1

530 16 4
                                    


ترتدي زي العاملات في ذاك المطعم البسيط و العادي وهي تمسك الصحون تنقلها من هنا إلى هنا بينما تتحدث بهدوء و هي تفكر: لست متأكدة، لكني سوف افكر بالأمر، أنا لا أريد أن اثقل عليك اكثر من هذا. قالت بإحراج.

بالله عليك انزا انزعي هذه الفكرة من بالك، ثم أنا اسكن وحدي، و المنزل كبير نوعاً ما، قولي لي هل تنتظرين حتى تطردك تلك العجوز الشمطاء من ذاك المنزل، إنه حتى لا يليق بالعيش، لا أقصد الإساءة لكن ذاك البيت لا يليق للعيش وخاصة و الصغيرة نازلي معك.

تأفأفت ثم قالت: حسنا سوف أحاول جمع اغراضي غداً و نقلها لمنزلك بعد الدوام.

مرحا، وأخيرا أنا أحاول اقناعك منذ اكثر من شهر، لو لم ادخل "نازلي" في الموضوع لما اقتنعتي. لكن لابأس المهم غدا سوف اساعدك في النقل.

نظرت بحزن لذاك الجسد الصغير النائم على الكرسي وهي تفكر كيف ألت بهم الأمور إلى هنا، يجب عليها ان تفكر في صحة الصغيرة قبل كل شيء. لكنها قد اتخذت قرارها فبعد وفاة والدتها المغفور لها لم يتبقى لها احد غير ليسا التي فقدت والديها في حادث سير أليم.

انهت الفتيات تنظيف المطبخ الخاص بالمطعم ثم خرجتا و من أجل الذهاب للمنزل فغدا يوماً متعب لكلاهما، فنقل "انزا" للعيش مع "ليسا" جاء في وقته المناسب حفاظاً على صحة الصغيرة نازلي و أيضاً كي لا تفترق الفتاتان، من الجيد أن "ليسا" في عطلة الشتاء التي تمنحها الجامعة لهم، فهي طالبة صيدلة سوف تنهي عامها الأخير هذه السنة، فرغم تخلفها عن مداومة الدراسة لمدة سنتين بسبب وفاة والديها إلا انها عادت و بقوة فهي فتاة ذكية تطمح دائم للنجاح في دراستها، وهذا كان دائم بتشجيع والديها و هذه قد كانت وصيتهما.

وصلت "انزا" إلى ذلك المبنى المهترء وهي تمسك بيد الصغيرة "نازلي" التي تكاد تنام وهي واقفة، فنظرت لها بحزن ووجدت أن قرارها بالعيش مع "ليسا" في مكانه فهي تستيطع أن تبقى هنا بعد المدرسة برفقة "ليسا" لأن تخرج ليسا قريب و بعدها سوف تبدأ العمل بدوام جزيء في احدى الصيدليات بينما تكمل هي عملها هذا و أيضاً عملها الآخر من أجد تسديد اقساط مدرسة نازلي.

دخلت بهدوء ثم نظرت بفراغ إلى ذاك المنزل التعيس الذي اصبح عديم الروح من بعد وفاة والدتها، فرغم انتقالهم إلى اطاليا منذ أقل من عام لا تزال تشتاق إلى فرنسا رغم أنها نفس المعيشة لكان امها كانت بخير هناك ربما لم تفقدها، ربما كانت معها الآن تمسد على شعرها، تخبرها أن كل شيء سيكون بخير، ربما كانت ظروفهم سوف تكون احسن، في النهاية انهم عائلة يستطيعون الوقوف معا و البقاء صامدين.

ارتدت ملابس نومها ثم استلقت على السرير القديم بجانب نازلي التي ما إن اكملت انزا تغير ملابسها حتى غفت مباشرة ذاهبة إلى عالم الأحلام أين تستيطع أن تعيش طفولتها  دون التعرض للمواقف القاسية، ذاهبة اين تجد امها تحتضنها و تشعر بدفأها. كانت تريد ان تبدا في ترتيب اغراضها لكن شعرت بنوع من التعب فاليوم قد عملت كثيراً و كل قواها قد خارت.

Virgin Où les histoires vivent. Découvrez maintenant