خليجي 25

30 2 0
                                    

قصة رائعة وجميلة
- على مدرج ملعب البصرة -
عمّار شاب من اهل البصرة كان  ينتظر بشوق ولهفة افتتاح خليجي ( ٢٥) وكان يتمنى ان يجلس على مدرج الملعب ويشارك المشجعين ، ولكن حالته الصحية لا تساعده ، ومع هذا فانه اشترى بطاقة دخول ،  واخذ يسأل اصدقاءه ويطلب منهم اذا عرفوا بان هناك شخص من (محافظة  الموصل ) ياتي للتشجيع فعليهم ان يخبروه لياخذه يستريح  في بيته ويبات  عنده ويقدم له حق الضيافة ، لان عمار يحب هذه المحافظة ويحب اهلها .

وفعلاً وفي يوم الافتتاح اتصل احد اصدقاء عمار به  وقال له : تعالى الى الكرسي  ر قم ( .......) فانا موجود هناك وتوجد جماعة من (الموصل ) يجلسون  بجانبي ،

فأسرع عمار الى المكان الذي وصفه له صديقة وجلس بقرب رجل موصلي  وكان شكل الرجل  وهندامه  يدل على انه فعلا من الموصل.

وكان الرجل  بعمر (٧٠)سنة وقد رمزتُ له باسم (ابو هدى) ،  فاخذ عمار يكرر الترحاب بابي هدى

وبدأ حفل الافتتاح  وكان كل من في الملعب يصفقون ولكن عمار لم يصفّق واحيانا يضرب بيده اليسرى على الكرسي الذي يجلس عليه او يضرب على صدره او يلطم. اما يده اليمنى فوضعها في جيب سترته ولم يصفق بها كما يصفق المشجّعون .

ولهذا  قال ابو هدى لعمار : عمو انت ليش تلطم على  صدرك وما تصفّگ  مثل ما تصفّگ الناس ؟

فاجابه عمار: عمي انا ايدي اليمنه مجروحه وما أگدر اصفگ بيها ، ولكن عمي انته لهجتك چنها  مو من الجنوب ، انته امنين ؟ وين بيتكم ؟
فقال ابو هدى :  عمو انا من احدى  محافظات العراق ، ولم يذكر اسم المحافظة.

قال عمّار : عمي حياك الله انته اليوم تروح وياي للبيت ، والخير واجد واحنه  بخدمتكم.

شكره ابو هدى مرة اخرى واعتذر بان معه زوجته وابنته وهم بعد نهاية حفل الافتتاح سيعودون الى بغداد ومن بغداد يذهبون الى الموصل.

نظر عمار نظرة احترام الى إبنة ابي هدى  الجميلة  التي تجلس بين ابيها وامها ،وكأنه يجدد دعوته لهم في الذهاب معه الى بيته.

وقال والله اذا تروحون وياي راح امي تفرح بيكم ، وبيتنا قريب واحنه اشترينا دواشگ  وبطانيّات واشترينا استكاين چاي حلوات وخاوليّات وصوبتين وحده كهربائية (ولو الكهرباء ما تتحمل) والثانية نفطيه (ولو النفط غالي بالبصرة )، وصبغنا حيطان البيت متحضرين إلكم ولكل ضيوف البصرة  ، وانا إمشّي إعليكم العباس ابو الفاضل تروحون  وياي.

اخذ عمار يكرر الطلب وينظر الى الشابه وهي تبتسم كانها راغبة ان تذهب هي وابوها وامها مع عمار  البصري الاعور العين اليمنى  ، الذي يرمقها بخجل بطرف عينه اليسرى.

وكلما التقت عين عمار  بعيني هدى  يسود الصمت والخجل  ولكن يمزقه تصفيق المشجعين  الذين يشجعون حفل الافتتاح.

واحة المتابعين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن