أهلاً.
-
تَجلِسُ فِي غُرفَتُهَا ذَاتّ الطِلاءّ الرَمَادِيّ.. تَعزُفُ عَلى أَلحَان البيَانُو الذِي بَينَ يَديهَا.. بَينَمَا صَوتّ الهدُوء الذِي فِي المَنزِل يُريحُ تَفكِيرَها..
إنسَدلَتّ خُصلَةٍ مِن شَعرِهَا الأَشقَر فَوقَ عَينَاها.. لِتُعَاوِد وَضعَها خَلف أُذنِهَا.. وأَكمَلتّ العَزَفَ عَلى البيَانُو..
بَدأَ صَوتُ هَمهَمَاتِهَا يَملَئُ تِلكَ الغُرفَة الهَادِئَة..التِي لا يَصدُر مِنهَا سُوى صَوت هَمهَمَاتِهَا المُريحَةِ للسمَعّ.. تَنهدَتّ مُقَرِرَةً إنهَاء العَزّف لهذِهِ اللَّيلَة.. نَظَرت بعينناهَا العَسليتَانِ نَحوَ السَاعَةِ و كَانتّ الثَامِنة مَساءً مَضى عَلى خُروجِ والِديهَا مَعَ أُختُهَا الصغُرى سَاعَةً.. ذَاهبِيَنَ إلى حَفلَةٍ فِي قَصرِ المَلِك.
هِي بطبيعَتِهَا لا تُحب الحَفلاتِ تِلك، تُحب الهُدوءَ مَع صَوتِ آلتِهَا المُوسيقيَة المُفَضلَة ، تَحركَتّ تَرتَدِي مِعطفَاً صُوّفيًا يُنَاسبُ هَذا الجَوّ مِن السَنهّ..
أَخذتَهَا قَدمَاهَا نحَوَ الحَديقَة الخَلفيَةِ لمنزِلِهُم.. جَلستّ عَلى المَقعدّ المَوجُودِ هُنَاكّ مُوجهةً ناظِريهَا نَحو السمَاء مُراقِبَة هُدوء الليلّ و النُجوُمِ وَ القَمرِ المُشِّعِ هُنَاكّ.
صَدرَ صَوتّ عِواء كَلبٍ.. وَصُوت رَجلٍ آخَر مَع الكَلبّ إستغربَت هِي أَمرُهِم.. فَـ مُعضمِ سُكانّ قَريتهَا فِي القَصرّ ، إستَقامَتّ مِن مَضجَعِهَا مُتوجهِةً لبَابّ المَنزِل و نَظرتّ مِن خِلالِه، لَم تَستطِع لَمحَ مَلامِحِ الرَجُل ذَاك..لِذا اكتَفتّ بمُراقبَة مَالذِي سَـ يَفعَله.
هِي ظَنتّ بأَنهُ يُريدّ إيذَاءَ الكَلبِ أَو مَا شَابَه.. ولكِن إتضَحَ العَكسّ ، رُبمَا الرجلّ يُريدّ أَن يَحظَى بِـ نُزهَةٍ هَادِئَة رِفقَة ذَلِك الكَلبّ الكَبيرِ نسبِيًا؟.. فَهوَ بُنيّ اللونّ ويبدُو أَنهُ لَطيفٍ لِحَدٍ مَا.
أغلقتّ بَابّ المَنزِل مُتوجِهَةً للدَاخِل.. قَررتّ صُنعَ كُوبٍ مِن الحَليبِ السَاخِن رِفقَة بَعضٍ مِن البسكويّت بِطعِمّ الفَراوِلَة.. جَهزتُه و إتجهَت لِسَريرِها مُغيرةً ثِيابَها التِي كَانتّ مُكونَةً مِن فُستانٍ أَبيضّ اللونّ وذَلِك المِعطفّ الشتويّ.. قَامتّ بِرفعِ شَعرِهَا الطَويلّ و شَغلتّ المِدفَئَة الصَغيرة و إتجهَتّ لِسريرِهَا المُريحّ فَاتِحَةً ذلِك الكِتَاب و بدأَت بالقِراءَةِ بهدُوء مَع ضُوء القَمرّ و الشَمعَةِ التِي بجانِبهَا عَلى تِلكَ الطَاولَةِ الصغيرَة التِي تَقبعُ بجانِبهَا..
--
"آلِكّس ! توقفّ عَن فِعلِ ذَلِك"
قَال ذُو الشعرِ الأسودّ مُخَاطِبًا ذِلك الكَلب الذِي جَلس وَ ناظَرهُ بنظَراتٍ بَريئَة كَأَنه لَم يَفعلّ شَيئَاً
"سَـ نَعُود للقَصرِ بَعد قَليل لا تَقلقّ"
مَشى هُو و الكلب قَليلاً فِي القَريَة.. لتتعَدى السَاعَة الحَاليَة عَشر ليُقَررّ العَودَةِ حَيثَمَا كَان.
سَلكَ طَريقَاً مُختصَراً مِن تَحتِ القَصر للوصُولِ إلى غُرفَتِه قَبل أَن يَنتهِي ذَلِك الحَفلّ الغَبيّ بنظَرهّ.
وَصل لغُرفَتهِ بأمَانّ ليذَهب آليكِس لمَكانِه ليرتَاحّ ، ذُو الشَعر الأَسودّ غَيّر مَلابسهُ و إستلقَى عَلى السرير يُغمِض عَينَاه مُرتاحَاً.
Part One, done !.
YOU ARE READING
مَملكِة إسّكَندنَافيّا
Romanceمَملكَةٍ خَيّاليَة ، يَحكُمهُا أَشدُّ المّلوكِ قَسوةً و رُعبًا ، يقُومُ المَلكّ بحجزِ المَلكَة و إبنُهَا ؛ لينقَلبَ كُلَّ شيءٍ رأسًا عَلى عَقِب.. وَتستلمُ هِي الحُكم.