البارت الرابع

1 0 0
                                    



وَخاطبتها بِكلماتي العِراقية:
- "عيونچ سود چنها حبات العنب"
نَظرَت لِي بِنظرات مُربَكه وَبَدأت وَجناتَها تَحمرُّ خَجَلاً تَوسلت بِها أن أتواصَل مَعها بَعد الرجوع إلى أرضِ الوَطن لكِنها رَفضت ذلِك وَبَعد مُحاولاتٍ عِدة وافَقت بأن نُصبح أصدقاء
عُدنا إلى مَدينتنا وَبدأنا نَتحدَث يومياً، كُنت أعمَل بِنَشاط على غَير المُعتاد حتى أتفَرغ بشِكل كامِل لأُحادِثها
" إن مَن يُحب لا يَنتظر وَقت الفَراغ بَل يَصنَعه"
وَفي أحد لَيالي الشِتاء البارِده فاضَ بي الحَنين وَقيَّد عَقلي لِكي لا يَعتَرض
- ريم
- نَعمم ادم
- احبكِ
تَساير الصَمت بِهدوء لــلَحظات مَرّت وَكأنها ساعات وَتخلَلَ أُذناي إرتِجاف نَفَسها تَنهَدت بِهدوء وَقالت:
- أعشقَك وأغلَقت المُكالمة
شَعرت حِينها وَكأن أحدَهم سَكب رَطيباً قرّاً على قَلبي
ذَهبت حِينها وَأكمَلت كُل عَملي المُتراكم والبَسمه تَعلو وَجهي ونِمت في تِلك اللَيلة وَكأنني لَم أنم.

في مَكان آخر

أغلَقت المُكالَمة وَقلبي يَرتَجِف بحُب لأول مَره، نِمت بَعدها مُباشرةً وَالفرحه تملأ اعماقي
" لَم أكن اؤمن بالحُب يَوماً حتى وَجدتهُ فعَلِمت أن المُحب بِمَن أحبَّ مُتيم"
إستيقظت بِنشاط وَذَهبتُ مُسرِعة إلى هاتِفي لِكي أجد مِنه رِسالة نَصية مَضمونَها "صباح الخير"  مِثل كُلِ صَباح لكِن صباح اليَوم كان مُختلِفاً فقد أرسَل لِي
" آلبسي ما شِئتي يا أبهر قلبي فَكُل شيء يَليقُ بكِ فَوالِدتي تُريد أن تَرى حَرَم وَلدها الدكتور آدم مساءاً "

ضَحِكتُ مِن أعماق رُوحي وَبدأ قَلبي يَتراقَص فَرحاً لَم ارد عَليه حتى
جاء المَساء وكان فُؤادي يَرتَعِش مَع كُل حَركة تَحدُث بَدى أمري غَريب للغاية بالنِسبه لوالِدتي
حتى طُرقت بابَ المَنزل وَبدأت أقسامي بالنُحول خَوفاً وَحُباً
إهتز الهاتِف مُعلن عن وُصول رِسالة نَصية كانت منه:
- أكره العادات والتقاليد فماذا لو أني أختَطفتَكِ بَدلاً مِن هذا
ضَحكت وَذهبت لأُحضر الضِيافة وَيداي تَرتَعِش خَرَجَتْ أُمي مِن غُرفة الضِيوف وهي تَنظُر لي بِنظراتِ شَك قاسيه أخذت مِني الضِيافه وَعادت

كانَ الوقتُ يَمر ببُطئ حَتى سَمِعت صَوتَ أُمي وَهي تودِع والدة آدم
بَهتَ وَجهي فـــأُمي لَم تُناديني لكَي تَراني والِدَته بدأت الدُموع تَتَجمع بعَيني وَجاءت والدتي وَسَحبتني مِن يَدي بقوة
- هل تعرفينه
- لا
- ماذا تظنين نَفسَكِ فاعِلة هَل تُريدين الزواج بَعد أن أنزلتي رأسنا في المرّه السابقه، إنك تحلمين ياريم
وتَركَتني في خَيبتي وَغادَرت
إتصَلت بآدم وأنا أبكي وأسحَب انفاسي بقوة
- ريم اهدأي لو انكِ في وَسَط الجَحيم سأحتَرِق حتى أجعلَكِ بِجانبي

- كُفي عن البكاء يا ابهر قلبي

-ريمتي!! تَوقفي لَن أترُككِ حتى يأخُذ الله امانته

كانت كلماتَه بِمثابة طَبطَبه لِحُزني، يَعرِف كَيف يُضَمد جِراحي
مَرّت الأيام وَلَم يَتوقَف آدم بِطَلب يَدي وَكان في كُل مَرّه يُحضر أناسً جُدد وأشخاصٍ ذا شأن كَبير في المدينة وَكانَت والدَتي تَرفُض، وَفي كُل مَرّه كان يُخبرَني بِأنهُ لَن يَترُكَني أبداً كان رَجُل بِمعنى الكَلِمة إلى أن وافَقت أُمي

ريم الدُجىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن