذكر یوم حملت كاسیاس بین یدي، كم تألمت ذلك الیوم و انا انجبھ ، و لكن شيء في قلبي اخبرني انھ سیكون سبب سعادتي", تنھدت صوفیا لتقول :"و كیف لا أتذكر ذلك الیوم اختي"12
بعد فترة أجتمع الجمیع على الطعام ما عدا ماكس ، كان الجمیع یتبادل أطراف الحدیث و كان كاسیاس سعیدا لعودة خالتھ كثیرا، لدرجة انستھ تجاھل لیل لھ ، انھى الجمیع طعامھ لیتجھ كل منھم الى غرفتھ في حین ذھب دیلان لیبحث عن ماكس بینما خرج بلاك لمكان ما
اما بالنسبة لكاسیاس فقد توجھ لغرفة المكتب لینھي بعض الأعمال العلاقة لدیھ
بعد عدة ساعات طرق باب المكتب لیسمح كاسیاس للطارق بأن یدخل, و ما إن دخلت ابتسم لیقول بنبرة ماكرة:"اوه ... صوفیا ، انت لا تكبرین أبدا ، فكري مجددا ربما تسمحین لي بمضاجعتك بدل زوجك المخنث"، تنھدت صوفیا لتقول بملل:"الا تمل كاسیاس ، ھل یجب ان اذكرك الف مرة بأني خالتك ایھا اللعین", ھز رأسھ بسخریة لیقول:"تبا لك ، لا تتكلمي و كأنك خالتي حقا ، كلانا نعلم انك لست خالتي الحقیقیة", ابتسمت لتقول بثقة:"حتى و لو ربیتك مثل ابن اختي "10
بقي كاسیاس یحدق بھا ببرود و ھو ینفخ من سیجارتھ لتقول صوفیا بنبرة ھادئة:"یبدو ان صغیرتك تتجاھلك ، مالذي حدث", تنھد لیقول:"اضن انھا اكتشفت اني مسخ", و ابتسم في آخر كلامھ
رفعت صوفیا حاجبھا لتقول بھدوء:"و لماذا لا تخبرھا بالحقیقة ، ربما ھي ترفضك لانھا تعتقد انك اخاھا"49
صر كاسیاس على أسنانھ و إظلمت عیناه لیقول:"تبا لك صوفیا انت تعلمین حتى لو كانت اختي الحقیقیة كنت سأغرم بھا ، لذلك لن یفرق الامر كثیرا ، ثم ان اخبرتھا ستعلم میلیانا و ربما ستنھار لیس و كأن امرھا یھمني و لكن ان حصل لھا مكروه لیل ستتأذى و ھذا آخر ما اتمنى حصولھ"، نظرت لھ صوفیا بنظرة متألمة لتقول:"الا یفرق معك إن حصل لمیلیانا شيء أولیست من ربتك كإبنھا منذ كان عمرك یوما", ضرب كاسیاس على مكتبھ لیقول بغضب:"ھیا صوفیا دعك من ھذا الامر ، ھي تعتقد اني ابنھا الحقیقي لذلك ربتني كما تقولین ، لیس و كأنھا كانت ستقبلني ان علمت اني لست ابنھا.... و كیف ستحبني إن كانت والدتي الحقیقیة رفضتني", ثم ازاح نظره عنھا، بعدھا وقف لیسكب لنفسھ كأس من النبیذ و بقي یحدق في الخارج من النافذة و ھو یتذكر ذلك الیوم منذ 27 سنة11
Flash back
في ذلك الوقت كان یبلغ من العمر 7 سنوات ، و قد طلب الطبیب من میلیانا ان تحضر لھ بعض الفحوصات ، لذلك ارسلتھ مع اختھا صوفیا التي كانت تعمل كقابلة في إحدى المستشفیات ، بعد بضع ساعات كان جالسا على احدى كراسي المشفى ینتضر خالتھ لتأتي و تعیده للمنزل ، و لكنھ احس بالعطش لذلك اتجھ لیبحث عنھا ، بقي یمشي في ممرات المشفى الى ان وجد احدى صدیقتھا و عندما سألھا عنھا اخبرتھ انھا في مكتب آرثر ، توجھ الى ھناك لكنھ وجد الباب مفتوحا، و عندما أراد أن یدفع الباب سمع صوفیا تتوسل آرثر من اجل شيء ما 4
لم یرد ان یقاطعھا لذلك وقف امام الباب ینتظر خروجھا ، و لكن لفت انتباھھ الحوار الذي بینھما صوفیا :"ارجوك آرثر ، من فضلك ساعدني في ھذا الامر فقط، ارجوك"
آرثر بغضب :"تبا صوفیا ھل جننتي ، كیف تطلبین مني ، ان اغیر زمرة دمھ ، ھذا الامر قد یؤدي لمشاكل كبیرة ، تخیلي لو حدث مكروه للصغیر و أحتاج نقل الدم سیموت صوفیا"
صوفیا بتوسل :"سأحرص على التصرف في مثل ھذه الحالات ، ارجوك آرثر ان علمت میلیانا بالامر ستموت" آرثر بقلة صبر :"صوفیا حبیبتي ، اخبرتك من قبل أن ھذا الامر خاطيء و لكنك لم تسمعیني"
صوفیا بحزن:"اعلم ذلك و لكن لم یكن بیدي حل آخر ، كیف كنت سأقول لمیلیانا ان صغیرھا الذي انتظرتھ ل6 سنوات ولد میتا ، ثم ان تلك السیدة طلبت مني في ذلك الیوم ان اقدم طفلھا لعائلة ما ، لأنھم لو علموا بأمره سیقتلونھ"
آرثر بغضب :"حسنا فكرت في كل شيء و لكنك اغفلت ان الصغیر زمرتھ ناذرة "
اومأت لھ صوفیا و ھي تتوسلھ:"نعم ، لذلك فقط أحتاج أن تغیر زمرتھ من O- الى Ab+، ھذا لیس صعبا ابدا، و دعني اخبرك بھذا آرثر إن لم تساعدني اقسم بشرفي اني لن اكلمك مرة أخرى و سأتزوج من روني "13
انكمش وجھ آرثر من شدة الغضب لیقول بإستسلام:"تبا لك صوفیا ، حسنا لنرى الى این سنصل من وراء افكارك اللعینة" ابتسمت لھ صوفیا لتقبلھ على شفتاه
حدث كل ھذا تحت انظار كاسیاس الذي بقي یحدق بھما ، ثم رجع لمكانھ لیعیش حیاتھ و كأنھ لم یسمع تلك الكلمات و لكن تبا لیس و كأنھا عاش حیاتھ حقا، فقط ذلك الیوم ایقظ جینات كانت دفینة بھ ھو حتى لا یعلم عنھا شیئا
End flash back
توجھت صوفیا ناحیتھ لتقف بجانبھ و تقول بحیرة :"و بما انھا رفضتك ، ماذا ستفعل الآن", رأت شبح ابتسامة على وجھھ ارعبت قلبھا لیقول بنبرة ھادئة :"سأنتظر صوفیا ، سأنتظر حتى تتقبلني"، ابتلعت صوفیا ریقھا لتقول بتوتر ملحوظ :"و ان لم تتقبلك كاسیاس", اتسعت ابتسامتھ و رمقھا بنظرة ممیتة من طرف عینھ لیقول و ھو یلتفت لیقابل و جھھا :"سأدعھا تختار", ارتعش جسد صوفیا لتقول بخوف:"بین ماذا" بقي صامتا فقط یحدق بھا لفترة و ھو على نفس ملامحھ حتى اجابھا بكل ھدوء :"بین ان تحبني..."، و سكت لیدب الرعب فیھا اكثر لتقول:"او ..." اختفت ابتسامتھ لترى ظلام في عینیھ و كأنھ شیطان لیقول بصوت اشبھ بفحیح الافعى و ھو یقرب وجھھ من اذنھا :"او تموت " 23
______
مر الیوم بأكملھ على آلین و ھي نائمة فقد احضرھا معھ ھذا الغریب الذي لازالت لا تعرف حتى الآن اسمھ الى منزلھ ، اول ما وصلت اخدت حماما ثم طلبت منھ بعض الثیاب و بالفعل أحضر لھا الكثیر من فساتین محتشمة بعد ان اعطتھ فستانھا لیعرف مقاسھا، كما انھ جلب لھا ملابس للنوم و اخرى داخلیة ، احرجھا الامر كثیرا فقد
جلب لھا مقاسھا بالضبط... كانت جالسة على السریر تفكر فیما حصل معھا و عن ما إذا بإمكانھا ان تثق بھذا الغریب ، لتسمع صوت طرق الباب وقفت من مكانھا لتقول :"من", اجابھا لاك بملل :"لا تسألي و كأن ھناك غیري", اغمضت عیناھا على غبائھا تبا لھا كیف تسأل مثل ھذا السؤال الغبي، لتجیبھ:"ماذا ترید", لیقول لھا:"الطعام جاھز", ابتلعت ریقھا فھي لا تستطیع الخروج بعد ان جلب لھا ملابس داخلیة تبا ستعتقد أنھ یختیلھا بھم لذلك اجابتھ بإحراج:"لا أرید ، كل انت فقط بالعافیة", بقیت تنتظر رده او حتى سؤالھ لھا عن سبب رفضھا
و لكن لم تسمع شیئا بقیت على تلك الحال لدقائق ، ثم فتحت الباب لتجده ذھب تبا... یبدو أنھ قطب جلیدي ، عضت شفتھا من الداخل و ھي تسمع صراخ بطنھا التي كانت تتضور جوعا ، لم تستطع المقاومة لذلك نزلت الى المطبخ لتجده جالس یأكل بكل برود ، شدت قبضتھا ھذا الشخص حقا غریب لا یمد للأخلاق بشيء ... حسنا آلین ماذا كنت تعتقدین منھ ان یترجاك لتأكلي ، بقیت واقفة امام باب المطبخ تنظر لھ ، الا إن رفع نظره نحوھا لتخفض عینیھا بسرعة للأرض فقد تذكرت أنھ طلب منھا ان لا تنظر في عینیھ ، أصلا عینیھ یرسلان لھا طاقة سلبیة لذلك تفضل تجنبھا ، بقي ینظر لھا بعینین خالیتین ثم تنھد لیقف و یسكب لھا بعض الطعام في صحنھا و وضعھ على الطاولة ، لیعود و یتناول طعامھ في صمت ، تقدمت ناحیة صحنھا و بدأت تأكل و كم كان الطعام لذیذ.... تبا لدیھ مھارة حقیقیة في الطبخ، بقیت تأكل في صمت الى ان انتبھت الى الوشوم في یدیھ ، رمقتھ بنظرة إشمئزاز لتعاود النظر في صحنھا ... ھي حقا تكره الرجال الذین یتشبھون برجال المافیا ... المسكینة لا تعلم بأنھ شخص منھم الى حد الآن، بقیت تأكل في صمت الى ان رأتھ یقف و یحمل في یده صحنھ الفراغ ، و بدون حتى ان تفكر في فعلتھا امسكت یده لیلتفت لھا و یرمقھا بنظرة ممیتة لم تراھا و لكنھا احست بھا ، لذلك سحبت یدھا عنھ بسرعة لتقول بتلعثم و ھي لا تزال تحس بنظراتھ ناحیتھا:"لا تغسلھ ، فقط اتركھ فوق المغسلة سأنظف المكان", بقي یحدق بھا لیقول بنبرة ھادئة:"لم أكن سأغسلھ ، كنت سأرمیھ", رفعت نظرھا ناحیتھ بدھشة لتتلاقا اعینھما و لكن سرعان ما اخفضت عینیھا مجددا لتقول:"و لماذا ترمیھ"، اجابھا بنفس النبرة :"لم اغسل من قبل", قطبت حاجبیھا لتقول:"و ماذا تفعل في العادة بالاواني"28
اجابھا بسرعة و ھو یرمي الصحن في القمامة:"ارمیھم"، انفجرت بالضحك لیلتفت لھا و ینظر لھا بإستغراب ، سرعان ما انتبھت لنفسھا لتعتذر منھ و تقول:"حسنا من الیوم سأقوم انا بالطھو و الجلي و كل ما یتعلق بالمنزل", اومأ لھا لیخرج و تبدأ ھي في العمل 9
بعد ان اكملت توجھت الى الصالون لتجده جالسا على الاریكة ، متمددا بظھره علیھا بینما قدماه ممددتان على الطاولة امامھ ... كان یجلس جلسة غیر محترمة أبدا تبا لھ ... أثار غضبھا فھو یبدو حقا كرجل غیر مبالي ، تنھدت لتجلس على اریكة اخرى و تنظر الى التلفاز ، كان یشاھد الاخبار الدولیة و كان یبدو علیھ أنھ مركز معھا كثیرا ، لذلك و لسبب ما احست ان لعملھ علاقة بھذا الامر ، بقیت تحدق بھ طویلا و للحظة ركزت في ملامحھ لتصرخ في نفسھا ... كم ھو وسیم ... تبا لھا من ھول ما حدث معھا لم تنتبھ لوجھھ الذي یصرخ وسامة ، بملامحھ الخطیرة و التي زادتھ وسامة فوق وسامتھ ، كما انتبھت الى جسده كان مثیرا كاللعنة ، ابتلعت ریقھا و ھي تتفحص عضلات صدره و بطنھ اللتان برزتا رغم ارتدائھ تي-شیرت اسود الى أنھ لم یستطع اخفاء جسده الریاضي، تبا كان ضخما جدا ، بقیت على حالھا فترة ثم ھزت رأسھا لتطرد افكارھا و تقول لنفسھا انت في ماذا ... و عقلك في ماذا ، اعادت الالتفاف الى التلفاز لیجذب انتباھھا اعلان المذیعة عن قتل إمام افغنستاني لنفسھ بعد قتلھ لعائلتھ و إظھار صورة لوالدھا ، لتقفز من مكانھا بصدمة و تقف امام التلفاز بقیت تحدق معھ
طویلا و لم تشعر بعدھا الا و ھي تصرخ في وجھ المذیعة بطریقة ھستیریة:"انت كاذبة ... لم یقتل نفسھ ... إیتھا الكاذبة، لقد قتلوه ... انا رأیتھم ... قتلوا عائلتي ... تبا لك ... انا من رآه ... اخرسي ... اخرسي .. قلت لم یقتل نفسھ" بقیت تصرخ في صورة المذیعة و ھي تبكي الى ان اغلق لاك التلفاز ، فقط لحظتھا سقطت ارضا
لتبكي بأعلى صوتھا و ھي تردد :"انت كاذبة ... كاذبة", وقف لاك من مكانھ و اتجھ ناحیتھا ثم جلس على ركبتیھ بجانبھا و شدھا من ذراعھا ، لتنظر لھ و تقول و ھي تبكي و تشیر بإصبعھا الى التلفاز امامھا :"انھا تكذب ، اقسم لك انھا كاذبة ، لقد رأیتھم .. لقد ذبحوھم .. لقد اغتصبوا والدتي و ھي میتة .. ثم .. ثم .. لقد ارادوا اغتصابي انا ایضا "، شد قبضتھ على ذراعھا ، لم یعرف ماذا یقول .. ھو لم یواسي شخصا في حیاتھ ... تبا لھا ... بقي یحدق في عینیھا و ھي تبكي و تصرخ انھا كاذبة ، ثم فجأة احس بجسدھا یرتعش تحت یدیھ لتقترب منھ اكثر و تقول بصوت متألم :"ھل سیقتلونني انا ایضا ... لا بد انھم یبحثون عني ... سیقتلونني الیس كذلك", ھز رأسھ بلا ثم قرب وجھھ منھا الا ان تعدى مساحتھا الشخصیة و ھمس امام شفتیھا :") Non temere, non lo farò()لا تخافي ، لن افعل ذلك( ______52
مر شھر بالفعل و لم یحدث فیھ شيء یذكر ما عدا حفل خطوبة كاسیاس و كلارا ، الذي كان عائلي لم یدعوا فیھ سوى الاقارب و الاصدقاء ، تعرف علیھا الجمیع و یبدوا انھم لم یحبوھا كثیرا ، غیر ذلك فإن لیل ضلت تتجاھل كاسیاس و ھو ایضا ، بینما ماكس لم یعد للمنزل أبدا و لم تراه جولیا ، اما دیلان فقد سافر الى عمل ما بقي ھناك اسبوعین فوت فیھما حفل الخطوبة 5
بلاك بقي على حالھ كل یوم مساءا یزور آریس و یحدق بھا من بعید ، بینما ھي فقد اشتدت صداقتھا مع لیل و جولیا 7
لاك كان على حالھ یمضي یومھ مع آلین دون حرف واحد 4 بقي یوم واحد على حفل زفاف كاسیاس ، كانت میلیانا تقوم بكل التحضیرات مع ایلیزابیت و صوفیا ، بینما
كانت لیل و جولیا یمضون یومھم رفقة العروس لشراء آخر متطلبات الزفاف
بحلول المساء كان الجمیع حول الطاولة ، ما عدا ماكس بالطبع مما جعل جولیا تحزن كثیرا ، لقد اشتاقت لھ لم تقصد ذلك الیوم ما قالتھ .... لم یكن علیھ أخذ الامر بمحمل الجد ، و ما زاد قلبھا سوءا ان بلاك ایضا لا یراه سوى بضع لحظات في العمل فقط
بقي الجمیع یأكل طعامھ بصمت لتكسر میلیانا الصمت و تقول:"أخیرا انتھینا من التحضیرات سیكون حفلا اسطوریا"، ابتسم كاسیاس لینظر لھا و یقول:"بالطبع"
دیلان بسخریة:"اوه ، ایھا الزعیم یبدو انك ستدخل قفص الزوجیة .... تبا أفضل أن اقطع یدي على ان اتزوج"8
نظر آرثر الى دیلان بطریقة غریبة منذ عاد من البرازیل و ھو لا یسمع من ھؤلاء سوى امثلة عن قطع آلسنة الناس و الایادي تبا حتى انھ سمعھم یتكلمون عن قطعھم لقضیب شخص ما و اطعامھ لزوجتھ ... كان حقا غیر مرتاح في البقاء معھم ... اصبح یستیقظ في اللیل 3 مرات یتحسس قضیبھ ثم یعود للنوم ، و ما زاده رعبا ھو ذلك الجالس بجانب دیلان ... تبا یبدو و كأنھ خرج من احد افلام الرعب ... لا یتكلم .... لا یبتسم.... حتى أنھ لا یأكل و كأنھ في عالم آخر 45
بلاك بسخریة :"سنرى قطتي كیف ستدخلین القفص و سأشرف بنفسي على غلقھ", نظر لھ دیلان لیرفع في وجھھ إصبعھ الأوسط ، ابتسم بلاك لیقول:"ضاجع بھ نفسك"5
سكت دیلان قلیلا لیصرخ بأعلى صوتھ و ھو ینظر الى ید بلاك:"تبا لك بلاك ، اترك قضیبي ایھا المخنث"21 شھق آرثر طعامھ و ھو ینظر لھما بإستغراب ، ثم اعاد النظر إلى الباقي كان الجمیع یضحك و كأنھم یستمتعون
بعرض سینیمائي 20 كاسیاس بھدوء:"تبا لكما دعى السید آرثر یأكل طعامھ بھدوء ", التفت دیلان و بلاك ناحیة آرثر الذي كان ینظر
لھما بإستغراب ..... كیف یقولان مثل ھذه الالفاظ أثناء الطعام ، ھذا كل ما دار في بالھ وقتھا 1 حمدا � انتھا الطعام بخیر بدون شجارات كالمعتاد ، آخر مرة انتھى بھم الامر یدمران نصف الطاولة فقط
بمزحة ... ھیا لم یبقى سوى لیلة لعینة واحدة و سینتھي الامر ، سیعود لحیاتھ الھادئة انتھى الیوم فعلا و اتجھ كل منھم الى غرفتھ عدا لاك الذي عاد الى منزلھ فمنذ ان أحضر معھ آلین اصبح یمكث
معھا طویلا لأنھا تخاف البقاء وحدھا في المنزل ... 8
_________
في مكان آخر كان جاك مستلقیا على السریر یتصبب عرقا ، بینما كانت سوزي مستلقیة على صدره تتحسس عضلات بطنھ 3
جاك و ھو یلھث:"اذن غدا سنوجھ اول ضربة للزعیم الجدید"
سوزي بنبرة ملیئة بالحقد:"نعم عزیزي كما قلت لك من قبل كاسیاس حیوان بأربع ارجل و ثلاثة رؤوس ، ان أردت قتلھ ابدأ بأرجلھ "5
ابتسم جاك لیقول :"و ماذا بشأن رؤوسھ"، تنھدت سوزي لتنظر الى عینیھ و تقول بكل ثقة:"سنحرم ھذه الرؤوس من الالتقاء عزیزي ، و لن تسند بعضھا البعض" ابتسم جاك لیقول بفخر:"تبا لي.... كم اعشقك بیبي انت فعلا عاھرتي المفضلة"2
__________
اشرقت الشمس و كان القصر كخلیة النحل ، الجمیع یقوم بالتجھیزات و بحلول السابعة مساءا كان كل شيء جاھز ..... تبا كان القصر مزینا بأفخر دیكور ... و كأنھ زفاف امیر لمملكة ما .... بدأ المدعویین بالحضور ، كان ھناك عدة شخصیات مرموقة ، منھم زعماء المافیا و آخرون رجال شرطة و قضاة ، كما حضر اشھر الفنانین و عارضات الازیاء ، كان المكان یعج بالناس ، كانت میلیانا تقف في الاستقلال رفقة صوفیا و والدة كلارا التي كانت تتصرف بتعالي ازعج میلیانا بطریقة رھیبة ، بینما كان دیلان واقفا في الحدیقة برفقة بلاك یتحدثان مع بعض رجال المافیا ، بینما ماكس لم یحضر الحفل 10
كان كاسیاس یجلس في غرفتھ یجھز نفسھ حین طرق الباب لیسمح للطارق بالدخول، فتح الباب لتدخل لیل لیقول كاسیاس دون ان یلتفت لھا:"یبدو انك قررتي ان تكفي عن تجاھل اخاك الكبیر صغیرتي", ابتسمت لیل ثم اقتربت منھ لیلتفت لھا ، و ما إن رآھا حتى اظلمت عینیھ بنار الرغبة ، كانت تبدو كالامیرات بفستانھا الاحمر القاني الطویل الذي التصق بجسدھا لیبرز خصرھا المنحوت و مؤخرتھا بطریقة مغریة و الذي كان بحملات تبرز جزء كبیر من نھدیھا و فتحة في فخدھا الایمن ، بقماشھ الذي كان یلمع لیجعلھا تبدو مشعة كألسنة اللھب، صر كاسیاس على اسنانھ لیقترب منھا و یقول بنبرة كانت الموت بحد ذاتھ:"من رآك بھذا الفستان غیري صغیرتي"2
ابتسمت لیل لھوسھ بتملكھا اللعین لتقول:"جولیا و أمي و زوجتك", اومأ لھا بتفھم لیقرب وجھھ من عنقھا و یقول بنبرة ارعبتھا :"اذا غیریھ صغیرتي"، رفعت لیل حاجبھا بإستفزاز لتقول و ھي تتحسس دقنھ بیدھا :"و ان لم افعل اخي "، احست بإبتسامتھ في عنقھا و لكن لیست تلك الابتسامة التي لاطالما احبتھا بل الابتسامة التي تجعلھا ترتعد خوفا لیقول بصوت كفحیح الافعى:"ان لم تفعلي صغیرتي، سأجعل كل رجل یراك یفقد عنقھ و سأبدا بآثر ما رأیك "14
تنھدت لیل لتبتعد عنھ و تقول ببرائة :"أصلا انا ھنا لأخذ رأیك أخي ، سأغیره بما أنھ لم یعجبك ", ثم اعادت الاقتراب منھ و قبلتھ قبلة سریعة على شفاھھ لتخرج تاركة ایاه یلعن تحت انفاسھ 4
دخلت لغرفتھا واضعة یدھا موضع قلبھا لتمتلأ عیناھا بالدموع ... تبا لھا و تبا لقلبھا .... اعتقدت انھا ستكون بخیر تبا لھا ... لم تكن یوما بخیر منذ عرفت حقیقة كونھ یرغب بھا لم تستطع أن تحیا یوما دون ان تتخیل نفسھا بین یدیھ ، لقد قام بتشویھھا فعلا ضنت انھا ستتعالج ما إن تبتعد عنھ ، و لكن كان الامر یزیدھا سوءا ، كیف یفعل بھا ذلك ، كیف جعلھا مسخا مثلھ تبا بل و اكثر منھ.... ھو على الأقل یرغب بھا رغبة جسدیة ستختفي مع ممراستھ الحب معھا و ماذا عنھا ... كانت مسخا حقیقیا فقد رغبت بقلبھ و كل شيء فیھ ، مسحت دموعھا من عینیھا ، و غیرت فستانھا لآخر ابیض بھ خطوط ذھبیة طویل ، بأكمام طویلة، رغم أنھ لم یلتصق بجسدھا الا أنھ لم یستطع أن یخفي جمال جسدھا ، عدلت تبرجھا و خرجت من غرفتھا لتنزل للأسفل
بعد لحظات نزل كاسیاس و برفقتھ كلارا لیصفق لھم جمیع الحضور ، كان یرتدي بدلة سوداء بقمیص ابیض مع ربطة عنق صغیرة على شكل فراشة باللون الاسود ، بینما كانت كلارا ترتدي فستان أبیض یبرز نصف جسدھا، ابتسمت لیل ما إن رأتھم..... كانت سعیدة لأن اخاھا تزوج ..... كانت سعیدة جدا .... الفرحة في قلبھا لم تكن تستطیع وصفھا ..... احست بقلبھا سیخرج من مكانھ من الفرحة ..... و الدموع نعم .... تلك كانت دموع الفرحة .... ھذا ما رددتھ في عقلھا و ھي ترى من شوه طفولتھا ، من وسمھا بإسمھ منذ احست بأنوثتھا یمشي في ذلك الممر لیھب نفسھ لإمرأة اخرى ...... كم كرھت نفسھا في تلك اللحظة ، كرھت كل تلك الایام التي كانت تعتقد ان ما كان بینھما ھو مجرد لعبة بینما كان جسدھا یصبح عبدا لھ بدون ان تحس ..... حتى و لو احبت رجل آخر ، حتى لو قلبھا و عقلھا قبلا برجل آخر ..... جسدھا اللعین لن یقبل ، لن یحترق الا على لمساتھ ... تبا ... تبا ....تبا 1
في تلك الأثناء كان لاك واقفا امام المرآة یعدل ربطة عنقھ ، بینما طرق الباب لم یكلف نفسھ بأن یجیب ، و لم تنتظر آلین ذلك لأنھا تعودت على تصرفاتھ الغریبة، حین دخلت وجدتھ متئنقا للغایة، وسامتھ طغت على برودة ملامحھ ، بقیت تحدق بھ بینما إكتفى ھو بالنظر في انعكاسھ في المرآة، ضلت تحدق بھ الى ان تشجعت و سألتھ :"الى این ستذھب"4
تنھد لیقول:"حفل زفاف "
عضت شفتھا لتقول بتوتر:"ھل ستعود اللیلة "، التفت لھا لیقول ببرود و قد علم سبب سؤالھا ، كانت حقا تشعر بالخوف:"نعم"
لاحظ استرخاء عضلاتھا لتبتسم في وجھھ و تقول :"حسنا اتمنى لك لیلة سعیدة" ثم خرجت دون ان تقول شیئا آخر ، اعتاد حقا على وجودھا فھي عادة لا تسأل فقط تأكل و تشرب ، تعمل في المنزل ، تشاھد بعض البرامج
و المسلسلات التافھة و تبكي على بعضھا احیانا، لا تخرج من المنزل و لم تطلب منھ شیئا منذ احضرھا ، كما انھا لم تسألھ حتى عن اسمھ 5
اكمل تأنقھ ثم خرج من المنزل و اغلق ورائھ الباب، لیركب سیارتھ و یتوجھ للحفل
بعد نصف ساعة وصل لیجد الحفل بدأ مما یعني أن مراسم الزفاف انتھت ، اخذ زاویة كعادتھ و ظل یحدق بالمعزومین تحسبا لأي طارئ
في زاویة اخرى كان بلاك جالسا یحتسي من كأسھ بینما عیناه كانتا موجھتین على آلیس التي كانت رفقة آنتوني ، كانت واقفة تتحدث مع لیل یبدوا و كأنھا تعرفھا .... تبا سیكتشف ھذا لاحقا ، و لكن اھم ما ازعجھ الآن ھو ذلك المخنث الذي ینظر لھا نظرات شھوة ، یبدو أنھ استعجل على روحھ ... فقد توجھ بلاك ناحیتھ فعلا7
بلاك و ھو یھمس في أذن آلیس:"تبا لك .... أرتدي شیئا على كتفیك و الا سأخنقك بھذا الفستان "، قالھا لھا بینما القى التحیة علیھا و على زوجھا ، ثم تقدم ناحیة ذلك المخنث الذي لا زال یحدق بھا
شحب وجھ آلیس فھي تعرف ذلك الوغد بلاك جیدا لذلك رمت فوق كتفھا كاب من الفرو الناعم بینما بقیت تلاحقھ بعینیھا ، لتراه متجھا الى الخارج رفقة ذلك الشاب الذي كان یرمقھا بنظرات اعجاب طیلة الحفل ، تنھدت .... مسكین یبدو انھا كانت سببا في موتھ
بینما بقیت جولیا طیلة الحفل تبحث عن ماكس لعلھا تجده دون نفع لقد مر بالفعل شھر منذ آخر مرة تحدثت معھ ، لم یكن حوارھم جیدا فقد طلبت منھ ان لا یحدثھا مجددا و الا حبست نفسھا شھرا ... تبا لھا كان من المفترض ان تنسى ما قالھ فقط كما طلب منھا ، و لكنھا غبیة ھي بالفعل غبیة
اتجھت ناحیة دیلان الذي كان یبدوا علیھ أنھ مستمتع رفقة احدى الفتیات .... تبا ھذه اول مرة تراه مع فتاة ھو لا یبیت خارج المنزل حتى ، كما انھ لیس من النوع الذي یمضي كل لیلة مع عاھرة من نوع ما
اقتربت منھ لتسألھ:"دیلان الم ترى ماكس"، ابتسم دیلان ما إن سألت عن ماكس تبا اللعینة كانت غارقة حتى النخاع و لكن كیف سیقول لھا ان ماكس قد تغیر .... تبا و لما سیقول فقط فلیخفي عنھا الامر اجابھا :"ھو لم یأتي عزیزتي ، أنھ لیس من النوع الذي یحب الحفلات".1
اومأت لھ جولیا و ھي لا تعلم حقا كیف ستقابلھ مرة أخرى ، كان لا بد لھا ان تستمع لكلام بلاك حینما طلب منھا ان تشد الحبل و ترخیھ في الوقت المناسب ، و لكن لقد فات الاوان فعلا ، یبدو انھا خسرت امام نفسھا
بعد عدة ساعات نادت میلیانا كل من لیل و جولیا لتلطقتا صورا مع العروسین ، بالفعل توجھتا الى ھناك و التقطا عدة صور ، ثم انسحبتا و لكن قبل أن تبتعد احست بیدین تعیدھا للخلف لتلتفت و تجد كاسیاس یحدق بھا بنظرة جعلت قلبھا یتألم ، افلتت یدھا من یده بسرعة لتقول بتسائل:"ھل احتجت لشيء اخي" اومأ لھا براسھ لیھمس في اذنھا و یقول بصوت جعل جسدھا ینتفض نشوتا:"الن ترقصي مع شقیقك صغیرتي"1
لا .... لا .... لا أرید ارجوك غیر رأیك ... ارحمني ایھا اللعین.... تبا ... تبا ...ظلت لیل تصرخ في نفسھا ، تدعوا ان یأتي احدھم و یشغلھ او حتى یطلب منھا احدھم شیئا لكن بدون جدوى ، ابتلعت ریقھا و اخذت نفسا عمیقا ... تبا لھا .... ھذا ما كان ینقصھا .... ثم تقدمت معھ الى المنطقة المخصصة بالرقص للتغیر الموسیقى و بدأ بالرقص معھا ، كان یرقص و ینظر في عینیھا بھیام ، بعشق، بشغف... و ھي ایضا كانت تناظره بنفس تلك النظرات ، بعد عدة لحظات لم تعلم السبب الا أنھا وجدت نفسھا تسترخي و السعادة تملأ قلبھا ، ظلت ھكذا ترقص معھ و كأنھا في عالم آخر احست بفراشات بطنھا تتراقص معھا كل ما یغرس اصابعھ في خصرھا لیقربھا لھ اكثر ، لم تعرف كیف حدث ذلك و لكنھا لم تكن تسمع صوت الموسیقى ... لم تكن تشعر بالناس حولھا كل ما رأتھ ھو عیناه اللتان كانتا تعذبان روحھا ، بیقت ترقص معھ و عیناھا تنظر لخاصتھ بدون حتى ان ترمش الى ان توقف جسدھا ما إن احست بجسده یتوقف لتسمع صوتا اجش یتكلم:"تبا ایھا العاھر ، للحظة ظننت ھذه ھي زوجتك"، رأت ابتسامتھ التي توسعت لیقول و ھو لا یزال ینظر في عینیھا و دون ان یلتفت الى المتحدث:"تبا لك", لم تعلم لماذا و لكنھا احست و كأن كلامھ كان موجھا لھا ، ابتسمت لیلتفت ھو للمتحدث لتفعل ھي ایضا .... و تبا لم ترى في حیاتھا رجلا بھذه الوسامة غیر اخیھا كاسیاس ، كان وسیما كاللعنة مع ملامحھ الباردة و المخیفة و التي زادتھ وسامة ، جسده الضخم كان اضخم بقلیل من كاسیاس ، شعره الاسود ، عیناه السوداویتین ، كان تجسیدا حقیقیا للوسامة و الاثارة معا ، التفت لھا لیقول بكل ھدوء:"مرحبا ایتھا الجمیلة ", و مد یده لتعطیھ یدھا بحركة لا ارادیة و قبل یدھا :بعد ابنتي انت أجمل ما رأت عیناي استغربت كلامھ ... و بقیت تحدق بھ الى ان انتبھت لتلك التي كانت واقفة على بعد قلیل ، كانت تحدق بھا بعینین حاقدتین ... تبا من ھذه ... كانت فتاة جمیلة جدا و تبدوا انھا من سنھا ، كانت تقف مع إمرأة تبدوا في عقدھا الثالت ، بعدھا احست بید كاسیاس تبعد یدیھا من یدي ذلك الرجل، اعادت النظر ناحیتھ لتسمع كاسیاس:"ھل قابلت مانوییل، لم اره في أي مكان"، تنھد راست :"تبا لھ , لا ارید مقابلتھ", ابتسم لینظر ناحیة الباب و یقول بسخریة:"لكن یبدوا ان لھ رأي آخر", تنھد راست لیشعل سیجارة لنفسھ بدى و كأنھ یحاول السیطرة على نفسھ لم تعلم لیل سبب ذلك الى حین تكلم ذلك الشخص خلف راست:"اھلا راست ، تبدو بحال جیدة ، ھل فعلت شیئا مع ابنتك", شھقت من الصدمة ثم التفتت الى راست الذي كانت عیناه مظلمتین لوھلة رأت فیھما شیاطینا تتصارع لیبتسم تلك الابتسامة التي ارعبتھا و یقول بصوت ھاديء:"یبدوا ان الرجال الذین كلفتھم لقتلك لم یفوا بالغرض ", ابتسم ذلك الرجل
و الذي علمت ان اسمھ مانوییل و الذي كان فعلا نسخة ثالثة من كاسیاس .... تبا كیف لھم ان یكونوا بھذه الوسامة، كانوا حقا اشرار ... كیف لأشرار ان یكونوا وسیمین لھذه الدرجة .... تبا لھم حقا 1
مانوییل بسخریة:"ھیا دعك من ھذا الامر راست انت لا تستطیع قتلي "، ابتسم راست و ھو یلتفت لھ أخیرا لیقول:"نعم لولا اصرار كاسیاس ، لكنت فجرت رأسك اللعین".... حسنا كان ھذان الاثنان فعلا اكثر ثنائي غیر مرغوب تواجده في آن واحد ، كاد مانوییل یتكلم لیقاطعھ كاسیاس و قد علم الى این سینتھي حدیث ھاذین الإثنین
كاسیاس بنبرة ھادئة:"اخرس مانوییل ... فقط اخرس، لا أرید أن یتحول حفل زفافي لمسبح من الدماء"
ما إن نطق تلك الجملة احس بإشتداد قبضة لیل التي كان یمسكھا ، ابتسم في سره یبدوا ان صغیرتھ لم یعجبھا ما قالھ
انتبھ مانوییل الى تلك الواقفة لجانب كاسیاس لیقول بإعجاب:"الن تعرفنا على ھذه الجمیلة اخي"، ابتسم راست و ھو ینفخ من سیجارتھ ، و لاحظت لیل ابتسامة كاسیاس و تردده في الرد لتتكلم ھي :"انا لیل شقیقة كاسیاس"
لاحظت اتساع ابتسامة راست و مانوییل الذي بدأ یتفحصھا من الفوق الى الأسفل ، ثم التفتت لكاسیاس لتجده یرمقھا بنظرة قاتلة ، و كأنھ یرید قطع لسانھا لأنھا تكلمت بدون اذنھ ، بقیت تحدق بھ بخوف الى ان تكلم مانوییل رافعا یده للأعلى:"حسنا انا استسلم ... لن الوم احد منكم بعد الآن ".... 14
بقي كاسیاس یحدق بلیل بتلك الطریقة الى ان عادت ملامحھ لیسكنھا الھدوء ... حمدا � یبدو أنھ سیطر على نفسھ لیقول:"ھیا صغیرتي اذھبي و استمتعي", لم یحتج ان یعید كلامھ لأنھا بالفعل ابتعدت عنھم لتقف امام احدى الطاولات و التفتت لتبحث عن جولیا و لكن لفت انتباھھا تلك الفتاة مجددا ... لا زالت ترمقھا بنظرة حقد و غیرة لم تفھم لیل ما خطبھا لذلك ، توجھت ناحیتھا ما إن وصلت امامھا ادارت تلك الفتاة وجھھا الناحیة الاخرى لتتكلم تلك السیدة التي كانت واقفة معھا :"ھل انت شقیقة السید كاسیاس", التفتت لھا لیل و ابتسمت في وجھھا لتقول:"نعم سیدتي", ابتسمت تلك المرأة لتقول برقي:"انا ساندي زوجة راست و ھذه ابنتي آنا ", التفتت لیل لآنا التي لا زالت تدیر وجھھا الناحیة الاخرى لتقول:"تشرفت بمعرفتك سیدتي", ثم تنھدت لتكمل:"تشرفت بمعرفتك آنا", التفتت لھا آنا و ھي تنظر لھا بتلك النظرات الممیتة لتسمعھا لیل و ھي تھمس بین نفسھا 'و انا لم اتشرف'، لكنھا تصنعت الابتسامة امام والداتھا لتقول:"و أنا ایضا آنسة...", ابتسمت لیل لتقول:"لیل... اسمي لیل"، اومأت لھا آنا لتكمل :"أنسة لیل"، اعادت لیل الالتفاف لساندي لتقول:"سیدة ساندي ھل أستطیع ان اتعرف على آنا", اومأت لھا ساندي لتقول بسعادة :"بالطبع عزیزتي", التفتت الى آنا مجددا التي كانت تنظر لھا بصدمة ثم صرت على اسنانھا لتبتسم و تقول:"یشرفني ذلك آنسة لیل"3
توجھت لیل مع آنا الى احدى الطاولات ثم وقفن امامھا لتقول لیل :"لماذا ترمقینني بتلك النظرات!"، ابتسمت آنا مدعیتا البراءة لتقول:"عفوا ... لم افھم"، تنھدت لیل ثم ابتسمت لتقول:"قبل قلیل كنت تنظرین لي بطریقة مخیفة ... لو لم أكن متأكدة اني لم اقابلك من قبل، لقلت اني قتلت لك عائلتك", ضحكت آنا على كلام لیل لتقول :"یبدو انك تخیلت الامر فقط .... لیس لدي سبب لأنظر لك كما تدعین", نظرت لھا لیل و بقیت تحدق بھا بإبتسامة غریبة لتلتفت آنا لھا و تقول:"ماذا ", لم تجبھا لیل فقط اكتفت بتلك الابتسامة ، مما جعل آنا تضحك لا ارادیا لتقول لیل أخیرا:"یبدو اننا سنصبح صدیقات على ما أعتقد", ھزت آنا رأسھا لتعید النظر مع لیل و تقول :"یبدو لي ذلك ایضا"
________
احست آریس بالاختناق فقد مرت عشر دقائق و اللعین بلاك لم یعد بعد ، خرجت ناحیة الحدیقة لعلھا تجده و لكنھا لم تعثر علیھ ، بقیت تبحث عنھ و ھي تقلب عینیھا في جمیع الاتجاھات ، الى ان لمحت رجلا ضخما یبدو أنھ احد الحرس، اتجھت ناحیتھ لتسألھ عن بلاك ، لیجیبھا أنھ اتجھ نحو غرفتھ ، اعادت سؤالھ عن غرفتھ فأشار لھا على الطابق الثاني ، ترجلت بخطوات ثابثة و اتجھت الى غرفتھ ، ما إن وصلت امام باب الغرفة بقیت بضع لحظات و كأنھا تستشیر عقلھا ما إذا تدخل او ترحل .... تبا امرھا عقلھا أن تدخل و ھي تعلم أن ھذا أسوأ قرار ، لكنھا لم تنتظر فتحت الباب لتجده عاریا یرتدي فقط منشفة حول خصره و اخرى كان یجفف بھا شعره ، رفع نظره ناحیتھا لیقول بكل ھدوء:"الم تتعلمي من قبل أن تطرقي الباب، قد ترین مناظر لا تعجبك " تنھدت و ھي تغلق الباب لتقول بملل:"و كأن ھناك مالم أراه من قبل"، ابتسم على ردھا .... اللعینة دائما ما تستعمل كلماتھ ضده، اشار لھا بیده ان تجلس بجانبھ عل السریر ، و بالفعل فعلت ذلك ثم التفت ناحیتھا لیقول:"ماذا تفعلین ھنا", اجابتھ بدون تردد:"رأیتك متوجھا ناحیة الحدیقة مع احدى الضحایا فأردت الاطمئنان على المسكین ... ماذا ھل قتلتھ", صر على اسنانھ لیجیبھا بنبرة ممیتة :"و لماذا تسألین ھل لفت انتباھك الى ھذه الدرجة ، لا أذكر أنھ كان وسیما", ھزت رأسھا بلا فائدة لتقول بإبتسامة:"لا عزیزي ، یجب ان یكون اوسم منك و اضخم لكي یلفت انتباھي ، فقط سألتك لأتأكد من غیرتك الغبیة التي تقتل كل من ینظر لي و تقدمني لرجل آخر لأكون زوجتھ ، حقا انت مختل بلاك", ابتسم لھا بمكر لیقول:"اذا یجب ان یكون اوسم مني .... تبا لا اضن انك ستصادفین احدا بھذه المواصفات"5
تنھدت و ھي تضحك على رده لتقول:"تبا لك ... ھذا ما لفت انتباھك من كلامي، انت حقا لعین",قرب وجھھ من وجھھا لیھمس امام شفتیھا و یقول بنبرة ممیتة:"العني مجددا و سأحرص على معاقبتك", علمت قصده لذلك ابتعدت عنھ:"آسفة دادي " ...رأت عیناه تظلمان و انفاسھ تتثاقل لتسمعھ یلعن تحت انفاسھ، قبل أن یعتلیھا فوق السریر ، بقي یحدق بھا طویلا كأنھ یرید ان یمنع نفسھ عن فعل ذلك ..... بقي على تلك الحال و لكن یبدو أنھ
استسلم لنفسھ لأنھ بدأ یلتھم شفتیھا بقبلة وحشیة اخدت كل انفاسھا ... تبا لھ .... و تبا لجسدھا الذي یحترق الآن.... حسنا سأدعك تفعل ما ترید و لكن سنتحاسب لاحقا ایھا الجسد الخائن، اقتربت منھ و لكنھا انتبھت لتغیر ملامحھ و نظراتھ من الرغبة الى الغضب ... تبا كان غاضبا و ھو ینظر لجسدھا .... لم تعلم سبب غضبھ الا حین التفتت للمرآة امامھا ، نعم كان جسدھا بھ آثار ضربات علم أنھ لیس ھو المتسبب فیھا ، ابتلعت ریقھا ثم اعادت النظر لھ لتجده واقفا امامھا ، مسكھا من شعرھا لیقرب وجھھا منھ ثم قال بنبرة ارعبتھا :"من فعل بك ھذا", وضعت یدھا على صدره لتھدأه ثم قالت بصوت یرتجف:"انا"
رأت صدمتھ من كلامھا لیقول :"لماذا", سكتت قلیلا تفكر ھل تجیبھ أم لا و لكنھ قاطع تفكیرھا لیصرخ في وجھھا :"قلت لماذا", احست بالرعشة اجتاحت جسدھا و كأن احدھم صعقھا بشحنة كھربائیة لتقول بفم جاف من الخوف :"افعل ھذا كل مرة اسلم لك جسدي فیھا .... اعتبره كعقاب لنفسي", رأت تلك الابتسامة المریضة ترتسم على وجھھ .... تبا لاطالما عرفتھا..... ھو بالفعل غاضب الآن و علمت جیدا أنھ سیؤذیھا ..... لذلك قبل أن تسمح لھ بذلك انقضت على شفتاه تقبلھ و تتحسس صدره بیدیھا .... لا طالما فعلت ذلك لتھدأه ، و یبدو انھا نجحت قلیلا لأنھ رماھا على السریر مرة أخرى ..... ** بعد عدة ساعات بدأ الضیوف بالرحیل و لم یبقى سوى الاصدقاء المقربین، كانت لیل جالسة مع آنا تتحدث معھا ..... یبدو انھا احبتھا ، لم تفھم بعد سبب تلك النظرات التي كانت ترمقھا بھا من قبل و لم ترد ان تسأل كثیرا عن الامر و لكن تفاجئت عندما اخبرتھا انھا تجید القتال و إستعمال السلاح و انھا سبق لھا ان قتلت العدید من الرجال فقد علمھا اباھا ذلك منذ كانت في العاشرة ، كما علمت ایضا انھا ستبقى في روسیا لمدة 4 ایام اخرى قررا ان یتقابلا فیھا 6
طلبت من جولیا ان تنضم لھما بعد انضمام آلیس و لكنھا رفضت یبدو انھا اشتاقت إلى ماكس كثیرا، لأنھا لم تكن سعیدة ابدا في غیابھ 5
لیل بإستغراب:"تبا آلیس انت لم تخبریني انك تجیدین إستعمال السلاح ایضا ..... لماذا انا الوحیدة التي لا تجید فعل ذلك"، ابتسمت آلیس لتقول:"الامر سھل لیلي ان كنت ترغبین سأعلمك ذلك"
سألتھا لیل من الفضول:"و من علمك ذلك", تنھدت آلیس لتقول:"حسنا... لقد تعلمتھا في إحدى المدارس" ھي كانت تكذب و لكنھا لن تستطیع اخبارھا بالحقیقة، كیف ستقول لھا ان بلاك من علمھا و قد سبق لھا ان انكرت معرفتھا لھ
آنا :"غدا عندما نلتقي سنذھب لمكان خاص و نقوم بتعلیمك .... الامر سھل كما قالت آریس"
اومأت لھا لیل لیخطر على بالھا سؤال فجأة و لكنھا لم تمنع نفسھا من طرحھ علیھا :"آنا ھل لدیك حبیب", لاحظت لیل تشنج عضلات آنا بسبب سؤالھا كادت تجیبھا لتسمع صوت من خلفھا یقول:"نعم صغیرتي لدیھا حبیب", لاحظت لیل نظرة آنا لصاحب ذلك الصوت الذي علمت من ھو ..... كان راست من تكلم ، التفتت لتجده واقفا خلفھا ینظر لآنا بعینین .... تبا .... كانت نظرتھ لھا كما ینظر كاسیاس لھا عادة، اعادت النظر لآنا التي احمر وجھھا فجأة و بدأت تبتلع ریقھا بصعوبة لتقول لیل في نفسھا .... تبا .... 9
جلس راست الى جانب آنا و احاط خصرھا بیده ثم دفن وجھھ بعنقھا لیھمس لھا بشيء لم تستطع سماعھ و لكنھا لاحظت كیف احرجت آنا من كلماتھ كثیرا و ابتسامتھا تلك .... اللعنة و كأنھا كانت بین یدي حبیبھا و لیس والدھا .... لم تفھم شیئا، ھل ھاذا المدعو راست مسخ مثل اخاھا .... و إن كان مسخ حقا .... لماذا آنا تبدو خاضعة لھذه الدرجة .... ھل یمكن أن تكون مغرمة بوالدھا .... حسنا بدت لھا مشاعرھا اتجاه كاسیاس في تلك اللحظة عادیة جدا مقارنة بھذان الاثنان، بعدھا للحظات احست شخصا یجلس لجانبھا التفتت لتجد كاسیاس .... ابتسمت في وجھھ و لاحظت مشاركة مانوییل و بلاك و دیلان ایضا لھم 2
مانوییل بسخریة :") Accidenti a te raste, il palazzo è grande, prenditi la stanza, non (farlo di fronte a noi )تبا لك راست ، القصر كبیر، خد لك غرفة، ارجوك لا تفعل ھذا امامنا("7
و كالعادة لم تفھم لیل شیئا من كلامھ ، لكن لاحظت كیف كانت آنا تبتلع ریقھا بصعوبة، و راست یغرس اصابعھ في خصرھا لیقول :"اخرس مانوییل لا تجعلني اكسر لك عنقك"، ثم اعاد الھمس في اذنھا مرة أخرى لتسترخي آنا و تبتسم لھ ..... حسنا ھذا فعلا امر غریب .....و ما زاده غرابة ان كل الجالسین كانوا ینظرون للأمر كما لو أنھ اكثر شيء طبیعي في العالم ، ما عداھا ھي و آریس.... حسنا آریس ایضا كانت منزعجة و لكن یبدو انھا منزعجة من شيء آخر فقد كانت تنظر للأسفل بالتحدید ناحیة ید بلاك الذي كان یحركھا تحت الطاولة بطریقة غریبة و وجھھا كان محمرا و كأنھا... تبا لك لیل اصبحت افكارك حقا مریضة، یبدو انھا تخبأ امرا ھي الاخرى .... تبا ... الجمیع غریب اللیلة ....16
التفت مانوییل الى كاسیاس یبدو أنھ یرید اللعب معھ قلیلا مانوییل بسخریة:"كاسیاس العروس صعدت الى الغرفة اضن انھا تنتضرك"، ابتسم لھ كاسیاس لیقول ببرود:'تبا لك ... انا لست عاھرا مثلك، اما بشأن كلارا تستطیع الانتظار بما ان الامر لن یؤذیني"
ابتسم مانوییل لیقول بنبرة خبیثة:"تبا ... كنت اریدك ان ترحل لأنفرد بشقیقتك الجمیلة، أردت قضاء ال...."، لم یكمل حدیثھ لأن رصاصة مرت بجانب وجھھ اخرستھ و جعلتھا تنتفض من مكانھا ، لیبتسم و یقول:"حسنا ... حسنا ... كنت امزح ایھا..."، و التفت الى لیل لیكمل:")un mostro()المسخ(6
بعد عدة ساعات رحل مانوییل لان طائرتھ كانت تنتظر، بینما بقي راست و زوجتھ و آنا بعد إصرار كاسیاس لھم ان ینزلوا بقصره في فترة بقائھم في روسیا، بینما صعد كل من دیلان و بلاك الى غرفھم ... في حین عاد لاك الى منزلھ، و صعدت جولیا و لیل الى غرفھم ایضا ، كذلك الحال بالنسبة لكاسیاس
بعد ان عادت لیل الى غرفتھا دخلت الى الحمام لتقوم بروتینھا المسائي غسلت جسدھا و اعتنت بوجھھا ، بعدھا توجھت الى سریرھا ، اطفأت الاضواء و رمت رأسھا على الوسادة ، بقیت تحدق في الفراغ لفترة و ھي تحس بألم رھیب في قلبھا.... تبا كانت مشغولة طوال الیوم لم تبقى لوحدھا أبدا ... لذلك لم تشعر بذلك الألم .. و كأن فراغا سكنھا ، احست و كأن روحھا تركتھا .... اللعین جعلھا مسخا و ھا ھو الآن یتزوج و كأنھ لم یدمر حیاتھا اللعینة.... تبا الحیاة حقا عاھرة لعینة، تجعلنا نحب الشخص الخطأ في الوقت الخطأ.... حسنا ھیا دعكي من ھذا الامر ستنسین كما نسى ، ستعیشین حیاتك كما فعل، و بتلك الافكار اغمضت عینیھا لتنسى او على الأقل تتناسى قلیلا... و لكن یبدو ان الحیاة عاھرة لعینة فعلا، لانھا ما إن اغلقت عینیھا، سمعت ذلك الصوت الذي كسر قلبھا الى نصفین .... تبا بل الى عدة انصاف.... "آه كاسیاس .... آه آه ... تبا ... انا احترق"، كان ھذا صوت كلارا و ھي تصرخ بإسم كاسیاس، اللعین یضاجع زوجتھ و كأنھ یتعمد ان تسمع صوتھم اللعین .... بقیت تتقلب في فراشھا تخبر نفسھا انھا قویة لن یؤثر ذلك علیھا ... و لكنھا كانت تكذب على نفسھا لا اكثر، جلست على سریرھا و ھي تحس بألم قلبھا یكاد یحطم روحھا لتنزل دموعھا من عینیھا و كأنھا انھار، بكت... بكت بقوة..... بكت و كأنھا تفرغ الم تلك السنین.... بعد فترة فقدت الامل في ان یھدأ الصوت .... تبا تأكدت أنھ یفعل ذلك لیغیضھا، و بالفعل لقد نجح اللعین في ذلك، وقفت من مكانھا و خرجت من غرفتھا لتنزل الى المطبخ بعد ان احست بالعطش ..... و لكن ما إن دخلت المطبخ .... فتحت عینیھا على مصراعیھما من ھول ما رأتھ .... كانت آنا ملتصقة بالحائط تقبل والدھا .... اللعنة ..... ما ھذا القرف .... ھذا ما قالتھ في نفسھا و ھي ترى راست یلتھم شفتاھا كالمدمن الذي یأخذ جرعة مخدرات .... احست بأمعائھا تتقلب و ھي ترى ذلك المنظر، تعالت انفاسھا لیسمعھا راست، التفت ناحیتھا بسرعة لیجدھا واقفة تنظر لھم بصدمة، التفتت آنا بدورھا و ما إن رأتھا بدأ جسدھا بإرتجاف و دفنت وجھھا في صدر راست الذي لم یحرك ساكنا فقط بقي یربت على شعر آنا لتھدأ، بقیت لیل تحدق في عینیھ .... اللعنة .... ھو في ال35 من العمر... حسنا ھو حقا لا یبدو علیھ و لكن ... تبا الفتاة في 19 من العمر .... ثم انھا ابنتھ ... كیف یسمح لنفسھ بإستغلالھا بھذه الطریقة، بقیت تحدق بھم بوجھ شاحب حتى تكلم ھو بنبرة ھادئة و كأنھا لم تجده یقبل صغیرتھ الآن:"آنسة لیل، ھل احتجت شیئا"16
نعم أحتاج ... أحتاج أن اكسر جمجمتك اللعینة ایھا المسخ .... أحتاج أن اقطع شفاھك ....ھذا ما كانت ترید أن تقولھ... تبا و ھذا ما قالتھ بصوت یرتعد خوفا:"انا .. انا آسفة.... أنا ... الماء .... أردت الماء"4
اومأ لھا راست لیقول بھدوء:"تفضلي، البیت بیتك"18
اللعین یطلب منھا ان تأخذ راحتھا في منزلھا، تبا لك كاسیاس ایھا اللعین .... رجالك ... أصدقائك ... و انت تجسدون المعنى الحقیقي للقرف، توجھت لیل ناحیة زجاجة الماء لتسكب لنفسھا كأسا، بینما بقي یحدق بھا و كأنھ ینتظر منھا ان ترحل لكي یكمل ما كان یفعلھ، اللعنة علیك خذ غرفة و افعل ما تشاء4
اكملت لیل شرب الماء و كانت ترید الخروج لتسمع صوت إطلاق النار یدوي في الخارج ، التفتت لراست الذي كان یلعن و اخرج سلاحھ من خصره لیتجھ نحو الباب، ركضت ورائھ لیل و آنا و ما إن وصلت امام الباب رأت كاسیاس نازلا من الدرج كان عاري الصدر و حافي الرجلین لا یرتدي شیئا غیر بنطالھ، كان حاملا سلاحھ بیده و خلفھ كان بلاك و دیلان ایضا یحملون اسلحتھم13
كاسیاس بصوت عالي:"تبا مالذي یحدث راست" التفت لھ راست و ابتسامة مریضة في وجھھ لیقول:"یبدو ان ھنالك من یرید ان یلعب معنا صدیقي" خرج جمیع الرجال الى الخارج لیرتفع صوت اطلاق النار
بعد دقیقة واحدة كان الجمیع واقفا في الأسفل كلارا، میلیانا، آرثر، صوفیا، جولیا، ایلیزابیث، حتى السیدة ساندي و الخدم ... الجمیع كان یرتعد خوفا و اصوات اطلاق النار تتصاعد بعدھا بعدة دقائق اختفت الاصوات في الخارج .... الصمت ... ساد الصمت للحظات قبل أن یسمع صوت صرخة اخترقت قلوب الجمیع ... كان ذلك صوت دیلان، لذلك و بدون تفكیر ركض الجمیع الى الخارج لیجدوا بحرا من الدماء و العدید من الرجال ملقون على الارض موتى، و كان دیلان مرمیا على الارض یصرخ و یلعن بأعلى صوت بینما كان كاسیاس و بلاك و راست یمسكونھ .... كان یبدو كالوحش الذي فقد سیطرتھ على نفسھ .... تبا ... كان مخیفا حقا، كان الحرس یركضون ناحیتھ لیمسكوه بینما كان كاسیاس یصرخ بأعلى صوتھ طالبا الاسعاف.... كان المكان عبارة عن فوضى لم تستطع لیل ان تستوعب ما حدث كل شيء كان سریعا و لكنھ مر علیھا بطریقة بطیئة احست نفسھا اشاھد حربا ما .... كل ما كانت تراه دیلان یضرب في الجمیع و ھو یتجھ الى مكان ما و یصرخ بأعلى صوتھ... بینما كاسیاس یصرخ علیھا بأن تطلب الاسعاف .... اخرجت ھاتفھا بیدین ترتجفان لتتصل بالإسعاف و لكن صوت جولیا تصرخ جعلھا تسقط الھاتف من یدھا، لتلتفت ناحیتھا ...... كانت جولیا ممسكة بجثة احدھم و ھي تصرخ بأعلى صوتھا: "ماااااااكس"15
كانت جثة ماكس مرمیة ارضا و الى جانبھ فتاة صغیرة جسدھا غارق بالدماء، ركضت لیل ناحیتھم ... تبا كان المنظر حقا فضیع جسد ماكس كان مملوءا بالرصاص و جولیا كانت ممسكتا وجھھ و تصرخ بإسمھ و الدموع تتساقط من عینیھا، في تلك اللحظة احست لیل بقلبھا یتمزق ... تبا قبل لحظات كان الجمیع سعیدا و الآن اصبح المكان كالجحیم، اقترب آرثر بسرعة من ماكس تحسس نبضھ ثم تحسس نبض تلك الفتاة لیصرخ بصوت عالي :"صوفیا احضري حقیبة الاسعافات من السیارة " و بالفعل ركضت صوفیا لتحضر ما طلبھ منھا في حین سارع ھو بتمزییق ملابس ماكس، بینما بقي یحدق في جسد تلك الفتاة و كأنھ یختار من سینقد و من سیتركھ للموت، لحظات قصیرة احضرت صوفیا الحقیبة لیبدأ بإخراج المعدات بینما طلب من احد الحرس ان یطلب الاسعاف
بعد صراع طویل تمكن دیلان من الركض ناحیة الجثتین الملقیة ارضا و ما إن وصل امامھما جلس على ركبتیھ و امسك وجھ ایمیلیا لیصرخ بأعلى صوتھ:"ایمیلیا... استیقصي و اللعنة... افتحي عینیك"، كان منظره یدب الرعب في اعین من یراه، بقي یھز رأسھا بقوة لتستیقظ بعدھا بدأ بضرب رأسھا مع الارض و كأنھ وحش طلیق .... صرخ آرثر في وجھھ ان یتوقف و بأنھ یؤذیھا و لكنھ لم یكن یسمع شیئا، و بمعجزة استطاع كاسیاس و راست ابعاده عنھا و لكنھ بدأ یضرب و یكسر في المكان من حولھ ... كان مخیفا حقا لذلك قام راست بضربھ على رأسھ بمؤخرة سلاحھ لیسقط فاقدا للوعي11
بعد ربع ساعة جاءت سیارة الاسعاف لتحمل ماكس و ایمیلیا، بینما امر كاسیاس رجالھ بأن یخفوا الجثت و ان لا یسمحوا لأحد ان یغادر القصر، و ركب سیارتھ لیرحل رفقة بلاك و راست بعد ان امر بتشدید الحراسة على المكان .... و بالفعل قاموا بتشدید الحراسة ... تبا ... لا لقد جعلوا القصر كثكنة عسكریة في كل شبر یوجد رجل ضخم یحمل سلاحھ بیده... في المطبخ و السطح ... في كل مكان من القصر اللعین الذي اصبح كالجحیم بلیلة و ضحاھا12
______
في المشفى كان كاسیاس واقفا امام غرفة العملیات رفقة بلاك و دیلان الذي اخیرا استعاد وعیھ و لكنھ كان في حالة یرثى لھا، بینما كان راست جالسا یدخن من سیجارتھ بكل ھدوء و عقلھ في مكان آخر، لیأتي احد قضاة التحقیق رفقة عدد من الضباط و رجال الشرطة 2
تنھد بلاك و ھو یراھم قادمین من خلال الممر ، ثم التفت الى كاسیاس لیقول "تبا ھذا العاھر لا یبدو أنھ ینوي على خیر"، التفت كاسیاس ناحیة ستیڤن ھذا القاضي حقا لعنة حلت علیھم من السماء و كأنھ خلق فقط لیطبق على روح كاسیاس، منذ 3 سنوات في كل قضیة یذكر اسم كاسیاس یركض علیھ كالكلب المسعور ابن العاھرة
كان وراء كل مصاءبھم منذ استلم مركزه ... تبا و الوحید الذي كان خارج سیطرتھم لم ینفع معھ أمر لا تھدید و لا رشوة كما انھ كان محمي من قبل رجال مھمین لذلك لم یستطع قتلھ و التخلص منھ
وقف ستیڤن امام كاسیاس لیقول بإبتسامة ماكرة تغطي ملامحھ القذرة:"لم یمر على وجودك ھنا سوى شھر و ھا انت واقف امامي سید كاسیاس"
اجابھ كاسیاس بملامح باردة ملیئة بالعقل:"سید ستیڤن لمن ادین لشرف زیارتك لي شخصیا"
ابتسم ستیڤن لیجیبھ ببرود مستفز:"تدین للرجال الذین تم بقتلھم و تخبأة جثتھم في قصرك قبل قلیل سید كاسیاس"
ابتسم كاسیاس و كأنھ سمع نكتة ما لیقول بكل ھدوء:"لا اعلم عن ماذا تتحدث سید ستیڤن و لكن یبدو أنھ تم الاختلاط علیك في الموضوع... انا من تم ..", كاد كاسیاس یكمل كلامھ و لكن مقاطعة ستیڤن لھ و التي جعلت بلاك یحدق بھ منتظرا ایاه ان یخرج سلاحھ و یفجره في رأس ذلك العاھر السلیط، و لكن فاجئھ كاسیاس للمرة الألف بھدوئھ فقط و سكوتھ و ھو یسمع ستیڤن یقاطعھ لیقول:"لدینا ادلة قاطعة في حقكم، صور.... مشاھد فیدیو... یعني الامر عالق في رقبتكم شئتم ام ابیتم" و نظر الى عیني كاسیاس الذي كان یحدق بھ بكل برود لیجیبھ و ابتسامتھ الممیتة لا تفارق وجھھ :"و ماذا یعني ھذا الآن سید ستیڤن، انت ھنا لتقوم بإعتقالي"
قھقھ ستیڤن و كأن احدا قام بدغدغتھ لیلتفت ناحیة بلاك و یقول:"لا سید كاسیاس نحن ھنا من اجل السید بلاك و دیلان"3
ضحك بلاك و ھو یعید رأسھ للخلف لیقول:"سأتشرف بزیارتك و الدردشة معك قلیلا ما دمت تحس بالملل"
ھز سیڤن رأسھ بلا فائدة لیخرج مذكرة من جیبھ و یقدمھا لبلاك لكن كاسیاس نزعھا من یده لیفتحھا .... اوه تبا كانت حقا مملؤة بالتھم .... تجارة بالاسلحة .... مخدرات... قتل .... تعذیب.... ، بقي كاسیاس یحدق بالورقة ثم رفع رأسھ لینظر الى راست و یقول بسخریة :"ھذه التھم لن یسجنوا لأجلھا حتى شھرین، یعني انك تضیع وقتك الثمین معنا فقط"1
ابتسم ستیڤن لیقول بكل حقد:"بلا تكفي سید كاسیاس... تكفي جدا" لیأمر رجلین من الشرطة بأن یعتقلوا بلاك و دیلان و بالفعل قاموا بذلك
التفت بلاك ناحیة كاسیاس لیقول:"أراك قریبا ایھا الزعیم ما أن یفق ذلك الوغد اخبره اني سأخرج لأكسر مؤخرتھ على تركھ شخص آخر یجعلھ عاھرة غیري" بینما إكتفى دیلان بالسیر وراء بلاك بصمت كأنھ لیس في ھذا العالم
بعد ان اخذوا بلاك و دیلان التفت ستیڤن ناحیة راست لیقول:"كنت اتمنى زیارتك أولا سید راست و لكن الاقدار دائما ما ترمي السید كاسیاس في طریقي"
ابتسم راست اكثر ابتسامة ھادئة في العالم لیقول :" یأسفني انك لا تستطیع سید ستیڤن لأن تكلفة زیارتي باھضة"، ھز ستیڤن رأسھ لیقول بإستفزاز:"اعلم لذلك جھزت لك بدلة باھضة الثمن ایضا اما بالنسبة لتكلفة الزیارة فلن ادفعھا انا", ثم اعاد الالتفات الى كاسیاس لیقول بنفس النبرة:"السید كاسیاس من سیدفعھا لأجلي الیس كذلك سید كاسیاس" اتسعت ابتسامة كاسیاس لیقول:"طبعا سید ستیڤن سأدفعھا و لكن انت تعلم في عالمي لا یوجد شيء بدون مقابل و اخشى ان یكون مقابل خدمتي لك شبیھة لذلك الشرطي الطموح امممم ذكرني ما كان اسمھ.... آه .... نعم آیدن" اختفت ابتسامة ستیڤن ما إن ذكر اسم ابنھ امامھ ... تبا ... ابنھ الذي قتلھ ھذا الوغد امامھ بدون ان یرف لھ جفن، ابنھ الذي اقسم على ان ینتقم لكل قطرة دم لھ ... و ھذا ما سیفعلھ حقا 2
ستیڤن بصوت غاضب:"اضن ان وقت الزیارة قد انتھى سید كاسیاس، و لكن لا تقلق سنتقابل قریبا قبل حتى ان تعلم ما حدث لك" و رحل تاركا إیاھا خلفھ ینظر في ظھره بنفس ابتسامتھ اللعینة التي اقسم أنھ تمنى كل یوم ان یمزقھا عن وجھھ اللعین ... كاسیاس استرلیني ... انتظرني بنفس تلك الابتسامة التي قتلت بھا آیدن اقسم أني سأعود
راست و ھو یدخن سیجارتھ بكل ھدوء:"حسنا أولا مداھمة ماكس، ثم القبض على بلاك و دیلان، لا اضن ان كل ھذا صدفة "1
صر كاسیاس على اسنانھ لیقول و ھو یحاول ان یبقى ھادئا:"حسنا اعلم ان جاك من فعل ھذا، و لكن یبدو ان ھناك ید خلفھ، فقط دعني اجد لھ وقتا و اقسم اني سأقطع لھ ھذه الید"
تنھد راست لیقول:"تبا و لكن لماذا اقتصر الامر على رجالك، لماذا لم یقوموا بإعتقالك و اعتقالي ایضا حسنا نحن ایضا كنا نطلق النار ، كما ان كل الأعمال تدخل و تخرج بإسمك لماذا تم القبض علیھم بدلا عنك"
التفت كاسیاس لیبتسم في وجھھ و یقول:"حسنا یبدو انھم یریدون اسقاط الذئب من اقدامھ"1 ابتسم راست لیقول:"تبا لھم ... انا معك دائما اخي، حتى ذلك العاھر ... تبا رغم أنھ مزعج كاللعنة و لكني لا
اشك أبدا في مساعدتھ لك"
ابتسم لھ كاسیاس لیقول :"اعلم اخي ... و لكن لا أرید من اي احد التدخل في ھذه الفترة ، یبدو ان العاھرة سیلتفت لكم ما إن ینتھي عملھ معي ، لذلك اكمل عملك ھنا بسریة ثم عد لسویسرا یأقصى سرعة"
اومأ لھ راست لیقول:"و ماذا بشأن الخائن"
ھز كاسیاس رأسھ بتوعد و ھو ینظر لصدیقھ لیقول بنبرة ممیتة:"اقسم اني سأطعم جسدة للفئران لا تقلق سأجده، و سأخرج رجالي من السجن و لكن اھم شيء الآن ھو ان ینھض ماكس بخیر"
اغمض راست عینیھ و مسح وجھھ بیدیھ لیقول:"تبا ماكس وحش یا رجل ... اخبرني احد الرجال الذي ارسلتھم لینظفوا مكان التدریب الخاص بھ انھم وجدوا ما یفوت 80 جثة" نظر لھ كاسیاس لیقول:"و لكن ھذا لا یسمح للعین بأن یدعھم یقتلونھ، دعھ فقط یستیقظ و سأجعلھ یندم على اللحظة الذي ولد فیھا" 1
مرت ساعة و لم یحدث شيء فقط بقي كاسیاس ینتظر امام باب الغرفة بینما بقي راست ینظف سلاحھ بصمت، لیكسر كاسیاس الصمت و ھو یلعن تحت انفاسھ
راست و ھو ینظف سلاحھ:"ما بك لا تقل لي انھا اعراض الدورة "، تنھد كاسیاس لیقول بصوت عالي:"تبا لي ... نسیت امر لاك" لیرفع راست رأسھ بصدمة تبا ھذا آخر ما كان ینقص13
.......... قبل ساعة
كان لاك جالسا في الصالون كالعادة یشاھد الأخبار... بینما كانت آلین جالسة على أریكة أخرى تشاھد معھ التلفاز بصمت تام ... أ َح َب ھذه الصفة فیھا كانت لا تسألھ كثیرا، و لا تتحدث بأمور تافھة... و حتى إن تكلمت لا تطیل الكلام، و كأنھا علمت أن الأمر یزعجھ... كما أنھا لم تطلب منھ شیئا... عدا مرة واحدة كادت تموت من الإحراج و ھي تطلب منھ نقودا كان المبلغ تافھا جدا و لكن رغم ذلك أخبرتھ أنھا ستعی ُده لھ، و لسبب ما علم أنھا ترید تلك النقود لتشتري أغراض نسائیة ... یبدو أنھا كانت تعاني من الدورة الشھریة... لأن وجھھا كان شاحبا و تمسك ببطنھا .. تبا ھذا ما قالھ في تلك اللحظة و ھو یخرج لیشتري لھا فوط و أقراص مھدئة ... و لكنھا حبست نفسھا في غرفتھا بعدھا لمدة أسبوع لا تخرج منھا إلا إذا كان خارج المنزل.18
إلتفت لاك ناحیتھا یبدو أنھا نامت في مكانھا... تبا... بقي یحدق بھا، كانت تمتلك جمال من خارج ھذا الكون، بقي یحدق بھا بصمت إلا أن لمح خصلة من شعرھا خرجت من تحت حجابھا، ھو لم یرھا یوما بدون حجاب علم أن ھذه عادات متعلقة بدینھا فكما یبدو علیھا أنھا متدینة ج ًدا، دائما ما یجدھا مستیقظة فج ًرا تصلي، كما أنھا كانت طاھرة و عفیفة جدا، لم یسبق لھ أن مكث إلى جانب إمرأة ساعة واحدة و لم ترتمي بین یدیھ و لكن ھي حقا كانت تتجنبھ و ترفض النظر إلى جسده بل إلى وجھھ بأكملھ، بقي ینظر إلى تلك الخصلة و أحس بنشوة غریبة إجتاحت جسده و لسبب غریب لم یفھمھ أحس بنفسھ یرید أن یخلع حجابھا لیرى شعرھا بأكملھ تبا .... لیس و كأنھ لم یرى شعرا من قبل ... اللعنة بل ھو لم یسبق لھ أن جلس مع فتاة تغطي شعرھا، و لكن ھو فعلا
أراد لحظتھا أن یرى شعرھا كیف یبدوا.. تبا... كان یجلس مع نساء عاریات و لم یحس بجسده یحترق كما أحسھ الآن بسبب خصلة... تبا لي ... ھذا ما قالھ في نفسھ و ھو یحدق بخصلتھا المرمیة على الأریكة ، َص َد َق من قال كل ممنوع مرغوب. بعد عدة دقائق من التحدیق بھا أحس بجسدھا یتحرك و كأنھا بدأت تنھض لذلك أبعد نظره عنھا مرجعًا إیاه للتلفاز31
عندما أفاقت آلین وجدت لاك لا یزال یشاھد التلفاز ، یبدو أنھا نامت على الأریكة ، لذلك قررت النھوض و الذھاب لغرفتھا للنوم ، إلتفتت ناحیتھ لتقول بصوت نعس كالأطفال الصغار و لكنھ خرج على شكل تأوھات: "أنا سأذھب للنوم، ھل تحتاج شیئا"
تبا... تبا ... نعم أحتاج مضاجعتك، لدى أصمتي و إرحلي الآن أو تعالي و إجلسي في أحضاني، إبتلع لاك ریقھ و بقي یحدق في التلفاز دون أن یجیبھا ، لتھز ھي رأسھا و تصعد لغرفتھا، ما إن مشت ناحیة الباب إلتفت لھا و بقي یتفحص مؤخرتھا و ھي تمشي ببطء ، لعن تحت أنفاسھ رغم أنھا ترتدي لبا ًسا محتش ًما .. بل لیس فقط محتشم بل كان واسعا علیھا ، لا یبرز منحنیات جسدھا ، إلا أنھ لم یستطع إخفاء مؤخرتھا اللعینة58
أعاد الإلتفات إلى التلفاز بعد أن رحلت، كان یشاھده و لكن رأسھ كان منشغلا بتلك النائمة فوق ، لأول مرة في حیاتھ تمنى شیئا و ھو أن یصبح مثل بلاك اللعین كان یضاجع من یشاء برغبتھا أو غصبا عنھا، و لكن لیس ھو لم یستعمل ھذه الطرق من قبل... حسنا ھو فعلا یؤذي من معھ بوحشیتھ و لكن لم یجبر نفسھ على أحد من قبل بل بالعكس إعتاد على النساء یرمین أنفسھن تحت قدمیھ6
ھیا ... مجرد رغبة و ستزول تذكر فقط كل ممنوع مرغوب، بقي على حالھ لنصف ساعة یشاھد التلفاز و وحشھ یطالبھ أن یصعد و یكسر الباب علیھا، و لكنھ لم یستسلم لشیطانھ أبدا ... كان ھادئا و خطیرا في نفس الوقت لذلك كان یفضل قناع الھدوء كي یتجنب أذیة أكبر قدر من الناس حولھ
مع أفكاره تلك في عقلھ لم یعده للواقع سوى صوت الرصاص في الخارج، قفز من مكانھ بسرعة راك ًضا في الدرج كان یصعده بطریقة جنونیة یختصر درجة في ست درجات كل ھمھ كان أن یصل إلى غرفتھا سریعا و بالفعل لم تمر ثانیة وجد نفسھ أمامھا، طرق الباب و ھو یسمع صوت إطلاق النار في الخارج یزداد و صوت الزجاج یتكسر في كل أنحاء المنزل ،یبدو أن أحدھم یرید مداھمة المنزل .. تبا بل و بالفعل قد قام لأنھ سمع صوت أقدام تتجول في الأسفل، لذلك و بعد أن لم یسمع ر ًدا منھا في الداخل قام بكسر الباب و تبا ... لما رآه ... اللعنة علیھا كانت بحق من خارج ھذا الكون، بقي واقفا أمام الباب یحدق في تلك الحوریة الجالسة أمامھ ، كانت جالسة على السریر ترتدي ثوب نوم قصیر یصل إلى منتصف فخدیھا بینما كانت سقاھا عاریتین كان جسدھا
ببشرة قمحیة و كأنھا لإحدى ملكات الأساطیر .... شعرھا ... تبا شعرھا كان باللون العسلي ، طویلا إلى ما أسفل مؤخرتھا ، تجمد في مكانھ و ھو یراھا نصف عاریة أمامھ كانت واضعة یدیھا حول أذنیھا كي لا تسمع صوت الرصاص و مغمضتًا عینیھا بقوة، كان جسدھا یرتعش خوفًا .... لم یفھم ماذا حصل لھ لحظتھا و لكنھ لم یستطع التحرك من مكانھ ... تبا كان یعلم أنھا جمیلة و لكن لم یتخیلھا بھذا الجمال.... ما إن أحست بحضوره فتحت عینیھا لتتلاقى أعینھما ... تبا.. تبا .... كانت عینیھا محمرتان من الدموع مما جعل لون عینیھا یشع جمالا... ما إن رأتھ ركضت ناحیتھ و إرتمت في صدره .... أحس بعضلات جسده كلھا تتصلب .... اللعینة دفنت وجھھا في عنقھ و كأول لقاء لھما ھمست في أذنھ برعب:"أنقذني"9
تبا لي ... تبا لي... ھذا ما قالھ في نفسھ لیمسك یدھا و یركض بھا إلى الطابق الثاني، فتح باب مكتبھ لیدخل ھناك فتح خزانة ما كانت مملوءة بالأسلحة حمل سلاحین أحدھم وضعھ بخصره و الآخر حملھ في یده، بینما سلم لھا سلاحا آخرا ، بقیت تحدق بالسلاح لیقول:" ھذا في حالة ..... "و سكت لأنھا رمت السلاح أرضا و أغلقت أذنیھا مجددا و كأنھا لا ترید أن تسمع ما سیقول ، لذلك أعاد حمل السلاح و وضعھ في یدھا مجددا لیھمس:"لا تخافي", بعدھا خرج ھو أولا من الباب ... أدار وجھھ في كل النواحي و عندما تأكد من عدم وجود أحد ھناك أمسك یدھا التي كانت ترتعش خوفا ... مما جعلھ یشد قبضتھ علیھا لتسترخي.... بقي یمشي بحذر إلى أن وصل إلى آخر الممر بقي واقفا أمام حائط كبیر ، ثم أزال إحدى اللوحات عن جزء منھ لتظھر لوحة إلكترونیة صغیرة، ما إن وضع إبھامھ علیھا فتح باب في الحائط ... كان داخلھ مصعد ، دخلا داخلھ و شغلھ نحو الطابق الأول... و ما إن وصلوا وجدت نفسھا في قبو كان مليء بأدوات التعذیب و الأسلحة التي بدت أنھا كانت تستعمل في الحروب قدی ًما منھا بعض السیوف النادرة ... كانت ھناك جلود لحیوانات أیضا... نمور.. أسود...دببة...، كان المكان مضل ًما و مخیفا ، كانت بھ آثار للدماء تغطي جدرانھ ، أخرجھا من شرودھا صوت لاك و ھو یحدثھا لیجعلھا تلتفت ناحیتھ:"إسمعي إبقي ھنا لا تخرجي، حتى أعود لك ھل فھمت" اومأت لھ لیتجھ ناحیة الباب و لكن یدھا التي أمسكت ذراعھ جعلتھ یلتفت ناحیتھا من جدید لتقول:"ستعود ألیس كذلك", عض شفتھ من الداخل لیجیبھا بثقة:" سأعود ... تبا لي ... لن أسمح .... " أراد أن یقول لھا بأنھ لن یسمح لأحد بأن یؤذیھا و لكن تبا لشخصیتھ المریضة، إبتسمت لھ لتقول بنبرة حزینة جعلت روحھ تقفز فرحا و لكنھ أخفاھا بملامح باردة:"أنت كل ما أملك إیاك ... أن تتركني"6
تبا لھ ... و تبا لھا... و تبا لھذا الشعور الغریب في قلبھ الذي لم یدرك وجوده إلى الآن ... اللعنة على قلبھ الذي ظھر في وقت كھذا، بادلھا أصدق إبتسامة في العالم لیقول:"أعلم و أنا أیضا لا أترك ما ھو ِمل ُك ُ◌ لي" لم تفھم
شیئا من كلامھ لكنھا اومأت لھ بنعم لیخرج و لكن لیس قبل أن یتفحص جسدھا مجددا لیرحل و ھو یلعن تحت أنفاسھ24
صعد لاك في المصعد من جدید و ما إن خرج منھ تصادف مع رجلین كانا مسلحین ما إن رأوه بدؤا برمیھ بالرصاص و لكنھ تجنبھم و بالفعل قام بقتل أحدھم لكن الآخر ھرب في إتجاه أصدقائھ .... لم یكن علیھ أن یتبعھ ... تبا كان ھذا أغبى قرار في حیاتھ، كان یذھب للموت بقدمیھ و كان یعلم بذلك و لكن كان یجب علیھ ذلك لیحمي مكان آلین ، بقي یطلق الرصاص بإتجاه الدرج إلى أن أصاب قدمھ ، و لكن أصدقائھ كانوا بالفعل ھناك و تبا مجددا لھ فبدون أي تردد قفز ناحیتھ و أطلق علیھ رصاصة في رأسھ ، لیتلقى وابلا من الرصاص إستطاع أن ینجوا منھ لكن تلقى رصاصتین في ظھره2
و كأحسن تصرف في تلك الحالة لحمایة آلین خرج مسر ًعا من المنزل لیلحقھ الرجال، لسبب ما علم أن ھدفھم ھو قتلھ ... لم یحتاجوا لأي ملفات فھو كان یرسل كل ملفات عملیاتھ بعد إنھائھا لكاسیاس
إختبأ خلف سیارتھ و بدأ بإطلاق الرصاص ، بعد عدة دقائق علم أن عدد الرجال الموجودین في ذلك الوقت كان 25 رجلا أسقط منھم 8 و تلقى إلى الآن رصاصتین، و ذخیرتھ وصلت للنصف
كان یعلم أنھ یقاتل في نزال خاسر و لكن لم یستسلم ظل على تلك الحال إلى أن نفذت ذخیرتھ، لذلك لجأ لأن یستعمل السكین كان یقتل الواحد تلو الآخر فقط بسكینھ ... تبا كان مستمتعا حقا بذلك لطالما كان یفضل ھذه الأنواع من القتالات و لكن تبا... من قبل كان یعیش فقط لیموت ... أما الآن فھناك سبب یجعلھ یعیش من أجلھ .... اللعینة حتى و ھو یتلقى الرصاص كان یفكر فیھا ....4
بقي صامدا ما یقارب النصف ساعة كان جسده حقا مملوء بالرصاص ... و قد جاء العدید منھم أیضا لذلك و بعد أن وصل حده رمى سكینھ أرضا واقفا أمامھم بكل شموخ لیبتسم أكثر إبتسامة مریضة على وجھ الأرض باثا الرعب داخلھم، بینما كانوا یوجھون السلاح في وجھھ ... ھیا تبا لھم لقد قتل ما یقارب ال30 رجلا و على ما یبدو أنھم أكثر مما كان یضن ، لذلك نظر بإتجاه المنزل ... تبا لم یجد حتى الوقت الكافي لیتعرف على قلبھ اللعین .... حسنا حیاتھ كانت سیئة و كانت ھذه الغبیة أجمل ما حصل لھ ... حسنا كاسیاس أیضا كان شیئا جمیلا في حیاتھ ..... تبا لھ كان كالأخ ، لم یقل لھ ھذا من قبل و حتى لو حصلت معجزة و نجى من ھذا فلن یقول لھ أنھ فعلا إعتبره ملجئھ عندما كان ضائعًا ..... و ككل شیطان یعرف أن لدیھ جناح ینتظره في الجحیم رفع إصبعھ الأوسط في وجھ الحیاة لیقول :"تبا ل ِك"
فقط في لحظتھا أغلق عینیھ لیسمع صوت الرصاص، نعم ھذه ھي النھایة ..... بعد عدة لحظات إتسع ْت إبتسامتھ ، یبدو أن الحیاة العاھرة جعلت حیاتھ و للمرة الثانیة مل ًكا لھذا الوغد الواقف أمامھ .... فتح عینیھ على صوتھ و ھو یقول:"تبا لم أكن أعلم أن كل رجالي عواھر"
ھز لاك رأسھ و ھو یرى كاسیاس یدخن سیجارتھ بكل ھدوء بینما كان راست خلفھ یستمتع بتشریح إحدى الجثت لیقول راست :"ھیا تبا لك كاسیاس ... لقد قتل جیشا یا رجل"، إبتسم كاسیاس لیقول :"راست إعلم أن ھذا الواقف أمامك یمتلك أسلحة في منزلھ لم یمتلكھا ھتلر في وقتھ، إذا لماذا خرجت تار ًكا منزلك لاك "6
تنھد لاك فھو علم ما یدور في عقلھ اللعین ..... لا یخفى علیھ شیئ ..لیقول ببرود :"یمكنك الرحیل الآن" و مشى بإتجاه منزلھ، و لكن صوت كاسیاس أوقفھ لیقول بنبرة آمرة علم لاك أنھ لا جدال فیھا:"ستأتي لتعیش في منزلي أنت و ما تخفیھ" إبتسم لاك تبا ... الجدال مع ھذا الشخص سیكون مضیعة للوقت لذلك إتجھ ناحیة منزلھ للإطمئنان على آلین2
كانت آلین ساقطة على الأرض تبكي بقوة تبا ... لقد خسرت شخصا آخر في حیاتھا... كانت تلوم نفسھا معتق ًدتا أن أولئك الرجال جائوا من أجلھا و أنھا كانت سببا في مقتلھ... عندما كانت تسمع صوت الرصاص كانت مطمئنة لأنھا كانت تعلم أنھ مادام الرصاص یطلق فھذا یعني أنھ لا یزال حیًا و یقاوم.... و لكن ما إن سمعت عدد الأصوات تتصاعد و بعدھا لم تطلق رصاصة أخرى علمت أنھ قد قتل .... ذلك الشخص الذي لا تعرف حتى إسمھ و لم تستطع حتى شكره على المعروف الذي قدمھ لھا ، لقد رحل الآن .... رغم أنھ كان مزع ًجا و باردا إلا أنھا أحست بالأمان معھ، مثل الأمان الذي كانت تحسھ مع والدھا بقیت تبكي و ھي تحس بأقدامھا تتجمد من الأرض الباردة و لكنھا أرادت حقا أن تموت في تلك اللحظة ... تمنت لو أنھا لم تترك یده لو أنھا ماتت معھ ... لذلك إستسلمت، لم تعد ترید أن تعیش بعد الآن.... أغمضت عینیھا و إحتضنت جسدھا الذي أصبح باردا كالثلج و إستسلمت للموت البطيء1
سمعت صوت الباب یفتح و لكنھا لم تكلف نفسھا حتى لفتح عینیھا ... یبدو أنھ أحد أولئك الرجال .... سیغتصبونھا الآن إلى أن تموت مثل والدتھا، نزلت دمعة حارة من عینیھا و ھي تتذكر صورة والدتھا ذلك الیوم
و لكن ذلك الصوت الذي سمعتھ ینادي بإسمھا لأول مرة أعادھا للحیاة فتحت عینیھا لتجده واقفا أمام الباب... لقد عاد .... لقد عاد كما وعدھا ، بقیت ھذه الكلمات تتردد إلى عقلھا و ھي تركض ناحیتھ لتقفز بین أحضانھ .... عاد الأمان لیسكن قلبھا من جدید إحتضنتھ بقوة و ھي تدفن وجھھا في عنقھ بقیت تحتضنھ و ھي تبكي و تقول بنبرة متألمة:"حسبتك میت ... ظننتھم قتلوك... أنا آسفة"، إستنشق رائحة شعرھا و كأنھ نسیم من النعیم ، إحتضنھا ضا ًما إیاھا إلى صدره بقوة... مر علیھ 28 سنة لم یحتظن شخصا ھكذا منذ كان صغیرا ... منذ كان
طفلا في الخامسة ... لم یحتضن شخصا ھكذا... كان آخر حضن لھ لأمھ آخر ذكرى لھ و ھو یرى والده یقتلھا من أجل تلك العاھرة .... آخر حضن قبل أن یفقد نفسھ و إنسانیتھ ... قبل أن یودع قلبھ الذي عاد لیزوره بمشاعر جدیدة .... إحتضنھا كأن حیاتھ اللعینة تعتمد على ذلك .... احتضنھا بقوة قبل أن تخونھ قدماه لیسقط أرضا دافنا وجھھ بین نھدیھا .... تبا... ھذا ھو النعیم .... إبتسم و ھو یتحسس بشرتھا بخده .... اللعینة تمتلك جسدا أقسم أن لا یجعل غیره یلمسھ11
أمسكت وجھھ بیدیھا لتنظر لھ كان یفقد الوعي لم تعلم مالسبب و لكن عیناه كانتا ثقیلتین، لمحت شبح إبتسامة على وجھھ قبل أن یمد یده لھا ممسكا بھا ثوبھا و حجابھا لیقول بصوت متعب :"أرتدي ملابسك رفاقي سیأتون الآن", اومأت لھ كالعادة بدون أن تسأل و وقفت تبحث عن مكان ترتدي فیھ ملابسھا و لكنھا لم تجد بقیت تقلب
رأسھا لیقول و ھو یتألم :"تبا ... أسرعي"، لم تجد حلا آخر أمامھا لذلك قالت :"أغمض عینیك"، إبتسم و ھو یغمض عیناه ... اللعینة كاد یموت من أجلھا و لا تسمح لھ حتى بأن یرى جسدھا ... تبا ... سیفعل ذلك و لكن لاحقا لیس الآن، بعد لحظات قالت:"لقد انتھیت"، بقیت تنتظر أن یفتح عیناه و لكنھ لم یفعل أعادت إخباره بأن یفتح عیناه و لكن لم یفعل لذلك إقتربت منھ و ھزت جسده و لكنھ لم یستجب كان باردا و أحست بسائل في یدھا لم تستطع رؤیتھ بسبب الظلام و لكنھا علمت أنھ دم من رائحتھ.... ھي تكره الدماء... و ھو ینزف بشدة .... صرخت بأعلى صوتھا:"أنت إستیقظ أرجوك یا سید إستیقظ"، ضلت تھلوس و ھي تحدث نفسھا :"ھل مات .. ھل مات.." و لكن صوت رجولي قاتل جائھا ناحیة الباب لیقول :"لا اللعین لن یموت بھذه السھولة لا تخافي علیھ" رفعت نظرھا لصاحب ذلك الصوت و لكنھا لم تستطع تحدید ملامحھ من شدة الظلام ... كان رجلا... لا رجلان .... أحست بوجود آخر في المكان و لكنھا علمت أنھم رفاقھ لتقول بخوف:"ھنا دم " و أشارت بیدھا إلى صدره، رأت ذلك الشخص یقترب منھا و ھو یحملھ بین كتفیھ لیقول و قد علمت أنھ یخاطب الرجل الآخر:"أضن أن عینا َك تصیبني بالحسد راست... تبا لك جعلت كل رجالي عواھر "... شھقت من تلك الكلمة التي سمعتھا ... تبا... لقد تكلم بدونیة ... تبا لك آلین ھذا لیس وقت حضور أخلاقك ، وقفت لتمشي خلف كاسیاس و ھو یحمل لاك على كتفیھ بقیت تتبعھ إلى أن وجدت نفسھا أمام السیارة ، في تلك الأثناء فقط إستطاعت أن تلمح ملامحھم...و لسبب غریب فیھا ... كانت لا تلاحظ وسامة الرجلان رغم أنھا كانت طاغیة فقط بقیت تحدق بجسد لاك و ھي ترى كاسیاس یضعھ في الخلف8
أرادت الصعود إلى جانبھ و لكن صوت كاسیاس أوقفھا للحظة لیقول:"لن تأتي معنا ستذھبین مع رجالي للقصر و سیأتي ھو أیضا بعد عدة أیام" و كعادتھا التي إكتسبتھا مؤخرا من لاك تجاھلت كلامھ و ركبت أمام لاك تضم وجھھ إلى صدرھا ... تبا ... تصرفات ھذا الرجل حق معدیة یبدو أن مكوثھا معھ لشھر جعلھا تتطبع بعضاً من
طباعھ، تنھد كاسیاس و ھو ینظر لھا ... تبا ... عاھرة لعینة ھاذا ما ھمس بھ لنفسھ و ھو یركب لیقود سیارتھ للمستشفى45
بعد 10 دقائق كان كاسیاس أمام المشفى، خرجت بعض الممرضات لیأخذوا لاك للداخل بینما توجھ ھو إلى غرفة العملیات لیطمئن على ماكس، بعد أن ترك تلك الفتاة رفقة لاك أو بالأحرى ھي من فرضت نفسھا لتبقى إلى جانبھ
بعد نصف ساعة خرج الطبیب من غرفة العملیات لیتجھ نحو كاسیاس الذي رمقھ بنظرة ممیتة جعلت الرجل یتكلم بسرعة :"سیدي لقد سیطرنا على وضع السید ماكس و لكن تلك الفتاة إصابتھا كانت بلیغة أشك في إستطاعتھا على المشي مرة أخرى"7
صر كاسیاس على أسنانھ بقوة كان ھذا الخبر سیئا ... سیئا حقا بدون ذكر ما سیفعلھ ماكس عندما یعلم أن إیمیلیا لن تعود للمشي فإن ھذا الخبر سیكون قاتلا بالنسبة لدیلان ... تبا جاك ... سأمزقك بیدي ... اومأ للطبیب بأن یرحل قبل أن یفصل رأسھ عن جسده ... ثم تنھد لیمشي ناحیة لاك لیرى وضعھ ھو الآخر، لیجد تلك الفتاة واقفة أمام زجاج غرفتھ كان مغشیا علیھ یبدو أنھ بحال جیدة، بقي یحدق بتلك الفتاة التي كانت تنظر ناحیة لاك و لكن ما حیره ھو نظرتھا .... كانت تنظر لھ بآسى و تأسف.... رفع كاسیاس حاجبھ لیقول لھا بنبرة خالیة:"ما إسمك یا فتاة" لم تجبھ فقط بقیت تحدق ب لاك .... صر على أسنانھ فقد إستفزتھ طریقتھا في تجاھلھ لیقول بنبرة ممیتة:"أنت ھل تتجاھلینني" أدارت وجھھا ناحیتھ لتقول بكل ثقة :"لا تكلمني أنا لا أتكلم سوى مع ھذا" و أشارت بإصبعھا بإتجاه لاك ... اومأ لھا و إبتسامة ظھرت على وجھھ أخیرا نظرة حب في عینیھا اللعینة و لكن یبدو أن حبھا مبھم لذلك قال لھا بنبرة ھادئة :"ھذا لدیھ إسم یا صغیرة" رفعت نظرھا نحوه لتقول بإحراج :"لا أعرف إسمھ" رفع كاسیاس نظره ناحیتھا لیقول بعد أن بقي یحدق ب لاك طویلا :"لاك إسمھ لاك" بقیت تحدق ب لاك دون أن تنظر لكاسیاس لیقول ھو:"ھل أنت مسلمة " أومأت لھ لیھز رأسھ تار ًكا إیاھا یبدوا أنھ سیحضى بأیام رائعة و ھو یرى لاك یتحول إلى عاھرة على ید ھذه اللعینة ... بینما بقیت ھي على وضعھا تردد إسمھ على شفتیھا ....... "لاك"25
❆❆❆❆❆❆❆
كانت لیل جالسة تفكر في طریقة تھدأ بھا صدیقتھا التي أقسمت أنھا ستجن لأنھا كانت تبكي بشدة و ھي تقول أنھا ستموت إن حدث لھ مكروه، بقیت جالسة مكتوفة الأیدي لأول مرة في حیاتھا تحس بالعجز ..... و ما زاد الأمر علیھا سوءا ھي اللعینة كلارا التي كانت تبكي بشدة و لكن لیس بسبب ما حدث بل لأن یومھا السعید تدمر بسبب رحیل كاسیاس عنھا یوم زفافھا .... اوه تبا أرادت لیل أن تقوم بكسر عنقھا ... تبا .... البقاء مع ھؤلاء الرجال ُم ِ ّضر حقا كما قال آرثر1
تنھدت لتقف خارجة من الصالون متوجھتًا ناحیة غرفتھا لتجد آنا خارجة من غرفتھا ما إن إصطدمت عیناھا بخاصتھا أنزلت آنا عیناھا بسرعة... فقط لحظتھا تذكرت لیل ما رأتھ في المطبخ لیلة أمس...... إقتربت منھا و
أمسكتھا من یدھا لتدخل بھا إلى الغرفة ثم أغلقت الباب خلفھا و جلست لتجلس إلى جانبھا آنا و علامات التوتر كانت بادیة علیھا، إبتلعت لیل ریقھا لتقول:"ھل یمكنني سؤالك"
اومأت لھا آنا بنعم لتسألھا:"ماذا تحسین و أنت بقربھ" .... رفعت آنا رأسھا بصدمة ھي توقعت أن تسألھا عن نوع العلاقة و التي ھي بحد ذاتھا لم تكن تعلم طبیعتھا و لكن لیل صدمتھا بسؤالھا لتقول آنا بإحراج:"من أي ناحیة تقصدین" ..... أجابتھا لیل بسرعة:"من كل النواحي ... جسدك ... داخلك ... كل شيء", إحمر وجھ آنا لتقول:"حسنا عندما یلمسني أحس بشيء ھنا " و أشارت بإصبعھا على بطنھا لتكمل :".... سألتھ عن ھذا الشعور و قال لي ... لا علیك من ذلك ... أما بالنسبة لداخلي أنا أحبھ بكل ذرة من حیاتي" .....اومأت لھا لیل لتسألھا مجددا:'"لأي مدى تطور الأمر؟" عضت آنا على شفتھا لتقول بوجھ محمر:"اااااا تطورت جدا ".... أكملت لیل بإنتباه كبیر كأن حیاتھا تعتمد على ذلك :"تعنین أنھ مارس معك الحب" .... اومأت لھا آنا بحزن ملحوظ لتسكت لیل قلیلا ثم تقول :"و لكن آنا ھو والدك ألا یشكل لك ذلك مشكلة" ھزت آنا رأسھا بلا لتقول بعد أن زال الإحراج قلیلا:"لیل ھناك أشیاء لا أستطیع إخبارك بھا الآن و لكن سیأتي یوم و تعرفینھا " .... إستغربت لیل من كلامھا لتقول :"و ماذا عن أمك" .... لاحظت لیل تغیر ملامح آنا لذلك إبتسمت لھا لتقول :"لا بأس أتمنى لك السعادة حقا، لقد لاحظت نظرتھ لك یبدو أنھ واقع في حبك أی ًضا" إبتسمت آنا بسخریة على تفكیر لیل یبدوا أنھا لا تعلم عن من تتحدث معھا حق فھي لا تعرف راست جیدا ... لم ترد الغوص في ھذا لذلك إبتسمت لتقول:"و أنا أیضا لاحظت نظرات كاسیاس لك یبدو أنھ ھائم فیك" ..... توترت لیل من كلام آنا لتقول :"أنا لا أستطیع آنا، كاسیاس لیس مثل راست .... كاسیاس یحب تملكي ... حسنا لقد بحثت عن تصرفاتھ في الأنترنیت و تبین لي أنھ یرغب بي رغبة جسدیة خالیة من المشاعر لذلك أنا لا أرید أن أخطو خطوة أندم علیھا كما أنھ أخي و كل الأدیان تحرمھ علیا " .... إستغربت آنا كلام لیل یبدوا أنھا لا تعرف أنھ لیس أخاھا أرادت أن تخبرھا بالحقیقة و لكنھا ترددت قلیلا و بعد صراع مع نفسھا قالت:"لیل إبحثي جیدا .... قد یكون ما تعتقدینھ خاطيء"..... قطبت لیل حاجبیھا لتقول بإستغراب:"ماذا تقصدین" ... إبتلعت آنا ریقھا لتردف:"أقصد من غیر الطبیعي أن یحبك آخاك ... قد لا یكون آخاك حقا لذلك أخبرتك أن تبحثي جیدا" ..... تسارعت نبضات قلبھا و ھي تسمع ھذا الكلام لتقول:"كیف لیس أخي ثم مالذي یجعل أمر حبھ لي غیر طبیعي أنظري راست والدك و یحب.." لم تكمل كلامھا بسبب ذلك الشعور الذي تملكھا لتقول:"ھل راست لیس والدك الحقیقي آنا" ..... أومأت لھا الأخرى لتكمل:"آنا أنظري .... ھذا الأمر حقا مھم بالنسبة لي إن كنت تعرفین شیئا أخبریني أرجوك"7
تنھدت آنا بإستسلام لتقول:"حسنا لیل ... كاسیاس لیس أخاك الحقیقي ھذا فقط ما أستطیع إخبارك بھ أما الباقي ستكتشفینھ لوحدك " ..... فتحت لیل عینیھا من الصدمة و إرتجفت أطرافھا لتقول :"أنت تقولین الحقیقة آنا ألیس كذلك .... أنظري أنا حقا أحبھ لا بل أعشقھ لذلك إن كان أخي فأرجوك لا تجعلیني أتمادى في علاقتي بھ .... أرجوك أخبریني الحقیقة" ..... أومأت لھا آنا لتقول:"ھذه الحقیقة لیل كاسیاس لیس آخاك و لا یحمل دمائك حتى
و لدي عدة دلائل أولھم الشبھ المعدوم بینكما و ثانیا زمرة دمھ النادرة سبق و أصابتھ رصاصة منذ 3 سنوات و كنت ھناك أمضیت ساعتین أبحث عن كیس دم لھ و ثالثا حبھ لك إنھ كفیل بجعلك تتأكدین أنھ لیس أخاك و دعیني أؤكد لك كاسیاس لیس مسخا لیحب أختھ" .... قلبت لیل ما قالتھ آنا في رأسھا جیدا و لفت إنتباھھا شيء لذلك قالت:"ھل تألم" قطبت آنا حاجبیھا لتردف:"من"
لیل:"كاسیاس ... عندما أصابتھ الرصاصة ھل تألم"..... إبتسمت آنا و ھي ترى حالة أخرى میؤوس منھا مثلھا لتقول:"لا إنھ من أقوى الرجال الذین رأیتھم في حیاتي و لكن أذكر أنھ كان یھلوس بإسمك طوال الوقت مما جعل مانوییل یسخر منھ لعدة أیام " ..... إبتسمت و إحتضنت آنا لتقول:"أنت لا تعلمین حجم الخدمة التي قدمتھا لي .... شكرا لك آنا أنا لم یسبق لي أن رأیت بطیبة قلبك" .... إبتسمت آنا لتقول بلطف:"أنا أیضا لیل .... و لا تشكریني أنت كنت تحتاجین دفعة صغیرة فقط و أنا قدمتھا لك" .....أومأت لھا لیل لتقول:"فھمت الآن لماذا كنت ترمقینني بتلك النظرات" ھزت آنا رأسھا بسخریة لتخرج لیل و تتركھا لترتاح قلیلا2
دخلت لیل إلى غرفتھا و أغلقت الباب ورائھا قلبھا ینبض بقوة تبا .... أرادت رؤیة كاسیاس .... أرادت أن تخبره بمشاعرھا أنھا تحبھ ... أنھا لا تستطیع العیش بدونھ .... بقیت تفكر مطولا كیف ستخبره بذلك ماذا ستكون ردة فعلھ .... ھل سیكون سعیدا بذلك أم لا .... لابد أنھ سیفرح بذلك... ستكون ملكھ أخیرا و سیكون ملكھا ستأخذه مھما كلفھا الأمر ھي تحبھ و تریده و ستأخده و لكنھا قررت اللعب معھ قلیلا بما أنھ یحب لعبة الإخوة ستلعبھا معھ قلیلا ثم ستخبره الحقیقة .... دفنت وجھھا في الوسادة لتكتم صراخاتھا الملیئة بالفرحة و لكنھا توقفت بعد ذلك و تذكرت ما یحدث في الخارج تبا لھا كیف تفكر في فرحتھا بینما یوجد من ستموت من حزنھا في الخارج ... تنھدت و أعادت الخروج لتعاود الجلوس مع جولیا مجددا.4
مر یومان و لم یعد أحد و لم تسمع خبر من أحد فقط بقیت تنتظر ... حمدا � جولیا ھدأت قلیلا ... و آنا تلك الفتاة حقا كانت طیبة و كانت تساندھا كثیرا حیث كانت تحكي لجولیا عن ماكس و عن تلك الفتاة التي كانت معھ و التي تبین أن إسمھا إیمیلیا و أنھا على عكس ما إعتقدت جولیا فھو كان الوصي القانوني علیھا و كان یحبھا مثل أختھ ..... كانت لیل قلقة جدا على كاسیاس الذي إتصلت بھ عدة مرات و لم یجب كذلك الأمر بالنسبة لدیلان و بلاك1
بعد عدة ساعات أخرى دخل راست و كعادتھا ما إن رأتھ آنا حتى شحب وجھھا و بان التوتر على ملامحھا و كأنھا رأت شیطانھا ... كیف لشخص أن یحب أحد ھكذا و یخاف منھ لھذه الدرجة في آن واحد و لكن طبعا ھو و كعادتھ أیضا إقترب منھا و بدأ یتحسس خصرھا مقربا إیاھا منھ لتھدأ .... إقتربت لیل منھ لتقول :"سید راست أین كاس..." لم تكمل كلامھا لأن جولیا ركضت نحوه تسألھ بخوف ؛"ھل مات !!!" ھز راست رأسھ بلا لیقول :"لا ماكس بخیر سیستیقظ قریبا" .... تنھدت جولیا و كأن الحیاة عادت لجسدھا لیلتفت ناحیة لیل و
یقول:"كاسیاس في المشفى سیعود رفقة ماكس و لاك" .....أومأت لھ لتقول :"ماذا عن بلاك و دیلان"...... أجابھا بكل ھدوء لیقول :"في السجن و لكن لن یبقوا طویلا " ..... فتحت لیل عیناھا من الصدمة لتقول بخوف :"تبا لماذا مالذي حدث "..... أجابھا راست بنفس نبرتھ الباردة :"لا شيء یا صغیرة سیخرجون قریبا" أومأت لھ لیل بإستسلام فھو یصعب الحدیث معھ كثیرا لذلك إكتفت بالصمت منتظرتًا أن تكشف الأیام عما سیحدث لاحقا.5
مر یومان آخران كانت جولیا تطلب من راست أن یأخذھا لترى ماكس و تترجاه لكنھ لم یقبل بھذا لأنھ كان أمر كاسیاس الذي لم یعد القصر منذ یوم الحادث بینما كانت لیل مشغولة البال على دیلان و بلاك ... تبا ... لم تعلم كیف أو متى و لكنھا أصبحت تحبھم بجنون أصبحوا بالنسبة لھا عائلتھا .... كما أن عقلھا كان مشغولا بوالدھا لقد مر أكثر من شھر و لم تراه أبدا .... ھل قتلھ كاسیاس، ھي أصبحت تعلم الآن أنھ لیس والده الحقیقي لذلك ربما یكون قتلھ ... تبا كاسیاس تغیر حقا أصبح أكثر شرا و قسوة، أرادت الخروج لعلھا تجده في منزلھم و لكن الحرس لم یسمحوا لھا و ما إن أصرت تلقت إتصال من كاسیاس لیخبرھا أنھ سیكسر قدمھا إن لم تبقى في المنزل ... تبا ھي حقا لم تتذكر سبستیان اللعین أبداً منذ أتت ھنا و لكن لم تعلم لماذا حاز على مكان كبیر من تفكیرھا الآن.... خافت أن یحصل لھ مكروه، ھي لا تتمنى لھ شرا فرغم كل أفعالھ السیئة لھا و لوالدتھا كانت تحبھ .... فالجمیع یخبرھا أنھا نسخة عنھ طبعا في الشكل فقط.
كانت تمضي یومھا إما تُ َطمئِن جولیا على ماكس أو تتكلم مع آنا حول علاقتھا براست و التي كانت حقا غریبة... لم تعلم لماذا و لكن بعد أن أطالت الحدیث معھا أحست لیل بألم كبیر في قلبھا على فراقھا لھا الذي إقترب أخیرا تبا انقضى الیوم مجددا و لم یستیقظ ماكس بعد أو حتى لاك ذلك الغریب أیضا وجدت نفسھا تھتم لأمره متمنیة أن یستیقظ بسرعة
❆❆❆❆❆❆❆
في مكان آخر كان جاك جالسا و بجانبھ سوزي یحدث ذلك الرجل و الغضب یتآكلھ من الداخل جاك بغضب :"تبا لھم لقد أرسلنا جیشا لكل واحد منھم كیف لازالوا على قید الحیاة .... أنا حقا لا أفھم أیھا الزعیم" الزعیم ماكاروف:"لم أتوقع أصلا أن یدخلوا للمشفى .... لما كل ھذه الصدمة أنت تعلم أنھم وحوش بشریة" نظر جاك لماكاروف ھذا الرجل المسن... حقا خطیر .... اللعین كان یعلم بأنھ لن یستطیع قتلھم إذن لماذا ھاجمھم ... لماذا كشف أوراقھ، لم یستطع جاك أن یقاوم فضولھ لذلك سألھ:"ما دمت تعلم ھذا أیھا الزعیم لماذا
كشفت أوراقنا".... ضحك ماكاروف لیقول بسخریة:"أوراقنا لم تكشف جاك ... الأمر یمشي كما ھو مخطط لھ" .....إستغرب جاك فھو لحد الآن لا یفھم شیئا من ھذه الخطة ... كل ما یعلمھ أن ھذا الرجل آتاه و أخبره أنھ سیساعده لینتقم لوالدتھ و لكي یصبح ملك المافیا في روسیا و ھو وافق كونھ دعمھ ببعض الصفقات و القوة و لكن الأمور لا تمشي على ھذا الشكل یجب أن یفھم مركزه من ھذه اللعبة لذلك قال:"و ما ھي ھذه الخطة أیھا الزعیم ماكاروف" رفع الآخر حاجبھ لیقول:"دع القلیل من الثقة بیننا جاك" قلب جاك عینیھ في كل إتجاه بینما إحساس سيء راوده و لكنھ طرده و قرر أن یثق بھ مع توخي بعض الحذر طبعا..... تنھد جاك بإستسلام لیقول :"حسنا ... أنا سأذھب للحمام قلیلا و أعود" أومأ لھ ماكاروف لیرحل الآخر ثم إلتفت إلى سوزي لیقول:"لماذا أدفع لك أموالا بشعر رأسك سوزي و أنت لا تقومین بعملك جیدا" ....إبتسمت سوزي بإغراء لتقول:"لا تقلق جاك لا یشك في شيء ماكاروف و لكنھ بطبعھ حذر .. لا تنسى ھو یبقى أخ ذلك الشیطان " لاحظت تجھم ملامح ماكاروف ما إن قالت ذلك لیقول بنبرة ممیتة:"لا تعیدي ذلك سوزي ... حتى بینك و بین نفسك لا تعیدیھ ... سأقتلك قبل أن تفكري في ھذا مجددا"..... لوت سوزي شفتیھا لتقول :"حسنا ... حسنا أنت حقا غریب لقد مرت سنتین لعینتین ألم تنساھا بعد ... لقد ماتت ماكاروف سیلفیا ماتت كما أنھا لم تحبك یوما و أكبر دلیل على خیانتھا لك ھو جاك" .... صر ماكاروف أسنانھ بقوة لیقول:"سوزي إن كنت ترغبین في الحیاة فأغلقي فمك اللعین حالاً" أومأت لھ الأخرى فلا فائدة حقا من الكلام مع ھذا العاھر العجوز. ❆❆❆❆❆❆❆14
في الصباح فتح لاك عینیھ بصعوبة ... تبا ألم لعین في ظھره لا بد أنھ بسبب الرصاصتین اللتان تلقاھما و ھو یقتل ذلك المخنث... أدار نظره في الغرفة لتسقط عینیھ على تلك النائمة فوق كرسي تحمل شیئا في یدھا یبدو و كأنھ كتاب مقدس .... ھو لا یعلم في ھذه الأمور جیدا و لكنھ علم أنھا كانت تصلي و تدعوا لھ أن یشفى.... ھیا تبا على الأقل فعلت شیئا من أجلھ تذكر شكلھا و ھي بدون حجابھا لیبتلع ریقھ بصعوبة كانت حقا جمیلة ... لم یرى جمال كجمالھا من قبل، حاول الجلوس و بصعوبة نجح في ذلك لیزیل أنابیب المحالیل و یقف على قدمیھ ... نظر لنفسھ في المرآة ... تبا كان یرتدي ثوب المشفى .... سیقتل الطبیب لاحقا ... و لكن الآن علیھ أن یغیر ھذه المھزلة، لكنھ لم یجد شیئا یرتدیھ لذلك فتح الباب لیخرج و ما إن فعل قابلھ كاسیاس الذي ما إن رآه بدأ یضحك .... اللعین یضحك على مظھره، بقي لاك یحدق بھ بنظرة باردة .... و لكن اللعین ضل یضحك و لم یتوقف إلا بعد أن إبتسم لھ لاك ..... لیقول بسخریة:"تبدو سخیف بھذا الثوب" ھز لاك رأسھ لیقول ببرود:"أحضر لي شیئا أرتدیھ" اومأ لھ كاسیاس لیقول:"أمرك سیدي" ثم أشار لیرسل أحد رجالھ لیجلب لھ شیئا ثم قال :"عد لغرفتك لا أرید أن یراك أحدھم بھذا المنظر" تنھد لاك
لیجلس إلى جانبھ دون أن یقول شیئا فھو یفضل أن یراه الجمیع ھكذا إلا ھي بعد عدة دقائق من الصمت جلب الرجل بدلة سوداء للاك لأنھ لا یرتدي غیر ھذا اللون19
دخل غرفة ما و غیر ملابسھ ، لیلتفت كاسیاس لراست الذي كان یبدو علیھ التعب لم یرد سؤالھ لكن أمره طال لذلك قال :" تبا لك راست بما أن لعابك یسیل علیھا ھكذا خذھا و إرحل أو تبا لست مضطرا لترحل فقط أقتل الجمیع و عش ح.." كاد یقول حبك و لكن تلك النظرة التي رمقھ بھا راست جعلتھ یلعن تحت أنفاسھ لیكمل :"حیاتك ... عش حیاتك معھا ... أنظر الصغیرة تعشقك و أنت أدرى بما رأتھ في حیاتھا لا تحملھا عذابا آخر ....ھي لیست مضطرة لتتحمل أمراضك النفسیة"..... تنھد الآخر لیقول بنبرة متعبة:"بما أنك تحمل في رأسك اللعین ھذه الكمیة من الذكاء لماذا لا تجد حلا مع قطتك الصغیرة و تریح قضیبك من الإنتصاب على مشاكلي" تنھد كاسیاس و ھو یشعل سیجارة لنفسھ لیقول:" لأن الحل لمشكلتي لیس بیدي راست .. أنت الحل بین یدیك بإشارة من إصبعك ستزحف المسكینة بین قدمیك و لكن أنا لا ... أمري مختلف فصغیرتي ترفضني لذلك أنا لست مثلك" أومأ لھ راست لیردف بھدوء:"حسنا أخبرھا أنك لست شقیقھا و إن كانت تحمل مشاعر لك و أنا متأكد من أنھا تحملھا فستوافق" نظر لھ كاسیاس بحیرة لیقول:"كیف ... من أخبرك أنھا تحمل مشاعر لي" رمقھ راست بنظرة ساخرة لیقول :"الأمر واضح ... ألا ترى كیف ینتصب صدرھا ما إن تراك" ھز كاسیاس رأسھ بسخریة لتفلت منھ قھقھة صغیرة :"تبا لي ... و لكن الأمر حقا صعب راست إن أخبرتھا بذلك ستبحث عن آخاھا الذي أنجبتھ میلیانا و ستعرف الحقیقة و أنا متأكد أنھا ستكرھني" راست ببرود:"إذن أخبرھا بالقصة التي أخبرتك بھا صوفیا بأن أخاھا ولد میت و إنتھى الأمر" كاسیاس:"لا راست لن ینتھي ... سألت مرة میلیانا عن الیوم الذي ولدتني فیھ و أخبرتني أنھا رأتني و أنا أبكي قبل أن یغمى علیھا ... أقصد إبنھا الحقیقي و ھذا الأمر تعرفھ لیل جیدا لذلك ستبحث عن أخاھا و إن لم تفعل ھي سبستیان سیفعل من أجل میلیانا ... أنت تعرف العاھر یعشقھا حد الجنون كما أنك تعلم أنھ یستطیع إیجاده إن حرك إصبعا واحدا لذلك لن أجازف ... لن أفتح على نفسي نارا لن أستطیع إطفائھا بدون أن یتأذى أحد"21
راست:"تبا لي ... ھل تخاف من فتاة لو أفرغت شھوتك في إمرأة و أنت في ال16 لكانت بعمر إبنتك الآن ... تبا لھا خذھا غصبا عنھا أخبرھا أنك قتلت آخاھا أنك أحرقتھ حیا حتى الموت و إنتھى الأمر ستسامحك ... ستفعل جمیعھن مثل بعض أنظر لآنا قتلت والدھا و ھا ھي تقدس الھواء الذي أتنفسھ ھیا كاسیاس لا تجعلني أقرف من حوار الدراما الذي تعیشھ كن رجلا أقسم أن مانوییل اللعین أرجل منك فجر كل شيء في وجھ عاھرتھ أخبرھا أنھ قاتل عائلتھا و أخذھا قوة إذا لماذا أنت ھكذا خائف من فتاة بحجم إصبعك" ھز كاسیاس رأسھ بلافائدة لیقول:"أنا لست خائف راست ... تبا لي إن كان الأمر یحل بالقوة لضاجعتھا حتى ینفجر رأسھا اللعین و لكن الأمر لا یحل بالقوة ... أنا حیاتي مختلفة عن حیاتكما راست أنا لم أعش في ذلك
المكان مثلما عشتما فیھ أنتما ...حسنا سنة لعینة كانت كافیة لتمحي إنسانیتي و لكن لم تغیر شيء في حبي لھا ..

كاسياس وليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن