- ريم
- نَعم
- لن اخرُجَ معكِ مرةً أُخرى حتى يَمُر على زِفافنا خمسةَ اعوام او اكثر
نظرت له بإبتسامة مُربكة
- لماذا ؟! من المؤكد أنَّكَ تَمزح
أجابها بإبتسامة جانبية صَفراء وَعاد إلى صَمته
لَم تَكُن تَعرِف حينَها أنه كان في قِمةِ صِدقِه.مرّت الأيام مُسرعة أسرع مما ينبغي حتى جاء يَوم الزِفاف وَما بعده من ايامٍ مُبتذله لم تشعُر بِمسرتَها،
حتى شاء الله وَوضع أول نُطفةٍ داخِل رَحمِها كانت في قِمة فرحها بها.
وبعد أن كَبُرت بَطنها وَضعت يَدها عَليها وَخاطَبَت جَنينها:
- أعدك أنك ستُحقق أحلامَك كُلَها تِلك الأحلام التي تختارها من تِلقاءِ نفسِك لا تُفرض عَليك.مرّت الأيام والشُهور حتى جاءها المَخاض كانت تَبلَغ مِن العُمر سِتة عشر ربيعاً فقط كانت من شدة الالم تشعُر وكأن أجلها قَد جاء لكن رَحمة الله وَعطفِه غَلبت كُلَّ شيء وَهذا الوَهن قد أصبح سَراب عِندما سَمِعت صَوت بُكاءِه قَد ملأ المكان وَإعتلت البسمةَ وَجهها وأنار وَلدها الدُنيا، كان يكبُر أمام عَينيها تَعلَقت بهِ بِشدة لَم تكُن تُفارِقه ولو لِـلحظات كَما لو أنهُ وَتينها.
لكِن الحَياة أحياناً تَضعنا في مواقِف نَعجَزُ عَن إتخاذ القرار فِيها
كَثُرَت المَشاكِل بينها وَبين زوجِها الذي ظَهر وجهَهُ الحقيقي بعد أربعةِ أشهرٍ فقط مِن الزفاف، كان طماعاً، عَديم إحساس و لا يَشعُر بالمسؤولية قطعاً، جَعلها تفقِد ثِقتِها بِنفسِها مِن كُثرةِ التوبيخ، وَانتهى بهُم المَطاف بالإنفصال وَتَهديم مَنزِلِها الذي لَم يكُن كـــأي مَنزِل يَسودَه الأمان والحُب كان مُجرد جُدران تَقِف.بَدأت بَعدها تُصارِع الحَياة التي لا زالت تراها ببراءتِها المُعتاده لَم تكُن تَعلَم أنها كانت مُجرد غزال يسكُن في غابة تَملؤها الذِئاب
لكِنها رُغم هذا كُله كانت أُم صالِحة تُربي وَلدَها بحُب حتى أصبح فتى يافِعلكِنه خَذَلها أيضاً عِندَما إختار تركَها فجأة وَالعَيش مَع والده بَدلاً مِنها ، إسودَت الحَياة بعينها وبدأ داخِلها يتٰأكل كــمَريض سَرطان لكِن مرضها لَم يكُن جَسدياً بَل كان نَفسياً بَحت، أخرجها مِن دوامَةِ الماضي صَوت والدتها وَهي تُناديها لتُخبرها بِالذهاب معها خارِج المَدينة للعِلاج لَم تُرحب بالفِكره لكِن كَــالعادة لَم يكُن لها رأي حتى
لِقاء يُوليو
خَرجن في الصَباح الباكِر إلى المطار ( مطار بغداد الدولي)
جَلسَت ريم مَع والدتَها في مَقاعد المَطار بإنتظار الطائِره
لَفَتَ إنتباهِها رَجُل يَجلِس بِمُفردِه بِالمقعد المُقابل لها كان انيقاً جداً ذو عينين زرقاوتين وَشعر بُني مُجعد قليلاً، وَضع يَدهُ على مَعصَمهُ الأيسَر وَهو ينظُر إلى ساعَتهُ اليَدوية، رَفع رأسَه وَالتَقت العُيون كانت عَيناها البَريئة كَفيله بِأن تَجعله يَهيم بِسِحرها، أنزلت عَينيها بِحياء وَبدأ صَوت مُوظف المَطار يَنتَشِر في أرجاءِ المَكان ليُخبِرَهُم أن الطائِرة أوشَكَت على الإقلاع ليستَعِدوا
رَكبت الطائِرة وَما أن حَلَّقَت وَبَدأت الغِيوم ببياضها الناصِع بِالظِهور حتى إبتَسَمت كـــالأطفال عِندما تَرى الحَلوى إستَطاعَت أن تُلفِت إنتباه ذا العِيون الزَرقاء مرةً أُخرى.
هَبطَت الطائِرة في أراضي المَدينة وَذهبوا أغلب الرُكاب إلى الفندق ذاتَه وَكانت أولى الصِدف الجَميلة في حَياتِها أنه كان مِن ضِمنِ هؤلاء الرُكاب.

أنت تقرأ
ريم الدُجى
Romanceلكِن وَلأوَل مَره يَنتَصِر قَلبي على عَقلي ذَهبت وَمِن دون أي إنذار مُسبق وَخاطبتها بِكلماتي العِراقية: - "عيونچ سود چنها حبات العنب"